منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المؤمنين والمؤمنات

-- قال صلى الله عليه وسلم وايم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها و نهارها سواء “
 
الرئيسيةاليوميةالأحداثمكتبة المنتدىالمنشوراتس .و .جبحـثالتسجيلدخولاالمواضيع اليوميه النشيطه
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ
فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }. ...
فهذه رسالة مختصرة إلى أهل الثغور في الشام،
وكما لهم حق النصرة فلهم حق النصيحة، فأقول:١
1--
عليكم بالاجتماع، فإن لم تجتمعوا على كمالٍ في الحق فلا تتفرقوا
بسبب نقص بعضكم، لا تفرقكم بدعة ومعصية فإنكم تقابلون كفرًا،
فقد اجتمع المسلمون على قتال العبيديين وقائدهم خارجي،
وقاتل ابن تيمية التتار ومعه أهل بدع.




٢---
بالفرقة تُهزم الكثرة، وبالاجتماع تنصر القلة، ولن تنتصروا حتى تقتلوا هوى النفس قبل قتل العدو، فالهوى يقلب موازين العداوات فتنتصر النفوس لهواها وتظن أنها تنتصر لربها،
وقليل الذنوب يُفرق القلوب، قال النبي ﷺ: (لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم) لم يمتثلوا باستواء صفوف الصلاة فتسبب بانـحراف القلوب،
فكيف بانـحراف صفوف الجهاد ولقاء العدو، فإن اختلفت القلوب فالتمسوا سبب ذلك في سوء الأعمال .


3---- إنكم في مقام اصطفاء ومقام ابتلاء، فمن أعلى مراتب الجنة جُعلت لمقاتلٍ قاتل لله، وأول مَن تُسَّعَر بهم النار مقاتل قاتل لهواه . ٤)---- إياكم وحب الاستئثار بالأمر وقد حذّر النبي ﷺ من (الأثَرَة) فاجعلوا همّكم نصرة الدين لا صدارة حزب وجماعة .

٥) ----
لا تخدعكم الألقاب فتوالوا لها وتعادوا عليها، فالله لا ينظر إلى ألويتكم وراياتكم وأسماء جماعاتكم، بل ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم،
لا تختصموا على اسمٍ فمهما بلغت أسماؤكم شرفاً فلن تكون أعظم شرفاً من كلمة (رسول الله) حيث محاها رسول الله بيده من صلح الحديبية
عندما نازعه المشركون عليها وذلك حتى يُمضي الحق وصالح الأمة .

٦)
----



العبرة بأعمالكم، فما ينفع (حزب الله) اسمه عند الله

٧)
 
لا يجوز لأحدٍ أن يجعل جماعته وحزبه قطبَ رحى الولاء والعداء، فلا يرى البيعة إلا له ولا يرى الإمارة إلا فيه،
ومن رأى في نفسه ذلك من دون بقية المسلمين فهو من الذين قال الله فيهم (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء)
قال ابن عباس لما قرأ هذه الآية: أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم
إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله
وبالاختلاف والتنازع يذهب النصر (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) قال قتادة: لا تختلفوا فتجبنوا ويذهب نصركم .
٨) ---
لا يصح فيكم اليوم وأنتم في قتال وجماعات أن ينفرد أحدٌ ببيعة عامة يستأثر بها ولوازمها عن غيره وإنما هي بيعة جهاد
وقتال وثبات وصبر وإصلاح ونـحو ذلك، ولا يصح من أحدٍ أن ينفرد بجماعة منكم فيُسمى (أمير المؤمنين) وإنما أمير الجيش
أو الجند أو الغزو، فالولايات العامة مردّها إلى شورى المؤمنين لا إلى آحادٍ منهم، والألقاب استئثار تفضي إلى نزاع وقتال
وفتنة وشر، وإنما صحت الولاية الكبرى من النبي ﷺ لأنه ليس في الأرض مسلم سواه ومن معه، وليس في
الأرض خير من نبي ولا أحق بالأمر منه، فلو استأثر فهو نبي لا يرجع لأحدٍ ويرجع إليه كل أحد .

9---- لا يضرب بعضكم رقاب بعضٍ، فاتقوا الله في دمائكم، واحذروا مداخل الشيطان في تسويغ القتل وتبريره فتأخذوا أحداً بظن العمالة أو التجسس
أو التخذيل فالله حذر من الظنون التي تفسد أمر الأمة وتفرق شملها (اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم)
ولا تجوز طاعة أميرٍ في قتل مسلم معصوم ومن أُمر بحرام كقتل معصومٍ فلا تجوز طاعته ولا بيعته حتى بيعة قتال،
 ولو بايعه فبيعته منقوضة، ولا يجوز لأحدٍ أن يمتثل أمرًا ظاهره التحريم  حتى يتيقن من جوازه بعلمٍ وإن جهل سأل من يعلم،
حتى لا يلقى الله بدم أو مال حرام، فيُفسد آخرته بجهل أو تأويل غيره، فالله يؤاخذ كل نفس بما كسبت (كل نفس بما كسبت رهينةٍ)
ولا أعظم بعد الشرك من الدم الحرام .

تابع 9 ----

فقد صح من حديث ابن عمر، أن النبي ﷺ أمّر خالد بن الوليد إلى جذيمة فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون:

صبأنا، صبأنا، فأمر خالد بقتل أسراهم، فقال ابن عمر: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره،

قال: فقدموا على النبي ﷺ فذكروا له صنيع خالد، فقال النبي ﷺ ورفع يديه: (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد) مرتين .

فقد عصوا خالدًا لما اشتبه عليهم الأمر، وهذا في دماءِ من الأصل فيه الكفر فكيف بدم من الأصل فيه الإسلام ؟!

10 ----

عند النزاع انزلوا إلى حكم الله كما أمر الله (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله)
وقال: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)
فالنزول عند حكم الله إيمان والنفرة منه نفاق، وإن اختلف اثنان أو جماعتان فليتحاكموا
إلى ثالث من غيرهم، دفعاً لتهمة المحاباة، فقد ورد في الحديث عنه ﷺ قال: (لا تجوز شهادة خصم ولا ظنّين)
وفي الحديث الآخر: (لا تجوز شهادة ذي غمر (عداوة) لأخيه، ولا مجرب شهادة،
ولا القانع (أي التابع) لأهل البيت، ولا ظنين في ولاء ولا قرابة)
وقد جاء معناه من طرق متعددة يشد بعضه بعضاً، وهذا في الشهادة وفي القضاء من باب أولى

١١)

احفظوا ألسنتكم فإن الوقيعة في أعراض بعضكم تزيد من أحقادكم على بعضكم، فما يزال الواحد واقعاً
في عرض أخيه حتى يمتلىء قلبه حقدًا وغلاً عليه فيُصدّق فيه ظن السوء ويُكذّب فيه يقين الخير .



١٢)
أحسنوا الظن بالعلماء ورثة الأنبياء واحفظوا قدرهم بالرجوع إليهم والصدور عن قولهم،
وأحسنوا الظن بهم واحملوا أقوالهم على أحسن المحامل، فمدادهم في نصرة الحق أثرها عظيم
وقد جاء عن جماعة من السلف (مداد العلماء أثقل في الميزان من دماء الشهداء)

13)

لا تُرحم الأمة إلا إذا تراحمت فيما بينها، ومحبة الله للمجاهدين ونصرته لهم معقودة
برحمتهم بالمؤمنين وتواضعهم لهم، وعزتهم على الكافرين، فإن من صفات المجاهدين
ما ذكره الله في قوله تعالى
: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم).



ومن الله استمدوا النصر والعون هو المولى فنعم المولى ونعم النصير .



الشيخ عبدالعزيز الطريفي ١٧/ من ذي القعدة / ١٤٣٤ هـ
.

 

 من هي صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
المشتاقة لربها
نائبة المدير العام
المشتاقة لربها

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


من هي صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها Empty
مُساهمةموضوع: من هي صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها   من هي صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها I_icon_minitime3/11/2016, 8:55 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


من هي صفية بنت عبد المطلب
من هذه السَّيِّدة الجزلة الرَّزان التي كان يحسب لها الرِّجال ألف حساب؟
من هذه الصَّحابيَّة الباسلة التي كانت أوَّل امرأة قتلت مشركًا في الإسلام؟
من هذه المرأة الحازمة التي أنشأت للمسلمين أوَّل فارسٍ سلَّ سيفًا في سبيل الله؟
انَّها صفية بنت عبد المطلب الهاشميَّة القرشيَّة عمَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سُؤدد الحسب، وعِزِّ الإسلام:
اكتنف المجد صفيَّة بنت عبد المطَّلب من كلِّ جانب: فأبوها، عبد المطَّلب بن هاشم جدُّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وزعيم قريش وسيِّدها المطاع. وأمُّها، هالة بنت وهبٍ أخت آمنة بنت وهب والدة الرَّسول صلى الله عليه وسلم. وزوجها الأوَّل، الحارث بن حرب أخو ابى سفيان ابن حرب زعيم بني أميَّة، وقد توفِّي عنها. وزوجها الثَّاني، العوَّام بن خويلد أخو خديجة بنت خويلد سيِّدة نساء العرب في الجاهليَّة، وأولى أمَّهات المؤمنين في الإسلام. وابنها الزبير ابن العوام حواريُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم. أفبعد هذا الشَّرف شرفٌ تطمح إليه النُّفوس غير شرف الإيمان؟!

لقد توفِّي عنها زوجها العوَّام بن خويلد وترك لها طفلًا صغيرًا هو ابنها الزُّبير، فنشَّأته على الخشونة والبأس، وربَّته على الفروسيَّة والحرب، وجعلت لعبته في بري السِّهام وإصلاح القسيِّ. ودأبت على أن تقذفه في كلِّ مخوفةٍ  وتقحمه في كلِّ خطرٍ، فإذا رأته أحجم أو تردَّد ضربته ضربًا مبرِّحًا، حتَّى إنَّها عوتبت في ذلك من قبل أحد أعمامه حيث قال لها: ما هكذا يُضرب الولد، إنَّك تضربينه ضرب مبغضةٍ لا ضرب أمٍّ؛ فارتجزت قائلةً:
مَــــن قَال أبغَضتُهُ فَقَد كَذَب
وإنَّــــما أَضربُهُ لِكَي يَلِــــــبْ
وَيَهْزِمَ الجَيشَ وَيَأتِي بِالسَّلَبْ

ولمَّا بعث الله نبيَّه بدين الهدى والحقِّ، وأرسله نذيرًا وبشيرًا للنَّاس، وأمره بأن يبدأ بذوي قُرباه، جمع بني عبد المطَّلب، نساءهم ورجالهم وكبارهم وصغارهم، وخاطبهم قائلًا: "يا فاطمة بنت محمَّد، يا صفيَّة بنت عبد المطَّلب، يا بني عبد المطَّلب، إنِّي لا أملك لكم من الله شيئًا".
ثمَّ دعاهم إلى الإيمان بالله، وحضَّهم على التصديق برسالته، فأقبل على النور الإلهيِّ منهم من أقبل، وأعرض عن سَنَاه (ضيائه) من أعرض؛ فكانت صفيَّة بنت عبد المطَّلب في الرَّعيل الأوَّل من المؤمنين المصدِّقين، عند ذلك جمعت صفيَّة المجد من أطرافه: سُؤدد الحسب، وعِزِّ الإسلام.
انضمَّت صفيَّة بنت عبد المطَّلب إلى موكب النُّور هي وفتاها الزُّبير بن العوَّام، وعانت ما عاناه المسلمون السَّابقون من بأس قريش وعنتها وطغيانها. فلمَّا أذن الله لنبيِّه والمؤمنين معه ابالهجرة إلى المدينة خلَّفت السَّيِّدة الهاشميَّة وراءها مكة بكل ما لها فيها من طيوب الذِّكريات، وضروب المفاخر والمآثر ويمَّمت وجهها شطر المدينة، مهاجرةً إلى الله ورسوله.
وعلى الرَّغم من أنَّ السَّيِّدة العظيمة كانت يومئذٍ تخطو نحو السِّتِّين من عمرها المديد الحافل، فقد كان لها في ميادين الجهاد مواقف ما يزال يذكرها التَّاريخ بلسانٍ نديٍّ بالإعجاب رطيبٍ بالثَّناء، وحسبنا من هذه المواقف مشهدان اثنان: كان أولهما يوم أحدٍ، وثانيهما يوم الخندق.
في غزوة أحد:
أمَّا ما كان منها في احد فهو أنَّها خرجت مع جند المسلمين في ثلَّةٍ من النِّساء جهادًا في سبيل الله، فجعلت تنقل الماء، وتروي العطاش، وتبري السِّهام، وتُصلح القِسيَّ (جمع قوس). وكان لها مع ذلك غرضٌ آخر هو أن ترقب المعركة بمشاعرها كلِّها، ولا غرو فقد كان في ساحتها ابن أخيها محمَّدٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخوها حمزة ابن عبد المطلب أسدُ الله، وابنها الزُّبير بن العوَّام حواريُّ نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم، وفي المعركة -قبل ذلك كلِّه وفوق ذلك كلِّه- مصير الإسلام الذي اعتنقته راغبةً، وهاجرت في سبيله محتسبةً، وأبصرت من خلاله طريق الجنَّة.

ولمَّا رأت المسلمين ينكشفون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلاَّ قليلًا منهم، ووجدت المشركين يوشكون أن يصلوا إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ويقضوا عليه؛ طرحت سقاءها أرضًا، وهبَّت كاللَّبؤة (أنثى إلآَّسد) التي هوجم أشبالها، وانتزعت من يد أحد المنهزمين رُمحه، ومضت تشقُّ به الصُّفوف، وتضرب بسنانه الوجوه، وتزأر في المسلمين قائلةً: ويحكم، انهزمتم عن رسول الله؟!!
فلمَّا رآها النَّبيِّ عليه الصَّلاة والسَّلام مقبلةً خشي عليها أن ترى أخاها حمزة وهو صريعٌ، وقد مثَّل به المشركون أبشع تمثيلٍ فأشار إلى ابنها الزُّبير قائلًا: "المرأة يا زبير .. المرأة يا زبير". فأقبل عليها الزُّبير وقال: يا أمَّه إليك .. إليك يا أمَّه! فقالت: تنحَّ لا أمَّ لك. فقال: إنَّ رسول الله يأمرك أن ترجعي. فقالت: ولم؟! إنَّه قد بلغني أنه مثِّل بأخي، وذلك في الله. فقال له الرَّسول صلى الله عليه وسلم: "خل سبيلها يا زبير". فخلَّى سبيلها.
ولمَّا وضعت المعركة أوزارها، وقفت صفيَّة على أخيها حمزة، فوجدته قد بُقر بطنه، وأُخرجت كبده، وجُدع أنفه، وصُلمت أذناه، وشوِّه وجهه، فاستغفرت له، وجعلت تقول: إنَّ ذلك في الله، لقد رضيت بقضاء الله، والله لأصبرنَّ، ولأحتسبنَّ إن شاء الله.
كان ذلك موقف صفيَّة بنت عبد المطَّلب يوم أحد ...
في غزوة الخندق:
أمَّا موقفها يوم الخندق، فله قصَّةٌ قصيرةٌ مثيرةٌ، سُداها الدَّهاء والذَّكاء، ولُحمتُها البسالةُ والحزم، فإليك خبرها كما وعته كتب التَّاريخ.

لقد كان من عادة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عزم على غزوة من الغزوات أن يضع النِّساء والذَّراري في الحصون خشية أن يغدر بالمدينة غادرٌ في غيبة حماتها. فلمَّا كان يوم الخندق جعل نساءه وعمَّته وطائفة من نساء المسلمين في حصن لحسان ابن ثابترضي الله عنه ورثه عن آبائه، وكان من أمنع حصون المدينة مناعةً وأبعدها منالًا.
وبينما كان المسلمون يرابطون على حوافِّ الخندق في مواجهة قريش وأحلافها، وقد شُغلوا عن النِّساء والذَّراري بمنازلة العدو، أبصرت صفيَّة بنت عبد المطَّلب شبحًا يتحرَّك في عتمة الفجر، فأرهفت له السَّمع، وأحدَّت إليه البصر، فإذا هو يهوديٌّ أقبل على الحصن، وجعل يُطيف به متحسِّسًا أخباره متجسِّسًا على من فيه.
فأدركت أنَّه عينٌ لبني قومه جاء ليعلم أفي الحصن رجالٌ يدافعون عمَّن فيه، أم إنَّه لا يضمُّ بين جدرانه غير النِّساء والأطفال. فقالت في نفسها: إنَّ يهود بنى قريضة قد نقضوا ما بينهم وبين رسول الله من عهدٍ وظاهروا (أعانوا) قريشًا وأحلافها على المسلمين، وليس بيننا وبينهم أحدٌ من المسلمين يدافع عنَّا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه مرابطون في نحور العدوِّ، فإن استطاع عدوُّ الله أن ينقل إلى قومه حقيقة أمرنا سبى اليهود النِّساء واسترقوا الذَّراري، وكانت الطَّامَّة على المسلمين.
عند ذلك بادرت إلى خمارها فلفَّتهُ على رأسها، وعمدت إلى ثيابها فشدَّتها على وسطها، وأخذت عمودًا على عاتقها، ونزلت إلى باب الحصن فشقَّته في أناةٍ وحذقٍ، وجعلت ترقب من خلاله عدوَّ الله في يقظةٍ وحذرٍ، حتَّى إذا أيقنت أنَّه غدا في موقفٍ يُمكِّنُها منه، حملت عليه حملةً حازمةً صارمةً، وضربته بالعمود على رأسه فطرحته أرضًا، ثمَّ عزَّزت الضَّربة الأولى بثانيةٍ وثالثةٍ حتَّى أجهزت عليه، وأخمدت أنفاسه بين جنبيه، ثمَّ بادرت إليه فاحتزَّت رأسه بسكِّين كانت معها، وقذفت بالرَّأس من أعلى الحصن، فطفق يتدحرج على سفوحه حتَّى استقرَّ بين أيدي اليهود الذين كانوا يتربَّصون في أسفله. فلمَّا رأى اليهود رأس صاحبهم؛ قال بعضهم لبعض: قد علمنا أنَّ محمدًا لم يكن ليترك النِّساء والأطفال من غير حُماةٍ، ثمَّ عادوا أدراجهم.
رضي الله عن صفيَّة بنت عبد المطَّلب .. فقد كانت مثلًا فذًّا للمرأة المسلمة .. ربَّت وحيدها فأحكمت تربيته ..


***********


اللهم اشغلنا بك عن كل شىء


حتى تكفينا كل شيء,وترضى عنا فى كل شيء


*********

لا تنسونى من دعوة صادقة بظهر الغيب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ضياء-2
عضو فعال
عضو فعال
ضياء-2

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


من هي صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها Empty
مُساهمةموضوع: رد: من هي صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها   من هي صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها I_icon_minitime5/11/2016, 8:57 am

رحم الله صفية بنت عبدالمطلب
امرأة بألف رجل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المشتاقة لربها
نائبة المدير العام
المشتاقة لربها

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


من هي صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها Empty
مُساهمةموضوع: رد: من هي صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها   من هي صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها I_icon_minitime6/11/2016, 2:45 pm

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

نعم صدقت امراة بالف رجل 
نحن الواحدة منا ترى صرصور تخاف وتهرب منه 
فكيف تقتل رجلا وتفصل راسه عن جسده وترميه من وراء الجدار؟
اين نحن من هؤلاء قوة فى الدين واليقين وقوة فى الجسد والشجاعة والاقدام 
لااله الا الله


***********


اللهم اشغلنا بك عن كل شىء


حتى تكفينا كل شيء,وترضى عنا فى كل شيء


*********

لا تنسونى من دعوة صادقة بظهر الغيب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من هي صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» “ أم حبيبة، رضي الله عنها “
» من هي أم هانئ رضي الله عنها؟
» من هي أم حكيم رضي الله عنها؟
» ندى تشتكي لعائشة رضي الله عنها
» هاجر وساره عليهما السلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المؤمنين والمؤمنات :: {{{{{{{{{{منتدى المؤمنات العام}}}}}}}}}} :: {{{قسم المؤمنات العام}}}-
انتقل الى: