منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المؤمنين والمؤمنات

-- قال صلى الله عليه وسلم وايم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها و نهارها سواء “
 
الرئيسيةاليوميةالأحداثمكتبة المنتدىالمنشوراتس .و .جبحـثالتسجيلدخولاالمواضيع اليوميه النشيطه
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ
فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }. ...
فهذه رسالة مختصرة إلى أهل الثغور في الشام،
وكما لهم حق النصرة فلهم حق النصيحة، فأقول:١
1--
عليكم بالاجتماع، فإن لم تجتمعوا على كمالٍ في الحق فلا تتفرقوا
بسبب نقص بعضكم، لا تفرقكم بدعة ومعصية فإنكم تقابلون كفرًا،
فقد اجتمع المسلمون على قتال العبيديين وقائدهم خارجي،
وقاتل ابن تيمية التتار ومعه أهل بدع.




٢---
بالفرقة تُهزم الكثرة، وبالاجتماع تنصر القلة، ولن تنتصروا حتى تقتلوا هوى النفس قبل قتل العدو، فالهوى يقلب موازين العداوات فتنتصر النفوس لهواها وتظن أنها تنتصر لربها،
وقليل الذنوب يُفرق القلوب، قال النبي ﷺ: (لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم) لم يمتثلوا باستواء صفوف الصلاة فتسبب بانـحراف القلوب،
فكيف بانـحراف صفوف الجهاد ولقاء العدو، فإن اختلفت القلوب فالتمسوا سبب ذلك في سوء الأعمال .


3---- إنكم في مقام اصطفاء ومقام ابتلاء، فمن أعلى مراتب الجنة جُعلت لمقاتلٍ قاتل لله، وأول مَن تُسَّعَر بهم النار مقاتل قاتل لهواه . ٤)---- إياكم وحب الاستئثار بالأمر وقد حذّر النبي ﷺ من (الأثَرَة) فاجعلوا همّكم نصرة الدين لا صدارة حزب وجماعة .

٥) ----
لا تخدعكم الألقاب فتوالوا لها وتعادوا عليها، فالله لا ينظر إلى ألويتكم وراياتكم وأسماء جماعاتكم، بل ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم،
لا تختصموا على اسمٍ فمهما بلغت أسماؤكم شرفاً فلن تكون أعظم شرفاً من كلمة (رسول الله) حيث محاها رسول الله بيده من صلح الحديبية
عندما نازعه المشركون عليها وذلك حتى يُمضي الحق وصالح الأمة .

٦)
----



العبرة بأعمالكم، فما ينفع (حزب الله) اسمه عند الله

٧)
 
لا يجوز لأحدٍ أن يجعل جماعته وحزبه قطبَ رحى الولاء والعداء، فلا يرى البيعة إلا له ولا يرى الإمارة إلا فيه،
ومن رأى في نفسه ذلك من دون بقية المسلمين فهو من الذين قال الله فيهم (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء)
قال ابن عباس لما قرأ هذه الآية: أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم
إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله
وبالاختلاف والتنازع يذهب النصر (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) قال قتادة: لا تختلفوا فتجبنوا ويذهب نصركم .
٨) ---
لا يصح فيكم اليوم وأنتم في قتال وجماعات أن ينفرد أحدٌ ببيعة عامة يستأثر بها ولوازمها عن غيره وإنما هي بيعة جهاد
وقتال وثبات وصبر وإصلاح ونـحو ذلك، ولا يصح من أحدٍ أن ينفرد بجماعة منكم فيُسمى (أمير المؤمنين) وإنما أمير الجيش
أو الجند أو الغزو، فالولايات العامة مردّها إلى شورى المؤمنين لا إلى آحادٍ منهم، والألقاب استئثار تفضي إلى نزاع وقتال
وفتنة وشر، وإنما صحت الولاية الكبرى من النبي ﷺ لأنه ليس في الأرض مسلم سواه ومن معه، وليس في
الأرض خير من نبي ولا أحق بالأمر منه، فلو استأثر فهو نبي لا يرجع لأحدٍ ويرجع إليه كل أحد .

9---- لا يضرب بعضكم رقاب بعضٍ، فاتقوا الله في دمائكم، واحذروا مداخل الشيطان في تسويغ القتل وتبريره فتأخذوا أحداً بظن العمالة أو التجسس
أو التخذيل فالله حذر من الظنون التي تفسد أمر الأمة وتفرق شملها (اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم)
ولا تجوز طاعة أميرٍ في قتل مسلم معصوم ومن أُمر بحرام كقتل معصومٍ فلا تجوز طاعته ولا بيعته حتى بيعة قتال،
 ولو بايعه فبيعته منقوضة، ولا يجوز لأحدٍ أن يمتثل أمرًا ظاهره التحريم  حتى يتيقن من جوازه بعلمٍ وإن جهل سأل من يعلم،
حتى لا يلقى الله بدم أو مال حرام، فيُفسد آخرته بجهل أو تأويل غيره، فالله يؤاخذ كل نفس بما كسبت (كل نفس بما كسبت رهينةٍ)
ولا أعظم بعد الشرك من الدم الحرام .

تابع 9 ----

فقد صح من حديث ابن عمر، أن النبي ﷺ أمّر خالد بن الوليد إلى جذيمة فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون:

صبأنا، صبأنا، فأمر خالد بقتل أسراهم، فقال ابن عمر: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره،

قال: فقدموا على النبي ﷺ فذكروا له صنيع خالد، فقال النبي ﷺ ورفع يديه: (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد) مرتين .

فقد عصوا خالدًا لما اشتبه عليهم الأمر، وهذا في دماءِ من الأصل فيه الكفر فكيف بدم من الأصل فيه الإسلام ؟!

10 ----

عند النزاع انزلوا إلى حكم الله كما أمر الله (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله)
وقال: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)
فالنزول عند حكم الله إيمان والنفرة منه نفاق، وإن اختلف اثنان أو جماعتان فليتحاكموا
إلى ثالث من غيرهم، دفعاً لتهمة المحاباة، فقد ورد في الحديث عنه ﷺ قال: (لا تجوز شهادة خصم ولا ظنّين)
وفي الحديث الآخر: (لا تجوز شهادة ذي غمر (عداوة) لأخيه، ولا مجرب شهادة،
ولا القانع (أي التابع) لأهل البيت، ولا ظنين في ولاء ولا قرابة)
وقد جاء معناه من طرق متعددة يشد بعضه بعضاً، وهذا في الشهادة وفي القضاء من باب أولى

١١)

احفظوا ألسنتكم فإن الوقيعة في أعراض بعضكم تزيد من أحقادكم على بعضكم، فما يزال الواحد واقعاً
في عرض أخيه حتى يمتلىء قلبه حقدًا وغلاً عليه فيُصدّق فيه ظن السوء ويُكذّب فيه يقين الخير .



١٢)
أحسنوا الظن بالعلماء ورثة الأنبياء واحفظوا قدرهم بالرجوع إليهم والصدور عن قولهم،
وأحسنوا الظن بهم واحملوا أقوالهم على أحسن المحامل، فمدادهم في نصرة الحق أثرها عظيم
وقد جاء عن جماعة من السلف (مداد العلماء أثقل في الميزان من دماء الشهداء)

13)

لا تُرحم الأمة إلا إذا تراحمت فيما بينها، ومحبة الله للمجاهدين ونصرته لهم معقودة
برحمتهم بالمؤمنين وتواضعهم لهم، وعزتهم على الكافرين، فإن من صفات المجاهدين
ما ذكره الله في قوله تعالى
: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم).



ومن الله استمدوا النصر والعون هو المولى فنعم المولى ونعم النصير .



الشيخ عبدالعزيز الطريفي ١٧/ من ذي القعدة / ١٤٣٤ هـ
.

 

 رقائق واقوال لابن تيمية رحمة الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أم طيبة
عضو فعال
عضو فعال
أم طيبة

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


رقائق واقوال لابن تيمية رحمة الله Empty
مُساهمةموضوع: رقائق واقوال لابن تيمية رحمة الله   رقائق واقوال لابن تيمية رحمة الله I_icon_minitime7/11/2021, 11:52 am

السلام عليكم


الناس لا يفصل بينهم النزاع إلا كتاب منزل من السماء ، و إذا ردّوا إلى عقولهم فلكل واحد منهم عقل.


 لو كان كل ما اختلف مسلمان في شيء تهاجرا ، لم يبق بين المسلمين عصمة ولا أخوة. سئل شيخ الإسلام إبن تيمية : 


أيهما أنفع للعبد؟ التسبيح أم الإستغفار؟ فأجاب : إذا كان الثوب نقياً فالبخور وماء الورد أنفع له ،


 وإذا كان دنساً فالصابون والماء الحار أنفع له . . فالتسبيح بخور الأصفياء و الإستغفار صابون العصاة.


 أخرج بالعزم من هذا الفناء الضيق ، المحشوِّ بالآفات إلى الفناء الرحب ، الذي فيه ما لا عين رأت ؛ فهناك لا يتعذر مطلوب ، 


ولا يفقد محبوب. إذا استغنى الناس بالدنيا فإستغن أنت بالله ، وإذا فرحوا بالدنيا فإفرح أنت بالله ، 


وإذا أنِسُوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله. من وطن قلبه عند ربه سكن وإستراح ، 


ومن أرسله في الناس إضطرب وإشتد به القلق. القلب يمرض كما يمرض البدن ، 


وشفاؤه في التوبة والحمية ، ويصدأ كما تصدأ المرآة ، وجلاؤه بالذكر ، ويعرى كما يعرى الجسم ، وزينته التقوى ، 


ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن ، وطعامه وشرابه المعرفة ، والتوكل ، والمحبة ، 


والإنابة. القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن الله بقدر تعلقها بها. من عرف نفسه اشتغل بإصلاحها عن عيوب الناس.


 من عرف ربه اشتغل به عن هوى نفسه. المؤمن إذا كانت له نيّة أتت على عامة أفعاله وكانت المباحات من صالح أعماله لصلاح قلبه ونيته. 


إضاعة الوقت أشد من الموت ؛ لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله ، والدار الآخرة ،


 والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها. إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة. 


الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة. دافع الخطرة ، فإن لم تفعل صارت شهوة وهمة ،


 فإن لم تدافعها صارت فعلاً ، فإن لم تتداركه بضده صار عادة ، فيصعب عليك الإنتقال عنها. بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين.


 الذنوب جراحات ، وربّ جرحٍ وقع في مقتل. مَنْ عَظُم وقار الله في قلبه أن يعصيه – وقَّره الله في قلوب الخلق أن يذلوه.


 القلوب آنية الله في أرضه ، فأحبه إليه أرقها ، وأصلبها ، وأصفاها. ألفتَ عجز العادة؛


 فلو علت بك همتك ربا المعالي لاحت لك أنوار العزائم. إذا عرضت نظرة لا تحل فإعلم أنها مسعر حربٍ ، 


فإستتر منها بحجاب ( قل للمؤمنين ) فقد سلمت من الأثر ، وكفى الله المؤمنين القتال. الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة ؛ 


فإنها إما أن توجب ألماً وعقوبةً، وإما أن تقطع لذة أكمل منها، وإما تضيع وقتاً إضاعته حسرة وندامة،


 وإما أن تثلم عرضاً توفيره أنفع للعبد من ثلمه، وإما أن تذهب مالاً بقاؤه خير له من ذهابه،


 وإما أن تضع قدراً وجاهاً قيامُه خير من وضعه، وإما أن تسلب نعمة بقاؤها ألذ و أطيب من قضاء الشهوة،


 وإما أن تطرق لوضيع إليك طريقاً لم يكن يجدها قبل ذلك، وإما أن تجلب هماً، وغماً، وحزناً، 


وخوفاً لا يقارب لذة الشهوة، وإما أن تنسي علماً ذكره ألذ من نيل الشهوة، وإما أن تشمت عدواً، 


أو تحزن ولياً، وإما أن تقطع الطريق على نعمة مقبلة، وإما أن تحدث عيباً يبقى صفة لا تزول ،


 فإن الأعمال تورث الصفات، والأخلاق. أبعد القلوب عن الله القلب القاسي. أعظم الكرامة لزوم الإستقامة.


 إن البدن إذا مرض لم ينفع فيه الطعام والشراب . . فكذلك القلب إذا مرض بالشهوات لم تنجع فيه المواعظ. خلقت النار ،


لإذابة القلوب القاسية. إذا قسا القلب قحطت العين. المتابعة : أن يفعل مثل ما فعل ، على الوجه الذي فعل ، 


لأجل أنه فعل. ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب ، والبعد عن الله. 


لا ريب أن الخوارج كان فيهم من الإجتهاد في العبادة والورع ما لم يكن في الصحابة كما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم ،


 لكن لما كان على غير الوجه المشروع أفضى بهم إلى المروق من الدين ولهذا قال عبد الله بن مسعود وأبي بن مالك :


 إقتصاد في سنة خير من إجتهاد في بدعة. الدُنيا كلها ملعونة ، ملعون ما فيها ، إلا ما أشرقت عليه شمس الرسالة ، 


وأس بنيانه عليها ، ولا بقاء لأهل الأرض إلا ما دامت آثار الرسل موجودة فيهم ، 


فإذا درست آثار الرسل من الأرض و إنمحت بالكلية خرب الله العالم العلوي والسفلي وأقام القيامة.


 من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية. وأما الدنيا فأمرها حقير و كبيرها صغير و غاية أمرها يعود إلي الرياسة والمال ،


 وغاية هذه الرياسة أن يكون كفرعون الذي أغرقه الله في أليم إنتقاماً منه وغاية ذي المال أن يكون كقارون


 الذي خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة لما أذى نبي الله موسي. 


المرأة الصالحة تكون في صحبة زوجها الرجل الصالح سنين كثيرة ، وهي متاعهُ الذي قال فيها رسول الله : 


( الدنيا متاع ، وخير متاعها المرأة المؤمنة ، إن نظرت إليها أعجبتك ، وإن أمرتها أطاعتك ، 


وإن غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك ) وهي التي أمر بها النبي في قوله لما سأله المهاجرون أي المال نتخذ فقال : 


( لساناً ذاكراً ، وقلباً شاكراً ، أو امرأة صالحةً تعين أحدكم على إيمانه ) رواه الترمذي ، 


من حديث سالم بن أبي الجعد ، عن ثوبان . . ويكون منها من المودة والرحمة ما امتنَّ الله تعالى بها في كتابه ،


 فيكون ألم الفراق أشد عليها من الموت أحياناً وأشد من ذهاب المال وأشد من فراق الأوطان ، 


خصوصاً إن كان بأحدهما علاقة من صاحبه ، أو كان بينهما أطفال يضيعون بالفراق ويفسد حالهم. 


في الصحيحين عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال : إستعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً من الأزد يقال له ابن اللتبية ، 


على الصدقة ، فلما قدم ، قال : هذا لكم ، وهذا أهدي إلي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : 


ما بال الرجل نستعمله على العمل مما ولاّنا الله ، فيقول : هذا لكم ، وهذا أهدي إلي ، 


فهلا جلس في بيت أبيه ، أو بيت أمه فينظر أيهدى إليه أم لا ؟ والذي نفسي بيده لا يأخذ منه شيئا ، 


إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته ، إن كان بعيراً له رغاء أو بقرة لها خوار ،


أو شاة تيعر ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي إبطيه ، اللهم هل بلغت ؟ اللهم هل بلغت ، ؟ ثلاثا. 


من العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والإحتراز من أكل الحرام والظلم والزنى والسرقه وشرب الخمر 


ومن النظر المحرم وغيرها ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه وكم نرى من رجل متورع 


عن الفحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات ولا يبالي مايقول. الهجر الجميل : 


هجر بلا أذى ، و الصفح الجميل : صفح بلا عتاب ، و الصبر الجميل : صبر بلا شكوى.


 ليكن أمرك بالمعروف بالمعروف ونهيك عن المنكر بغير منكر. من عمل بما علم ،


أورثه الله علم ما لم يعلم. ليس العاقل الذي يعلم الخير من الشر ، و إنما العاقل الذي يعلم خير الخيرين ،


 و شر الشرين. الرضا .. باب الله الأعظم ، و جنة الدنيا ، و بستان العارفين. (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) .


. فيها إعتراف بحقيقة الحال ، و ليس لأحد من العباد أن يبرئ نفسه عن هذا الوصف 


لاسيما في مقام مناجاته لربه. السعادة في معاملة الخلق أن تعاملهم لله ، فترجو الله فيهم و لا ترجوهم في الله ، 


و تخافه فيهم و لا تخافهم في الله ، و تحسن إليهم رجاء ثواب الله لا لمكافأتهم ، 


و تكف عن ظلمهم خوفاً من الله لا منهم. إن بعض الناس لا تراه إلا منتقداً ، ينسى حسنات الطوائف و الأجناس و يذكر مثالبهم ، 


مثل الذباب يترك موضع البرء و السلامة و يقع على الجرح و الأذى ، 


و هذا من رداءة النفوس و فساد المزاج. العامة تقول : قيمة كل امرئ ما يُحسن ، والخاصة تقول : 


قيمة كل امرئ ما يطلب. الهجر الجميل هجر بلا أذَى والصَفح الجَمِيل صَفح بِلا عِتَاب والصَبر الجَمِيل صَبر بِلا شكْوَى. 


إن العدل واجب لكل أحد على كل أحدفي كل حال والظلم محرم مطلقا لا يباح بحال.


 إن الله قد ينصر الدولة الكافرة بعدلها على الدولة المسلمة بما يقع فيها من مظالم.


 ليس الحكيم من يعلم الخير من الشر و لكن الحكيم من يعلم خير الخيرين و شر الشرين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رقائق واقوال لابن تيمية رحمة الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من حكم واقوال الامام الشافعي رحمه الله
» شرح اسماء الله و صفاته لابن القيم
» كتاب ( رسالة في القلب ) لإبن تيمية رحمه الله.
» السلام عليكم و رحمة الله .
» السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المؤمنين والمؤمنات :: {{{{{{{{{ === منتدى المؤمنين والمؤمنات === }}}}}}}}}} :: الرقائق و أعمال القلوب-
انتقل الى: