أحداث النهاية؟
بقلم/ الشاعر العربي
*** هل هي البداية ؟***
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
و الله أعلم فإن ما يحدث في العالم حاليا من أخطر و أبرز فترات التاريخ البشري..
ربما لا تعدلها فترة سوى فترة بعثة محمد صلى الله عليه و سلم من حيث التأثير على مجرى البشرية كلها.
هناك أشياء قد نعتبر منها إذا تدبرناها..
أولا: هذا الزمان و الله أعلم قد يكون الوحيد في تاريخ البشرية الذي امتد فيه عمران بني آدم للأرض ليطول كل شبر منها تقريبا. و هو الوحيد الذي بلغ به بنو آدم علوا لم يعلوه من قبل.. صعود للكواكب زراعة للأعضاء قنابل نووية تذكرني دائما بقوله تعالى (و إن كان مكرهم لتزول منه الجبال)- سورة إبراهيم-.. اكتشافات علمية و دراسات و نظريات لم تترك مجالا إلا و أتت عليه.. بنيان عظيم و اﻷهم أن تعداد البشرية يناهز السبعة مليارات..
ثانيا: سرعة الاتصالات و تيسرها لدرجة أن حدثا في الصين ينقل مباشرة عبر الفيسبوك مثلا إلى الولايات المتخذة اﻷمريكية بنقرة زر و دونما كلفة تذكر تقريبا.. هذا فتح المجال أما أمر هام هو إمكانية نشر فكر أو معلومة ما في جميع بني البشر تقريبا في وقت وجيز جدا.. أما إن تم استعمال وسائل الفبركة و التمويه الإعلامي المتطورة جدا فبالإمكان جعل جميع الناس - إلا من حفظه الله- يوقنون بأمر قد لا يكون له وجود أصلا..
ثالثا: وجود أعداد هائلة من البشرية تعيش دونما أي عقيدة تذكر.. بل عقيدتهم هي التي ذكرها الله بقوله {وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون}. و مضى على الناس قرون تعيش هكذا و بالتحديد منذ الثورة الصناعية الحديثة في أوربا و الرأسمالية على أن هذا اﻷمر اشتد في السنوات اﻷخيرة فأصاب المجتمعات الإسلامية أيما إصابة إلا ما رحم الله و صار الفتور العقدي و اللامبالاة العقدية تتسرب إلينا عبر وسائل ناعمة على شاكلة دس السم في العسل.. الشاهد أن الكرة اﻷرضية كلها تقريبا - عدى قلة قليلة لا تجمعها بلاد محددة - تنبض وفق نظام و نسق واحد سواء وافقت بقلبها أم أنكرت..
رابعا:الملاحظ بعين المتفحص لواقع المجتمعات يتبين أنها و إن كانت على ظاهرها تنبض بنسق واحد و تتبع نمطا واحدا فإنها تبطن دونما علم منها كل منها مذهبا و حزبا لكن واقع العالم اليوم لا يدع مجالا لكي يبرز هذا التفرق إذ أن المشاغل اليومية و شبه الدعة الحياتية الحديثة تجعل هذه اﻷمور ثانوية و إن حملها صاحبها في قراره..ببساطة مشاريع فرق و أحزاب عقدية فكرية مع تأجيل التنفيذ
خامسا: دعوة الإسلام بلغت العالم كله تقريبا.. المذاهب الفاسدة بلغت عددا ربما لم يسبق للبشرية أن أدركت له مساويا: القديم استخرج فجدد و الحديث اسنبط و تمدد.. الكفر بالله جهرا صار دينا يحترم..النساء يتزوجن النساء و كذا الرجال بالقانون.. و لا أترك الفرصة تمر ههنا دون أن أشيرإلى انتشار السحر و ختلاط الإنس بالجن بدرجة لا يعلمها إلا الله بل من اطلع عليها لا يكاد يصدق أن أغلب بني آدم - إلا من رحم الله- اليوم يعيشون وفق أهةاء الجن و الشياطين وهم عن ذلك غافلون..
سادسا:السلاح ينتشر في كل شبر من الكرة اﻷرضية تقريبا.. السلاح من النوع الناري لم يسبق لبني آدم ان عمم عليهم بهذه الطريقة.. هذا إلى جانب السبعة آلاف رأس نووية في العالم التي مفعول الواحد منها جعل هيروشيما لا تنبت شيئا بين 1945 و 2003
--------------------------------------------------------
ما يمكن أن نستنتجه من هذه النقاط أن العالم اليوم أشبه ببنيان ذي زخرف و مبهر للعيان لكنه ما فيه من ركن إلا و أصابه نخر من السوس و الاهتراء و هو آيل إلى السقوط لا محالة. و أعداء البشرية و على رأسهم أمريكا و بني صهيون ينظرون إلى هذه النقاط كلها و قد قرروا و الله أعلم أن يمضوا في لعبة هي شر لعبة عرفها التاريخ البشري ربما.. لعبة الفوضى العالمية الشاملة.. طبعا لقد كانت لهم نية مسبقة في ذلك منذ أمد بعيد لكن الظروف كانت دائما تعطلهم في هذا الجانب أو ذاك - هذا حتى نفهم أنهم أهون على الله أن يكونوا المسير لهذا الكون و للبشر و حياتهم - و لكن في هذه المرة جرت الريح بما تشتهي سفنهم و لا يعتقد أنهم سيتركون الفرصة تضيع منهم..
أقول و الله أعلم..
هم سيمضون في أمر يريدون منه محو الحق محوا و حكم الكرة الأرضية كلها بما يهواه شياطين الجن و من استهوته من شياطين الإنس..
و أهل الحق سيمضون كي تحكم الكرة الأرضية كلها بالحق الذي ارتضاه الله لبني آدم و صدقت به الرسل أجمعون و تابعهم عليه التابعون..
النقاط التي أسلفت تعني أن الأمر بلغ الذروة و اليوم بدأ التغيير.. بدأت الفتن.. بدأت الملاحم.. تظهر الفرق و الهرج و المرج..
و لكن القول الفصل قول الله تعالى:
إنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً (15) وَأَكِيدُ كَيْداً (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً (17) - الطارق-
( قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ( 26 ) - سورة النحل-
مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ)) (آل عمران:179)
و الله تعالى أعلم
لا تنسونا من صالح دعائكم
بقلم/ الشاعر العربي
شهر 04 2011