إنها المسار التاريخي للرايات السود
أي التغيرات و التحولات و التطورات المختلفة على الخط البياني للزمن
و التي تختلف من طائفة إلى أخرى من الطوائف الثلاث و التي تحمل جميعها رايات سود.
.
فكما ميزنا بين رايات العباسيين و رايات آخر الزمان وفقاً للمسار التاريخي للعباسيين
سنستخدم نفس هذه الأداة - أو بالأحرى الرسول عليه الصلاة و السلام يوجهنا
كي نستخدم هذه الأداة للتمييز بين الرايات السود الثلاث التي ستخرج
في وقت متقارب في آخر الزمان .
.
نعم ، في البداية يستطيع كل من هبّ و دبّ أن يرفع الرايات السود
و يدعي مناصرة أهل البيت أو السعي لإقامة الخلافة .
.
لكن لا يستطيع أي أحد في العالم كله - حتى لو كانت وراءه الدنيا بأسرها -
أن يتحكم بمصير هذه الدعوة أو مسارها التاريخي بعد أن يخرج بها
.
لا يستطيع أي أحد أن يفرض جدوله الزمني على القضاء و القدر
حتى لو كان بروفسور محترف في تطبيق نظرية القميص مسبق الصنع.
من أجل ذلك الرسول عليه الصلاة و السلام - يركز في عرضه لأصحاب الرايات
بشكل أساسي على المسار التاريخي الذي لا يمكن التلاعب به
وليس ضمن نطاق قدرة البشر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــ
.
لذلك علينا العودة إلى بدايات كل طائفة من هذه الطوائف الثلاث عند
خروجها أول مرة براياتها السود ، و متابعة مسارها التاريخي من لحظة الخروج
و الصعود إلى نهايتها مع ملاحظة التقلبات التاريخية و المنعطفات التي مرت بها
.
و بما أن الرايات التي خرجت حتى الآن لم تكتمل حركتها على شريط الزمن بعد
و لم تنهي مسارها التاريخي و مازالت - جميعها - حتى الآن في مقتبل العمر
لذلك علينا الاكتفاء حالياً المقارنة فيما بينها من البدايات
ثم مراقبة التطورات.
.
إذن ، كي نميز بين بدايات الرايات السود الممدوحة
و الرايات السود المذمومة و الرايات السود المختلطة
علينا أن نرجع إلى البدايات التي أخبرنا عنها
رسول الله صلى الله عليه و سلم، ونقارنها
مع واقع كل طائفة من الطوائف الثلاث
و كيف ظهرت و نشأت كل واحدة منهم.
و لنبدأ ببدايات رايات الهدى الممدوحة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
.
الحديث الأشهر الذي وصف الرايات السود بالهدى صراحة هو هذا الحديث
الذي أخرجه ابن ماجة ، و الحاكم في المستدرك على الصحيحين
عن عبد الله بن مسعود :
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وإنه سيلقى أهل بيتي من
بعدي تطريداً وتشريداً في البلاد ،
حتى ...
1- ترتفع ( رايات سود ) في المشرق :
2- فيسألون الحق فلا يعطونه ،
3- ثم يسألونه فلا يعطونه ،
4- فيقاتلون فينصرون !
فمن أدركه منكم ومن أعقابكم فليأت إمام أهل بيتي ولو حبواً على الثلج ،
5- فإنها ( رايات هدى ) يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي
واسم أبيه اسم أبي ، فيملك الأرض ، فيملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً "
/ الحاكم في المستدرك /
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــ
.
عندما ستظهر رايات الهدى الممدوحة هنا ، ستكون الأمة في حالة موت سريري
و الجهاد من أساطير الماضي ، وسيكون أهل البيت في حالة تطريد و تشريد
.
لكن الأمة الواقعة تحت تأثير مخدر السراء سوف تخذل هذه الرايات في بداية خروجها
و لن يُمكن لها في البداية ، ولن يتحقق حلمها بإقامة دولة إسلامية ذات شوكة
و إنما سيتم ضرب المشروع وهو لا يزال في المهد ، و على الأرجح سوف يتم
وأده مرتين.
.
/ كما في الحديث الذي أخرجه الحاكم /
" يسألون الحق فلا يعطونه ، ثم يسألونه فلا يعطونه "
* في إخراج ابن ماجة العبارة السابقة لا تتكرر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
لكن المهم ، أنها رايات حق و سيتم محاربتها في البداية من كل العالم
و ستوصف بالرايات الإرهابية و المتخلفة ، و سيتم تشويهها إعلامياً
بالأخبار الكاذبة، ولن يُـعترف بها رغم أنها تدعو للحق و العدل .
.
لكنها ستنتصر في النهاية رغم خذلان الأمة لها ، لأنها رايات ظاهرة على الحق
لن يضرها من خذلها
" فيقاتلون فينصرون "
.
و سيلتحق بها بعد انتصارها عصائب أهل العراق و أبدال أهل الشام
و جميع من سينضم إلى فسطاط الإيمان الذي لا نفاق فيه، من الغرباء
في كل الأرض ولاسيما من مجاهدي أهل المغرب الإسلامي الذين عليهم لباس الصوف.
.
لكن من أين ستخرج هذه الرايات السوداء في بداياتها أول مرة ؟
.
نتابع….
.