هدايتي بيدي!!

بسم الله الرحمن الرحيم
يقول تعالى((وإنّي لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثُم اهتدى))
سبحانه وتعالى ما أكرمه إذ جعل الهداية ممكنة وبيد المؤمن أن يبلغها متى ما عمل أسبابها
فالهداية والتي هي التوفيق للعمل الذي يرتضيه الله والسداد في ذلك والإلهام بما هو الحق يستطيع أحدنا أن ينالها متى ما قام بثلاث أمور واجتهد في الإخلاص فيها
أول تلك الأمور: التوبة من المعاص التي تكون سبباً في أن تغشانا الظُلمة فتتخبط الرؤية لدينا فلا نعرف الحق من الباطل لتراكم تلك الذنوب في صحائفنا
فمتى ما أعلنّا صادقين التوبة من تلك الذنوب واجتهدنا في البُعد عنها والاستعانة  بالله في ذلك وحتى لو عدنا للمعصية نجعل الاستغفار والتوبة لازماً لها غير منقطع عن اللحاق بها سنبدأ طريق النور الذي نبحث عن اللحاق به
ثان تلك الأمور: الإيمان بالله حقاً ومحاولة بناء العقيدة الصحيحة في أنفسنا فنتعهد تلك العقيدة دوماً ومن الأسباب التي تُبذل في سبيل ترسيخها كثرة الأذكار وقراءة القرآن بتدبر والتدبر في آيات الله في الكون وفي الخلق جميعاً فإنك عندما تتدبر وتتفكر في خلق السماوات والأرض وما فيها وتتابع الفديوهات والإعجازات التي تصدر بخصوص هذه الأمور تجد أن إيمانك يزداد بالله
وها هو خليل الله ورسوله والذي هو من هو بالفضل والإيمان إبراهيم عليه السلام يسأل الله أن يُريه كيف يُحيي الموتى ليس تشكيكاً في قدرة الله ولا نقصاً في إيمانه بالله وإنما ليزداد قلبه اطمئناناً وترسيخاً لعظمة الله
ونحن أولى بأن نتابع إعجازات خلق الله لنملأ قلوبنا إيماناً بالله واطمئناناً بذلك الإيمان
ثالث تلك الأمور: إتباع التوبة وترسيخ الإيمان بالعمل الصالح وطرق أبواب كل عمل صالح فتح الله لنا إليه باباً
ثُم بعد أن نلزم تلك الأمور الثلاثة نلزم معها طريق الإلتزام بالإسلام وبتعاليمه وهو الهداية (ثُم اهتدى) أي لزم الإسلام حتى يموت عليه كما قال قتادة .
فمتى ما جاهدنا أنفسنا وتابعنا المسارعة للقيام بكل عمل يُرضي الله عنّا رويداً رويداً سنبلغ منزلة تبلغنا محبة الله لنا وعندها سيمن علينا بهدايته فنجد أنه حال اقتحام ظلمات الفتن آفاق محيطنا نكون بدورنا قد حملنا في بصائرنا قناديل هداية تُرينا حقيقة تلك الفتن وما يُرضى الله تجاه التعامل معها
..................................
ربنا إننا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين
ربنا أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غِلّاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم
اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك وثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة
اللهم صل وبارك على محمدٍ وآل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد
الحمدُ لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريكٌ في الملك ولم يكن له وليٌّ من الذُل والله أكبر كبيراً

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اعجبنى ما كتبت اختى راجية الشهاد زادك الله نورا وبصيرة
واللهم آآميين على دعواتك الطيبة ...بعد اذنك اشاركك مدونتك بهذه الخاطرة التى جائتنى عند قراتى للموضوع

هدايتى بيدى واخترت طريقى
فضل ومنة ممن يعلم همى وضيقى
كتاب الله وسنة حبيبى
مشعل اضىء به دروبى
كلما زلت قدمى رفعتها وغسلتها
بدمع الاسى ...عسى تشفينى فانت طبيبى
فيا خجلى منك ..اذ ما رددتنى وفى كل مرة تعيدنى لطريقى
الاهى انت تعلم ضعفى وفقرى وعجزي
فبذكرك يرتاح قلبى ويزداد شوقي
فخذ بيدى يامرادى ويا املى ....عسى  اراك والقاك فى فى آخر الطريق

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جميلة مناجاتكِ أختي الغالية وهي ذات لسان حالي فاللهم آميييييييييييييين
جزاكِ الله محبته وقُربه والنظر إلى وجهه الكريم غدواً وعشياً

والله انى متحير من نقطة الابتداء فى الهداية هل هى من العبد ام من الله ...
هل تبدأ بسأم العبد من الذنب وسأمه من النظر تحت القدمين وجذعه من وحول الشهوات وكسر شهوة الانا والخوف من الناس ومن ثم يهديه الله ..
ام ان الله يبدأ عبده بهذا السأم وهذا الجذع ويختار هذا العبد بالذات لحكمة يعلمها هو وحده..
الحيرة هنا فى مصدر البداية
اظنها من الله والله اعلم فالله يعلم السر وأخفى .

أنت تتحدث عن هداية الطريق إلى الله (هداية القلب للبحث عن سُبل الوصول إلى خالقه ومعرفة من هو وما يأمر به وينهى )وهذه حتماً بيد الله وحده وهو القائل(إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين)
وقوله(يهدي الله لنوره من يشاء)
وكثيرة هي الآيات والأحاديث الدالة على هذا الأمر
فالله هو من يقلب القلوب ومن يجتنبي من عباده ويصطفي لهدايته من يشاء
والدليل أن هناك من لم يظن أحد أن يهديهم الله للإسلام لشدة ما كانوا أعداءً له ثُم رأينا كيف أصبحوا علامة بارزة في الإسلام بعد أن هداهم الله وعلى رأسهم عمر بن الخطاب وعكرمة بن أبي جهل وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وأمثالهم رضي الله عنهم أجمعين
..................
ولكن هناك من يهديه الله للإسلام لكن تمر به الأيام ويشغله الهوى وتجتاحه المغريات وقد تأتيه الفتن فلا يعرف حقيقتها وما ينبغي له التعامل حيالها فهنا يرغب أن يهتدي للطريق أو للسبيل الذي يُنجيه من ذلك كله فهل يكتفي بالدعاء وانتظار تلك الهداية؟ أم يجب عليه إثبات صدق رغبته في أن ينال تلك الهداية التي يكون بها ذا بصيرة قوية يستطيع التمييز بين الحق والباطل
والإثبات يكون بسعيه إلى ربه مخلصاً ويكون ذلك ببذل الأسباب الثلاث التي ذُكرت في الآية الكريمة
فيتعاهد نفسه وقلبه ويبادر للأعمال الصالحة حتى لو وجد في نفسه ثقلاً أو نفوراً أو تثبيطا
وكلما اجتهد أكثر في مجاهدة ما يدور في نفسه من خلجات تحاول أن تثبطه كلما علم الله منه صدقه
وعندها سيمن الله عليه بتلك الهداية التي تجعل له نوراً يرى به حقائق الفتن حال إقبالها
ألم يقل سبحانه(إن الله لا يُغير ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسهم) 
وأيضاً الهداية المذكورة في الآية لا يُقصد بها هداية القلب التي يشرح الله بها قلوب عباده ليُسارعوا إلى طرق أبواب التوبة والأوبة إليه
وإنما يُقصد بها الإسلام وشرائعه والعمل بما فيه (أي هداية العمل )
هذا والله أعلى وأعلم

كلامك سبب لى بعض الالم لانى استشعرت جراءه هذا الثقل التى تشيرين اليه وتلك الحيرة فى اتخاذ القرار والاهتداء الى سواء السبيل فالنفس راكده ركود يقترب من الموت كانى اسير النفس والملل ولا اشتكى الا الى الله والحمد لله خالق كل شيء
هدانا الله واياكِ