الدكتور إياد قنيبى الصفحة الرسمية
وصول مرض "الشرعية" إلى منبر الحرم!!
في بيت الله الحرام بمكة وقف خطيب الجمعة الماضية (د. أسامة الخياط) يقول:
(لقد وفق الله تعالى ولي أمر هذه البلاد المباركة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-
إلى اتخاذ الموقف الإسلامي الحازم الرشيد السديد، بالاستجابة لنداء الرئيس الشرعي للجمهورية اليمنية؛
لإغاثة الشعب اليمني المسلم, وحماية الديار اليمنية من بغي وعدوان وطغيان البغاة الطغاة المعتدين على الشرعية المعترف بها محلياً وعربياً ودولياً).
معركتكم لا تعنيني. فالحوثيون أرجاس مجرمون معتدون، تماما كما هي أمريكا راعية الحملة عليهم!
كما لا يهمني الوقوف عند الازدواجية في التعامل مع "الشرعية" بين مرسي و"الرئيس اليمني"...
لكن الذي يهمني هو أن أنقي الشريعة من تخليطات الخطيب الخطيرة جدا بإقراره مبدأ "الشرعية"، من على منبر بيت الله الحرام!!
"الشرعية" تعني إضفاء الشرعية على نظام الحكم أو الحاكم لمجرد أن الشعب اختاره بغض النظر
عما يحكم به! لكن هذا وحده لا يكفي حتى تكون شرعيته "معترفا بها محليا وعربيا ودوليا"!!
فإذا اعترفت أمريكا وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والهند وسائر عباد الصليب والبقر والحجر
والملاحدة واليهود والسكناج والهندوس والبوذيين برئيس، فهو إذاً "الرئيس الشرعي"، الذي يجب تلبية ندائه ونصرته، وحماية عرشه وتطويع الشعب له، وباسم الدين!!!
(فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون (136) ) (الأنعام).
ولو قام في الناس حاكم مسلم يحكم بما أنزل الله ويرحم المسلمين ويجاهد عدوهم فهو "غير شرعي"،
لا يلبى نداؤه ولا يُنصر، لأنه غير معترف به عربيا ولا دوليا، فكيف يعترفون به وهو يجاهدهم؟!
قد كنت أتوقع أن أسمع مثل هذه "الخطبة" من على منبر الأمم المتحدة أو مجلس "الأمن" الدولي،
لكن ليس من على منبر بيت الله الحرام!!
لو يتحفنا الخطيب بخطبة أخرى يُفَصل فيها: ما حكم "شرعية" الحاكم إذا انتخبه شعبه "ديمقراطيا"
فاكتسب "الشرعية الديمقراطية"! من هذه الجهة، لكن لم يُعترف به دوليا؟
وما حكم "شرعيته" إذا كان شعبه يمقته ويرفضه لكن النظام العالمي يضفي عليه "الشرعية"؟!
ما حكمه في كل من الحالتين؟ السمع والطاعة؟ وحسب أي نص من نصوص الشرعية...عفوا: الشريعة؟!
ننتظر جوابا من عضو هيئة كبار العلماء الحائز على البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في الشريعة!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ما دامت هذه هي "الشرعية" عندكم إذاً فلتقم انتخابات ديمقراطية في بلادكم ليكتسب حاكموها "الشرعية"، ولا تخاطبونا بــ
))يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم))؟
فكتاب الله يقول أيضا: ((ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون)).
كونوا منسجمين مع أنفسكم وقولوا: دين الديمقراطية يقول وجان جاك روسو يقول، والأمم المتحدة تقول !
وحسبنا الله ونعم الوكيل!