المقالة الثانية والعشرون (الأخيرة)
قضية فلسطين والحل الإسلامي
﴿إنهم لهم المنصورون، وإن جندنا لهم الغالبون﴾ [الصافات: 172-173].
أيها الإخوة:
إن قضية فلسطين قضية إسلامية سواء من الناحية التاريخية أو من ناحية السكان والدفاع والحماية.
فالإسلام هو الذي افتتح فلسطين وعرّبها، وجند الله هم الذين ضمّخوا تربتها بنجيعهم الطاهر، فلهم فوق كل رابية شهيد، وعلى كل بقعة عَلم، وهذه أضرحتهم على مشارف الغور شاهدة أن الله عز وجل هو صاحب الفضل والمنة في تخليص هذه البلاد من ظلم الروم وخشبة الصليب.
ولقد خرجت هذه الأرض مرتين من يد المسلمين، وتقدم الإسلام لينقذها، المرة الأولى يوم أن غزاها الصليبيون وكتبوا أنّ سيقان خيولهم تخط في دماء المسلمين والكفار في القدس، وقتلوا سبعين ألفاً في غداة واحدة، وكان المنقذ رجلاً كردياً هو صلاح الدين الذي كان يقول: (إني لأستحي أن أبتسم والقدس في يد الصليبيين).
والمرة الثانية في غزو التتار، ووقفوا على مشارف الشام، فتقدم الظاهر بيبرس والمظفر قطز -من المماليك المسلمين-، وخرّ قطز من فوق جواده ساجداً لله شكراً.
وهذه هي المرة الثالثة، ولن ينقذها إلا الإسلام بإذن الله، فلقد حافظ الإسلام بضعة عشر قرناً، وحافظت تركيا المسلمة على الأقصى خمسة قرون ولم تستطع القومية العربية حمايته نصف قرن.
إن مَن تصفح القرآن يجد أنّ الله عز وجل أفرد صفحات كثيرة وهو يتتبع تاريخ اليهود، ونقضهم العهود وقتلهم الأنبياء بغير حق، ووصف خفايا نفوسهم ومسار طواياهم وسجاياهم التي لا تتغير وهم يقاتلون رسالات النور والهدى، ولعل هذا -والله أعلم- حتى يحذر الأمم وعلى رأسها خير أمة أخرجت للناس من مكائد هؤلاء.
فاليهود بتوراتهم المحرفة الحاقدة وتلمودهم يرون أن البشر قد خلقهم الله لخدمتهم، وقد قال عنهم القرآن بلسانهم: ﴿وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه، قل فلِمَ يعذبكم بذنوبكم﴾.
ومن نظر في التوراة يجدها تنضح بالحقد على البشرية، وتطفح بإلصاق أبشع الجرائم بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فلوط عليه الصلاة والسلام زنا بابنتيه، وروبين بن يعقوب اعتدى على زوجة أبيه، وداود اعتدى على زوجة أحد أصحابه، وأمنون بن داود زنى بأخته بامار، ومن قرأ صور الدعارة في شعر نشيد الإنشاد يعلم أن نزار قباني لا يقدر على مثل هذا الوصف الفاضح للجنس، فالتوراة كتبت أثناء السبي الأول بختنصر (576م)، والتلمود كتب أثناء الثاني (تيطس سنة 7م)، ويسميها اليهود (المشنا والجمارا) أي الشريعة وشرحها.
وما آراء فرويد في الجنس إلا انبثاقة توراتية ورؤيا تلمودية، فاليهود يرون أن الأرض كلها لهم، وكل ملك إنما هو غاصب لملك صهيون، وهم يحلمون أن يحكموا العالم من أورشليم كما يرددون من فوق عرش الهيكل الذي يجلس عليه ملك من نسل داود، ولذا فهم خططوا لضرب العالم على ثلاثة محاور:
1 - ضرب فرنسا الكاثوليكية.
2 - ضرب روسيا الأرثوذكسية.
3 - ضرب تركيا الإسلامية.
أولاً: ضرب فرنسا الكاثوليكية بإقامة الثورة الفرنسية سنة 1789م حيث تحولت فرنسا بعد ذلك إلى مزرعة يهودية، وماخور للدعارة يعج بالجنس وبالآراء التي تدمر كيان الإنسان، كالمذاهب الوضعية والوجودية والمادية.
ثانياً: ضرب روسيا الأرثوذكسية للانتقام من الشعب الروسي الذي يحتقر اليهود، والثأر لمذابح اليهود في روسيا، خاصة بعد اغتيال القيصر إسكندر الثاني سنة 1881م، ففي 6 نوفمبر 1884م لأول مرة في تاريخ الصهيونية اجتمع ممثلو اليهود في (كانوتش)، تعاهدوا فيها على سحق القومية الروسية، ونفذت فيما بعد على يد (بروتشتين أي تروتسكي) سنة 1917م، وفي شهر نوفمبر 1917م صدر وعد بلفور أي بعد قرار الشيوعيين بأقل من شهر.
جاء في بيان الشرق الأعظم سنة 1904م: "الماركسية واللاقومية هما وليدتا الماسونية، لأن مؤسسيها ماركس من ماسون درجة 31، ومن أعضاء المحفل الإنجليزي، وإنهما كانا من الذين أدارت الماسونية السرية وبفضلها صدر البيان الشيوعي".
"الماسونية التي هيئت الجو للثورة الفرنسية سنة 1789م، عليها أن تهيئ الجو للثورة الماركسية، وعلى الماسونيين أن يعملوا بالاشتراك مع العمال لأنهم القوة التدميرية، ولم يعد خافياً على أحد أن الثورة الشيوعية يهودية من ألفها إلى يائها".
فالقائد لينين جاء معه 224 ثائراً من مجرمي نيويورك وألمانيا، منهم 170 يهودياً، وكان المكتب السياسي الأول للثورة الشيوعية مكوناً من سبعة أشخاص هم:
1 - لينين: أحد أبويه يهودي وزوجته كروب يهودية.
2 - ستالين: زوجته يهودية.
3 - كامنيف: يهودي.
4 - زينوفيف: يهودي.
5 - سوكولنكوف: يهودي.
6 - تروتسكي: يهودي.
7 - بينوف: روسي وليس يهودياً.
وفي أول حكومة بعد الثورة، كان عدد الوزراء 17 يهودياً من 22 وزيراً، وعدد كبار الموظفين 532 موظفاً يهودياً.
ثالثاً: ضرب تركيا الإسلامية، وكلنا يعلم كيف تحرك العالم بأيدي اليهود لإسقاط السلطان عبد الحميد من الوجود سنة 1909م، وبسقوط السلطان سقطت فلسطين، وغاب الإسلام الفعلي عن الشهود، وفتحت الطريق أمام اليهود إلى أرض الميعاد كما يدعون، هذا بعد أن عرض السلطان 150 مليوناً من الدنانير الذهبية، وبناء أسطول، وإقامة جامعة عثمانية، والدفاع عن الحكومة العثمانية في أوروبا، فقال: "إن فلسطين أخذها المسلمون بالدم، ولن تنتزع منهم مرة أخرى إلا بالدم".
إن القضية بالنسبة لليهود قضية عقيدة ودين، ومسألة حياة أو موت، ولذا كان هذا التخطيط الطويل في أوروبا حتى ينفذوا منها إلى الشرق حيث "يقيموا دولتهم من الفرات إلى النيل"، ولذا فلا يمكن مساومتهم عليها، ولا يمكن أن يتنازلوا عن أرض الميعاد، ولا عن أرض التوراة (سيناء)، وقد يتنازلون مؤقتاً عن سيناء ريثما يتم استصلاحها وإحياؤها بمياه النيل تحت قناة السويس الذي رُسِمَ لعبد الناصر ويتابعه خلفه من بعده.
ولذا فمن السذاجة والبلاهة أن يطلب من اليهود أن يتنازلوا عن الضفة الغربية التي يعتبرونها أرضاً محررة كما قال بيغن.
إن القضية دينية قبل كل شيء لدى اليهود، ولذا سموا دولتهم (إسرائيل) باسم نبي من الأنبياء، وهو يعقوب عليه الصلاة والسلام، مع أنه ثابت تاريخياً أن اليهود الآن (9/10) في العالم هم من يهود الخزر، وهم قوم وثنيون كانوا يعيشون حول بحر الخزر، وقامت لهم دولة في القرن التاسع الميلادي، واعتنقوا اليهودية لأنهم كانوا على احتكاك مع روسيا النصرانية والدولة الإسلامية، ومن هنا فقد أسقط اليهود كلمة خزر من معظم المعالم الأوروبية، وسموا بحر الخزر ببحر قزوين، حتى لا تذكّر العالم بأصل اليهود فيكتشف زيف ادعائهم وافترائهم أنهم أبنائه.
هذا النسب التاريخي ليهود العالم بينما نجد أبناءهم ممن تسلموا أسمى المراتب في العالم العربي يريد أن يثبت أصالة اليهود، ويرجع كل حضارة وتقدم للبشرية إليهم، فهذا طه حسين ينفي صلة العرب بسيدنا إسماعيل وإبراهيم عندما قال: "للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل، وللقرآن أن يحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل إلا أنّ هذا لا يكفي لإثبات وجود الاسمين، فضلاً عن أنّ تلك القصة التي تقول برحلة إبراهيم وإسماعيل إلى مكة، وما القصة إلا حيلة لإثبات صلة العرب باليهود".
وليس عجيباً من طه حسين تلميذ دوركايم أستاذ الاجتماع اليهودي الذي كان يشرف على رسالته (ابن خلدون)، ولذا فإن طه حسين لم يتكلم كلمة واحدة ضد اليهود رغم أنه عاش القضية الفلسطينية من بدايتها، وليس بمستغرب هذا من طه حسين الذي يرجع رقّة القرآن المدني إلى تأثير اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي كان يعتبر جهاد الجزائريين بربرية ووحشية تقف أمام مدنية أوروبا.
ونحن هنا لسنا بصدد مناقشة القضية تاريخياً، وإثبات حقنا من خلال مدة سكن اليهود أو نسبهم، فهذا يضيع حقنا، ولقد هالني ما سمعته على لسان أحد الزعماء العرب، وهو يريد نفي شرعية الوجود الإسرائيلي في فلسطين بدليل أن العبرانيين ما سكنوا فلسطين إلا سبعين سنة أيام داود وسليمان.
فنحن نعتقد أننا أولى بموسى ويعقوب وإبراهيم منهم بنص الكتاب والسنة، فالله عز وجل يقول: ﴿ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين، إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا، والله ولي المؤمنين﴾ [آل عمران: 67-68].
ويقول الله عز وجل: ﴿أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هوداً أو نصارى، قل أأنتم أعلم أم الله﴾ [البقرة: 140]، ﴿أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون، قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون﴾ [البقرة: 133].
وقال صلى الله عليه وسلم عندما سُئل عن صيام اليهود لعاشوراء، فقالوا هذا اليوم الذي نجا فيه موسى، فقال: (نحن أولى بموسى منهم)، وأمر المسلمين بصيامه.
فاليهود ليس لهم صلة بالأنبياء بعد أن شوهوا صورتهم وحرفوا كتابهم، وبدلوا دينهم بالشرك وأنكروا اليوم الآخر في كتابهم، وعلى هذا فالقضية لا تبحث إلا على أساس الإسلام.
فالإسلام حررها أول مرة، والإسلام يحررها في كل مرة يراد بصدق إنقاذها وتخليصها.
واليهود يعرفون أن الإسلام هو الخطر في المنطقة، فابن غوريون يقول: "نحن لا نخشى الاشتراكيات ولا الثوريات ولا الديمقراطيات والملكيات في المنطقة، إنما نخشى الإسلام، هذا المارد الذي نام طويلاً وبدأ يتململ في المنطقة".
ويقول شمعون بيريز: "إنه لا يمكن أن يحدث سلام في المنطقة ما دام الإسلام شاهراً سيفه، وسيمضي وقت غير قليل حتى يغمد الإسلام سيفه ويعود إلى موقفه الإنساني الذي وقفته اليهودية والنصرانية".
وكتبت روث كاريف سنة 1948م في الصانداي ميرور تحذر أمريكا من الإخوان المسلمين: "والآن قد أصبح الإخوان المسلمون ينادون بالاستعداد للمعركة الفاصلة التي توجه ضد التدخل المادي للولايات المتحدة في شؤون الشرق الأوسط، وأصبحوا يطلبون من كل مسلم ألا يتعاون مع هيئة الأمم المتحدة. فقد حان الوقت للشعب الأمريكي أن يعرف أي حركة هذه... إن اليهود الآن في فلسطين هم أعنف خصوم الإخوان المسلمين، ولذلك كان اليهود هم الهدف الأسمى لعدوان الإخوان المسلمين.. وطالبوا بانسحاب العرب من هيئة الأمم المتحدة، وإذا كان اليهود يطالبون الآن بإرسال قوة دولية فإنهم يطلبونها لتواجه رجال الإخوان المسلمين وجهاً لوجه، وبذلك يدرك العالم كله الخطر الحقيقي الذي تمثله هذه الحركة، وإذا لم يدرك العالم هذه الحقيقة فإن أوروبا ستشهد ما شهدته في العقد الماضي من القرن الحالي، إذ واجهتها حركة فاشية نازية، فقد تواجهها في العقد الحالي إمبراطورية إسلامية فاشية تمتد من شمالي أفريقيا إلى الباكستان، ومن تركيا إلى المحيط الهندي".
وعلى هذا الأساس كان اليهود يعتبرون الإخوان المسلمين مجرمي حرب لا يعاملون معاملة الأسرى.
وقد قدم جونستون -مبعوث أيزنهاور- سنة 1954م مشروع ملء الفراغ في الشرق الأوسط وحل المشكلة اليهودية - العربية، وأنهى تقريره بقوله: "ولكنه لن يتم سلام في المنطقة ما دامت دعوة الإخوان المسلمين قائمة، هذه الجماعة التي تعد مليوناً من البشر داخل مصر وخارجها".
ولذا ففي كل مرة يريد اليهود أن يقفزوا قفزة جديدة، تضغط واشنطن وموسكو أو لندن بإشارة من اليهود على مخالبها في العالم العربي لتضرب الحركة الإسلامية.
ففي سنة 1948م، قامت دولة إسرائيل بينما كان النقراشي مشتغلاً بمطاردة الإخوان ومصادرة أموالهم وإغلاق دورهم، وفي سنة 1949م وقع العرب معاهدة رودس مع اليهود، وأضافوا لهم أرضاً جديدة بعد مقتل حسن البنا باثني عشر يوماً.
وفي سنة 1956م، تقدم اليهود بينما كان الشباب من الإخوان المسلمين يرسفون في الأغلال مختفين وراء القضبان في سجون عبد الناصر، حيث يقول لهم حمزة البسيوني وهم يناشدونه بالله أن يخفف السياط عن ظهورهم: "لو جاء الله لوضعته في الزنزانة"، وكان خيارهم قد سبقوهم إلى الله شهداء.
وفي سنة 1967م، ولما يمض تسعة أشهر على إعدام الشهيد سيد قطب وأصحابه، وأعلن الطاغوت المصري أنهم اعتقلوا 17 ألفاً في يوم واحد، تقدم الجيش الإسرائيلي ليقف على ضفاف القناة.
لقد هال اليهود بطولات الإخوان وتضحياتهم، وهذا الذي اعترف به ضابط يهودي لأحد ضباط الإخوان (معروف الحضري) وكان قد وقع في الأسر، وأثناء تبادل الأسرى يسأله معروف: "لماذا تهاجمون المعسكرات كلها سوى معسكر كذا [أحد معسكرات الإخوان]"؟ فقال: "إننا جئنا هنا لنعيش ونحيا، وهؤلاء جاؤوا للموت، ولذا فهم لا يهزمون، ومهاجمتهم تكلفنا خسائر كثيرة".
مع أن الإخوان حيل بينهم وبين الإلقاء بثقلهم في المعركة، لقد جن جنون أوروبا وعملائها وهم يسمعون البرقية التي أرسلها الإمام الشهيد حسن البنا سنة 1948م إلى زعماء الدول العربية المجتمعين في عالية يقول إنه يريد أن يدخل فلسطين بعشرة آلاف مسلح.
فوقف النقراشي والإنجليز في وجه الإخوان يصدونهم بكل وسيلة، ولذا فمعظم الإخوان دخلوا فلسطين متسللين عبر سيناء، أو بعد قطع مسافات طويلة، أو مع الكتائب التي نظمتها الجامعة العربية مثل كتيبة أحمد عبد العزيز، والكتيبة الثانية بقيادة عبد الجواد طبالة، ومعظم أفراد الكتائب الثلاث من الإخوان، ولقد منعت الحكومة السَعْدية الإخوان من قضاء إجازتهم عند أهلهم في مصر فلم يضرهم هذا.
ولقد كان الشباب الجامعي المسلم يتحرق وهو يسمع أخبار حصار الجيش المصري في الفالوجة، وفي الحال تطوعت مجموعة وملأت طائرة وطارت إلى مطار عمّان لتتلقى إشارة من عمان -التي يقود جيشها جلوب الإنجليزي- بالعودة، ولم ييأس الشباب وقطعوا سيناء طمعاً في الشهادة وحباً بلقاء محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه.
لقد قدم الإخوان أروع الأمثلة في تضحياتهم، ولقد قدموا صبيحة ذاك اليوم أواسط شهر مايو سنة 1948م 70 شهيداً إلى الملأ الأعلى مع 50 جريحاً في معركة كفار ديروم.
ولقد صاح عمر عبد الرؤوف عندما أصابته رصاصة في صدره: "أترون ما أرى؟ هذه هي الجنة! إنني أراها وأشم رائحتها".
وفي 19 أكتوبر سنة 1948م هاجم اليهود تبة اليمن واحتلوها من الجيش المصري، وصمم الإخوان على احتلالها واحتلوها، فأمرت قيادة الجيش المصري بتسميتها بتبة (الإخوان المسلمين)، وفي هذا الوقت أعلن النقراشي قراراً بحل الجماعة، وجن جنون الإخوان فجاءت الرسالة من المرشد البنا: "أيها الإخوان، لا يمهكم ما يجري في مصر، فإن مهمتكم هي مقاتلة اليهود، وما دام في فلسطين يهودي واحد فإن مهمتكم لم تنتهي".
ولقد علم البنا أن الحكام العرب لا يريدون القتال، وكان يتصل بقواده في فلسطين يقول: "مافيش فايده، دول مش عايزين يحاربوا"، وبدأ يستعد لتعبئة العامة والجهاد المقدس، إلا أنهم عاجلوه بحل الجماعة في 7 ديسمبر 1948م، وقبول الهدنة ولذا ففي زيارة أحمد عبد العزيز لمصر فاتحه بالقضية وخيانة الحكومات العربية وأوصاه بالمحافظة على دماء الإخوان، ورجع أحمد عبد العزيز إلى فلسطين بعد أن آمن أنّ الإخوان هم القوة الحقيقية الصادقة، وبدأ يمدح الإخوان، فدس إليه فاروق من يغتاله وهو داخل إلى المعسكر.
ثم اغتيل البنا بعد هذا بشهر ونصف تقريباً، واعتقل الإخوان المجاهدون من أرض معسكراتهم في فلسطين وأُعيدوا في دبابات فاروق ليلقوا وراء القضبان من المعسكر إلى المعتقل.
ولقد شهد لهم العدو والصديق، ومن ذلك قائد الجيش المصري المواوي الذي قال: "كان الإخوان ينزعون ألغام اليهود وينسفونهم بها في النقب"، وقال فؤاد صادق -القائد الذي خلف المواوي-: "كان الإخوان المسلمون جنوداً أبطالاً أدوا واجبهم كأحسن ما يكون".
وأقبلت سنة 1967م تطوي في لياليها هزيمة الخامس من حزيران، وبدأت المقاومة الفلسطينية، وقدمت الدعوة جهداً متواضعاً بسيطاً، إذ أن جراحها لا زالت، ولا زال ضياغمها رهينة السجون أبت أن تشل بقيد الإماء، وإعلام عبد الناصر يطاردهم في كل مكان، ويفصلهم عن الشعوب ويشوه صورتهم، واضطرت الدعوة أن تستعير اسم إحدى المنظمات حتى تغطي على عملها، ومع ذلك فقد كاد عبد الناصر يجن إذ ترامى إلى مسامعه أن بعض شباب المنظمات يصلّون، فأرسل مستفسراً إن كان الإخوان المسلمون قد حملوا السلاح، ونفى قادة المنظمة ذلك، وأعاد الاستفسار بست برقيات وأرسل رجال المخابرات يتتبعون حركة الإخوان وجهاز الشباب المسلم.
وقدم الإخوان في هذه المرة قافلة من الشهداء، تودعها القلوب والعيون قبل أن يواريها التراب، وقد استطاع الإخوان أن ينزعوا إعجاب الجيش الأردني ومساعدته، رغم الاحتكاك الشديد بين المنظمات والحكومة، إلا أن قادة الجيش المسؤولين عن خط الغور كانوا يأخذون على عاتقهم تغطية انسحاب الإخوان بقذائف الدخان، بل إن بعضهم يخاطر بنفسه لينزل تحت لهيب القنابل وأزيز المدافع ليحمل جريحاً من الإخوان أو ينقذ بطلاً من أبطالهم.
ووقف الناس بجانب الإخوان وهم يرون عزة نفوسهم وأنفة أفرادهم، فبساتين البرتقال التي يخيم الإخوان بجانبها، أو حدائق العنب التي تحوي المغارات التي تضم جنودهم كلها محروسة، وأنا أعرف الكثيرين عاشوا فترة طويلة داخلها ولم يعرفوا لها طعماً.
فإذا أقبل الزمان توارى
وإذا زاغت العيون تراه
لو لغير الإله ذلت جباه
لانحنت عند راحتيه الجباه
وإن كنت أنسى فلا أنسى صورة أبي مصعب وقد غمر الدمع وجهه وهو يقول: "إن طاعة الأمير فرض، ولكن لن أطيعه في هذه المرة التي يريد فيها أن يحرمني من الجنة ويمنعني من النزول في عملية".
وكذلك صورة الإخوة الذين لبسوا أجمل ملابسهم وتعطروا قبل أن يدخلوا المعركة استعداداً لاستقبال الحور العين، وقد رأى أحدهم نفسه في آخر ليلة يتزوج في الجنة.
وجاءت فتنة أيلول السوداء بين الجيش والفدائيين، واعتزل الإخوة الفتنة، كما وقفوا 48 ساعة، فما سلموا من الجيش والفدائيين، وكادت الثورة تعدم بعض الإخوان لأنهم لم يصوبوا رصاصهم إلى صدر الجيش، والحق أن كثيراً من أهالي القرى وقفوا بجانب إخواننا يرجون الجيش أنْ لا يؤذيهم، لقد كان الإعلام الثوري يأخذ صور بطولاتهم ليحيك فيها أجمل القصص، ولكن للأسف يقدمها باسم النضال الثوري والكفاح ضد الإمبريالية والطبقية.
ولا زالت الحركة الإسلامية تتصدر تحريك الجماهير للوقوف في وجوه الطواغيت واستنقاذ حقوقها من بين براثن البغاث الذي استنسر، وما تني الحركة صباح مساء تهز الجموع المستضعفة لتوقظها من سباتها العميق الذي تغط فيه حتى لا تباع بيع السوائم تساق إلى مذبح الشهوات على أقدام الصهيونية والصليبية وأبنائها في الداخل والخارج.
ولا زالت الحركة الإسلامية تحذر الحكام من مغبة الحل السلمي وتستنكره على المنابر وفي الصحف، رغم أن الأفواه كلها مكممة والأيدي كلها مكبلة، والناس قد استناموا تحت دغدغة الشهوات وضاعوا بين رقصات الأنغام واهتزاز السيقان وبريق الذهب والهلع على الحياة.
والناس أحد فريقين بالنسبة للصلح أو التوسع..
ففريق يرى أن اليهود سيصلحون ولن يقطعوا نهر الأردن، معتمدين أن مذبحة اليهود ستكون في فلسطين، ومستندين إلى الحديث الصحيح: (لتقاتلن اليهود، أنتم شرقي النهر وهم غربيه، حتى يقول الشجر والحجر يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله)، والرواية الأخرى التي رواها البزّار بإسناد رجاله ثقات: (أنتم شرقي الأردن وهم غربيه)، ويقول راوي الحديث: وما كنا نعرف أين الأردن من الأرض يومئذ.
وهذا يعني أن دمشق كذلك لا تسقط بأيدي اليهود، ولهم دليل من حديث أبي الدرداء أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الملحمة الكبرى: (إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة، أي جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام).
وحديث عن أبي الدرداء مرفوعاً: (بينما أنا نائم، رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي، فظننت أنه مذهوب به فأتبعته بصري فعمد به إلى الشام ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام).
وإذا تم عقد الصلح مع اليهود، فإن اليهود سيستقدمون رؤوس الأموال العالمية من يهود أمريكا وأوروبا لتشتغل في العالم العربي، وعندها سيكون العرب خدماً لدى اليهود، تصب أموالهم وبترولهم في جيوب اليهود، وذلك بعد أن يطمئن الأمريكان والأوروبيون إلى الأمن على أموالهم، وهذه تكون فترة بسيطة -لمدة قد تكون عشر سنوات كما يقول دايان- حتى يتم احتلال جميع النقب وسيناء، وسيستقدم اليهود المهاجرين بالملايين، وستبقى الهدنة هذه على دخن كما جاء في سنن أبي داود، ومعنى على دخن صلح منطو على حقد.
والفريق الآخر يرى أن اليهود يحلمون بالتوسع، ويتحفزون لقفزة جديدة، ويدل على هذا قول دايان سنة 1967م: "من أورشليم إلى يثرب"، وقول غولدا مائير وهي تقف في العقبة: "إني لأتنسم نسمات أجدادي من خيبر"، وقول جمع من جنود اليهود وهم في المسجد الأقصى: "يا لثارات خيبر"، وقد طلبوا من الملك عبد العزيز في 1945م عن طريق الرئيس الأمريكي روزفلت السماح بإقامة مستعمرات حول خيبر فرفض الملك.
ويستند هذا الفريق إلى حديث ابن عمر مرفوعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ويوشك المسلمون أن يحاصروا إلى المدينة حتى يكون أبعد مسالحهم سلاح).
وهذا لا يصطدم مع الأحاديث التي سبقت بقتال اليهود: (أنتم شرقي الأردن وهم غربيه)، فالمعركة الفاصلة والضربة القاصمة لليهود والله أعلم حيث ينحصرون في آخر الأمر في فلسطين بعد كر وفر وانتصار وهزيمة.
يقول دايان في 25 يونيو 1969م: "سنتعدى هذه الحدود إلى الأردن، ويمكن أن نتوصل إلى أواسط سوريا ولبنان"، واليهود يرون الضفة الشرقية من الأردن هي الضفة الشرقية من الجزء المغتصب من إسرائيل، خاصة وهم يعتقدون أن أراضي جلعاد (البلقاء) ومؤاب (الكرك) هي من تراثهم المفقود، ولهم أناشيد وتراتيل في هذه الأشياء.
والآن ما الحل؟ أهو تحريك الأجيال النائمة المخدرة؟ أم بالحرب الفدائية؟ أم بالمقاطعة الاقتصادية؟ أم بالعمل الإسلامي لإقامة دين الله في الأرض، ثم الانطلاق من فوق أرض صلبة؟
أما تحريك الأجيال وجمهرة الناس فهو صعب جداً إن لم يكن مستحيلاً في الوقت الحاضر، بعد أن أوصلوها بإعلامهم ومناهجهم إلى حالة اليأس القاتل، والناس كما وصفهم البروتوكول التاسع: "لقد خدعنا الجيل الناشئ من غير اليهود وجعلناه فاسداً متعفناً بما علّمناه من مبادئ ونظريات معروف لدينا زيفها التام، ولكنا نحن أنفسنا الملقنون لها".
وكما وصفهم زويمر كبير المبشرين: "لقد سيطرنا في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر على المناهج، أنشأنا جيلاً كما يريد الاستعمار، لا صلة له بالله ولا صلة له بالأخلاق التي تقوم عليها الأمم، لقد أنشأنا جيلاً همه الكسل والشهوات، فإن تعلم فللشهوات وإن جمع المال فللشهوات، وإن تسلم المناصب ففي سبيل الشهوات".
إذن فهذا الجيل الذي يصفه الله بقوله: ﴿فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتّبعوا الشهوات﴾ [مريم: 59].
لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً: ﴿نسوا الله فأنساهم أولئك هم الفاسقون﴾ [الحشر: 19].
فجيل الهزيمة والشهوات لا يحرك جماهيرياً، إنما يُستنقذ فرداً فرداً من تحت الركام، ويربى على التضحية والجهاد.
أما الحرب الفدائية.. فكانت عملية ناجحة لتدمير قوة اليهود لو تعاون الحكام مع شعوبهم، ولكن ماذا يمكن أن ترجو ممن تربوا في أحضان الغرب يدينون بهم بالولاء، ولا يملك أحدهم من أمره شيئاً؟ ماذا عسى أن ترجو ممن جعل مستشاريه من أعداء أمته يخططون له ليل ونهار، أو ممن ارتمى في أحضان أعداء أمته سواءً في مواخير كوهين -ضابط المخابرات الإسرائيلي صاحب القصة المعروفة مع البعث- أو ارتبط نهائياً بأبناء جيفرسون كافري -السفير الأمريكي الذي كان في مصر- ومايلز كوبلاند -رجل المخابرات الأمريكي وصاحب كتاب لعبة الأمم-، أو ممن أمسكتهم الماسونية بخناقهم تدمر بلادهم وتسحق القيم لدى شعوبهم وتمهد لقدوم دايان وبيغن؟!
لا يمكن أن ينجح العمل الفدائي الآن وحراب إخوانهم من أبناء جلدتهم في ظهورهم ورصاص اليهود في صدورهم وعمليات السحق تبيد خضراءهم.
لقد دخلت الحركة الإسلامية المعركة سنة 1948م، وكان بالإمكان -لو قدر الله- وسمح لها بالإلقاء بثقلها أن تقود الجماهير في معركة شعبية ثم تهزم اليهود وتحطم الخفافيش في الظلام، ولكن حيل بينها وبين أداء واجبها على الوجه الأكمل، وكانت النهاية أن سيقوا إلى السجون والمشانق.
ودخلت الحركة الإسلامية في معركة القناة (1951م - 1954م)، وقدمت زهرة شبابها شهداء، وجنى ثمارها عبد الناصر، وعلق أبطالها على الأعواد، وكانت الحرب الفدائية بعد 1967م، فكانت النتيجة ما عرفه العام والخاص، ملاحقة فوق كل أرض وإبادة على كل بقعة وحرمان من حقوق الحياة وزج في أعماق السجون.
أما المقاطعة الاقتصادية، ولا ترجى ممن فرطوا بأكثر من هذا، فلا يمكن إرغام المسؤولين الآن الذين يصرحون بأن إسرائيل حقيقة واقعة أن يقاطعوها، كيف يمكن إرغام الماسونيين الذين سموا أنفسهم Freemasons بناة الهيكل أن يحرموا أمهم اليهودية العالمية من حق الحياة.
والآن فتحت القناة وخليج العقبة أمام التجارة الإسرائيلية لتغزو آسيا وأفريقيا وأوروبا.
وختاماً لم يبق إلا الحل الإسلامي، ونعني به بناء القاعدة الصلبة باستخلاص الناس من الجاهلية، وتربيتها على التوحيد الذي يبني العزة والأنفة ويربي حب الشهادة ويغرس التفاني والتضحية في الأعماق.
هذه القاعدة الصلبة من الشباب المسلم الذي ينطلق أولاً من عقال الشهوات، ويبصر بأبعاد المعركة، ويهب لاستنقاذ حق الله عز وجل المسلوب من قبل المسؤولين. حق الله عز وجل في حكم عباده والتشريع لخلقه، فتتحرر من ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الحكام إلى عدل الإسلام. وبعد أن تعيد الحاكمية لله عز وجل وحده، وتتجه إلى شريعته وحدها، وترفع راية لا إله إلا الله وحدها.
شعارها في رحلتها الطويلة المفروشة بالدماء والأشلاء، المفروشة بالجماجم والشهداء، حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل بسنده عن معاذ بن جبل رضي الله عنه مرفوعاً: (ألا إن رحى الإسلام دائرة فدوروا مع الكتاب حيث دار، ألا إن الكتاب والسلطان سيفترقان فلا تفارقوا الكتاب، ألا إنه سيكون عليكم أمراء يقضون لأنفسهم ما لا يقضون لكم، إن عصيتموهم قتلوكم، وإن أطعتموهم أضلوكم) قالوا يا رسول الله كيف نصنع؟ قال: (كما صنع أصحاب عيسى بن مريم، نشروا بالمناشير وحملوا على الخشب، موت في طاعة الله خير من حياة في معصيته).
فلابد أن يستقر في أعماق الشباب أنه لابد من العمل الجماعي الإسلامي حتى تتربى القاعدة الصلبة التي ترفع راية التوحيد على أرض صلبة تكون منطلقاً لتحرير البشرية كلها (من أراد بحبوحة الجنة فيلزم الجماعة).
فانطلق أيها الأخ للعمل لدين الله، وضع يدك بيد أخيك المؤمن، وليكن أنيسك القرآن، اقرأ كل يوم جزءاً، وسلوتك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وجليسك الصالحون، واستعن بالقيام والذكر والصيام، وكف لسانك وجوارحك، وتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا لا يمنعن رجلاً هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه أو شهده، فإنه لا يقرب من أجل ولا يباعد من رزق).
ولا تنسى قول ابن مسعود رضي الله عنه: (اليقين أنْ لا ترضي الناس بسخط الله، ولا تحمد أحداً على رزق الله، ولا تلوم أحداً على ما لم يؤتك الله، فإن الرزق لا يسوقه حرص حريص ولا يرد كراهية كاره، فإن الله بقسطه جعل الروح والفرح في اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط).
وتذكر أن الله لابد ناصر دينه..
﴿يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون﴾ [التوبة: 32-33].
﴿ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، إن الله بالغ أمره قد جعل لكل شيء قدراً﴾ [الطلاق: 2].
﴿ففروا إلى الله، إني لكم منه نذير مبين﴾ [الذاريات: 5].
اتجه إلى الله، واجعل عملك خالصاً لوجهه الكريم، واحذر الغرور وحب الظهور فإنه يقصم الظهور، لتكن نيتك صادقة وتذكر قول الحسن البصري: (إنما الفقيه الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، البصير في أمر دينه، المداوم على عبادة ربه).
ونوصي الشباب المسلم أخيراً بما يلي:
01 - قراءة جزء من القرآن يومياً.
02 - قراءة تفسير الجلالين أولاً، ثم مختصر ابن كثير.
03 - المطالعة في رياض الصالحين يومياً، ثم مختصر صحيح مسلم، ثم البخاري أو اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان.
04 - اقتناء كتاب فقهي، مثلاً فقه السنة أو المهذب للشيرازي أو منار السبيل.
05 - قراءة تهذيب سيرة ابن هشام لعبد السلام هارون.
06 - قراءة الكتب التالية لسيد قطب: هذا الدين، والمستقبل لهذا الدين، والإسلام ومشكلات الحضارة، ثم المعالم، ولا تنس الظلال.
07 - قراءة الكتب التالية لمحمد قطب: الإنسانية بين المادية والإسلام، التطور والثبات في حياة البشرية، جاهلية القرن العشرين.
08 - قراءة كتابي الحجاب، ونظرية الإسلام وهديه للمودودي.
09 - قراءة كتاب الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية للندوي.
10 - قراءة كتاب الإسلام لسعيد حوى.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنّ لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
نقلاً عن موسوعة الذخائر العظام فيما أثر عن الإمام الهمام الشهيد عبد الله عزام
وقد كتب الشيخ هذه المقالة قبل عام 1980م خلال وجوده في الأردن
انتهت سلسلة مقالات (من القلب إلى القلب)