المقال الخامس
أصوليون ومعتدلون
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فإن الله عز وجل يصف رعب اليهود من المسلمين قائلاً: ﴿لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله﴾ [الحشر: 13].
والحق أن الذعر العالمي والرعب الدولي من الإسلام؛ لا يمكن أن يزول أبداً ما دام فوق الأرض إيمان ويقابله كفر.
﴿ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا﴾ [البقرة: 217].
وما دام المسلمون مسلمين؛ فالرهبة قائمة، أما إذا تحولت الأجيال إلى الغثائية، وجاءت أجيال الأهواء والشهوات، والرهبة من السلاح والممات، فإن الرهبة تزول، لأن الرهبة انعكاس الإيمان ﴿ولينزعن الله من قلوب أعدائكم المهابة منكم﴾.
وقد تفنن الإعلام اليهودي في محاربة الإسلام والتنفير منه، فقالوا: الإسلام المتطرف الأصولي والإسلام المعتدل، ويعنون بالأصوليين الذين يلتزمون بالشعائر والأخلاق الإسلامية وبالولاء والعداء في الله.
ويعنون بالمعتدلين الذين يتهاونون ببعض الشعائر والأخلاق الإسلامية، ويميعون عقيدة الولاء والبراء، ويسمون الأصوليين بالمتطرفين والإرهابيين.
وقد كانوا يوصون أنْ لا يتساهل في محاربة الإسلام المتطرف الأصولي، ولا بأس من التساهل والتغاضي عن الإسلام المعتدل.
أما الآن؛ وبعد أن ظهرت خيول الله وأسد الإسلام في أكثر من ساحة على البقعة الإسلامية، في أفغانستان وفلسطين والفلبين، فالتوصية العالمية أنْ لا مجال لغض الطرف ولا السكوت ولا التهاون، لا مع الإسلام الأصولي ولا مع المعتدل، وذلك لأن الإسلام المعتدل يولّد الأصولي والمتطرف.
سنتكلم بوضوح بدون جَمْجَمة ولا لعثمة...
نحن إرهابيون لأعداء الله ولكننا أذلة للمؤمنين.
﴿وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم﴾ [الأنفال: 60].
﴿يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم﴾ [المائدة: 54].
فيا أبناء فلسطين؛ لا تلتفتوا إلى النباح الذي يعلو بين الفينة والأخرى، وحققوا في أنفسكم شروط محبة الله لكم:
1 - الحب في الله والبغض في الله وموالاة المؤمنين وعداء الكافرين.
2 - القتال في سبيل الله.
3 - عدم الالتفات إلى لوم اللائمين وعتاب المستعتبين.
سيروا على بركة الله وقولوا: إن كان الإعداد إرهاباً فنحن إرهابيون، وإن كان الدفاع عن الأعراض تطرفاً فنحن متطرفون، وإن كان الجهاد ضد الأعداء أصولية فنحن أصوليون.
ونوصيكم بالذكر الكثير، وتلاوة القرآن، وقيام الليل، وصيام النافلة، والولاء والبراء في الله.
﴿يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين﴾ [البقرة: 153].
مجلة الجهاد - العدد الرابع والأربعون
ذو القعدة 1408هـ / يوليو 1988م