[size=36]بسم الله الرحمن الرّحيم[/size]
[size=36][size=32]الرافضة: من ابن سَبَأ إلى الدّجّال[/size][/size]
[size=30]الرافضة واليهود[/size]
قال التابعي عُمر الشّعبي رحمه الله “المُتوفّى في 104هـ”: (أُحَذّرُكَ الأهواء المُضِلّة، وشَرُّها الرّافِضة، فإنّها يهود هذه الأمة، يُبغضون الإسلام، كما يُبغض اليهودُ النَّصرِانية، ولم يدْخلوا في الإسلام رغبةً ولا رَهْبة من الله، ولكن مَقْتًا بأهل الإسلام، وبَغْيًا عليهم، وقد حرَّقهم عليًّ بن أبي طالب رضي الله عنه بالنار ونفاهم إلى البُلْدان. منهم: عبد الله بن سبأ، نفاه إلى ساباط).
وقال رحمه الله: (وذلك أنّ مِحْنةَ الرافضة محنةُ اليهود، قالتِ اليهود: لا يكون المُلك إلّا في آل داود، وقالت الرافضة: لا يكون المُلك إلا في آل عليّ بن أبي طالب. وقالت اليهود: لا يكون جِهادٌ في سبيل الله حتى يَخْرج المَسيح المُنتظر، ويُنادي منادٍ من السماء، وقالت الرافضة: لا جِهادَ في سبيل الله حتى يخرُج المَهديُّ ويَنْزل سَبَب من السماء.
واليَهود يُؤخِّرون صلاةَ المَغرِب حتى تَشتبك النّجوم، وكذلك الرافضة. واليَهود لاتَرى الطَّلاق الثلاثَ شيئاَ، وكذا الرَّافضة. واليهود لاتَرى على النساء عِدّة، وكذلك الرافضة. واليهود تستحلّ دم كل مسلم، وكذلك الرافضة.
واليهود حرّفوا التوراة وكذلك الرافضة حرّفت القرآن. واليهود تُبْغض جبريلَ وتقول: هو عَدوُّنا من الملائكة، وكذلك الرافضة تقول: غَلط جبريلُ في الوَحْي إلى محمد صلّى الله عليه وسلّم بترك عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه)[size=14]1.[/size]
والواقع الذي لا شكّ فيه أنّ اليهود والرافضة وجهان لعملةٍ واحدة. لم يكن دين الرفض”التشيّع” إلا دَسيسةً من اليهودي – ابن سبأ – الذي سار على خطى سلفه اليهودي بُولس، والذي أفسدَ الدّين الحنيف للمسيح عليه السلام، تاركًا النصارى على معتقدات البُولسيّة المنحرفة، وبدعة الصلب، والخطيئة الأصليّة، والتجسّد، والتكفير عن الخطيئة، والتأليه، ولاهوتيّة الابن، وجعل المسيح ثالث ثلاثة، وهجر الناموس (التخلي عن توراة موسى عليه السلام).
رافضة إيران يُقيمون نصب تذكاري ليهود إيرانيين
[size=30]من هو ابن سبأ؟[/size]
اليهودي ابن سبأ، مثل بُولِس، أبغَض الإسلام وتمنّى أنْ يُضِلَّ المسلمين ويُفسِد عليهم دينهم بنشره أفكارًا مُنحرفة مثل القول بالتألِيه، والعصمة لعلِيّ ابن طالب رضي الله عنه، والمجيء الثاني لعلِيّ. في الوقت عينه، سعى جاهدًا لخلق الفتنة في صفوف المسلمين، مُحرِضًا على الخليفة الراشد عثمان ابن عفان رضي الله عنه حتى قُتل. فأدّى مقتله رضي الله عنه إلى إراقة المزيد من دماء المسلمين، وفي النهاية ظُهور فرقة الخوارج، الذين اغتالوا عليًّا رضي الله عنه، وقد ادّعى ابن سبأ من قبلُ أنّه الله!
قال عَنْهُ ابن تيمية رحمه الله: (فأوّلُ مَنْ ابْتَدَعَ الرّفض كان مُنافقًا زِندِيقًا يُقالُ له “عبد الله ابن سَبَأ” فأَرادَ بذلك إفْساد دين المُسلمينَ كما فَعَلَ “بولس” صاحبُ الرّسائل التي بأيدي النّصارى حَيْثُ ابْتَدَعَ لَهُمْ بِدَعًا أفْسَدَ بها دينَهُم وَكان يهُوديًّا فأظهَرَ النّصرانيّةَ نِفاقًا فَقَصَدَ إفْسادهَا وكذلك كان “ابن سَبَأ” يهُوديًّا فَقَصَدَ ذَلك وَسعَى في الفتنة لقَصْدِ إفساد المِلَّة فلَم يتمكَّن مِنْ ذلِك، لكن حَصَلَ بين المُؤمِنين تحريشٌ وفتنةٌ قُتِلَ فيها عُثمان رضي الله عنه وَجَرَى ما جَرَى مِنَ الفتنة). [مجموع الفتاوى: 35/184]
وكَتَبَ عَنْهُ الطّبري في تاريخه: (كان عبدالله بن سَبَأ يهُوديًا من أهل صنعاء، أُمّه سوداء، فأسلم زَمان عُثمان، ثم تنقّل في بلدان المسلمين يحاول إضلالهم، فبدأ بالحجاز، ثم البصرة، ثم الكوفة، ثم الشام، فلم يقدر على ما يُريد عند أحد من أهل الشام، فأخرجوه حتى أتى مصر فاعتمر فيهم، فقال لهم فيما يَقول: “العجب فيمن يَزعُم أنّ عيسى يرجِع ويكذّبُ بأنّ محمدًا يرجع، وقد قال الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [القصص: 85][size=14] 2، فمحمدٌ أحقّ بالرجوع من عيسى.” قال: فقُبِل ذلك عنه، ووَضَع لهم الرّجْعَة فتكلّموا فيها، ثم قال لهم بعد ذلك: “إنّه كان ألفُ نبيٍّ، ولكل نبيٍّ وصيٌّ، وكان عليٌّ وصيَّ محمدٍ.” ثمّ قال: “محمدٌ خاتمُ الأنبياء، وعليٌّ خاتمُ الأوصياء.” ثم قال بعد ذلك: “من أظلمُ ممن لم يُجِز وصيّة رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ووثب عَلَى وصِيِّ رسولِ الله، وتناول أمر الأمة.” ثم قال لهم بعد ذلك: “إنّ عثمان أخذها بغير حق، وهذا وصيّ رسول الله صلىّ الله عليه وسلّم، فانهضوا في هذا الأمر فحَرِّكُوه، وابدأوا بالطعن على أُمَرائِكم، وأظهِروا الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر تستميلوا الناس، وادعوهم إلى هذا الأمر.” فبثّ دُعَاتِه، وكاتب من كان استفسد في الأمصار وكاتبوه، ودعوا في السّرّ إلى ما عليه رأيهم، وأظهرُوا الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، وجعلوا يَكتبون إلى الأمصار بكُتب يضعونها في عيوب وُلاتهم، ويكاتبهم إخوانهم بمثل ذلك، ويكتب أهل كل مِصر مِنهم إلى مِصرٍ آخر بما يصنعون، فيقرأه أولئك في أمصارهم، وهؤلاء في أمصارهم، حتى تناولوا بذلك المدينة وأوسعوا الأرض إذاعة، وهم يُريدون غير ما يُظهرون ، ويُسرُّون غير ما يُبدون).[/size]
تُوفي ابن سَبَأ حوالي سنة 40 هجرية، بعد نَشْرِ بُذور الفِتنة لأجْيالٍ تَالِية. فهو مؤّسس الرّفض ويُعتبر المُحرّض لظُهُورِ الخوارج. لهذا السبب، فإنّ العلماء، الذين كتبوا عن مختلف الطوائف المُنحرفة، قد ذَكَرُوه عِندَ تَناول أمْرِ الخوارج مثلما ذكروه عند تناولهم للرافضة. فلم يَظْهُرِ الخوارج إلّا بعد تآمر ابن سَبَأ على عُثمان رضي الله عنه. واتّفق أتباع ابن سَبَأ مع الخوارِج لاحِقًا على مُعتقد أساسي من بِدعهم، وهم كحال الخوارج، كفّرُوا غالبَ الصّحَابة، وعامة المسلمين، وجَمِيعَ الخُلفَاء.
إجلال رِجال دين رافضة ليهود إيرانين مُتوفّين
[size=30]مَـعنى “الرافضة“[/size]
أدّت فتنة ابن سَبَأ في النهاية إلى تشكيلِ الطائفة المعرُوفة باسم الرافضة، والتي نَقَلَتْ شَكلًا معدّلًا من دعوتِه. هذه الطائفة، مثل كل الطوائف المنحرفة، تطوّرت مع الوقت، مُبتكرة المزيد من البدع، والكُفريات، والشُّرور.
أمّا بالنِّسبةِ لتسمية “الرافضة” فهي مشتقّة من كلمة “رَفَضَ”. ولقد سُمّي أهلُها بهذا الاسم عندما جاءوا إلى زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رحمهم الله (المُتوفّى في 122هـ) وطلبُوا مِنهُ أنْ يتبرّأ من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما مقابِل نُصرتهم له، فرفض ذلك وقال عِوضًا: “بل نتولاهما ونبرأ ممن يبرأ منهما.” فقالوا له: “فإذًا نرفُضُك.” ومِنها سُمُّوا بـ “الرافضة”. وكذلك سمّاهم العلماء بهذا الاسم لأنّهم رَفَضُوا إمامة أَبِي بكر وعُمَر، وعُثْمان، ورفضُوا الصحابة، ورفضُوا السُّنة النّبوية، ورفضوا أساس الدين الإسلامي، القرآن.
وأمّا بالنسبة لتسمية “الشيعة”، فهي من أصل الكلمة “شَايَعَ” بمعنى “أيّد ونَاصَرَ”، بإدعاء الرافضة أنّهم أيّدوا عليّا رضي الله عنه، ووالوه على أبي بكر وعُمر رضي الله عنهما.
أما بالنسبة لتسمية “الاثنا عشرية” و “الإمامية” اشتقاقًا عن لفظ “الإمام”، فهي بسبب إيمانهم بخطّ الأئمة الإثني عشر، ويَزعُم الرافضة أّنهم من “المعصومين”. والإثنا عشر هُم: علي بن أبي طالب وابنيه الحسن والحسين، الثلاثة كانوا من الصحابة، وعلي السجّاد ابن الحسين، وابنه محمد الباقر، وابنه جعفر الصادق، الثلاثة كانوا من العلماء الفضلاء المشهورين بشدّة تقواهم، وبعدهم جاء جعفر ابن موسى الكاظم، وابنه عليّ الرِّضا، وابنه محمد الجواد، وابنه علي الهادي، وابنه الحسن العسكري. وكانوا جميعًا مشهورين بتقواهم. ولم يكن أحدٌ من الأئمة الأحد عشر على ملّة الرافضة عدَى ما افتراهُ عليهم الروافض أنفُسهم.
أما بالنسبة للإمام الثاني عشر، فهو محمد الابن المزعوم للحسن العسكري. ويُشار إليه باسم “المهدي” من قِبل الرافضة. يَزعُمُون أنّه وُلِد في سنة 255 هجرية في سامراء بالعراق وأنّ خَبَر ولادته أُخْفِيَ عَن العامة خوفًا من أنْ يُقتل على أيدي الخلفاء. ويزعُمُون أنّه عندما كان في الخامسة من عُمره وتُوفي أباه، صار “إمامَ” عصره وتوارى عن الأنظار بعد دخوله السرداب تحتَ منزل أبيه. ويُطلق الرافضة على هذه الفترة اسم “الغَيْبَة الصُغرى”. وخلال هذه الفترة، لم يتصل أحدٌ بـ “الإمام” سوى أربعة “نوّاب” أو “رُسل”، وهم كانوا صِلته الوحيدة بالعالم الخارجي. واستمرت هذه ” الغَيْبَة الصُغرى” نحو 70 سنة، حتى وفاة آخر “نائب” في 329 هجرية. وزَعَمَ الرافضة أنّه قبل وفاة النائب الأخِير بفترة قصيرة، قد كلّمه “المهدي” قائلاً: (فإنّك ميّت ما بينك وبين ستّة أيّام، فاجمَعْ أمرَك ولا تُوصِ إلى أحدٍ فيقومَ مَقامك بعد وفاتَك؛ فقد وقعت الغَيبة التامّة، فلا ظُهورَ إلاّ بإذن الله). [كمال الدين: ابن بابويه القميّ]
خلاف هذا، روى جُمُوعُ الطبري، وابن حزم، ويحيى بن سعيد أنّه لم يكن للحَسن العسكري نَسْل. [السيرة الذهبية]. وحتى لو ادّعى أحدٌ أنّ عائلته أُخفت نبأ ولادته عن العامة لـمدة 72 سنة، فكيف له أنْ يظل مُختفي عن العالم، ويعيش لما يقرب الـ 1200 سنة؟ إذا كان من الواجب تصديق القصّة، لكان الأولى أنْ تُورد في القرآن والسنة. لذا، ليس من شك بأنّ “المهدي” المزعوم لم يكن سوى تلفيق من قبل كثيرٍ من الرافضَة الكذّابين، الذين اتّبعوا حذو إخوانهم الباطنية. فكثيرٌ من الباطنية – وهي طوائف مبتدعة تدّعي أنّ للقرآن معاني خافية تختلف عن المعاني الظاهرة – يُؤمنون أيضًا بـ “الإمام” المُختفي، الذي انتقل إلى الغيبة واختار “نوّاب” مُمثلين عنه، ويُنادونه، ويَتّصلون معه. والأكثر شهرة بين هذه الطوائف هم الإسماعيلية “السّبعية”، المُؤمنين بغيبة محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، ويزعُمُون بأنّ أباه وجدّه أخفوه. وسيظهر مَرّةً أخرى.
هذه المُعتقدات من الجهل المُدقع والانحراف هي من دفعت التابِعي الشعبي ليقول: (رأيتُ الرافضة يأخذون بأعجازٍ لا صدور لها.[size=14]3لو أردتُ أنْ يعطوني رقابهم عبيدًا، أو يملئوا لي بيتي ذهبًا، أو يحجّوا إلى بيتي هذا على أن أكذب على عليٍّ لفعلوُا، ولا والله لا أكذب عليه أبدًا. قد درست أهل الأهواء، فلم أرى فيهم أحمق من الخشبية – يعني الرافضة -، فلوْ كانوا من الطيْر لكانُوا رَخَمًا، ولو كانوا من الدّواب لكانُوا حُمُرًا)4.[/size]
[size=30]الحُـكم على الـرافضــة[/size]
إضافةً إلى جهلهم وانحرافهم المُدقع، فإنّ الرافضة – مُعمّميهم وعامتهم – هم طائفة ردّة. قال أمِير المُؤمنين أبو عُمر الحسيني البغدادي رحمه الله: (الرّافضة طائفةُ شِركٍ وَرِدّة). [قل إنّي على بيّنة من ربّي]
وقال الشيخ أبو مصعب الزرقاوي رحمه الله: (مما اُستفيض من أقوال السلف في الحكم بكفرهم: فمِمّا ورد عن الإمام أحمد رحمه الله، ما روى الخَلاَل قال: “سألتُ أبا عبدالله عمّن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة”، قال: “ما أراه على الإسلام”. وقال الخَلاَل: “أخبرني عبدالملك بن عبدالحميد، قال سمعتُ أبا عبدالله قال: “من شتم أخاف عليه الكفر مثل الروافض”. ثم قال: “من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم لا نأمن أنْ يكون قد مَرق عن الدين”.
وجاء للإمام أحمد قوله عن الرافضة: “هم الذين يتبرؤون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلّم، ويسبّونهم، وينتقصونهم، ويسبّون الأئمة إلا أربع: عليًّا وعمّار والمِقداد وسَلمان، وليست الرافضة من الإسلام في شيء.” [كتاب السُّنّة]
وقال الإمام البخاري رحمه الله: “ما أبُالي صَلَّيْتُ خلفَ الجهمي والرافضي أم صَلَّيْتُ خلف اليهود والنصارى، ولا يُسلّم عليهم، ولا يُعادون “أي: لا يُعاد مريضهم”، ولا يناكحون، ولا يُشهدون “أي: لا تُشهد جنائزهم”، ولا تُؤكل ذبائحهم.” [خلق أفعال العباد]
وقال الإمام أحمد بن يونس “المُتوفّى في 227هـ”: “لو أنّ يهوديًا ذبح شاة، وذبح رافضي، لأكلتُ ذبيحة اليهودي، ولم آكل ذبيحة الرافضي، لأنّه مُرتدّ عن الإسلام.” [الصارم المسلول: ابن تيمية]
وقال الإمام بن حزم رحمه الله في ردّهِ على النصارى: “وأما قولهم -يعني النصارى- في دعوى الروافض تبديل القرآن، فإنّ الروافض ليسوا من المسلمين”.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “من زَعَمَ أنّ القرآن نقصَ منه آياتٌ، أو كُتمت، أو زعم أنّ له تأويلاتٍ باطنة تسقط الأعمال المشروعة، فلا خلاف في كفرهم، ومن زعم أنّ الصحابة ارتدّوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلا نفرًا قليلا لا يبلغون بضعة عشر نفسًا، أو أنّهم فسّقوا عامتهم، فهذا لا ريب أيضا في كُفره، لأنّه مُكذّب لما نصّه القرآن في غير موضع من الرِّضى عنهم، والثناء عليهم. بل من يشك في كفرِ مثل هذا فإنّ كُفره مُتعين، فإنّ مضمون هذه المقالة أنّ نقلة الكتاب والسنة كفّار أو فسّاق، وأنّ هذه الآية التي هي: {كنتم خير أمة أخرجت للناس}. [آل عمران: 110]، وخيرها هو القرن الأول كان عامتهم كفّارا أو فسّاقا، ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم، وأن سابقي هذه الأمة هم شرارها، وكُفر هذا مما يعلم بالاضطرار مِن دين الإسلام.” [الصارم المسلول]
وقال الإمام السمعاني رحمه الله: “واجتمعَتِ الأمُة على تكفير الإمامية لأنّهم يعتقدون تضليل الصحابة، وينكرون إجماعهم، وينسبونهم إلى ما لا يليق بهم.” [الأنساب]). [هل أتاك حديث الرافضة 1]
وقال الشيخ الزرقاوي رحمه الله: (وهؤلاء القوم قد كفّرهم أئمة السلف. وهذا الإمام مالك، رحمه الله يقول: “الذي يشتم أصحاب رسول الله ﷺ، ليس له سهمٌ أو نصيبٌ في الإسلام”. وقال مُعلّقا على قوله تعالى: {يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار}. [الفتح: 29]: “فمن اغتاظ من الصحابة فهو كافر. وتبعه على هذا الاستدلال الإمام الشافعي رحمه الله“). [إلى أُمّتي الغالية]
[size=30]عقيدةُ وأعمال الرافضة الكُفرية[/size]
أسباب إطلاق التكفير على الرافضة عدّة، أهمها ما يلي:
1) هم الطائفة المَعلُومة بعبادة القبور بين جميع الطوائف المنحرفة. وأكثرُ ما دخل عند “أهل السنة” عن أقوال عبادة القبور نشأت عن الرافضة وأهل الرفض. قال ابن تيمية رحمه الله: (وأول من ابتدع هذه الأحاديث عن السفر لزيارة الأضرحة المَبنية على القبور هم أهل البدع الضالين من الرافضة وأمثالهم). [مجموع الفتاوى]
فالرافضة يَسجدُون للقبور ويطوفون حولها، ويتضرّعون للأموات ويطلُبون الشفاعة منهم. ويُعلّقون قلوبهم عليهم أكثر من الله! هذا الشرك يتساوى في تأديته – مُعمّميهم وعامّتهم – فكلهم مُذنبون فيه. وإذا كان هذا العمل الكفري الوحيد عندهم، فإنّهُ كافٍ لإعلانهم جميعًا مُرتدّين.
2) الرافضة قاموا بتكفير جمهور الصحابة، وبُغضهم، وسبّهم، ولعنهم. قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: (فإذا عرفتَ أنّ آيات القرآن تكاثرت في فضلهم، والأحاديث المتواترة بمجموعها ناصّة على كمالهم، فمن اعتقد فسقهم، أو فسق مجموعهم، وارتدادهم، وارتداد معظمهم عن الدين، أو اعتقد سبّهم وإباحته، أو سبّهم مع إعتقاد حقية سبّهم أو حلّيته فقد كفر بالله تعالى ورسوله). [رسالة في الرد على الرافضة]
وقال أيضًا: (وهذا هدمٌ لأساس الدّين، لأنّ أساسه القرآن والحديث، فإذا فرض إرتداد مَن أخذ مِن النبي صلى الله عليه وسلّم إلا النفر الذين لا يبلغ خبرهم التواتر وقع الشك في القرآن والأحاديث، نعوذ بالله من إعتقادٍ يُوجب هدمَ الدين). [رسالة في الرد على الرافضة]
لهذا، فإنّ مُعظم الرافضة – باستثناء الذين يمارسون التقية (اخفاءً لكُفرهم) – تُؤمن بأنّ في القرآن آياتٍ حُذِفت، وعُدّلت، وأُضِيفت من الصحابة – رضي الله عنهم – وبالتالي فالقرآن الذي بين أيدي أهل السُّنة ناقصٌ وباطل!
3) بالإضافة إلى موقفهم البِدعِي تجاه جمهور الصحابة، الرافضة يُشدّدون بشكل خاص على كراهيتهم وتكفيرهم لكبار الصحابة وأعلامهم أمثال: أبو بكر، وعُمر، وعُثمان. وفعلوا الشيء ذاته تجاه زوجات النبي صلى الله عليه وسلّم خاصة “عائشة بنت أبي بكر وحفصة ابنة عمر رضي الله عنهم”. كيف لأحد أنْ يدّعي أنّ في قلبه حبةُ خردل من إيمان وهو مُبْغِض لزوجات النبي صلّى الله عليه وسلّم ولخير صحابته!
قال الأوزاعي “المُتوفّى في 157هـ”: (كل من يلعن أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه فقد ارتدّ). [الإبانة الصُغرى: إبن بُطّة]
الفريابي “المُتوفّى في 212هـ” سُئِل عمّن يسبُّ أبا بكر، فأجاب: (هو كافر). [السُّنّة: الخَلال]
4) الرافضة قذفُوا عائشة رضي الله عنها ونالوا من عفّتها، وبهذا نالوا من شرف النبي صلّى الله عليه وسلّم، مكذّبين صراحةً ما جاء في القرآن، في الآيات المُنزلة من رب العالمين من الآية 11 إلى 26 في سورة النور، وفيها إعلان براءة عائشة. كلّ من يُكذّب حرفًا من القرآن فقد كفر. فكيف بمن يُكذّب عددًا من آيات القرآن.
علّق ابن كثير في تفسيره: (وقد أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أنّ من سبَّ عائشة بعد نزول الآيات ورماها “بالزنى” بعد الذي ذُكر في الآية فإنّه كافر، لأنّه مُعاند للقرآن).
5) الرافضة عندهم محَبّةٌ مُفرِطة للأئمة “الإثنا عشر” مُقدّمين محبة بعضهم على محبّة الأنبياء عليهم السلام حتى نسبوا لهم ما يُنسب لله عزّ وجل! ويَزعُمُون أنّ هؤلاء الأئمة يَملكون سُلطة على ذرات الكون، ويَعلمون الغيب، ويُمكنهم إبطال القرآن، ويستحقون الطاعة المطلقة.
بعد نقله أقوالًا مُختلفة عن الرافضة يعرِضُ فيها كُفرهم، علّق محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: (من اعتقد في غير الأنبياء كونه أفضل منهم ومساوياً لهم فقد كفر، وقد نقل على ذلك الإجماع غير واحدٍ من العلماء ، فأي خير في قومٍ إعتقادهم يُوجِب كفرهم). [رسالة في الرد على الرافضة]
أشكال الكُفر العديدة التي يمارسها الرافضة كثيرة. فهم يخترعون بدعًا جديدة كل يوم يمرّ سواء بسواء مع الحرب التي يشنّونها على الإسلام ومظاهرتهم للصليبيين والمرتدّين ضد المسلمين.
شِــرك الرافضة يشمل عبادة القُبور
مَــوكِب شِرك رافضي
[size=30]الرافضة بحسب أدعياء الجهاد[/size]
بالرغم مما سبق، حاول أدعياء الجهاد بمُختلف ألوانهم تصوير الرافضة على أنّهم طائفةٌ من “المسلمين” الجهلة. أدعياء الجهاد اعتمدوا على شُبهتين رئيسيتين لتبرير دعواهم نحو الرافضة، وهي:
1) دعوى أنّ الرافضة معذورون بالجهل: أدعياء الجهاد استخدموا هذه الحجّة كدرع يَحمون به الرافضة من أنْ يُكفّرهم الموحدين ويحاربوهم. فإذا فجّر المجاهدون في الأحياء الرافضية في العراق بالسيارات المفخخة، صَرَخَ أدعياء الجهاد: (إنّكم تقتلون مسلمين جهلة وأبرياء! يجب أنْ تكون الأولوية دعوتهم، لا قتلهم! حربنا هي فقط ضدّ أمريكا)!
هذه الشبهة رُدّدت مرّاةٍ عديدة. وباختصار، إذا كان مُدّعي الإسلام يعبد أي شيء أو أي شخص من دون الله، أو يسبّ الله، أو يرفض الانقياد له، فلا يُمكن اعتباره مسلمًا. الإسلام هو الإخلاص لله والإنقياد له. شهادتها تعلن ألا معبود ولا مُطاع بحقّ إلا الله، وأحد الشروط الأساسية لها هو العلم بها؛ وأحد نواقضها هو الإعراض عن الإسلام دون تعلمه ولا العمل به. على عكس المرجئة وإخوانهم من أدعياء الجهاد، فالإسلام ليس ادعاء سطحي ليس له تطبيقٌ واقعيٌ ملموس. لو كان الأمر كذلك، فإنّ معظم الصراعات بين المسلمين والكفار كان لها أنْ تُحلّ دون الحاجة لحرب. لكن الواقع، أنّ الإيمان كونه – قولٌ وعمل – هو أكثر ما يُغيض الكفار. كما أنّهم تخلوا عن معظم أعمال التكليف من التوارة والإنجيل المُحرَّفة وبقوا على مُسمّاهم “النصرانية”، فيتمنّون لو كان المسلمين مثلهم. {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً}[size=14]5. [النساء: 89][/size]
انتقد أبا بطين “المُتوفّى في 1282هـ” أولئك الذين يعذرون ما يقوم به عوام الشيعة، قائلًا: (ولو قال إنسان عن الرافضة في هذا الزمان: إنهم معذورون في سبّهم الشيخين وعائشة لأنّهم جُهّال مُقلدون، لأنكر عليهم الخاص والعام). [الدُرر السُّنيّة]
كان ذلك قبل أكثر من قرن وحول مسألة سبّهم كبار الصحابة. فما أكثر اللوم الذي يستحقه من يعذُر الرافضة في مسائل الشرك الأكبر!
2) دعوى أنّ بعض العلماء لم يُكفِّر عموم الرافضة: هذه الدعوى هي ليٌّ لأحد الأمرين:
الأول: يُشيرون إلى العلماء الذين لم يُعمِّموا التكفير على كل “الشيعة”، وهي تسمية أعمّ من تسمية “الرافضة”، كما تشمل أولئك الذين فضّلوا عليّا على أبي بكر وعُمر ومازالوا يُقرّون بالخلافة لأبي بكر وعُمر وصُحبتهم. وهذه ظاهرة مُنقرضة، وهي اليوم موجودة فقط في كتب التاريخ لوصف أهل البدعة. أمّا بالنسبة للزيدية المُعاصرة، فهم قد ترفّضُوا بعد التأثير الإيراني عليهم، مما يجعلها طائفة متواطئة في سبّ الصحابة بعد تقليدها واقعًا للرافضة في عبادة الأضرحة.
الثاني: يُشيرون إلى بعض العلماء الذين لم يُكفّروا الرافضة تكفيرَ الأعيان، كُلٌّ على حِدة. ولكن فتاويهم يجب أنْ تُفهم في السياق التاريخي لها، فمن المعلوم أنّ أئمة الرافضة مارسوا التقّية لعدة قرون حين عاشوا تحت سلطان المسلمين، مُخفين جوانب كثيرة من دينهم عن علماء أهل السنة، وعن العوام، وحتى عن عامتهم إلى أنْ ظَهرتْ الدولة الصفوية بقيادة إسماعيل الصفوي في القرن العاشر من الهجرة. بعدها، أعلنوا بشكل فاضح عن عَقيدتهم الباطنية في الكفر وكشفوا دون خجل ما أمُلي لهم من الشرك الأكبر، ودعَوا علنًا حشود المتعصّبين إلى دينٍ من الكُفرِ البَواح، ولم يَسلْم أحدٌ من عوّام الرافضة من الوقوع في الرّدّة. لقد حدث ذلك خلال “الإحياء” الذي أطلقه محمد باقر المجلسي بصفته أحد كبار السلطة الدينية في الدولة الصفوية. وقد كَتَبَ العديد من الكُتب المؤثرّة وروّج لهذه “الصحوة”، وترك أثرًا دائمًا على الرفض والرافضة.
كتب عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بعد ذِكرِهِ فتوى ابن تيمية والتي كفّر فيها الرافضة الذين كفّروا جمهور الصحابة: (فهذا حُكم الرافضة في الأصْل، فأما حُكم متأخريِهم الآن، فجَمعوا بين الرفض والشرك بالله العظيم، بالذي يفعلونه عند المَشاهد، وهم الذين ما بلغهم شركُ العرب، الذين بُعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم). [الدُرر السُّنيّة]
كذلك محمد ابن عبد اللطيف آل الشيخ رحمهُ الله قال بعد أنْ ذكر فتوى ابن تيمية: (فهذا حُكم الرافضة في الأصْل وأما الآن، فحالهم أقبح وأشنع، لأنّهم أضافوا إلى ذلك الغلو في الأولياء، والصالحين من أهل البيت. فمن توقّف في كفرهم والحالة هذه، وارتاب فيه، فهو جاهل بحقيقة ما جاءت به الرسل، ونزلت به الكتب، فليُراجع دينه قبل حلول رمْسِه). [الدُرر السُّنيّة]
الشيخ حمد الحميدي رحمه – أحد العلماء الذين قتلهم آل سلول مُؤخرًا والذي أعطى البيعة للدولة الإسلامية – علّق على كلام ابن عبد اللطيف قائلًا: (قلتُ: هذا في زمانه فكيف لو رأى هذا الزمان وظُهور شركهم وهم في الحرمين وعند مقبرة البقيع وغيرها؟)، وعقّب على كلامه: (فذُكورهم وإناثُهم وعامّتهم وعُلمائهم كفّار بذلك). [أقوال أهل الإسلام في الحكم على الرافضة][size=14] 6[/size]
وقد ردّ الشيخ الزرقاوي رحمهُ الله على انتقادات المقدسي للعمليات ضد الرافضة بالمثل في [بيان وتوضيح لما أثارهُ المقدسي]
ليُّ الكلمات المُنتقاة من قلّة من العلماء لإدّعاء أنّ الرافضة هم “مُسلمون”، يُعادلُ أخذ أقوال السلف عن الصوفية في زمانهم – أولئك المتصوّفة الأوائل اقتصرت زلّاتُهم على المبالغة في الزُهد والوساوس – ثم تنزيل هذه الأقوال على عبّاد الأضرحة، الصوفية الجهمية في الأزمنة اللاحقة، وبالتالي الإدّعاء أنّه مثلما كان الصوفية الأوائل مُسلمون ضالّون، فالصوفية المُتأخرين المشركين هم أيضًا “مسلمون” ضالّون! نعوذ بالله من الزيغ عنّ الحق.
[size=30]انحرافات أدعياء الجهاد[/size]
قال الظواهري: (الشيعة الإثني عشرية عندنا هم أحد الفرق المبتدعة الذين أحدثوا في الدين بدعًا عقائدية، وصلت بهم إلى: سب أبي بكر وعمر وأمهات المؤمنين وجمهور الصحابة والتابعين، ويرون كفرهم، ويجاهرون بلعنهم. والقول بتحريف القرآن … إلى غير ذلك من الأقوال المبتدعة، كادّعاء عصمة الأئمة الإثني عشرية، وأنّهم بلغوا ما لم يبلغه نبيٌّ مرسل ولا ملكٌ مقرب … وأمّا من اعتقد هذه الأصول الفاسدة بناء على أحاديث ظنها صحيحة، ولم يبلغه الحق فيها، أو كان عاميًا جاهلًا فهو معذور بجهله). [موقِفُنا من ايران]
وقال في رسالته المُخزِية مُنتقِدًا فيها الشيخ الزرقاوي رحمه الله: (إذا كان الهجوم علي بعض رؤوس الشيعة ضرورياً لإيقاف مخططاتهم، فلماذا الهجوم علي عوام الشيعة؟ ألا يؤدي هذا لترسيخ المعتقدات الباطلة في أذهانهم، بينما يجب علينا أنْ نُخاطبهم بالدعوة والبيان والتبليغ لهدايتهم للحق؟ وهل سيستطيع المجاهدون قتل كل الشيعة في العراق؟ وهل حاولت أية دولة إسلامية في التاريخ ذلك ولماذا يقتل عوام الشيعة مع أنّهم معذورون بالجهل؟ وما الخسارة التي كانت ستلحق بنا لو لم نهاجم الشيعة؟ … وهل تناسى الإخوة أنّ كُلاً مِنّا والإيرانيين في حاجة إلى أنْ يَكُف كلٌّ مِنّا أذاه عن الآخر في هذا الوقت الذي يستهدفنا فيه الأمريكان؟).
وقال في رسالة أُخرى مُنتقِدًا استهداف المعابد والأسواق والأحياء الرافضية مؤمنًا بأنّ: (هذه الأفعال تصيبُ دماءً معصومة، لأنْ دماء النساء والأطفال وعوام الشيعة غير المقاتلين معصومة باعتبارهم معذورين بالجهل). ويمضي في كلامه ساخِرًا: (فهل معنى ذلك أنّك تُريد قتل كُلّ الشيعة في العراق، ثم تتبعهم بقتل الشيعة فى الخليج والجزيرة ثم الشيعة فى إيران والشام وسائر الدنيا؟).
وقال أيضًا: (على [المجاهدين] عدم مقاتلة الفرق المنحرفة مثل الروافض والإسماعيلية والقاديانية والصوفية المنحرفة ما لم تُقاتل أهل السنة، وإذا قاتلتهم فيقتصر الردّ على الجهات المُقاتلة منها، مع بيان أنّنا نُدافع عن أنفسنا، ويتجنب ضرب غير مقاتليهم وأهاليهم في مساكنهم وأماكن عبادتهم ومواسمهم وتجمعاتهم الدينية … أما في الأماكن التي تقع تحت سيطرة المجاهدين وسلطتهم فيُتعامل مع هذه الفرق بالحكمة بعد الدعوة والتوعية وكشف الشبهات، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بما لا يسبب ضررًا أكبر منه، كأنْ يُؤدي لطرد المجاهدين من تلك المناطق، أو لثورة الجماهير ضدهم، أو لإثارة فتنة يستغلها أعداؤهم في احتلال تلك المناطق). [توجيهات عامة للعمل الجهادي]
سياسة الظواهري تجاه الرافضة تستند بوُضوح على إيمانه المُنحرف بأنّهم “مُسلمون”. أما فيما يتعلق بادعائه أنّه لا تُوجد دولة إسلامية على مرّ التاريخ حاولت في أي وقتٍ مضى أنْ تقضي على الرافضة، فذلك يرجع إلى جهله. لأنّ طائفة الرافضة الإثني عشرية لم تظهر أزمان الخلافة الراشدة، ولا الأموية، ولا العباسية كما هو ظاهرةٌ اليوم، فالطائفة كانت أقلّية تُمارس التقية، لم يملكوا حينها السلطة السياسية ولا القُوّة العسكرية لإظهار ونشر كُفرهم وشركهم الصريح، وهي حالةٌ تبدّلت مع مجيء الدولة الصفوية قبل 400 سنة.
أما بالنسبة لحركة طالبان الوطنية، فقد كانت مثل قاعدة الظاهري، تعتبر الرافضة إخوانًا لها وتندّد علنًا من يستهدفون الرافضة.
عبدالله الوزير، المراسل المعتمد للّجنة الإعلامية لحركة طالبان الوطنية، قال: (الشيعة مسلمون … كل من يقول “لا إله إلا الله وأنّ محمدًا رسول الله” فهو مسلم. تعددت الفرق والله يفصلُ يوم الحساب).
كما تباهت طالبان الوطنية باجتماعاتها مع المسؤولين الرافضة من إيران، قائلةً: (قام في الآونة الأخيرة وفدٌ رفيع المستوى من الإمارة الإسلامية برئاسة السيد محمد طيب آغا رئيس المكتب السياسي للإمارة الإسلامية إلى الدولة المجاورة إيران، بحث وفد الإمارة الإسلامية خلاله مع المسؤولين الإيرانيين الوضع الحالي لأفغانستان، والمنطقة والعالم الإسلامي وأوضاع المهاجرون الأفغان المتواجدون في إيران. جدير بالذكر بأنّ السفر المشار إليه جزء من الأسفار العادية التي يقوم بها وفد الإمارة الإسلامية من حين لآخر إلى الدول المختلفة في العالم من أجل بحث موضوعات ثنائية، وتكوين الروابط، وتوسعتها وتقويتها). [تصريحات المتحدث باسم الإمارة حول سفر وفد رفيع المستوى إلى إيران]
محمد طيب آغا، رئيس المكتب السياسي لطالبان
ودافعت طالبان الوطنية أيضّا عن الدولة الرافضية في إيران – حكومةً وشعبًا – قائلةً: (تُندد إمارة أفغانستان الإسلامية العقوبات الجديدة من قبل مجلس الأمن على جمهورية إيران الإسلامية والتعزيرات ضد هذا البلد وشعبه، وتعتبرها باطلة. والإمارة الإسلامية على أساس التعاطف مع الشعوب تعتبر التحذيرات الاقتصادية الأخيرة والسابقة من قبل مجلس الأمن تجاوزاً كبيراً وظلماً في حق إيران وشعبه. وفي هذا الخصوص التأثيرات السيئة والجوانب السلبية لهذه التحذيرات تقع مباشرة على عامة الشعب، تطالب بأنْ تحل جميع المسائل وترفع المشاكل عن طريق الحوار والتفاهم). [بيان اللجنة السياسية في إمارة أفغانستان حول عدد من حوادث أفغانستان والعالم].
كما أدانت طالبان الوطنية الهجمات ضد إخوانها الرافضة، قائلة: (وقع انفجاران يوم عاشوراء في العاشر من شهر محرم لعام 1433هـ الجاري بشكل خفي في مدينتي كابل ومزار شريف ما أدى إلى تلطخ عدد كبير من مواطنينا المضطهدين العزل بدمائهم، وجلوس أسرهم على بساط الحزن والأسى وإنّ الإمارة الإسلامية في اللحظات الأولى استنكرت ونددت هذين الحادثين بقوة وجدية.
عَقَدَ يوم أمس 15-1-1433هـ مجلس الشورى القيادي لإمارة أفغانستان الإسلامية جلسة طارئة بهذا الخصوص وقد تم المباحث الشاملة حول الحادثين في هذه الجلسة، واعتبروا هذا التصرف مؤامرة مخططة من قبل العدو المنهزم، وتم الإصرار على أنّه ينبغي لشعبنا المتيقظ أنْ يكون منتبها بذكاء بالغ لمثل هذه الأعمال والتصرفات من قبل العدو، وإلا يسمح لأحد أنْ يُوقِع العداوة والبغضاء والخلل بين شعبنا المتحد باسم المذهب، أو القبيلة أو اللغة والمنطقة لأجل الوصول إلى أهدافهم المشؤومة والدنيئة.
كما طالب المجلس جميع الجهات السياسية والمذهبية في البلد بأنّه في أثناء مثل هذه الأزمة، أنْ يُقدّموا مصالح الشعب والوطن على مصالحهم الخاصة والحزبية، وعليهم ألّا يُدلوا بتصريحاتٍ لتحقيق أهدافهم السياسية تكون بالنسبة إلى وحدة شعبنا بمثابة رش الوقود على النار التي أوقدها العدو.
كما تم الحديث في المجلس بأنّ العدو في مثل هذه اللحظات الحساسة وعلى وشك الفرار يمد يده حسب عادته اللئيمة إلى أحداث مثل يوم عاشوراء الحزينة، ويسعى أنْ يزرع بذور النفاق والشقاق بين الشعب الأفغاني الموحد ويفرق جمعهم؛ لأنّ العدو قد فشل في جميع دسائسه ومؤامراته، فيريد الآن باستخدام هذه الحربة ليأخذ ثأر جميع هزائمه من شعبنا المظلوم والبائس، إلّا أنّ شعبنا المتيقظ والمتحد لن يضيق صدره ولن يتهور، ولن ينخدع أبداً بمثل هذه الدسائس للعدو، وسيفشل دسيسته هذه كسائر الدسائس والمؤامرات الأخرى، وفي نهاية الجلسة وبعد بحث الحادثين من جميع النواحي تم إصدار بيان في النقاط التالية:
1- إنّ الإمارة الإسلامية تقدم التعازي لأهالي جميع المنكوبين والمتضررين في هذين الحادثين، وتندد مرة أخرى مثل هذه الأحداث بشدة.
2- إنّ الإمارة الإسلامية تعتبر مثل هذه الأحداث من أعمال ودسائس المحتلين وأعداء أفغانستان، وتنادي جميع المواطنين بالقيام على مسؤولياتهم الإسلامية ومن ثم الوطنية والتعاون فيما بينهم لصد وجه مثل هذه الأحداث لأنّ أعمال العدو كهذه ضدّ جميع المواطنين وتضر بأفغانستان الحنونة.
3- إنّ الإمارة الإسلامية تطالب بشكل خاص علماء وكبار أهل التشيع في أفغانستان أنْ يكونوا مُنتبهين تماما تجاه ما جرى وعليهم أنْ يُعلموا شعوبهم بهذه الحقيقة أنّ هذا ليس موضوع العداوة بين أهل السنة والشيعة أبدًا، وعليهم أن لا يُصغوا للأقوال الغير المسئولة من قبل بعض العملاء الداخليين الذين يعُطون لهذا الأمر صِبغة الاختلاف المذهبي والداخلي لتحقيق مصالحهم الخاصة وإرضاء سادتهم.
4- إنّ الإمارة الإسلامية ترشد جميع مجاهديها بجانب المسئوليات والمهام المفوضة إليهم بأنْ يهتموا بجِد لمنع وقوع مثل هذه الأعمال الشنيعة). [تقرير عن الجلسة الطارئة لمجلس الشورى القيادي لإمارة أفغانستان والبيان الصادر منها حول الهجومين في يوم “عاشوراء” في كابل ومزار شريف][size=14] 7[/size]
ثُم أرسلوا تعازيهم للرافضة وعبّروا عن استعدادهم للتعاون معهم ضد المجاهدين!
طالبان الوطنية تَستنكر الهجمات المُنفّذة على الرافضة