وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( فليرتقبوا عند ذلك ريحاً حمراء، وزلزلة وخسفاً ومسخاً وقذفاً
وآيات تتابع كنظام بال قُـطِعَ سلكه فتتابع )).
/ سنن الترمدي - 2211 /
.
هذه الأعراض أو هذه الباقة من العلامات (من خسف و رجف و قذف ، ..الخ)
هي نفسها علامات نهاية مرحلة الحكم الجبري أو قرن الرجاء، وهي ليست
من الأحداث الروتينية أو الاعتيادية التي تتكرر في تاريخ الأمم
إن دمار أمة من الأمم لا يحدث في تاريخها إلا مرة واحدزة.
.
هذه الباقة من العلامات هي أيضاً ((مثل)) العقاب الذي دمر به الله عز وجل الأمم
المتجبرة الغابرة وأنجى بنفس الوقت المؤمنين المستضعفين ومكن لهم في الأرض
يقول الله تعالى :
فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً (( مِثْلَ )) ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ
فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ . /الذاريات/
.
تأملوا في كلمة ((مثل)) في هذه الآية .
الله سبحانه و تعالى يلفت انتباهنا إلى أن جميع حيثيات العقاب الأول
الذي مضى في بعض الأمم البائدة هي ((مثل)) حيثيات العقاب
القادم للنظام الجبري الظالم في آخر الزمان.
إنها مثلها بكل شيء تقريباً.
.
إنها مثلها سواء بالعامل المسبب، أي: الذَنوب ( بفتح الذال )
أو الأشراط المؤهبة، أي: الذُنُوب (بضم الذال)
أو حتى بالأعَراض أو المظاهر التي سيتجلى بها
أي:
الصيحة و الخسف و الرجف و القذف !!
.
هناك (مثلية) بين العقاب التدميري الذي أهلك قوم لوط و ثمود وغيرهم
و بين الحدث الكوني العظيم المرتقب
.
هناك (مثلية) في العامل المسبب، وفي الأعراض
أو حتى في الأشراط أو الظروف المؤهبة
.
والطريف والمدهش بالأمر أن (الممارسات الجنسية المثلية) هي الشرط الأخير
قبل ظهور الأعراض من صيحة و خسف و رجف و قذف وتتابع الآيات
.
و ليس من الصدفة أن يأتي ترتيب شرط (المثلية الجنسية) أو علامة
( اكتفاء الرجال بالرجال والنساء بالنساء) في آخر الترتيب في تسلسل
الأشراط التي تسبق مباشرة وقوع الحدث الكوني العظيم
وذلك في جميع الأحاديث التي ذكرت علامة المثلية الجنسية
ضمن باقة من العلامات الأخرى. ..
.
لاحظوا على سبيل المثال ترتيبها في هذه الأحاديث
.
قال صلى الله عليه و سلم :
لا تَنْقَضِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَتَّى يَقَعَ بِهِمُ الْخَسْفُ وَالْمَسْخُ وَالْقَذْفُ
قَالوا: وَمَتَى ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟
قَالَ:
1- إِذَا رَأَيْتُمُ النِّسَاءَ رَكِبْنَ السُّرُوجَ
2- وَكَثُرَتِ الْمَعَازِفُ
3- وَفَشَتْ شَهَادَاتُ الزُّورِ
4- وَشُرِبَتِ الْخَمْرُ لا يُسْتَخْفَى بِهَا
5- وَشَرِبَ الْمُصَلُّونَ فِي آنِيَةِ أَهْلِ الشِّرْكِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ
6- وَاسْتَغْنَى النِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ، وَالرِّجَالُ بِالرِّجَالِ.
فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاسْتَدْفِرُوا، وَاسْتَعِدُّوا إِذَا هَوَى الْقَذْفُ مِنَ السَّمَاءِ.
.
/ البزار في المسند (8636)، الطبراني في المعجم الأوسط (5061) ،
والحاكم في المستدرك على الصحيحين (8349)، والبيهقي في "الشعب" (5083) ،و غيرهم/
.
إذا استحلّت أمتي خمساً فعليهم الدمار:
1- إذا ظهر فيهم التلاعن
2- وشربوا الخمور
3- ولبسوا الحرير
4- واتخذوا القِيَان
5- واكتفى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء
/ الطبراني في المعجم الأوسط والبيهقي في شعب الإيمان،
الألباني في صحيح الترغيب وحكم عنه بأنه : حسن /
.
الله سبحانه و تعالى يؤكد على هذا التماثل في العقاب في سورة محمد
أفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، وَلِلْكَافِرِينَ ((( أَمْثَالُهَا )))
/ سورة محمد (10) /
.
هذا الوعيد بعذاب (( مماثل )) لم يكن موجهاً إلى كفار قريش
هذا الوعيد هو للنخبة التي تبني هرم النظام الدنيوي الجديد و تريد فرض عولمة ثقافية
وأخلاقية على جميع الأمم.
إنه لزعماء آخر الزمان واتباعهم
وذلك لثلاثة أسباب:
السبب الأول:
أنه لم يحدث مثل هذا التدمير الموعود في زمان كفار قريش
ولم يحدث مثله حتى الآن، وهذه حقيقة تاريخية .
.
والسبب الثاني:
والأكثر أهمية من السبب الأول أنه ما كان لهذا التدمير أن يحدث في ذلك الزمان
لأن الله ما كان ليعذبهم ونبي الرحمة فيهم
(وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)
.
وحتى بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، طالما كانت سنته تحترم وتطبق فالنبي لا يزال فينا.
ولكننا الآن ومع كل هذا العصيان المتسارع منذ أن طلع قرن الشيطان،
ومع نقض عرى الاسلام كلها تقريباً، ومع التحدي الوقح والمخالفة
المتعمدة لأبسط الأمور التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم
.
حتى الأوامر الصغيرة التي من السهل جداً الالتزام بها كعدم التطاول في البنيان بجوار
الحرم فوق مستوى سطح الكعبة، أو عدم الدخول على قرى ثمود بالصخب والمجون،
هل هذه الأمور صعبة التطبيق؟
.
إن كل هذا التحدي الوقح يؤكد أن النبي لم يعد فينا وأن أمر الله قريب.
لقد فقدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
.
أما السبب الثالث :
والأهم فهو أن قوم النبي صلى الله عليه و سلم ليس أهل مكة أو حتى العرب.
خاتم النبيين هو مبعوث للعالمين ، وقومه هم سكان الأرض كلها .
.
لذلك الرقعة الجغرافية التي سيتجلى فيها الحدث الكوني العظيم هو كل الأرض
لأن الأرض في زمن العولمة صارت فعلياً قرية صغيرة واحدة، يُـراد لها
أن تحكم بتشريعات جبرية واحدة.
.
اقتصاد العالم كله قائم على الغش والاستغلال ..الدول الغنية تزداد غنى والفقيرة تزداد فقراً.
والنظام المالي العالمي كله مترابط ومتداخل وأساسه القوانين الربوية مثل قوانين أصحاب الأيكة.
.
سياسة العالم كلها قائمة على الطغيان والظلم، والقوي يأكل الضعيف
مثل سياسة عاد و فرعون و ثمود
.
حتى اجتماعياً وأخلاقياً و ثقافياً هناك عولمة للاعوجاج و الانحطاط
الجميع يقلد الخواجة و يدخل وراءه في جحر الضب، حتى لو كان جحر قوم لوط .
.
القرية العالمية الصغيرة ترتكب اليوم كل الموبقات مجتمعة التي ارتكب بعضها قوم لوط أو
أصحاب الأيكة، أو عاد او ثمود أو قوم فرعون من طغيان و ظلم و فساد اقتصادي
و مالي و فساد أخلاقي.
.
مدين أو أصحاب الأيكة لم يكونوا من المجاهرين بالممارسات الجنسية المثلية
لكن نظامهم الاقتصادي كان فاسداً و قائماً على الغش والربا.
.
قوم لوط لم يكونوا من المرابين، وربما لم يكن عندهم فساد مالي
لكنهم كانوا يقطعون السبيل، و يجاهرون بالرذيلة، وفسادهم كان فساداً أخلاقياً.
.
أما قريتنا العالمية اليوم التي يحكمها نظام جبري عالمي على قمة هرمه
حكومة عالمية خفية يحركها من وراء الكواليس صاحب العين الواحدة،
فإنها ترتكب في زمن العولمة كل الموبقات التي أدت إلى هلاك الذين من قبلنا.
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ، ((( وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا )))
.
.
دعونا نسير في الأرض ونذهب في رحلة الشتاء إلى اليمن فنمر على الأحقاف التي
كانت عاصمة عاد الأولى، والواقعة في حضرموت بين عُمان واليمن كي نرى في الأحقاف
كيف دمر الله عاداً الأولى لعلنا نعرف كيف سيدمر عاداً الثانية ..
.
يقول الله تعالى:
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ
وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ
فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ ((( إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ )))
ألا يعني قوله تعالى ((( إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ))) أن هناك وعيداً بعذاب مستقبلي
مماثل لكل من ينتهج منهج عاد الأولى السياسي ؟
.
.
دعونا نسير في رحلة الصيف إلى الشام فنمر في طريقنا إلى الشمال من المدينة المنورة
على الحِجر التي كانت عاصمة ثمود، ، لنرى كيف أهلك الله ثمود..
.
(فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ) ، (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِر)
(وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ * كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۗ أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ ۗ أَلَا بُعْدًا لِّثَمُودَ )
.
مَرَرْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ علَى الحِجْرِ، فَقالَ لَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ:
لا تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ، إلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ حَذَراً، أَنْ يُصِيبَكُمْ (( مِثْلُ )) ما أَصَابَهُمْ.
ثُمَّ زَجَرَ ( أي زجر ناقته ) فأسْرَعَ حتَّى خَلَّفَهَا.
/ صحيح مسلم 2980 /
.
عن عبد الله بن عمر أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ لأصْحَابِ الحِجْرِ:
لا تَدْخُلُوا علَى هَؤُلَاءِ القَوْمِ إلَّا أنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، فإنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ فلا تَدْخُلُوا عليهم
أنْ يُصِيبَكُمْ (( مِثْلُ )) ما أصَابَهُمْ.
/ صحيح البخاري 4702 /
.
منذ سنة 2018 صارت تقام مهرجانات وحفلات غنائية مستمرة في الحِجر وما جاورها
من قرى ثمود، و منذ ذلك الوقت يدخلونها فرحين بطرين وليسوا باكين
يدخلونها وهم يرقصون ويعربدون ويشربون الخمر الحلال!!
.
فهل صحيح البخاري ومسلم ليس بالصحيح، أم أن كلام الصادق الأمين
صلى الله عليه و سلم ليس بالصادق ؟
(حاشاه عليه الصلاة والسلام )
.
يُصِيبَكُمْ (( مِثْلُ )) ما أصَابَهُمْ.
وَلِلْكَافِرِينَ (( أَمْثَالُهَا ))
فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً (( مِثْلَ )) ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ
.
.
دعونا نغادر الحِجر قبل أن يصيبنا مثل ما أصابهم ونتابع المسير شمالاً
في رحلة الصيف حتى نصل إلى غرب تبوك في منطقة بجوار اسرائيل…..
.
منقول…
نتابع ان شاء الله.
.