منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المؤمنين والمؤمنات

-- قال صلى الله عليه وسلم وايم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها و نهارها سواء “
 
الرئيسيةاليوميةالأحداثمكتبة المنتدىالمنشوراتس .و .جبحـثالتسجيلدخولاالمواضيع اليوميه النشيطه
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ
فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }. ...
فهذه رسالة مختصرة إلى أهل الثغور في الشام،
وكما لهم حق النصرة فلهم حق النصيحة، فأقول:١
1--
عليكم بالاجتماع، فإن لم تجتمعوا على كمالٍ في الحق فلا تتفرقوا
بسبب نقص بعضكم، لا تفرقكم بدعة ومعصية فإنكم تقابلون كفرًا،
فقد اجتمع المسلمون على قتال العبيديين وقائدهم خارجي،
وقاتل ابن تيمية التتار ومعه أهل بدع.




٢---
بالفرقة تُهزم الكثرة، وبالاجتماع تنصر القلة، ولن تنتصروا حتى تقتلوا هوى النفس قبل قتل العدو، فالهوى يقلب موازين العداوات فتنتصر النفوس لهواها وتظن أنها تنتصر لربها،
وقليل الذنوب يُفرق القلوب، قال النبي ﷺ: (لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم) لم يمتثلوا باستواء صفوف الصلاة فتسبب بانـحراف القلوب،
فكيف بانـحراف صفوف الجهاد ولقاء العدو، فإن اختلفت القلوب فالتمسوا سبب ذلك في سوء الأعمال .


3---- إنكم في مقام اصطفاء ومقام ابتلاء، فمن أعلى مراتب الجنة جُعلت لمقاتلٍ قاتل لله، وأول مَن تُسَّعَر بهم النار مقاتل قاتل لهواه . ٤)---- إياكم وحب الاستئثار بالأمر وقد حذّر النبي ﷺ من (الأثَرَة) فاجعلوا همّكم نصرة الدين لا صدارة حزب وجماعة .

٥) ----
لا تخدعكم الألقاب فتوالوا لها وتعادوا عليها، فالله لا ينظر إلى ألويتكم وراياتكم وأسماء جماعاتكم، بل ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم،
لا تختصموا على اسمٍ فمهما بلغت أسماؤكم شرفاً فلن تكون أعظم شرفاً من كلمة (رسول الله) حيث محاها رسول الله بيده من صلح الحديبية
عندما نازعه المشركون عليها وذلك حتى يُمضي الحق وصالح الأمة .

٦)
----



العبرة بأعمالكم، فما ينفع (حزب الله) اسمه عند الله

٧)
 
لا يجوز لأحدٍ أن يجعل جماعته وحزبه قطبَ رحى الولاء والعداء، فلا يرى البيعة إلا له ولا يرى الإمارة إلا فيه،
ومن رأى في نفسه ذلك من دون بقية المسلمين فهو من الذين قال الله فيهم (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء)
قال ابن عباس لما قرأ هذه الآية: أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم
إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله
وبالاختلاف والتنازع يذهب النصر (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) قال قتادة: لا تختلفوا فتجبنوا ويذهب نصركم .
٨) ---
لا يصح فيكم اليوم وأنتم في قتال وجماعات أن ينفرد أحدٌ ببيعة عامة يستأثر بها ولوازمها عن غيره وإنما هي بيعة جهاد
وقتال وثبات وصبر وإصلاح ونـحو ذلك، ولا يصح من أحدٍ أن ينفرد بجماعة منكم فيُسمى (أمير المؤمنين) وإنما أمير الجيش
أو الجند أو الغزو، فالولايات العامة مردّها إلى شورى المؤمنين لا إلى آحادٍ منهم، والألقاب استئثار تفضي إلى نزاع وقتال
وفتنة وشر، وإنما صحت الولاية الكبرى من النبي ﷺ لأنه ليس في الأرض مسلم سواه ومن معه، وليس في
الأرض خير من نبي ولا أحق بالأمر منه، فلو استأثر فهو نبي لا يرجع لأحدٍ ويرجع إليه كل أحد .

9---- لا يضرب بعضكم رقاب بعضٍ، فاتقوا الله في دمائكم، واحذروا مداخل الشيطان في تسويغ القتل وتبريره فتأخذوا أحداً بظن العمالة أو التجسس
أو التخذيل فالله حذر من الظنون التي تفسد أمر الأمة وتفرق شملها (اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم)
ولا تجوز طاعة أميرٍ في قتل مسلم معصوم ومن أُمر بحرام كقتل معصومٍ فلا تجوز طاعته ولا بيعته حتى بيعة قتال،
 ولو بايعه فبيعته منقوضة، ولا يجوز لأحدٍ أن يمتثل أمرًا ظاهره التحريم  حتى يتيقن من جوازه بعلمٍ وإن جهل سأل من يعلم،
حتى لا يلقى الله بدم أو مال حرام، فيُفسد آخرته بجهل أو تأويل غيره، فالله يؤاخذ كل نفس بما كسبت (كل نفس بما كسبت رهينةٍ)
ولا أعظم بعد الشرك من الدم الحرام .

تابع 9 ----

فقد صح من حديث ابن عمر، أن النبي ﷺ أمّر خالد بن الوليد إلى جذيمة فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون:

صبأنا، صبأنا، فأمر خالد بقتل أسراهم، فقال ابن عمر: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره،

قال: فقدموا على النبي ﷺ فذكروا له صنيع خالد، فقال النبي ﷺ ورفع يديه: (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد) مرتين .

فقد عصوا خالدًا لما اشتبه عليهم الأمر، وهذا في دماءِ من الأصل فيه الكفر فكيف بدم من الأصل فيه الإسلام ؟!

10 ----

عند النزاع انزلوا إلى حكم الله كما أمر الله (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله)
وقال: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)
فالنزول عند حكم الله إيمان والنفرة منه نفاق، وإن اختلف اثنان أو جماعتان فليتحاكموا
إلى ثالث من غيرهم، دفعاً لتهمة المحاباة، فقد ورد في الحديث عنه ﷺ قال: (لا تجوز شهادة خصم ولا ظنّين)
وفي الحديث الآخر: (لا تجوز شهادة ذي غمر (عداوة) لأخيه، ولا مجرب شهادة،
ولا القانع (أي التابع) لأهل البيت، ولا ظنين في ولاء ولا قرابة)
وقد جاء معناه من طرق متعددة يشد بعضه بعضاً، وهذا في الشهادة وفي القضاء من باب أولى

١١)

احفظوا ألسنتكم فإن الوقيعة في أعراض بعضكم تزيد من أحقادكم على بعضكم، فما يزال الواحد واقعاً
في عرض أخيه حتى يمتلىء قلبه حقدًا وغلاً عليه فيُصدّق فيه ظن السوء ويُكذّب فيه يقين الخير .



١٢)
أحسنوا الظن بالعلماء ورثة الأنبياء واحفظوا قدرهم بالرجوع إليهم والصدور عن قولهم،
وأحسنوا الظن بهم واحملوا أقوالهم على أحسن المحامل، فمدادهم في نصرة الحق أثرها عظيم
وقد جاء عن جماعة من السلف (مداد العلماء أثقل في الميزان من دماء الشهداء)

13)

لا تُرحم الأمة إلا إذا تراحمت فيما بينها، ومحبة الله للمجاهدين ونصرته لهم معقودة
برحمتهم بالمؤمنين وتواضعهم لهم، وعزتهم على الكافرين، فإن من صفات المجاهدين
ما ذكره الله في قوله تعالى
: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم).



ومن الله استمدوا النصر والعون هو المولى فنعم المولى ونعم النصير .



الشيخ عبدالعزيز الطريفي ١٧/ من ذي القعدة / ١٤٣٤ هـ
.

 

  هل نحن قريبون من النصر في مصر أو سوريا؟إيادالقنيبي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أم طيبة
عضو فعال
عضو فعال
أم طيبة

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


 هل نحن قريبون من النصر في مصر أو سوريا؟إيادالقنيبي  Empty
مُساهمةموضوع: هل نحن قريبون من النصر في مصر أو سوريا؟إيادالقنيبي     هل نحن قريبون من النصر في مصر أو سوريا؟إيادالقنيبي  I_icon_minitime16/9/2013, 10:11 pm

:بسمله2: 



 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

. إياد قنيبي
كلمة جديدة مهمة:هل نحن قريبون من النصر في مصر أو سوريا؟
هل نقول:اللهم نصرك الذي وعدت
أتكفي سلامة المنهج
6 أسباب للنصر




[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]

[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم طيبة
عضو فعال
عضو فعال
أم طيبة

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


 هل نحن قريبون من النصر في مصر أو سوريا؟إيادالقنيبي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل نحن قريبون من النصر في مصر أو سوريا؟إيادالقنيبي     هل نحن قريبون من النصر في مصر أو سوريا؟إيادالقنيبي  I_icon_minitime17/9/2013, 12:45 am

:بسمله2: 
تفريغ للكلمة أعلاه



 
السلام عليكم.

إخوتي، ماذا نقول في رجل يتمنى الذرية لكنه يكسل عن الزواج وأعبائه فيقعد يدعو الله عز وجل قائلا: (اللهم أنت القائل: ((ادعوني أستجب لكم)). اللهم فإني أدعوك أن ترزقني بنين وبنات، فارزقني إياهم كما وعدتني)؟ بينما هو لا يريد الزواج... أصلا؟

ماذا نقول في طالب أنهى الثانوية ويتمنى دراسة الطب لكنه انشغل بطلب الرزق فقال: (اللهم أنت القائل: ((ويرزقه من حيث لا يحتسب)). اللهم فارزقني شهادة الطب من حيث لا أحتسب)؟

ماذا نقول في هذا الرجل وذاك الطالب؟ أليس دعاؤهما هذا نوعا من الاعتداء الذي نهى الله عنه إذ قال: ((ادعوا ربكم تضرعا وخُفية إنه لا يحب المعتدين))...من معانيها: أي يعتدون في دعائهم بطلب ما لا ينبغي.

لكن للأسف إخوتي اسمحوا لي أن أقول: نحن أيضا نعتدي في الدعاء كهذا الرجل وذاك الطالب! نعتدي إذ نقول: (اللهم نصرك الذي وعدت). وكأننا أخذنا بأسباب النصر التي أمر الله بها وما بقي إلا أن ينجز الله لنا وعده!

ليست كلمتي هذه للتثبيط. بل ولله الحمد بتنا نرى طلائع الإيمان تحقق الكثير، ونرى ضعف النظام الدولي الذي يريد توجيه ضربة جوية ثم يتردد، ولا يجترئ على إنزال قوات برية لما ذاقه من قبل، ويترجى مجاهدين للتفاوض معه وفتح مكتب لهم بينما هم يوجهون له الضربات الموجعة. الله تعالى يعطينا بذلك الأمل لنتلمس طريق النصر ونأخذ بأسبابه.

ما هي هذه الأسباب؟ كثيرة. تعالوا نستعرضها من الكتاب والسنة والتاريخ.
لكن إخوتي قبل أن نبدأ بها، أود أن أؤكد على معنى مهم جدا: هذه الأسباب نعرفها مسبقا، لكننا نتعامل معها على أنها كماليات تحسينية، بينما هي -كما دلت الأدلة- أسباب لسنا موعودين بالنصر دون الأخذ بها...أسباب كالزواج لذاك الرجل والدراسة لذاك الطالب. مشكلتنا أننا نركز على أحدها ونظن أن العناية به تسد النقص الحاصل في الأسباب الأخرى. بينما ((قد جعل الله لكل شيء قدْرا)). فالنصر له أسبابه التي لا بد من الأخذ به بقدْر معين. والله عز وجل إنما شكر من يسعى السعي المطلوب وليس مجرد أي سعي فقال: ((ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا)). إذن فالمطلوب هو سعيها المخصوص.

اليوم نستعرض بعض هذه الأسباب بإيجاز. ونفصلها في كلمات أخرى بإذن الله.

السبب الأول للنصر: سلامة المنهج الذي نقاتل عليه ونضحي من أجله. لكن عامة الناس افترقوا في هذا السبب على ثلاث طوائف:

فالطائفة الأولى فرطت في المنهج وأعملت فكرها في ابتداع طرق للوصول إلى النصر والتمكين وإن صادمت الأدلة.

والطائفة الثانية تمسكت بالمنهج واعتنت بتجريد التوحيد ونبذ الديمقراطية والتمسك بالحاكمية. لكنها تعاملت مع هذا السبب كأنه كل شيء وظنت أن سلامة المنهج راقعة لكل خرق وجابرة لكل نقص فما اعتنت بالأسباب الكثيرة الأخرى ولا رعتها حق رعايتها.

والطائفة الثالثة، وهي السواد الأعظم من المسلمين، لم يعتنوا أصلا بمعرفة
المنهج الذي يرضي ربهم عنهم. فأحدنا ينفق في المرحلة المدرسية أربعة عشرة سنة، ثم لعله يتابع الدراسة الجامعية والدراسات العليا في عشر سنين ليحصل على لقب الدكتوراه، الذي هو بذاته دون تسخير لخدمة الدين ليس سببا في دخول جنة ولا نجاة من نار. ربع قرن من عمره أنفقها من أجل الدنيا.
وهو مع ذلك إذا طُلب منه قراءة بحث أو سماع سلسلة تعينه على تبيُّن المنهج القويم الذي يوصله إلى رضوان الله وجنته فإنه يتكاسل ويحسب أن سلامة نيته كافية له عند ربه! ويكتفي بعد ذلك بانطباعات عاطفية عامة عن الأفراد والجماعات والمناهج، شكَّلها من خلال لفتات عارضة وأخبار متفرقة سمعها هنا أو هناك، وهو مع ذلك يدافع عن انطباعاته وتأخذه العزة بالإثم إن قيل له أنه مخطئ!

وأحسب أن أكثرنا معاشر المسلمين متوزعون على هذه الطوائف الثلاثة، ومع ذلك نرفع أيدينا في وتر التراويح وبعد خطبة الجمعة لنؤمن على دعاء: (اللهم نصرك الذي وعدت).
ولا والله ما على هذا وعدنا الله النصر!

السبب الثاني من أسباب النصر: أعمال القلوب.
قال الله تعالى: ((لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا (18) )) (الفتح).
إذن فالفتح كان ثوابا على ما وقر في قلوب الصحابة.
أعمال القلوب هذه تشمل الإخلاص والتبرؤ من حولنا وقوتنا والتجرد من حظوظ أنفسنا...هذه كلها مطلوبة، وليس إرادة نصر الدين فحسب.
قال تعالى: ((ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين)) فالعُجب عمل قلبي يسبب الهزيمة، وسلامة المنهج لن تسد الخلل حينئذ.

السبب الثالث من أسباب النصر: اجتماع الكلمة.
قال تعالى: ((إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص)).
هذا التشبيه فيه لفتة جميلة. فالبنيان لا يكون قويا إلا بشرطين: قوةِ اللبِنات (يعني الطوبات)، وقوة الملاط (أي: المادة التي تلصق اللبِنة باللبِنة). إذا اختل أي من الشرطين كان من السهل هدم البناء، إذ هو غير مرصوص.
حتى لو كان المجاهدون أقوياء في ذواتهم، لدى كل منهم عقيدة ناصعة ومنهج سليم، لكن الروابط بينهم ضعيفة. فإنهم حينئذ كَسورٍ لبِناته من حديد لكن المادة التي تلصق اللبنات ببعضها ضعيفة. فما أسهل أن ينهدم هذا السور.
فكيف إذا كان بينهم تنازع؟ قال تعالى: ((ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)).

كثيرا ما نجعل سلامة المنهج سببا في تنازعنا مع غيرنا ممن لا تُخرجهم أخطاؤهم عن كونهم مسلمين، ومع أنه يسعنا أن نتعامل مع أخطائهم بما يحفظ وحدة الصف وتراصه دون تمييع المنهج، ولا ندري أننا بقطع صلتنا بهم باسم فضح الباطل نعصي الله ورسوله إذ ننكر المنكر بطريقة غير سنية تفشلنا وتذهب ريحنا.

- إخوتي هناك حادثة منسية في التاريخ: عندما اجتاح التتار مملكة محمد بن خوارزم اجتمعت لهم جيوش من المسلمين منها جيش جلال الدين بن محمد بن خوارزم وجيش سيف الدين بغراق التركي وغيرهما. وما لا يعلمه كثيرون أن هذا الجمع من المسلمين هزم التتار هزيمة نكراء في منطقة غزنة بأفغانستان ثم هزيمة نكراء أخرى في كابل.
- ومع ذلك لا نسمع عن هذين الانتصارين، بل نعلم أن التتار اجتاحوا العالم الإسلامي بعدها وقتلوا الملايين وأفنوا مدنا بأكملها! لماذا؟ لأن جيش المسلمين بعد الانتصارين المذكورين اختلف على الغنائم إلى حد الاقتتال! مما أدى إلى انسحاب القوة التركية بقيادة بغراق، ففشلوا جميعا وذهبت ريحهم.
هل كان المقتتلون على الغنائم حينها يدرون أن هذا المتاع التافه الذي اختلفوا فيه سيكون سببا في قتل ملايين المسلمين وتشريدهم وتعذيبهم؟ وكم من الآثام لحقهم بتنازعهم الذي أدى إلى ذلك كله؟

السبب الرابع من أسباب النصر: حسن الإدارة والتخطيط.
إخوتي من منا جلس يوما وأمسك بورقة وقلم وقال: (أريد أن أخطط لخدمة ديني، أريد أن أرتب الأولويات وأحدد الرسالة والرؤية والأهداف)؟
أم أننا نعطي لديننا فضول الأوقات للتنفيس عن الشعور بالذنب كلما شعرنا أننا قصرنا في حقه؟!

لا بد من وقفات مع حسن تخطيط النبي صلى الله عليه وسلم، الذي جعل السرية في مكانها والعلنية في مكانها والمواجهة في حينها والصبر على الأذى في حينه.

رسول الله الذي نجح هو ووفد الأنصار أن يعقدوا بيعة العقبة الثانية في سرية تامة...تسلل ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان ليلا من بين مئات المشركين الحاجين معهم ليلتقوا رسول الله ويتفقوا على المرحلة المقبلة دون علم أهل مكة ولا حتى المسلمين منهم.

- رسول الله الذي كان إذا سار إلى وجهة ورَّى عنها بغيرها، فيسير الجيش خلفه وهم لا يعلمون الوجهة، حتى يربك المنافقين وجواسيس الكفار.
بينما كثير منا يظن أن البركة وحسن النية سينجي من عواقب سوء التخطيط وإفشاء الأسرار والثرثرة التي ضررها يتعدى إلى إخوانه من المسلمين والمجاهدين، ويغيب عن ذهنه أنه بذلك يعصي الله تعالى القائل: ((خذوا حذركم)).

ثم بعد هذا إذا ما ابتُلي بفعله يقول: (اللهم نصرك الذي وعدت، اللهم فرجك الذي وعدت)...ولا والله ما على هذا وعد الله النصر.

السبب الخامس: حسن الخلق.
في حديث بدء الوحي المتفق عليه قالت أمنا خديجة رضي الله عنها للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: (كلَّا، أَبْشِرْ! فواللهِ لا يُخْزِيكَ اللهُ أبدًا).
لماذا لن يخزي الله نبيه بل سيعزه وينصره؟ ما هي الأسباب؟ تابعت رضي الله عنها قائلة:
((فواللهِ إنَّكَ لَتَصِلُ الرحِمَ، وتصدُقُ الحديثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وتُقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ على نَوَائِبِ الحقِّ)).
- وهذه كلها أخلاق، كانت نتيجتها أن الله تعالى لن يخزي نبيه صلى الله عليه وسلم. وهذا ما نحتاجه اليوم، ألا يخزينا الله ولا يخذلنا في معركتنا مع أعدائنا. فلا بد من الاعتناء بالأخلاق كسبب رئيسي لتحصيل النصر، إذ أن الخلل فيها سبب من أسباب الهزيمة كما الخلل في العقيدة والمنهج.

السبب السادس: الصبر على تحصيل أسباب النصر المادية.
قال الله تعالى: ((وأعدوا لهم ما استطعتم))...فعدم الإعداد معصية. هل نحن أمة إعداد أم أمة غثائية؟ الطلاب في مدارسهم، المعلمون، الموظفون، الباحثون، الأمهات المربيات؟

كم من طلابنا يتكاسل عن تحصيل العلم الدنيوي النافع ويكثر الطعام ثم النوم وهو مع ذلك يدعو الله أن يبلغه الشهادة ((ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة)).
وحتى إذا بلغه الله ساحة جهاد ووقع في يديه وأيدي إخوانه مستودع من المعدات حُرم من الانتفاع بها لتقصيره في الهندسة التي سجل فيها لكن تلهى عن دراستها وما استجاب لقوله تعالى: ((وأعدوا لهم ما استطعتم)). أيحق له أن يقول بعدها: (اللهم نصرك الذي وعدت)؟!

إخوتي ذكرنا ستة أسباب ولا زال هناك غيرها. إنما أردت بهذه الكلمة توسيع مداركنا لئلا نحصر أسباب النصر في سلامة المنهج أو حسن القصد.
ولأجل ما تقدم فإني أعجب من جرأتنا على الله وصبر الله علينا إذ نعتدي في الدعاء فنقول: (اللهم نصرك الذي وعدت). لا والله ما على هذا وعدَنا الله النصر.

فلا ينبغي أن ندعو بهذا الدعاء أمام أبنائنا الذين تمر السنين تلو السنين وهم يسمعون منا هذا الدعاء ولا يرون نصرا، وكأننا ننسب إخلاف الوعد إلى الله تعالى، مع أننا في حقيقة أمرنا كباغي الذرية بلا زواج والطب بلا دراسة، ونظن حسن النية يسد كل فجوة ويرتق كل خرق، ونظن أن المطلوب شيء من العمل.

طبعا هذا الطرح سيثير تساؤلات كثيرة: أليس لنا أن نقول: اللهم انصر الإسلام والمسلمين، أيعني كلامك أنه لا بد أن يكون المسلمون كلهم على قلب رجل واحد مستكملين أسباب النصر المذكورة؟ ألم ينتصر المسلمون في فترات من التاريخ وفيهم من العيوب ما فيهم؟ سنجيب عن هذه التساؤلات في كلمات قادمة بإذن الله.

وأختم بالإجابة عن السؤال: هل نحن قريبون من النصر أم بعيدون عنه؟
الجواب فيه حقيقتان: حقيقة محزنة وأخرى مفرحة.

أما المحزنة، فبناء على ما تقدم فنحن بعيدون عن النصر جدا، لأننا لم نأخذ بأسبابه بالقدر المطلوب. ومعاندة سنن الله في النصر والتماس حالة شاذة عنها لا يجدي شيئا. إذ لا درب يوصل غير درب يأخذ بها، وإن بدا دربا طويلا.

أما الحقيقة المفرحة، فهي أننا قريبون من النصر جدا! نعم. لأننا نملك زمام المبادرة، فنحن الذين نستطيع –بتوفيق الله- أن نأخذ بالأسباب، ولن تستطيع قوى الكفر حينها أن تشل إرادتنا، تماما كعجزها عن انتزاع الإيمان من قلوبنا، وحينئذ فسيبارك الله تعالى في القليل الذي استطعناه واستنفدنا وسعنا فيه ويصنع لنا العجائب لأننا –ببساطة- أطعناه بأن أعددنا ما استطعنا. وحينئذ فسندعو بيقين قائلين: اللهم نصرك الذي وعدتنا.

فالخلاصة: نصر الله قريب...قريب جدا...لكن نحن الذين نقترب منه أو نبتعد عنه.
والسلام عليكم ورحمة الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هل نحن قريبون من النصر في مصر أو سوريا؟إيادالقنيبي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» النصر في سوريا يقترب
»  في سوريا و غيرها لن يكونا النصر الا حليف المجاهدين في
» قواعد مهمة في السياسة الشرعية( 1 )(2)إيادالقنيبي
» خطأ قول "رأي الدين" أووجهة النظر الإسلامية" إيادالقنيبي
»  مسطرة المجتمع المنحرفة وصراط الله المستقيم إيادالقنيبي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المؤمنين والمؤمنات :: {{{{{{{{{{مدونات اعضاء المؤمنين والمؤمنات}}}}}}}}}} :: مدونات الاعضاء :: مدونة الدكتور اياد القنيبي-
انتقل الى: