السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بسم الله نبدأ شرح كتاب البدر المنير في علم التعبير للامام الشهاب العابر المقدسي
يعتبر هذا الكتاب عمدة كتب تعبير الرؤيا اذ انه كتاب يتميز بطبعه العلمي التعليمي و ليس المعلوماتي الاعلامي كاكثر كتب تعبير الرؤيا ،و لكي ندرك قيمة هذا الكتاب علينا في البداية ان ندرك قيمة صاحب الكتاب
من اراد ترجمة مؤلفه فليطلع على هذا الرابط
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]《الشِّهابُ العابِر》 هو شهاب الدين أحمد بن عبدالرحمن بن عبدالمنعم بن نعمة بن سلطان بن سرور بن رافع النابلسي الحنبلي العابر ولد في ١٣ شعبان سنة (٦٢٨)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]:black_small_square:︎ولِدَ في أسرة علمية فأبوه: جمال الدين أبو الفرج عبدالرحمن فقيه حنبلي وكان دَيِّناً وله شِعر حسن، وتوفي سنة (٦٥٦).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وعمُّه: تقي الدين يوسف بن عبدالمنعم، وهو من شيوخه.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وأخوه: فخر الدين علي بن عبدالرحمن النابلسي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وكان الشهاب العابِر محدِّثاً فقيهاً حنبليَّ المذهب، على سنن أسرته، لُقِّبَ بالعابِر، لشهرته بتعبير الرؤى واختصاصه بذلك الفن. وقد ولِيَ دارَ الحديث الأشرفية بسفح جبل قاسيون ببيت المقدس مدة شهور، ثم صُرِف عنها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]:black_small_square:︎من شيوخه: . عبدالرحمن بن مكي الطرابلسي . محيي الدين يوسف بن الجوزي . ابن رواج (رواح) . الساوي . ابن الجميزي (الحميري) . سبط السلفي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] . القوصي . محمود بن منده . محمد بن عبدالواحد المديني . السهروردي . ابن روزبة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]:black_small_square:︎ومن تلاميذه: الحافظ الذهبي: قال عنه: "شيخنا" في
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وروى عنه حديثاً في
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. . الحافظ المزي. . الحافظ علم الدين البرزالي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. العلامة ابن القيم: قال عنه: "وسمعت عليه عدة أجزاء، ولم يتفق لي قراءة هذا العلم عليه لصغر السن، واخترام المنيَّة له، رحمه الله تعالى"
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] . أخو ابن القيم: أبوالفرَج عبدالرحمن بن أبي بكر.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] . فضل بن عيسى بن قنديل العجلوني.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وغيرهم
:black_small_square:︎له من الأبناء: "أبو بكر" ولِد سنة (٦٧٠)، وأُعدِمَ بطريق طرابلس أيام هجوم التتار سنة (٦٩٩).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لما انجفَلَ من التتار بأهله عند دخولهم الشام. وكان عارفاً بالمذهب، مناظِراً ذكياً، حَسن المذاكرة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]:black_small_square:︎أخباره: قال الذهبي: كان إليه المنتهى في تعبير الأحلام، قد اشتهر عنه في ذلك عجائب وغرائب. يخبر صاحب المنام بمُغيبات لا يقتضيها المنام أصلاً! وبعض الناس يعتقدون فيه الكشف والكرامات. وبعضهم يقول: ذلك مستنبط من المنامات. وبعضهم يقول: ذلك كهانات أو إلهامات. ولكل منهم شبه وعلامات..
حدثني الشيخ تقي الدين ابن تيمية: أن الشهاب العابر كان له رَئيٌّ من الجن يخبره المُغَيَّبات. والرجل فكان صاحب أوراد وصلوات، وما برح على ذَلِكَ حَتَّى مات... وكان شيخًا حسن البِشْر، وافر الحُرمة، مُعظَّمًا فِي النّفوس
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]قال الصلاح الصفَدي: كان في تعبير الرؤيا آية، وفي الكلام عليها غاية، لم أسمع بمِثل كلامه على المنام إذا فسَّره، ولا أدري ما الذي أدّاه إلى تلك العجائب وجسِّره. وكان غالب الناس يعدّ ذلك من باب الكرامات.. لا من باب تأويل المنامات..
وبعضهم يقول: نجامة أو كهانة.. وبعضهم يقول: قوةٌ في النفس لا مهانة، لأنه ربما قال لصاحب الرؤيا أخباراً ماضيةً ومستقبَلة.. وأحوالاً كان صاحب الرؤيا منها في غفلة أو بَلَه، حتى يتعجب السامع.. ويهوله هذا الفيض الهامع..
وقام له بدمشق سوق.. وأما القاهرة فيكاد يركب فيها بالعَلَم والبُوق. إلى أن رُسِم بتحويله منها، وإبعاده عنها. فأقام بدمشق على حالةٍ مفخَّمة.. ورتبةٍ في النفوس مُعَظَّمة.. إلى أن أصبح العابر غابراً.. والمكاثِرُ في تعظيمه لمصابه مكابِراً.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]قال الحافظ ابن رجب: برع في معرفة تعبير الرؤيا، وانفرد بذلك بحيث لم يُشارَك فيه، ولم يدرَك شأوُه. وكان الناس يتحيرون منه إذا عبر الرؤيا، لما يخبر الرائي بأمور جرت له وربما أخبره باسمه وبلده ومنزله، ويكون من بلد ناء. وله في ذلك حكايات كثيرة غريبة مشهورة، وهي من أعجب العجب.
وكان جماعة من العلماء يقولون: إن له رئيا من الجن، وكان - مع ذلك - كثير العبادة والأوراد والصلاة. لكن يقال: إنه كان يتعبد على وجوه غير مشروعة، كالصلاة في وقت النهي.
وذكر عنه بعض أقاربه: أنه رأى عنده شيئا من آثار الجن... كانت جنازته حافلة، خرج نائب السلطنة للصلاة عليه، والقضاةُ، والأكابر، رحمه الله تعالى.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]:black_small_square:︎تعبيره للرؤيا: ١. قال ابن القيم في كتابه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] : أنبأني أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة بن سرور المقدسي المعروف بالشِّهابِ العابِر، قال: قال لي رجل: رأيت في رجلي خِلخالاً. فقلت له: "تتخلخل رجلُكَ بألم". فكان كذلك.
٢. قال: وقال لي آخر: رأيتُ كأنَّ في أنفي حَلْقةَ ذَهَبٍ، وفيها حَبٌّ مَليحٌ أحمَر. فقلت له: "يقع بك رُعافٌ شَديد". فجرى كذلك.
٣. قال: وقال آخر: رأيت كُلَّاباً مُعَلَّقاً في شَفَتي. فقلت: "يقعُ بِكَ ألَمٌ يحتاج إلى الفَصدِ في شَفَتِك". فجرى كذلك.
٤. وقال لي آخر: رأيتُ في يدي سِواراً والناسُ يبصرونه. فقلت له: "سوءٌ يبصره الناسُ في يدك". فعن قَليل طَلَعَ في يدهِ طلوع. [لعله يعني ورم أو قرحة]
٥. ورأى ذلك [أي نفس الرؤيا السابقة] شخصٌ آخَر لم يكن يُبصِره الناس. فقلت له: "تتزوج امرأة حسنة، وتكون رقيقة". قال ابن القيم: قلت: عبَّرَ له السِّوارَ بالمرأة لَمَّا أخفاه وسَتَره عن الناس، ووصَفَها بالحُسنِ لِحُسنِ مَنظرِ الذهَب وبَهجتِه، وبالرِّقَّةِ لشَكل السِّوار.
والحِليةُ للرَّجُل تنصرف على وجوه: فربما دلت على تزويج العزاب لكونها من آلات التزويج.. وربما دلت على الإماء والسراري وعلى الغناء. وعلى البنات. وعلى الخدم. وعلى الجهاز. وذلك بحسب حال الرائي وما يليق به.
٦. قال أبو العباس العابر: وقال لي رجل: رأيت كأن في يدي سِواراً مَنفوخاً لا يَراه الناس. فقلت له: "عندك امرأة بها مرض الاستسقاء". قال ابن القيِّم: فتأمل كيف عبَّر له السوار بالمرأة، ثم حكمَ عليها بالمرضِ لصُفرَةِ السوار، وأنه مرض الاستسقاء الذي ينتفخ معه البطن.
٧. قال: وقال لي آخر: رأيت في يدي خِلخالاً وقد أمسكَه شخصٌ آخر، وأنا ممسك له، وأصيح عليه وأقول: "أترُك خلخالي"، فتَرَكَه. فقلت له: "فكان الخلخال في يدِكَ أملَس؟" فقال: بل كان خَشِناً تألمتُ منه مرة بعد مرة، وفيه شَراريف.
فقلتُ له: "أمُك وخالُك شريفان، ولستَ بشريف، واسمُك عبد القاهِر، وخالك لسانه نَجِس رديء، يتكلمُ في عِرضِك، ويأخذ مما في يدك؟" قال: نعم. قلت: "ثم إنه يقع في يد ظالم مُتَعَدٍّ، ويحتمي بِكَ، فتَشُدُّه مِنه، وتقول: خَلِّ خالي". فجرى ذلك عن قَليل.
قال ابن القيِّم: قلت: تأمَّل أخْذَه الخالَ من لفظ "الخلخال"، ثم عاد إلى اللفظ بتمامه حتى أخذ منه، "خل خالي"، وأخذ شَرَفه من شراريف الخلخال، ودل على شرف أمه، إذ هي شقيقة خاله. وحكم عليه بأنه ليس بشريف، إذ شرفات الخال الدالة على الشرف اشتقاقاً هي في أمر خارج عن ذاته!
واستدلَّ على أن لسانَ خاله لسان رديء يتكلم في عِرضه؛ بالألم الذي حصل له بخشونة الخلخال مرة بعد مرة، فهي خشونة لسان خاله في حقِّه. واستدل على أخذ خاله ما في يديه؛ بتأذيه به، وبأخذه من يديه في النوم؛ بخشونته.
واستدل بإمساك الأجنبي للخلخال، ومجاذبة الرائي على وقوع الخال في يد ظالمٍ مُتَعَدٍّ يطلب منه ما ليس له. واستدل بصياحه على المجاذِب له، وقوله: خل خالي؛ على أنه يعِينُ خالَه على ظالمه ويشده منه. واستدل على قهره لذلك المجاذِب له، وأنه القاهر يده عليه على أنه اسمه: عبد القاهر!
انتهى ما أودره ابن قيِّم الجوزية في كتابه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وممن أورد أخباره كذلك الصلاح الصفدي في كتابيه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] و
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]٨. قال الصلاح الصفدي: حكى لي عنه القاضي بهاء الدين أبو بكر ابن غانم قال: كنا عنده بدمشق وجاء إليه اثنان، فقال أحدهما: رأيت رؤيا، وقصّها، فقال: ما رأيت شيئاً وإنما تريد الامتحان، فخرجا بعدما اعترفا،
فقلنا له: من أين لك هذا؟ قال لما تكلم رأيت في ذيل أحدهما نقطة دم فذكرت الآية: " وجاؤوا على قميصه بدمٍ كذبٍ ". قال ابن غانم: فاتفق أن رأيت أحدهما فيما بعد فسألته عن القضية، فقال: لما اجتزنا عليه ذكرنا أمره الغريب، وقلنا: نمتحنه وصنعنا رؤيا للوقت، فكان ما سمعت..
فقلت له: إنه قال: كذا وكذا، فقال: صدق.. ونحن داخلون إليكم كان إنسان في الطريق يذبح فَرُّوجاً، فرمى به فلوَّثَنا الدم!
٨. قال الصفدي: أخبرني الحافظ فتح الدين ابن سيد الناس، قال: كنت عنده يوماً فجاءَ إليه إنسانٌ وقال له: رأيتُ كأني صِرتُ أُترُجَّة! فقال: "أترجة أ ت ر ج ة -وعدَّها على أصابعه خمسةَ أحرُف- أنت تموتُ بعدَ خمسة أيام" !
قال ابن سيد الناس: فقال لي بعضُ من حضر: أن القاعدة عند أرباب التعبير أنه من رأى أنه صار ثمرة تؤكل فإنه يموت، وهذه زيادة من عنده يعني عَدَّ حروفِ الأترُجَّة.
٩. قال الصفدي: وأخبرني الشيخ الحافظ علاءُ الدّين مُغَلطاي شيخ الحديث بالظاهرية قال: جاء إليه إنسان فقال: رأيت في منامي قائلاً يقول: إشرب شراب الهكاري. فَفَكَّرَ ساعةً ثم قال: "أنت فؤادك يؤلمك؟" قال: نعم. قال: "اشرب لك عَسَلاً تَبرأ".
فقيل له: من أين لك ذلك؟ قال: "فَكَّرتُ في أنهم يقولون: شراب ديناري كذا، وشراب كذا، فلم أجد لهم شراباً يوصف بالهكاري.. فرجعت إلى الحروف فوجدتها شراب الهك أري، والأري هو العسل وذكرت الحديث " كذب بطن أخيك اسقه عسلا" أو كما قال!
١٠. وحكى الصفدي أيضاً عن القاضي ابن غانم قال: جاء إليه إنسانٌ وقال: رأيت كأن في داري شجرة يَقطين قد نبتت. فقال له: "أعندك في دارك غير الزوجة؟" قال:نعم، جارية. قال:"بِعني إيَّاها" فقال: إنها مِلك زوجتي. قال: "فقل لها تبيعني إياها". فراح، وعاد يقول: إنها لم تَبِعها.
فقال: "أشتريها بمئتي درهم". فعاد وقال: لم تبعها. فألَحَّ عليها، فقال: إنها لم تَبِعها. فقال: "أمَّا الآن، فقد آن تَعبير رؤياك، امضِ إلى هذه الجارية فاعتبرها". [يعني افحَصها] فتوجه إليها ثم عاد وقال: إنه كان عَبداً وزوجتي تكتمني أمرَه، وتُلبِسُه لِباسَ النساء.. !
١١. قال الصفدي: وأخبرني غير واحد عنه أنه جاء إليه إنسان وقال له: رأيت كأني قد وضعتُ رِجلي على رأسي. فقال له: "أُفَسِّر لك هذه الرؤيا بيني وبينك أو في الظاهر؟". فقال: بل في الظاهِر. فقال له: "أنت من لَيالٍ شربتَ الخمر، وسكرت، ووطئت أمَّك"! فاستحيا ومضى.
قال الصلاح الصَّفَدي: وعندي عنه من هذا جملة وافرة، وأخبارٌ على التعجُّبِ من أمرِهِ متضافِرة، يضيق عنه الوقت، ويؤدي سردهُ بعد المِقَة إلى المَقتِ.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وأما الحافظ ابن كثير فقد شكك في بعض ما يذكر من قصص الشهاب العابر في تعبير الرؤى، فقال: كان عجباً في تفسير المنامات، وله فيه اليد الطولى، وله تفسير فيه ليس كالذي يؤثر عنه من الغرائب والعجائب.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وكتابه في تفسير الأحلام الذي أشار إليه الحافظ ابن كثير، قد ذكره الذهبي وابن رجب كذلك، واسمه: 《البدر المُنير في علم التعبير》 وهو مطبوعٌ مع شرحه، في نحو ٥٠٠ صفحة!! وأكثره حاشية وتعليقات من المحقق