تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---------------
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين,والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد,
اتحدث في بحثي عن
موضوع آداب الإستئذان،
لما فيه من أهمية في حياة المسلم اليومية.
ويتضمن المواضيع التالية
(ايات سورة النور اللتي تتحدث عن اداب الاستئذان وسببب نزول ومناسبة الايات- تفسير ايات الاستئذان –
الاستئذان ثلاثا هو السنة-
استئذان النبي صلى الله عليه وسلم على سعد بن عباده-
الصيغة الشرعية للاستئذان-
الاستئذان من النظر-
كيف يجيب المستاذن اذا سئل عن ماهيته من اهل البيت-
استئذان اهل البيت بعضهم على بعض-
من روائع الاسلام في ادب البيوت.
قد تفرد الاسلام دون غيره
(باحاطته وعمقه واستيعابه ، وشموله )
وما اهتم الاسلام بشيء قدر اهتمامه ببناء النفس وتربية الحس وارهاف الوجدان وتنمية الشعور ،
والاسلام كدين فطري حيوي وخالد يأتي دائما البيوت من ابوابها
ويعالج المشاكل من زواياها الطبيعية التي لا يكون العلاج الا منها
حتى اذا مابني او رتب كان البناء والترتيب على دعائم قوية بعيدة عن الثغرات والهزات
وما ذلك الا للوصول الى افق الكمال الذي يطلبه وارتقاء الوجدان الذي يرومه
وبناء المجتمع الذي يبغيه بعيدا عن الهنات والمحقرات وذلك سموا بالمجتمع المسلم ،
من اجل ذلك جعل الاسلام لكل جانب من جوانب الحياة ادابا .
ولقد اراد الله سبحانه وتعالى للبيوت المسلمة ان تكون لها حرمتها وان تحاط بسياج من الاحترام والصون والترفع والوقار ـ
وينشأ فيها الاطفال تنشئة يرضاها الله ورسوله .
قال تعالي
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27)
فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (28)
لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (29) ﴾
الآيات 27-28-29
من سورة النور
مفردات النص:
تستأنسوا: هو في اللغة بمعنى تستأذنوا كما قال الزجاج. و به قال أئمة التفسير،
كما روي عن ابن عباس، و أصل الاستئناس في معناه الاشتقاقي:
طلب الأنس بالشيء و هو سكون النفس و اطمئنان القلب و زوال الوحشة،
و قد قال الشاعر:
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى و صـوت إنسـان فكـدت أطـير
و ذهب بعض أهل اللغة إلى أن الاستئناس هو الاستعلام مأخوذ من آنس الشيء إذا أبصره ظاهرا مكشوفا،
و منه قوله تعالى: ﴿ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا ﴾
و معنى الآية – على هذا المنزع –
«حتى تستعلموا أيريد أهلها أن تدخلوا أم لا»
و في الكشاف لجار الله الزمخشري
«هو من الاستئناس ضد الاستيحاش لأن الذي يطرق باب غيره لا يدري أيؤذن له أم لا فهو كالموحش فإذا أذن له يستأنس»
و قال أبو جعفر الطبري أستاذ المفسرين:
«و الصواب عندي أن الاستئناس: استفعال من الأنس و هو أن يستأذن أهل البيت في الدخول عليهم، و يؤذنهم أنه داخل عليهم فيأنس إلى إذنهم و يأنسوا إلى استئذانه».
على أهلها: المراد المقيمون في الدار سواء كانت ملكا أو إجارة أو إعارة و قد دل عليه
قوله تعالى ﴿ غَيْرَ بُيُوتِكُمْ ﴾،
قال الألوسي و المراد اختصاص السكنى أي غير بيوتكم التي تسكنوها.
لأن كون الأجير و المعير منهيين كغيرهما عن الدخول بغير إذن دليل على عدم إرادة الاختصاص الملكي.
ذلكم خير لكم:
الإشارة راجعة إلى الاستئذان و التسليم و أشير إليهما بلفظ الجمع تعظيما لأمرهما لكونهما من الأدب الرفيع.
لعلكم تذكرون:
لعل هنا ليست على بابها المعهود لها و هو الرجاء و إنما هي هنا للتعليل و الإعداد و التهيئة و معنى السياق إن الله يعدكم بهذا الأدب لتكونوا من أهل الذكرى و العبرة الذين ينتفعون بالمواعظ و التوجيهات الربانية
«و تذكرون»
مضارع حذفت إحدى تائيه تخفيفا.
أزكى لكم:
أطهر و أكرم لنفوسكم و أدعى إلى عذر إخوانكم و ادفع للحرج عنكم الذي يحصل بالإلحاح على طلب الإذن
و مناداة أهل البيت من وراء الحجرات.