السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله في أختي الكريمة " حكمة هي النجاح " و بارك لها في ذريتها
مرحبا بكما ابنتاي الغاليتين
لم أركما و لكني أعتقد أنكما تشبهان هاتين الوردتين الجميلتين
فمرحبا بكما لتنضما إلى اخويكما " حسن " و " عمر " فهما يحفظان معنا .
فنسأل الله الكريم أن يكرمكم و يكرمنا جميعا بحفظ كتابه .
،،،
موعدنا اليوم مع سورة تعدل ثلث القرآن
أي إن قرأناها فكأننا قرأنا ثلث القرآن
عجيب هذا الأمر !!!!
و لكن لننظر سويا الى قول نبينا محمد صلى الله عليه و سلم لنفهم تلك المسألة
قال صلى الله عليه وسلم : (إن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء، فجعل «قل هو الله أحد» جزءا من أجزاء القرآن) رواه مسلم
و حديث آخر
عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه : أن رجلا سمع رجلا يقرأ " قل هو الله أحد " يرددها
فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له وكأن الرجل يتقالها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن " رواه البخاري
فالقرآن الكريم كتاب الرب سبحانه في مجمله يشتمل على أمور ثلاثة أي يمكن تقسيمه الى ثلاثة أجزاء
ثلث منه أحكام : و هي التى تبين أوامر الله سبحانه لنا و كيف نعبده
و ثلث وعد ووعيد : و توضح لنا جزاء المؤمنين بالله و جزاء من يكفر بالله سبحانه
و ثلث أسماء و صفات : و تبين لنا أسماء ربنا سبحانه و تعالى و صفاته التى لا يشابهه فيها أحد .
و الآن لننظر الى تلك السورة التى بين أيدينا اليوم لننظر تحت أي ثلث تقع
سنلاحظ بداية اسمها
فهي سورة " الاخلاص "
و الاخلاص تعني افراد الله وحده بالعبادة و الوحدانية و نفي الشرك و النظير عنه سبحانه
فالله سبحانه وحده هو المعبود الذي نعبده ،، و هو سبحانه الواحد فلا شريك له و لا مالك لنا سواه
و لا يوجد من يشابهه و لا من يشاركه أو ينازعه في صفاته و لا في ملكه
إذا فالسورة تشير إلى أسماء الله سبحانه و صفاته
فهي إذا تقع في نطاق الثلث الذي ذكرناه ثالثا
و تلك السورة انفردت عن غيرها في اشتمالها على اسمين من أسماء الله سبحانه لا نجدهما في باقي سور القرآن الكريم
فقد اشتملت على اسم الله " الصمد " و اشتملت على اسم الله " الأحد "
و لن نجد الاسمين إلا في تلك السورة فقط
ورغم أن آياتها قصيرة و كلماتها قليلة إلا أنها سورة عظيمة الشأن
حتى أنها تعدل وحدها ثلث القرآن
فكل آياتها و كلماتها تتعلق بأسماء الله سبحانه و صفاته
و من أجل ذلك كانت بتلك الدرجة العظيمة.
،،،،
الله سبحانه رحيم بعباده فهو الرحمن الرحيم ،، خلق الانسان و سخر له كل أسباب الحياة على تلك الأرض
من شمس و قمر و طعام و ماء و مأوى و هواء يتنفسه و أهل يحمونه ،، كل شئ يسره الله للانسان
و ميزه عن باقي المخلوقات بذلك العقل الذي يفكر و يسأل و يخترع و يزيد في عمران الأرض و استخراج خيراتها
خلق الله سبحانه الانسان ليعبده وحده و لا يشرك به شيئا
هل من العقل أن يخلق الله سبحانه الانسان و ييسر له كل أموره ثم يأتي الانسان بعد ذلك ليعبد غير الله ؟
هل هذا مقبول يخلقهم الله و يعبدون غيره ؟
و لكن للأسف هذا ما حدث
عندما خلق الله سبحانه الانسان في يداية الأمر كان الانسان عبدا لله وحده سبحانه
و لكن كما ذكرنا سابقا فإن هناك مخلوقا شريرا لا يريد لذلك الانسان الخير بل يريد له الأذى و الشر
ذلك المخلوق هو الشيطان و الذي يجتهد ليبعد الانسان عن عبادة الله سبحانه
حتى أن بعض الناس قد نسوا من خلقهم و نسوا أن رب هذا الكون كله هو الله سبحانه
و لأن الله سبحانه رحيم بعباده و لا يريد لهم إلا الخير
فكان يرسل لهم أنبياءا و رسلا
و الأنبياء و الرسل هم عباد لله من البشر اختارهم سبحانه ليخبروا الناس عن الله
ليعيدوا لأذهان و عقول الناس ما هو الغرض من خلقهم و هو عبادة الله و حده و البعد عن عبادة من سواه
فانقسم الناس قسمين : قسم يؤمن بالله سبحانه و هم المؤمنون
و قسم لا يؤمن بالله و هم الكافرون أو المشركون الذين يعبدون غير الله
و كان آخر أولئك الرسل نبينا و رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم
أرسله الله الى قومه ـ الناس الذين يحيا بينهم ـ
و الى العالم كله ـ كل الناس في كل الأماكن و الأزمان ـ
و لأنه آخر رسول ـ الرسول أي الذي يأتي برسالة من الله سبحانه للناس ليوجههم لعبادة الله وحده ـ
فكان الدين الذي أتى به ـ الدين هو الرسالة التى أتى بها من الله ـ هو الدين الخاتم و هو دين الاسلام
فالاسلام هو الدين الذي اختاره الله سبحانه لنا
فمن أراد النجاة و دخول الجنة و من أراد أن يرضى عنه الله سبحانه فعليه أن يختار ما اختاره الله لنا
و هو دين الاسلام
فربنا هو الله سبحانه
و ديننا هو الاسلام
و نبينا و رسولنا هو محمد صلى الله عليه و سلم
و كتابنا هو القرآن الكريم
و سنتعرف سويا بعضا من قصة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم خلال رحلتنا في كتاب الله
فقد لاقى الكثير و الكثير من الأذي من أولئك الكافرين الذين لا يؤمنون بالله
و لكنه تحمل و تحمل من أجل أن يصل برسالة الله سبحانه للناس و أن ينشر دين الله
كان في كل اموره و تحمله للأذى يحب الخير لنا و يريد أن نعبد الله وحده حتى نفوز
كان يخاف علينا من أن يغضب الله علينا و يبعدنا عنه
فكان محمد صلى الله عليه و سلم هو أفضل رسول و أرحم رسول بالناس أجمعين
فكان في ارساله رحمة للناس أجمعين ، فنسأل الله أن يجازيه عنا خيرا .
،،،
سورة " الاخلاص "
وعدد آياتها أربع آيات
ستجدينها مكتوبة هنا
و الآن لنرددها خلف الشيخ و خلف اخواننا هنا
و الآن لنمر سريعا على بعض من معانيها :
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)
أي قل يا محمد للكافرين الذين أتوا إليك ليسألوك عن ربك من هو ، صفه لنا ؟
قل لهم أن ربي هو الله الواحد الأحد ،، واحد أحد في صفاته لا شبيه و لا مثيل له في صفاته و لا في أفعاله
اللَّهُ الصَّمَدُ (2)
الصمد هو المقصود في قضاء الحوائج ، يحتاج إليه جميع الخلق لقضاء حوائجهم ،،
فالقلوب تصمد إليه أي تتجه إليه وحده سبحانه لقضاء حوائجهم
و يقول سبحانه في موضع آخر من القرآن : "«ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون» «النحل: 53»
أي إليه نلجأ و نتضرع .
لَمْ يَلِدْ
: أي لم يتخذ ولدا و ليس له أبناء و لا بنات
وَلَمْ يُولَدْ (3)
أي لم يولد من أب أو أم فهو الأول الذي ليس قبله شئ
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)
لم يكن له مثيل أو شبيه لا في أسمائه و لا في صفاته و لا في أفعاله سبحانه .
فالله سبحانه هو المستغني عن كل أحد ، و المحتاج إليه كل أحد .
ذلك هو الله ربنا سبحانه .
،،،
في الختام أوصيكم أبنائي بما أوصى به محمد صلى الله عليه و سلم أصحابه ،،
أن نقرأ سورة الاخلاص و المعوذتين في الصباح و في المساء و قبل النوم
نتذكر أن نفعل ذلك كل يوم و ليلة ليحفظنا الله من كل شر
و عندما تلعبون مع أصحابكم الذين تحبونهم فأنصحوهم بذلك
لماذا ننصح بعضنا بذلك ؟
لأننا مسلمون ربنا هو الله و ديننا هو الاسلام و نبينا هو محمد صلى الله عليه و سلم
و لأننا مسلمون فنحن نحب الخير لكل الناس
نساعدهم و نرشدهم للخير و ننصح بعضنا و نشجع بعضنا على فعل ما يرضى الله سبحانه عنا .