منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المؤمنين والمؤمنات

-- قال صلى الله عليه وسلم وايم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها و نهارها سواء “
 
الرئيسيةاليوميةالأحداثمكتبة المنتدىالمنشوراتس .و .جبحـثالتسجيلدخولاالمواضيع اليوميه النشيطه
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ
فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }. ...
فهذه رسالة مختصرة إلى أهل الثغور في الشام،
وكما لهم حق النصرة فلهم حق النصيحة، فأقول:١
1--
عليكم بالاجتماع، فإن لم تجتمعوا على كمالٍ في الحق فلا تتفرقوا
بسبب نقص بعضكم، لا تفرقكم بدعة ومعصية فإنكم تقابلون كفرًا،
فقد اجتمع المسلمون على قتال العبيديين وقائدهم خارجي،
وقاتل ابن تيمية التتار ومعه أهل بدع.




٢---
بالفرقة تُهزم الكثرة، وبالاجتماع تنصر القلة، ولن تنتصروا حتى تقتلوا هوى النفس قبل قتل العدو، فالهوى يقلب موازين العداوات فتنتصر النفوس لهواها وتظن أنها تنتصر لربها،
وقليل الذنوب يُفرق القلوب، قال النبي ﷺ: (لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم) لم يمتثلوا باستواء صفوف الصلاة فتسبب بانـحراف القلوب،
فكيف بانـحراف صفوف الجهاد ولقاء العدو، فإن اختلفت القلوب فالتمسوا سبب ذلك في سوء الأعمال .


3---- إنكم في مقام اصطفاء ومقام ابتلاء، فمن أعلى مراتب الجنة جُعلت لمقاتلٍ قاتل لله، وأول مَن تُسَّعَر بهم النار مقاتل قاتل لهواه . ٤)---- إياكم وحب الاستئثار بالأمر وقد حذّر النبي ﷺ من (الأثَرَة) فاجعلوا همّكم نصرة الدين لا صدارة حزب وجماعة .

٥) ----
لا تخدعكم الألقاب فتوالوا لها وتعادوا عليها، فالله لا ينظر إلى ألويتكم وراياتكم وأسماء جماعاتكم، بل ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم،
لا تختصموا على اسمٍ فمهما بلغت أسماؤكم شرفاً فلن تكون أعظم شرفاً من كلمة (رسول الله) حيث محاها رسول الله بيده من صلح الحديبية
عندما نازعه المشركون عليها وذلك حتى يُمضي الحق وصالح الأمة .

٦)
----



العبرة بأعمالكم، فما ينفع (حزب الله) اسمه عند الله

٧)
 
لا يجوز لأحدٍ أن يجعل جماعته وحزبه قطبَ رحى الولاء والعداء، فلا يرى البيعة إلا له ولا يرى الإمارة إلا فيه،
ومن رأى في نفسه ذلك من دون بقية المسلمين فهو من الذين قال الله فيهم (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء)
قال ابن عباس لما قرأ هذه الآية: أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم
إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله
وبالاختلاف والتنازع يذهب النصر (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) قال قتادة: لا تختلفوا فتجبنوا ويذهب نصركم .
٨) ---
لا يصح فيكم اليوم وأنتم في قتال وجماعات أن ينفرد أحدٌ ببيعة عامة يستأثر بها ولوازمها عن غيره وإنما هي بيعة جهاد
وقتال وثبات وصبر وإصلاح ونـحو ذلك، ولا يصح من أحدٍ أن ينفرد بجماعة منكم فيُسمى (أمير المؤمنين) وإنما أمير الجيش
أو الجند أو الغزو، فالولايات العامة مردّها إلى شورى المؤمنين لا إلى آحادٍ منهم، والألقاب استئثار تفضي إلى نزاع وقتال
وفتنة وشر، وإنما صحت الولاية الكبرى من النبي ﷺ لأنه ليس في الأرض مسلم سواه ومن معه، وليس في
الأرض خير من نبي ولا أحق بالأمر منه، فلو استأثر فهو نبي لا يرجع لأحدٍ ويرجع إليه كل أحد .

9---- لا يضرب بعضكم رقاب بعضٍ، فاتقوا الله في دمائكم، واحذروا مداخل الشيطان في تسويغ القتل وتبريره فتأخذوا أحداً بظن العمالة أو التجسس
أو التخذيل فالله حذر من الظنون التي تفسد أمر الأمة وتفرق شملها (اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم)
ولا تجوز طاعة أميرٍ في قتل مسلم معصوم ومن أُمر بحرام كقتل معصومٍ فلا تجوز طاعته ولا بيعته حتى بيعة قتال،
 ولو بايعه فبيعته منقوضة، ولا يجوز لأحدٍ أن يمتثل أمرًا ظاهره التحريم  حتى يتيقن من جوازه بعلمٍ وإن جهل سأل من يعلم،
حتى لا يلقى الله بدم أو مال حرام، فيُفسد آخرته بجهل أو تأويل غيره، فالله يؤاخذ كل نفس بما كسبت (كل نفس بما كسبت رهينةٍ)
ولا أعظم بعد الشرك من الدم الحرام .

تابع 9 ----

فقد صح من حديث ابن عمر، أن النبي ﷺ أمّر خالد بن الوليد إلى جذيمة فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون:

صبأنا، صبأنا، فأمر خالد بقتل أسراهم، فقال ابن عمر: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره،

قال: فقدموا على النبي ﷺ فذكروا له صنيع خالد، فقال النبي ﷺ ورفع يديه: (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد) مرتين .

فقد عصوا خالدًا لما اشتبه عليهم الأمر، وهذا في دماءِ من الأصل فيه الكفر فكيف بدم من الأصل فيه الإسلام ؟!

10 ----

عند النزاع انزلوا إلى حكم الله كما أمر الله (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله)
وقال: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)
فالنزول عند حكم الله إيمان والنفرة منه نفاق، وإن اختلف اثنان أو جماعتان فليتحاكموا
إلى ثالث من غيرهم، دفعاً لتهمة المحاباة، فقد ورد في الحديث عنه ﷺ قال: (لا تجوز شهادة خصم ولا ظنّين)
وفي الحديث الآخر: (لا تجوز شهادة ذي غمر (عداوة) لأخيه، ولا مجرب شهادة،
ولا القانع (أي التابع) لأهل البيت، ولا ظنين في ولاء ولا قرابة)
وقد جاء معناه من طرق متعددة يشد بعضه بعضاً، وهذا في الشهادة وفي القضاء من باب أولى

١١)

احفظوا ألسنتكم فإن الوقيعة في أعراض بعضكم تزيد من أحقادكم على بعضكم، فما يزال الواحد واقعاً
في عرض أخيه حتى يمتلىء قلبه حقدًا وغلاً عليه فيُصدّق فيه ظن السوء ويُكذّب فيه يقين الخير .



١٢)
أحسنوا الظن بالعلماء ورثة الأنبياء واحفظوا قدرهم بالرجوع إليهم والصدور عن قولهم،
وأحسنوا الظن بهم واحملوا أقوالهم على أحسن المحامل، فمدادهم في نصرة الحق أثرها عظيم
وقد جاء عن جماعة من السلف (مداد العلماء أثقل في الميزان من دماء الشهداء)

13)

لا تُرحم الأمة إلا إذا تراحمت فيما بينها، ومحبة الله للمجاهدين ونصرته لهم معقودة
برحمتهم بالمؤمنين وتواضعهم لهم، وعزتهم على الكافرين، فإن من صفات المجاهدين
ما ذكره الله في قوله تعالى
: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم).



ومن الله استمدوا النصر والعون هو المولى فنعم المولى ونعم النصير .



الشيخ عبدالعزيز الطريفي ١٧/ من ذي القعدة / ١٤٣٤ هـ
.

 

 تدبرٌ مُدّثرٌ بخوف الزلل

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
راجية الشهادة
المعبرة راجية الشهاده
المعبرة راجية الشهاده
راجية الشهادة

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


تدبرٌ مُدّثرٌ بخوف الزلل Empty
مُساهمةموضوع: تدبرٌ مُدّثرٌ بخوف الزلل   تدبرٌ مُدّثرٌ بخوف الزلل I_icon_minitime27/7/2012, 8:19 am

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال سبحانه وتعالى:
({قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ
 وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)
وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ
 فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152)وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ
 وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)}-سورة الأنعام-


سنجد أن هذه الآيات حوت عشر أمور يجب علينا أن نعلم حُرمة التفريط فيها أو بشيء منها ألا وهي:


1-إخلاص التوحيد لله وعدم الشرك به أبداً .
2-الإحسان للوالدين وليس فقط القيام بحقهما.
3-عدم قتل الأولاد سواءاً كانوا ذكوراً أو إناثاً بسبب الخوف من الفقر وعدم القدرة على
الإنفاق عليهم وقرر الكريم سبحانه أن رزق الأبناء وآبائهم أمرٌ مكفول من قبل الرازق سبحانه وتعالى.
4-عدم الاقتراب من الفواحش جميعها سواءاً الظاهرة للناس أو الباطنة في القلب و النفس.
5-عدم قتل النفس التي ورد فيها حكم إلهي بتحريم مسها وقتلها باستثناء ما أُوجب قتل
 ممن أتى من الفعل ما يوجب معه قتله بنص صريح من كتاب الله وسنة رسوله  .
6-عدم الاقتراب من أموال اليتيم وما هو ملكٌ له إلا بحدود ما أباحه الله من انفاق عليه ونحوه.
7-ايفاء الكيل والميزان وعدم انقاص شيء منه أو زيادة شيء وإنما وزنه كما هو تماماً وهذا هو العدل.
8-العدل في القول ابتغاء الحق مهما كان المقول عنه ولو كان من أقاربك وعدم الميل أو المداهنة في الحق.
9-الوفاء بالعهود التي أوجبها الله سبحانه وتعالى عموماً .
10-اتباع الطريق الواضح البين وهو طريق الإسلام كما هو موضّح في كتاب الله وسنة رسوله
 وعدم الالتفات عنه إلى طُرق وسُبل أُخرى تقوم على أفكار وأهواء واختلافات 
تؤدّي بكم إلى البُعد عن الإسلام الحق والضلالة والهلاك.


فهذه هي مجمل المحرمات التي نهانا الله سبحانه وتعالى عن الاقتراب منها
فلعل أحدنا يقول وكيف يكون الاقتراب؟

فلنعلم أن الاقتراب يكون من الٌقرب من أسبابها التي إن تهاوناً في التعاطي معها حتماً 
سنكون قريبين من الوقوع في عُمق ذاك الأمر المحرم
فالشركُ بالله مثلاً يبدا من الاعتقاد والتهاون في مسائل النفع والضر فتتعلق قلوبنا بالأسباب
 ونُعظمها حتى نصل إلى مرحلة
نعتقد فيها لا إرادياً أن هذه الأسباب تنفع لذاتها أو تضر فنكون قد وقعنا في الشرك من حيث لا نعلم


ومن هذه الأمور كمثال التَطّبُب فنُلاحظ أن البعض يقول عليكم بالدكتور الفلاني
 فعلاجه نافع وهو ممتاز ما ذهب إليه أحد إلا وشُفي من مرضه
فيكون صاحب هذا القول قد وقع في الشرك من حيث لا يعلم إذ أن الطبيب 
مجرد سبب والشافي هو الله وحده وما هو
 إلا بلاء للطبيب الذي فتح الله عليه من علمه ليختبر مدى شكره وحمده 
وايمانه بربه وللمريض حتى يعلم مدى إيمانه بربه
فالأصل أن يقال عليكم بفلان قد فتح الله عليه ووهبه من فضله علماً 
وما ذهب إليه أحد إلا وهداه الله لعلاجٍ ينفعه وشافاه الله بفضله


.........

والاقتراب من الفواحش عموماً سواءاً الظاهرية والتي تظهر من خلال 
عمل الجوارح الخارجية من قول ما حرم الله
أو فعل ما حرم الله أو سماع ما حرم الله أو النظر لما حرم الله أو اتيان 
ما حرم الله أو الفواحش الباطنية مما يعتمل
 في النفس وفي القلب من حسد وبغض وكره وحقد وتمني الشر
وإخفاء السوء وغير ذالك فإنما يكون الاقتراب من هذه الفواحش عن طريق اتيان مسبباتها


فمثال ذالك:


لو أخذنا الزنى كمثال فالوقوع في الزنى لا يكون إلا إذا سبقه مسببات تحث النفس على الوقوع فيه كالسماح للنفس
 بأن تُطلق النظر في الطرف المقابل وأن تسمح لنفسها بأن تستمع لما يُثير النفس تجاه العلاقة بالآخر وتتواجد في
 بيئة تُزين للنفس مسألة إقامة علاقة مع الطرف الآخر فهذه أسباب حرص الشرع على تجنبها والبُعد عنها لأنها هي
 السبيل السريع لبلوغ لحظة الانغماس في تلك الفاحشة بدون رادع من ضمير في لحظتها


...........................

لو تدبرنا في هذه العشر موانع التي حرم الله علينا
 اتيانها سنجد أنه لم يذكرها في آية واحدة وإنما فصّلها في ثلاث آيات مختلفات
 وختم في كل آية بدلالة تتعلق تحديداً بتلك المحرمات التي تضمنتها الآية
ففي الخمس محرمات الأولى : والتي ترتبط بالعقيدة والأفعال الدالة على اختلال العقيدة لدى المسلم ختمها بقوله
 :(ذالكم وصاكم به لعلكم تعقلون) 
أي حتى تعقلوا أن هذه الوصايا محرمة فلا تقتربوا منها وأنها تُعد مما يُهدم به الدين فلا تمسوها

فالشرك بالله(إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذالك لمن يشاء) فاتيان الشرك=خلود في جهنم إلا من تاب وأناب.
وبر الوالدين قرنه الله سبحانه وتعالى بعبادته حقاً وجعل العقوق أمر يكاد يواز الشرك بالله ولو تأملنا سبب هذا الاقتران
لوجدنا أن الشرك بالله هو أمر يشتمل على انكار وجحود وظُلم إذ أن الله يُعطي وحده ويُشرك في الثناء والعبادة معه من لم يُعطي أو يبذل شيئاً وما كان له ذالك
والعقوق يشتمل أيضاً على جحود ونكران جميل فالوالدان يبذلان أسباب الحياة لفلذة أكبادهما بعد مشيئة الله ثم يكون جزائهما الإساءة والانتقاص وبذل الإحسان لما سواهما
وقيل:(لا يشكر الله من لا يشكر الناس)


وفي قتل الأولاد بسبب مخافة الفقر أيضاً جحود ونكران لله فإن الله من رزق الآباء هؤلاء
الأبناء وعندما يعترض الأباء على هذا الرزق ويرون أن في مجيئة مضرة لهم وسبباً لفقرهم
 فهُنا يُتهم العليم الحكيم بأنه لم يُحسن الاختيار ولم ينظر لعاقبة الرزق الذي قدّره وهذا
انتقاص حاشا لله أن يُرم به سبحانه وتعالى فيكون هذا الفعل هادمٌ للعقيدة لما حواه من
 اعتراض على ما حكم الله به باستشعار أن في حكمه مظلمة
وفي الاقتراب من الفواحش من زنى وسرقة وحسد وحقد ونحوها أسباب تؤدي في نهاية
المطاف بمن يُداوم عليها مصراً عليها إلى بلوغ مرحلة المجادلة في الله ولو عُدنا لواقعنا
 لوجدنا أن أغلب الذين انكبوا عن الإسلام واتخذوا طريق الكفر والإلحاد كان السبب الرئيسي
 في بلوغهم تلك المرحلة هو الاقتراب من الفواحش والاصرار على ارتكابها وبلوغ الهوى
 في الاستمتاع بها مما وصل بهم الحال إلى كُره أي قول أو أمر يُشير إلى منعها أو انكارها .


وفي قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق (مازال المؤمن في سعة من دينه مالم يقتل نفساً محرمة)
فهذه المحرمات تؤدي بصاحبها إلى المهالك التي لا نجاة منها حتماً إلا بتوبة صادقة ومن العقل والحكمة
البُعد عن عظائم الأمور التي تؤدي بمن يقترب منها إلى الهاوية سريعاً ولذالك ختم هذه المحرمات المهلكة
 بلعلكم تعقلون (أي تعقلون عظمتها ومدى حُرمتها فلا تقتربوا من مسبباتها ناهيكم عن اتيانها)
والله أعلم


ونُلاحظ في الآية الثانية
 والتي اشتملت على أربع محرمات نقطة الوصل بينها أن مرتبطة بالمعاملات المادية المرتبطة
بالآخرين والتي في الاخلال بها يقع الضرر على أولئك القوم كالقائم على أمور اليتيم والمتكفل برعايته فهُنا عليه مسؤولية
الحفاظ على أموال اليتيم الذي لا يكون قادر على القيام بشؤونه وعدم استغلال ضعف وقلة حيلة اليتيم لاستغلال أمواله في منفعته الشخصية
وكمسؤولية التاجر في عدم استغلال حاجة الناس للغذاء ونحوه فيقوم بالتلاعب بالكيل والميزان فيُنقص منه متى شاء وكيفما شاء
وكمسؤولية العهود والمواثيق التي يبذلها الإنسان بحيث يكون في انقاصها اضرار بالآخرين ومن تلك العهود ما يكون بُذل لله كالأمر
 بالمعروف والنهي عن المنكر ونحوه وفيه ما يكون للناس من عهود وعقود تتعلق بالمعاملات أو بالماديات وهذه جميعها لو تم ا
لاخلال بها كانت المفاسد هي الأعم والأشمل على مستوى التعامل بين الناس ولانتشرت المظالم فهذه إذا وصاياً ترتبط بالمظالم والمفاسد ولذالك ختم الآية
بأنه إن علمتم أن هذه الأمور في المعاملات حرام اتيانها والاقتراب منها تذكرتم واتعظتم فلم تستهينوا بمدى حرمتها

وفي الآية الثالثة
 خصص للمحرم العاشر من هذه الوصايا آية منفردة لأنه اشتمل على أمر
 عام يشمل جميع ما سبق من وصايا وغيرها من الأوامر والنواه الإلهية التي لم تُذكر في هذه الوصايا
وهو الإسلام والتمسك بطريقه الحق القائم على الكتاب والسنة (تركتم فيكم أمرين
 ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي) وعدم الالتفات عنه إلى
الطُرق القائمة على أقوال الخلق أو أفكار الخلق التي تتعمد الفلسفة والمنطق والهوى
 في التحليل مما يورد صاحبها لمزالق الشيطان حتى يبدأ في الانسلاخ عن الدين بدون
 أن يشعر ولأن في التهاون بهذا الأمر وفي الانجرار خلف سُبل الأفكار والعقائد الضالة
 سبيل إلى الانجرار لا شعورياً بعيداً عن طريق الإسلام الواضح القويم فهُنا كانت الوقاية
واتقاء الوقوع في هذا الأمر بالتزام طريق الإسلام المتمثل في الكتاب والسنة فكان
أن ختم الآية بقوله سبحانه وتعالى:(لعلكم تتقون) والله أعلى وأعلم





هذا شيءٌ من التدبر في هذه الآيات إن وُفقتُ فيه فيكون فتحاً من الله أحمده عليه وإن أسأتُ
 فيه فيكون نزغٌ من الشيطان والنفس أستغفر الله منه وأستعيذه من شره
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بــدرالزمان
المشرف العام
المشرف العام
بــدرالزمان

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


تدبرٌ مُدّثرٌ بخوف الزلل Empty
مُساهمةموضوع: رد: تدبرٌ مُدّثرٌ بخوف الزلل   تدبرٌ مُدّثرٌ بخوف الزلل I_icon_minitime27/7/2012, 6:02 pm

اقتباس :
تدبرٌ مُدّثرٌ بخوف الزلل
تدبر مدثر بخوف الزلل
عنوان بليغ ... وموضوع قيم .. ما شاء الله
ولي عودة باذن الله تعالى ....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
(أبو ساجدة)
عضو فعال
عضو فعال
(أبو ساجدة)

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


تدبرٌ مُدّثرٌ بخوف الزلل Empty
مُساهمةموضوع: رد: تدبرٌ مُدّثرٌ بخوف الزلل   تدبرٌ مُدّثرٌ بخوف الزلل I_icon_minitime3/12/2013, 8:30 pm

جزاك الله خيرا



سنجد أن هذه الآيات حوت عشر أمور يجب علينا أن نعلم حُرمة التفريط فيها أو بشيء منها ألا وهي:


1-إخلاص التوحيد لله وعدم الشرك به أبداً .
2-الإحسان للوالدين وليس فقط القيام بحقهما.
3-عدم قتل الأولاد سواءاً كانوا ذكوراً أو إناثاً بسبب الخوف من الفقر وعدم القدرة على
الإنفاق عليهم وقرر الكريم سبحانه أن رزق الأبناء وآبائهم أمرٌ مكفول من قبل الرازق سبحانه وتعالى.
4-عدم الاقتراب من الفواحش جميعها سواءاً الظاهرة للناس أو الباطنة في القلب و النفس.
5-عدم قتل النفس التي ورد فيها حكم إلهي بتحريم مسها وقتلها باستثناء ما أُوجب قتل
 ممن أتى من الفعل ما يوجب معه قتله بنص صريح من كتاب الله وسنة رسوله  .
6-عدم الاقتراب من أموال اليتيم وما هو ملكٌ له إلا بحدود ما أباحه الله من انفاق عليه ونحوه.
7-ايفاء الكيل والميزان وعدم انقاص شيء منه أو زيادة شيء وإنما وزنه كما هو تماماً وهذا هو العدل.
8-العدل في القول ابتغاء الحق مهما كان المقول عنه ولو كان من أقاربك وعدم الميل أو المداهنة في الحق.
9-الوفاء بالعهود التي أوجبها الله سبحانه وتعالى عموماً .
10-اتباع الطريق الواضح البين وهو طريق الإسلام كما هو موضّح في كتاب الله وسنة رسوله
 وعدم الالتفات عنه إلى طُرق وسُبل أُخرى تقوم على أفكار وأهواء واختلافات 
تؤدّي بكم إلى البُعد عن الإسلام الحق والضلالة والهلاك.


فهذه هي مجمل المحرمات التي نهانا الله سبحانه وتعالى عن الاقتراب منها 
فلعل أحدنا يقول وكيف يكون الاقتراب؟


تدبرٌ مُدّثرٌ بخوف الزلل Tvquran_17

حمل سلسلة البراء ولولاء للشيخ ابا اسحاق الحويني حفظه الله
https://almoumnon.yoo7.com/t3881-topic

اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض،
عالم الغيب والشهادة
أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون،
اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك،
إنك تهدي من تشاء إلى صراطٍ مستقيم

     مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تدبرٌ مُدّثرٌ بخوف الزلل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المؤمنين والمؤمنات :: {{{{{{{{{{مدونات اعضاء المؤمنين والمؤمنات}}}}}}}}}} :: مدونات الاعضاء :: مدونة راجية الشهادة-
انتقل الى: