منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المؤمنين والمؤمنات

-- قال صلى الله عليه وسلم وايم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها و نهارها سواء “
 
الرئيسيةاليوميةالأحداثمكتبة المنتدىالمنشوراتس .و .جبحـثالتسجيلدخولاالمواضيع اليوميه النشيطه
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ
فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }. ...
فهذه رسالة مختصرة إلى أهل الثغور في الشام،
وكما لهم حق النصرة فلهم حق النصيحة، فأقول:١
1--
عليكم بالاجتماع، فإن لم تجتمعوا على كمالٍ في الحق فلا تتفرقوا
بسبب نقص بعضكم، لا تفرقكم بدعة ومعصية فإنكم تقابلون كفرًا،
فقد اجتمع المسلمون على قتال العبيديين وقائدهم خارجي،
وقاتل ابن تيمية التتار ومعه أهل بدع.




٢---
بالفرقة تُهزم الكثرة، وبالاجتماع تنصر القلة، ولن تنتصروا حتى تقتلوا هوى النفس قبل قتل العدو، فالهوى يقلب موازين العداوات فتنتصر النفوس لهواها وتظن أنها تنتصر لربها،
وقليل الذنوب يُفرق القلوب، قال النبي ﷺ: (لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم) لم يمتثلوا باستواء صفوف الصلاة فتسبب بانـحراف القلوب،
فكيف بانـحراف صفوف الجهاد ولقاء العدو، فإن اختلفت القلوب فالتمسوا سبب ذلك في سوء الأعمال .


3---- إنكم في مقام اصطفاء ومقام ابتلاء، فمن أعلى مراتب الجنة جُعلت لمقاتلٍ قاتل لله، وأول مَن تُسَّعَر بهم النار مقاتل قاتل لهواه . ٤)---- إياكم وحب الاستئثار بالأمر وقد حذّر النبي ﷺ من (الأثَرَة) فاجعلوا همّكم نصرة الدين لا صدارة حزب وجماعة .

٥) ----
لا تخدعكم الألقاب فتوالوا لها وتعادوا عليها، فالله لا ينظر إلى ألويتكم وراياتكم وأسماء جماعاتكم، بل ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم،
لا تختصموا على اسمٍ فمهما بلغت أسماؤكم شرفاً فلن تكون أعظم شرفاً من كلمة (رسول الله) حيث محاها رسول الله بيده من صلح الحديبية
عندما نازعه المشركون عليها وذلك حتى يُمضي الحق وصالح الأمة .

٦)
----



العبرة بأعمالكم، فما ينفع (حزب الله) اسمه عند الله

٧)
 
لا يجوز لأحدٍ أن يجعل جماعته وحزبه قطبَ رحى الولاء والعداء، فلا يرى البيعة إلا له ولا يرى الإمارة إلا فيه،
ومن رأى في نفسه ذلك من دون بقية المسلمين فهو من الذين قال الله فيهم (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء)
قال ابن عباس لما قرأ هذه الآية: أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم
إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله
وبالاختلاف والتنازع يذهب النصر (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) قال قتادة: لا تختلفوا فتجبنوا ويذهب نصركم .
٨) ---
لا يصح فيكم اليوم وأنتم في قتال وجماعات أن ينفرد أحدٌ ببيعة عامة يستأثر بها ولوازمها عن غيره وإنما هي بيعة جهاد
وقتال وثبات وصبر وإصلاح ونـحو ذلك، ولا يصح من أحدٍ أن ينفرد بجماعة منكم فيُسمى (أمير المؤمنين) وإنما أمير الجيش
أو الجند أو الغزو، فالولايات العامة مردّها إلى شورى المؤمنين لا إلى آحادٍ منهم، والألقاب استئثار تفضي إلى نزاع وقتال
وفتنة وشر، وإنما صحت الولاية الكبرى من النبي ﷺ لأنه ليس في الأرض مسلم سواه ومن معه، وليس في
الأرض خير من نبي ولا أحق بالأمر منه، فلو استأثر فهو نبي لا يرجع لأحدٍ ويرجع إليه كل أحد .

9---- لا يضرب بعضكم رقاب بعضٍ، فاتقوا الله في دمائكم، واحذروا مداخل الشيطان في تسويغ القتل وتبريره فتأخذوا أحداً بظن العمالة أو التجسس
أو التخذيل فالله حذر من الظنون التي تفسد أمر الأمة وتفرق شملها (اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم)
ولا تجوز طاعة أميرٍ في قتل مسلم معصوم ومن أُمر بحرام كقتل معصومٍ فلا تجوز طاعته ولا بيعته حتى بيعة قتال،
 ولو بايعه فبيعته منقوضة، ولا يجوز لأحدٍ أن يمتثل أمرًا ظاهره التحريم  حتى يتيقن من جوازه بعلمٍ وإن جهل سأل من يعلم،
حتى لا يلقى الله بدم أو مال حرام، فيُفسد آخرته بجهل أو تأويل غيره، فالله يؤاخذ كل نفس بما كسبت (كل نفس بما كسبت رهينةٍ)
ولا أعظم بعد الشرك من الدم الحرام .

تابع 9 ----

فقد صح من حديث ابن عمر، أن النبي ﷺ أمّر خالد بن الوليد إلى جذيمة فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون:

صبأنا، صبأنا، فأمر خالد بقتل أسراهم، فقال ابن عمر: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره،

قال: فقدموا على النبي ﷺ فذكروا له صنيع خالد، فقال النبي ﷺ ورفع يديه: (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد) مرتين .

فقد عصوا خالدًا لما اشتبه عليهم الأمر، وهذا في دماءِ من الأصل فيه الكفر فكيف بدم من الأصل فيه الإسلام ؟!

10 ----

عند النزاع انزلوا إلى حكم الله كما أمر الله (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله)
وقال: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)
فالنزول عند حكم الله إيمان والنفرة منه نفاق، وإن اختلف اثنان أو جماعتان فليتحاكموا
إلى ثالث من غيرهم، دفعاً لتهمة المحاباة، فقد ورد في الحديث عنه ﷺ قال: (لا تجوز شهادة خصم ولا ظنّين)
وفي الحديث الآخر: (لا تجوز شهادة ذي غمر (عداوة) لأخيه، ولا مجرب شهادة،
ولا القانع (أي التابع) لأهل البيت، ولا ظنين في ولاء ولا قرابة)
وقد جاء معناه من طرق متعددة يشد بعضه بعضاً، وهذا في الشهادة وفي القضاء من باب أولى

١١)

احفظوا ألسنتكم فإن الوقيعة في أعراض بعضكم تزيد من أحقادكم على بعضكم، فما يزال الواحد واقعاً
في عرض أخيه حتى يمتلىء قلبه حقدًا وغلاً عليه فيُصدّق فيه ظن السوء ويُكذّب فيه يقين الخير .



١٢)
أحسنوا الظن بالعلماء ورثة الأنبياء واحفظوا قدرهم بالرجوع إليهم والصدور عن قولهم،
وأحسنوا الظن بهم واحملوا أقوالهم على أحسن المحامل، فمدادهم في نصرة الحق أثرها عظيم
وقد جاء عن جماعة من السلف (مداد العلماء أثقل في الميزان من دماء الشهداء)

13)

لا تُرحم الأمة إلا إذا تراحمت فيما بينها، ومحبة الله للمجاهدين ونصرته لهم معقودة
برحمتهم بالمؤمنين وتواضعهم لهم، وعزتهم على الكافرين، فإن من صفات المجاهدين
ما ذكره الله في قوله تعالى
: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم).



ومن الله استمدوا النصر والعون هو المولى فنعم المولى ونعم النصير .



الشيخ عبدالعزيز الطريفي ١٧/ من ذي القعدة / ١٤٣٤ هـ
.

 

 إجراءات ملحة من إخواننا في الشام قبل فوات الأوان ....

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أم طيبة
عضو فعال
عضو فعال
أم طيبة

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


إجراءات ملحة من إخواننا في الشام قبل فوات الأوان .... Empty
مُساهمةموضوع: إجراءات ملحة من إخواننا في الشام قبل فوات الأوان ....   إجراءات ملحة من إخواننا في الشام قبل فوات الأوان .... I_icon_minitime17/11/2013, 12:03 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله.

إجراءات ملحة من إخواننا في الشام قبل فوات الأوان

((لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس))

بعد أحداث الأسبوع الأخير من قتل الشيخ جلال بايرلي ثم الأخ محمد فارس رحمهما الله وتقبلهما، نرى الحاجة ملحة لنصائح منهجية عامة لا تقف عند الحادثين بخصوصهما. ورضا الله في النصح مقدم إن شاء الله على رضا المخلوقين، إذ حسبنا أن المراد بها صيانة دين الجميع وحقن دمائهم وحفظ صورة الجهاد الشامي وتجنيب الأمة انتكاسة جديدة وفتنة في دينها. وأي عاقل يدرك الفرق بين النصح ولو اشتد والتحريض وإيغار الصدور ولو لان. فاللهم اجعل لنصحنا قبولا.



1. فليتق المسلمون اللهَ في كلامهم، وليجعلوا في حسبانهم أنه لن يقوم الجهاد بجماعة وحدها دون غيرها، وأنه لا خير أبدا في التحريض على مبادأة أية فئة مجاهدة بالقتال، بل لا بد من العمل على إصلاح ذات البين وجمع الكلمة على كتاب الله.



2. لا ينبغي إهمال الأخطاء والجنايات التي قد يقع بها بعض من انخرط في القتال بعذر وأد الفتنة، فإن الفتنة توأد بحسن علاج أسبابها والمسارعة إلى إغلاق أبوابها، لا بإغلاق الجرح على فساد لا تؤمن عقباه، وصاحب التجارب يعلم كم كان ترك التدارك وعدم إنصاف صاحب الحق سببا في انفجار الفتن وانفلاتها بلا عقال.



3. كثُر الانشغال بتوصيف حادثة قتل الأخ محمد فارس عما هو أهم، وكثيرٌ من هذا التوصيف جاء مجتزأ أو جانب الصواب:

- فطائفة جعلته قتل خطأ شبيها بفعل خالد وأسامة رضي الله عنهما، واعتبرته حادثا عارضا لا دلالة له يوقف عليها.

- وطائفة جعلته قتل مسلم عمدا بلا شبهة كأن القاتلين قصدوا قتله مع علمهم بانتسابه لأحرار الشام.

وبغض النظر عن نوع القتل، فهذا أمر ينبغي أن يفصل فيه في مجلس يحتكم فيه أولياء الدم والقاتل للحكم الشرعي في المسألة، ولا يصح أبدا أن يكون الخصم حكماً.



4. وما نراه الأهم في هذا المقام هو الوقوف على الدوافع النفسية والأخطاء المنهجية التي أوقعت القاتلين في هذا الجرم الذي ارتكبوه، فإنما الحادثة نتاج هذه الدوافع، وإن وقفنا عند الحادثة ولم نعالج الدوافع ونستدرك بها ما يجب استدراكه، فسينتج غيرها.



5. لذلك نقول لإخواننا في جماعة الدولة: إن في الجماعة خيرا كثيرا وأفرادا أشداء على الكفار رحماء بالمؤمنين، ولكن هل يتمثل أفراد آخرون معاني التواضع لإخوانهم من الفصائل الأخرى وإحسان الظن بهم والتحرز جدا في الدماء؟ إذن فما الذي جعلهم لا يستجيبون لنداء إخوة من الأحرار حين قالوا لهم إن الأخ محمد فارس رحمه الله منهم ومن الكتيبة الفلانية تحديدا. وحتى على رواية أنه قيل للقاتلين إنّ هذا أسير لدى الأحرار لهم عنده حاجة فبأي حق يأخذ القاتلون أسيرَ إخوانهم ويقتلونه دون أن يدركوا حاجة الأحرار؟! بل حتى لو كان أسيرا لدى جند الدولة فهل لهم قتله على كل حال؟ وما دور التثبت والقضاء الشرعي إذن؟



وبأي دليل في دين الله يؤخذ الأخ جلال بايرلي بشهادةٍ عليه من غادرين غير عدول فيُقتل مع إنكاره لكلامهم؟! كيف ولا قضاء ولا بينة؟! ثم أية هيئة شرعية هذه التي تصدر "بيانا" كهذا إنما هو حجة عليهم؟! وبأي حق يراد من المسلمين أن يصدقوا مرتكبي الجريمة من القتَلة ويسيئوا الظن بأخيهم جلال؟! لا والله ما هذا الإسلام الذي ننشده وندعو الناس إليه، وما هذا العدل الذي ابتعث الله عباده ليخرجوا العباد من جور الأديان إليه!



فهل وُضعت للأفراد قيود وضوابط واضحة تمنعهم من تجاوز الحد والوقوع في الدم المحرم؟ أم أن صاحب البندقية أمير نفسه يحتكم إلى بندقيته متى شاء!

6. لذا، ولشواهد أخرى تكلمنا عنها في حينها، فإننا نناشد جماعة الدولة باتخاذ إجراءات لمعالجة هذه الدوافع المذكورة، فإن الجماعة مكلفة شرعا باتخاذ ما يلزم لمنع وقوع أخطاء الأفراد فضلا عن تكرارها. سائلين الله أن يوفق الإخوة في الدولة إلى تقبلها بقبول حسن.



7. من هذه الإجراءات: التعبير عن الجماعة باسمٍ غير اسم الدولة. فإن هذه التسمية ليست تكليفا شرعيا يحرم التنازل عنه! بل قد ظهر أنها أدت إلى إضرار بالجهاد، إذ هناك أفراد يتصرفون على أنهم جنود الدولة التي لها حق الولاية الكبرى في الشام، ولا يرون الجماعات المجاهدة الأخرى على قدم المساواة معهم.

وآخرون من جنود جماعة الدولة ليسوا كذلك ولله الحمد، وإنما يتعاملون على أنهم جماعة مقاتلة كبقية الجماعات الجهادية، ويقرون بحقوق إخوانهم.

- وإن قيل إن هذا ليس مقصودا بالتسمية وإنه ما يفهمه بعض الأفراد فقط، قلنا بل هو المتوهم من الاسم بداهة.

- وإن قيل إن الجماعة لا تجبر أحدا على بيعتها، قلنا إن اتصافها بالدولة أكثر إلزاما ! إذ يلزم الرعية تجاه أمير الدولة أكثر مما يلزمه تجاه أمير الجهاد.

- وينبغي هنا التفريق بين هذا الخطاب وخطاب من يسخر من الجماعة وينكر أي فضل لها. فالتحفظ على التسمي بالدولة لا يعني أي شيء من ذلك، وإنما هو لأن الوصف بالدولة له شروط شرعية لم تتحقق في هذه الجماعة ولا في غيرها، وقد نتج عن التسمي به الوقوع في آثام وأخطاء نراها في سلوك أفراد كثيرين. فلماذا الإصرار على اسم أقل ما يقال فيه أنه غير مأمور به شرعا لجماعة بعينها؟ بل أوقع التسمي به أصحابه ومناصريهم في حرج وإثم؟ وكيف يتوقع البعض منا أن نجامل بالتسمية وهم يرفعون شعار عدم المجاملة على حساب الدين؟!

- ثم إننا نتعمد استخدام لفظ "جماعة الدولة" وليس "تنظيم الدولة" مخالفة للإعلام ليُعلم الافتراق في المقصد.



8. ومن هذه الإجراءات: أن تعلن جماعة الدولة عن موقفها من الفصائل المجاهدة الأخرى صراحة، فإن العمومات المبهمة لم تعد تكفي. فقد تعلن تحفظها على توجهات أو علاقات معينة إن ثبتت لديها على هذه الفصائل وكان إعلان ذلك مشروعا، ولسنا نطالبها بكيل الثناء لها. لكن نرى من الضروري أن تُفهم جماعة الدولة أفرادها والمسلمين علنا أن هذه التحفظات أو الاستنكارات لا تُخل بحقوق الأخوة الإيمانية لهذه الفصائل أو على الأقل كف اليد عنها ووجوب التعامل معها على قدم المساواة دون وصاية أو تحكم، ودون أن تجعل لنفسها الحق في الاقتصاص منها. وما عاد يكفي في هذا القواعد المجملة بل لا بد من بيان الإسقاطات وذكر الأسماء. كما ينبغي إفهام الأفراد أن المجاهد قد يدع عملا جائزا لأجل الحفاظ على الألفة والصورة المشرقة للجهاد.



9. ومن هذه الإجراءات: أن تقبل جماعة الدولة بالاحتكام إلى أطراف محايدة في مثل هذه الحادثة، وتعمل بقول نبينا صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)). وتربأ بنفسها عن أن تعجل في الاقتصاص ممن يسيء إليها دون انتظار تحكيم ثم إذا وقع ظلم من أفرادها على أحد تصر على محاكمته بنفسها. فالتحكيم الشرعي المحايد من أجلِّ أهدافه تطييب النفوس وتفريغ ما فيها من شحنات، وهذا لا يتحقق إن حاكمت جماعة الدولة أفرادها محاكمة داخلية مهما كانت فيها عادلة.



ولا يُقبل أبدا في دين الله أن يكون الخصم هو الحكم كما في التقرير القضائي الذي صدر أخيرا من جماعة الدولة بخصوص أبي عبيدة البنشي، فهذا مظنة أن يدفع الجماعات الأخرى إلى الاقتصاص بنفسها هي الأخرى دون قضاء، لرفض الخصم أن يحتكم إلا إلى نفسه. وويل الشام من الفوضى حينئذ!



10. كما أن التحكيم الشرعي المحايد أدعى إلى نفي ريبة الاختراق الذي هو أكبر تهديد للجهاد الشامي. فما أسهل أن يندس من يحز الرؤوس ثم ينجي نفسه بالتأويل فتسوء الظنون بمن قضى في القضية قضاء داخليا وينسحب التعميم على الجماعة.



11. ومن هذه الإجراءات أن تعلن جماعة الدولة عن أنه لا يمثلها إلا بياناتها، وأنها بريئة من الإساءات المبثوثة على النت باسم من يعرفون بأنصار الدولة. فإن بعض هؤلاء هداهم الله يشوهون بغلظتهم وطيشهم صورة الجماعة بل والجهاد عامة، من حيث قد يظن البعض أنهم يذبون عن الجماعة ويكفونها مؤونة الرد ويُسكتون خصومها. فينبغي لنا جميعا أن نحارب التعصب للجماعات والغلو فيها سواء كان لنا أو علينا. فإن الغلو الذي يدفع أفرادا لنصرتنا هو ذاته الذي يدفع آخرين إلى ظلمنا. فمحاربته كله لنا أو علينا من لوازم التجرد وإيثار الحق والإخلاص.



12. وهنا كلمة نقولها للجماعات الأخرى: كما أن إخوانكم مطالبون بحسن الظن فإنكم أيضا مطالبون بإعانتهم على ذلك! فإن المرء إذا دخل مواطنَ هي محلُّ ريبةٍ لزمه أن يبين للناس أسبابه بما يدفع به نزغات الشيطان. نقول هذا الكلام لا على سبيل التبرير لحادثة قتل أخينا محمد فارس رحمه الله وتقبَّلَه، فهي أليمة مروعة لا مبرر لها. لكن نقولها من باب التعاون على معالجة الدوافع النفسية التي أدت وقد تؤدي إلى مثل هذه الحادثة وأن يبرئ الجميع ذمته في ذلك.



13. إخوتي، لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة إذ قال للرجلين من الأنصار: ((على رِسلِكما، إنها صَفِيَّةُ بنتُ حُيَيٍّ))، فقالا: (سُبحانَ اللهِ يا رسولَ اللهِ)! فقال: ((إنَّ الشيطانَ يَجري منَ الإنسانِ مَجرى الدمِ، وإني خَشيتُ أن يَقذِفَ في قلوبِكما سُوءًا)). هذا وهو: رسول الله صلى الله عليه وسلم. الاجتماع مع أشخاص معروفين بتبعيتهم للدول الوظيفية هو موطن ريبة بلا شك. لكن المسلمين مطالبون بإحسان الظن بكم وهم يرونكم تقدمون كل يوم قتلى من صفوفكم نسأل الله أن يتقبلهم شهداء، ويرون أيدي المكر تعين المجرمين ليتمادوا في القتل والتعذيب وانتهاك الأعراض حتى يُلجئوكم إلى مجالسة رجالاتهم لتأخذوا منهم ما تدافعون به عن أرواح المسلمين وأعراضهم.



14. لكن هذه الاجتماعات والتقاربات مواطن ريبة لأن تلك الدول الوظيفية مردت على العداء للإسلام والمسلمين، وقد علم من حالهم أنهم لم يريدوا خيرا بالمسلمين أبدا، لذلك ينبغي تجلية مجريات هذه الاجتماعات للمسلمين لتعينوهم على حسن الظن بكم. وكون البعض يسفه ويسارع إلى التخوين والتهمة دون بينة لا ينبغي أن يصدكم عن البيان للآخرين. فرحم الله امرأ جب الغيبة عن نفسه...((فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه))، ولسنا هنا بصدد الحديث عن حكم الجلوس في هذه الاجتماعات، فليس مجرد اللقاء بكافر أو منافق أو مشبوه مبررا للطعن في مسلم أو إساءة الظن به. لكن نقول ليس أقل من أن تبينوا ما يجري فيها ثم إذا عُرف الواقع كان لأهل العلم أن يُفتوا فيه باجتهادهم.



15. وكذلك مشروعكم لشكل الدولة المستقبلي، ليس المرء مطالبا بإعلان كل ما لديه من حق في كل مقام، لكن طمئنوا المسلمين –يرحمكم الله- ببراءتكم من آفة الديمقراطية وسوء توظيف المصلحة والمفسدة وانعتاقكم من التطويع للمنظومة الدولية. فعلتم ذلك من قبلُ لكن تزداد الحاجة لنفي الريبة.



16. وأخيرا، نقول لمحبي الجهاد ومناصري المجاهدين: لكَم حفظْنا هذا الحديث ورددناه: ((انصر أخاك ظالما أو مظلوما)) فقال رجلٌ: (يا رسولَ اللهِ، أنصرُه إذا كان مظلومًا، أفرأيتَ إذا كان ظالمًا كيف أنصرُه؟) قال: (تحجِزُه، أو تمنعُه، من الظلمِ فإنَّ ذلك نصرُه). بهذا التعريف إخوتي نرى كثيرا منّا يخذل المجاهدين من حيث يظن أنه نصرهم! فنصرته حال وقوع الظلم منهم تكون بمنعهم لا بالدفاع عنهم وتكلف الأعذار لهم. وإنا لنعجب من إخوة –هداهم الله- يردون على المناصحات بقولهم: (بما أنكم تكلمتم عن أخطاء الدولة فانظر إلى ما فعلته الأحرار). وكأنما يرونها فض خصومة بين صغار متشاجرين! بينما المسألة حفظ منهج وحفظ جهاد ورقع لخروق قارب يحوينا جميعا.



17. ألا فليحسن المناصرون الظن بإخوانهم الناصحين، وليعلموا أنهم ليسوا أحرص منهم على سمعة الجهاد وأهله، وليعلموا أنهم حين يبررون أخطاء فصيلهم الذي يتعصبون له وتعلو أصواتهم على أصوات الناصحين فإنهم بذلك شركاء في الدماء التي ستراق من استمرار الأخطاء، ومن ظهور العدو بعدها على صف متمزق. وكذلك يشترك في الدم من يشكك في فصيل أو يسخر منه ويطلق في ذلك التغريدات ثم لعله يتابعها مبتهجا بكثرة انتشارها –إذ الناس يتناقلون مثل هذه الأمور ويطيرون بها- ولا يعلم أنه بفرحه هذا مقيت إلى الله تعالى إذ قد بحث عن حظ نفسه بالطعن في المسلمين ثم بضياع جهادهم وهو لا يشعر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سمَّع الناسَ بعمله سمَّع الله به سامع خلقه وصغَّره وحقَّره)).

18. وختاما، ننبه المسلمين على ألا يرسموا صورة سوداوية للجهاد في الشام على إثر حوادث كهذه، ففي الجهاد الشامي خير كثير لكن هذا مخاض تخوضه الأمة قبل ولادة مجدها بإذن الله، وللمخاض آلام. فلا ينبغي أن نرسم صورة يطير بها أعداؤنا فرحا ويزعمون بها فشل الجهاد وأهله، بل في كل يوم بطولات وتضحيات من عامة الفصائل، ودور الناصحين أن يعملوا على تحويل مثل هذه الحوادث الأليمة إلى صالح المسلمين باستجاشة مشاعر الإيمان في نفوسهم واتخاذها سببا لضرورة التعجيل بتدارك الأخطاء والقصور حتى لا تتكرر، عسانا نكون أداة الله في أن يجعل الحادثة مما ينطبق عليه: ((((لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم)).





والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
(أبو ساجدة)
عضو فعال
عضو فعال
(أبو ساجدة)

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


إجراءات ملحة من إخواننا في الشام قبل فوات الأوان .... Empty
مُساهمةموضوع: رد: إجراءات ملحة من إخواننا في الشام قبل فوات الأوان ....   إجراءات ملحة من إخواننا في الشام قبل فوات الأوان .... I_icon_minitime17/11/2013, 12:51 pm

18. وختاما، ننبه المسلمين على ألا يرسموا صورة سوداوية للجهاد في الشام على إثر حوادث كهذه، ففي الجهاد الشامي خير كثير لكن هذا مخاض تخوضه الأمة قبل ولادة مجدها بإذن الله، وللمخاض آلام. فلا ينبغي أن نرسم صورة يطير بها أعداؤنا فرحا ويزعمون بها فشل الجهاد وأهله، بل في كل يوم بطولات وتضحيات من عامة الفصائل، ودور الناصحين أن يعملوا على تحويل مثل هذه الحوادث الأليمة إلى صالح المسلمين باستجاشة مشاعر الإيمان في نفوسهم واتخاذها سببا لضرورة التعجيل بتدارك الأخطاء والقصور حتى لا تتكرر، عسانا نكون أداة الله في أن يجعل الحادثة مما ينطبق عليه: ((((لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم)). 


تكلم الدكتور اياد ونصح
 جزاه الله خيرا


[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]

حمل سلسلة البراء ولولاء للشيخ ابا اسحاق الحويني حفظه الله
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]

اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض،
عالم الغيب والشهادة
أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون،
اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك،
إنك تهدي من تشاء إلى صراطٍ مستقيم

     مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مجاهدة أطلب الشهادة
عضو فعال
عضو فعال
مجاهدة أطلب الشهادة

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


إجراءات ملحة من إخواننا في الشام قبل فوات الأوان .... Empty
مُساهمةموضوع: رد: إجراءات ملحة من إخواننا في الشام قبل فوات الأوان ....   إجراءات ملحة من إخواننا في الشام قبل فوات الأوان .... I_icon_minitime18/11/2013, 9:08 am

بارك الله فيه وجعله مباركا اينما كان
كلماته ماشاء الله مسددة وقوية الدكتور إياد
حفظه الله .. ورزقنا توحيد كلمة المسلمين اجمعين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إجراءات ملحة من إخواننا في الشام قبل فوات الأوان ....
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» السيئات الجارية ... احذروها قبل فوات الأوان
» قبل فوات الاوان
» يا ليتنى...امنيات فلنتداركها قبل فوات الاوان
» مشاريع فى دقيقة واحدة...اغتنم قبل فوات الاوان
» ابشروا اهل الشام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المؤمنين والمؤمنات :: {{{{{{{{{{مدونات اعضاء المؤمنين والمؤمنات}}}}}}}}}} :: مدونات الاعضاء :: مدونة الدكتور اياد القنيبي-
انتقل الى: