منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المؤمنين والمؤمنات

-- قال صلى الله عليه وسلم وايم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها و نهارها سواء “
 
الرئيسيةاليوميةالأحداثمكتبة المنتدىالمنشوراتس .و .جبحـثالتسجيلدخولاالمواضيع اليوميه النشيطه
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ
فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }. ...
فهذه رسالة مختصرة إلى أهل الثغور في الشام،
وكما لهم حق النصرة فلهم حق النصيحة، فأقول:١
1--
عليكم بالاجتماع، فإن لم تجتمعوا على كمالٍ في الحق فلا تتفرقوا
بسبب نقص بعضكم، لا تفرقكم بدعة ومعصية فإنكم تقابلون كفرًا،
فقد اجتمع المسلمون على قتال العبيديين وقائدهم خارجي،
وقاتل ابن تيمية التتار ومعه أهل بدع.




٢---
بالفرقة تُهزم الكثرة، وبالاجتماع تنصر القلة، ولن تنتصروا حتى تقتلوا هوى النفس قبل قتل العدو، فالهوى يقلب موازين العداوات فتنتصر النفوس لهواها وتظن أنها تنتصر لربها،
وقليل الذنوب يُفرق القلوب، قال النبي ﷺ: (لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم) لم يمتثلوا باستواء صفوف الصلاة فتسبب بانـحراف القلوب،
فكيف بانـحراف صفوف الجهاد ولقاء العدو، فإن اختلفت القلوب فالتمسوا سبب ذلك في سوء الأعمال .


3---- إنكم في مقام اصطفاء ومقام ابتلاء، فمن أعلى مراتب الجنة جُعلت لمقاتلٍ قاتل لله، وأول مَن تُسَّعَر بهم النار مقاتل قاتل لهواه . ٤)---- إياكم وحب الاستئثار بالأمر وقد حذّر النبي ﷺ من (الأثَرَة) فاجعلوا همّكم نصرة الدين لا صدارة حزب وجماعة .

٥) ----
لا تخدعكم الألقاب فتوالوا لها وتعادوا عليها، فالله لا ينظر إلى ألويتكم وراياتكم وأسماء جماعاتكم، بل ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم،
لا تختصموا على اسمٍ فمهما بلغت أسماؤكم شرفاً فلن تكون أعظم شرفاً من كلمة (رسول الله) حيث محاها رسول الله بيده من صلح الحديبية
عندما نازعه المشركون عليها وذلك حتى يُمضي الحق وصالح الأمة .

٦)
----



العبرة بأعمالكم، فما ينفع (حزب الله) اسمه عند الله

٧)
 
لا يجوز لأحدٍ أن يجعل جماعته وحزبه قطبَ رحى الولاء والعداء، فلا يرى البيعة إلا له ولا يرى الإمارة إلا فيه،
ومن رأى في نفسه ذلك من دون بقية المسلمين فهو من الذين قال الله فيهم (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء)
قال ابن عباس لما قرأ هذه الآية: أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم
إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله
وبالاختلاف والتنازع يذهب النصر (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) قال قتادة: لا تختلفوا فتجبنوا ويذهب نصركم .
٨) ---
لا يصح فيكم اليوم وأنتم في قتال وجماعات أن ينفرد أحدٌ ببيعة عامة يستأثر بها ولوازمها عن غيره وإنما هي بيعة جهاد
وقتال وثبات وصبر وإصلاح ونـحو ذلك، ولا يصح من أحدٍ أن ينفرد بجماعة منكم فيُسمى (أمير المؤمنين) وإنما أمير الجيش
أو الجند أو الغزو، فالولايات العامة مردّها إلى شورى المؤمنين لا إلى آحادٍ منهم، والألقاب استئثار تفضي إلى نزاع وقتال
وفتنة وشر، وإنما صحت الولاية الكبرى من النبي ﷺ لأنه ليس في الأرض مسلم سواه ومن معه، وليس في
الأرض خير من نبي ولا أحق بالأمر منه، فلو استأثر فهو نبي لا يرجع لأحدٍ ويرجع إليه كل أحد .

9---- لا يضرب بعضكم رقاب بعضٍ، فاتقوا الله في دمائكم، واحذروا مداخل الشيطان في تسويغ القتل وتبريره فتأخذوا أحداً بظن العمالة أو التجسس
أو التخذيل فالله حذر من الظنون التي تفسد أمر الأمة وتفرق شملها (اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم)
ولا تجوز طاعة أميرٍ في قتل مسلم معصوم ومن أُمر بحرام كقتل معصومٍ فلا تجوز طاعته ولا بيعته حتى بيعة قتال،
 ولو بايعه فبيعته منقوضة، ولا يجوز لأحدٍ أن يمتثل أمرًا ظاهره التحريم  حتى يتيقن من جوازه بعلمٍ وإن جهل سأل من يعلم،
حتى لا يلقى الله بدم أو مال حرام، فيُفسد آخرته بجهل أو تأويل غيره، فالله يؤاخذ كل نفس بما كسبت (كل نفس بما كسبت رهينةٍ)
ولا أعظم بعد الشرك من الدم الحرام .

تابع 9 ----

فقد صح من حديث ابن عمر، أن النبي ﷺ أمّر خالد بن الوليد إلى جذيمة فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون:

صبأنا، صبأنا، فأمر خالد بقتل أسراهم، فقال ابن عمر: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره،

قال: فقدموا على النبي ﷺ فذكروا له صنيع خالد، فقال النبي ﷺ ورفع يديه: (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد) مرتين .

فقد عصوا خالدًا لما اشتبه عليهم الأمر، وهذا في دماءِ من الأصل فيه الكفر فكيف بدم من الأصل فيه الإسلام ؟!

10 ----

عند النزاع انزلوا إلى حكم الله كما أمر الله (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله)
وقال: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)
فالنزول عند حكم الله إيمان والنفرة منه نفاق، وإن اختلف اثنان أو جماعتان فليتحاكموا
إلى ثالث من غيرهم، دفعاً لتهمة المحاباة، فقد ورد في الحديث عنه ﷺ قال: (لا تجوز شهادة خصم ولا ظنّين)
وفي الحديث الآخر: (لا تجوز شهادة ذي غمر (عداوة) لأخيه، ولا مجرب شهادة،
ولا القانع (أي التابع) لأهل البيت، ولا ظنين في ولاء ولا قرابة)
وقد جاء معناه من طرق متعددة يشد بعضه بعضاً، وهذا في الشهادة وفي القضاء من باب أولى

١١)

احفظوا ألسنتكم فإن الوقيعة في أعراض بعضكم تزيد من أحقادكم على بعضكم، فما يزال الواحد واقعاً
في عرض أخيه حتى يمتلىء قلبه حقدًا وغلاً عليه فيُصدّق فيه ظن السوء ويُكذّب فيه يقين الخير .



١٢)
أحسنوا الظن بالعلماء ورثة الأنبياء واحفظوا قدرهم بالرجوع إليهم والصدور عن قولهم،
وأحسنوا الظن بهم واحملوا أقوالهم على أحسن المحامل، فمدادهم في نصرة الحق أثرها عظيم
وقد جاء عن جماعة من السلف (مداد العلماء أثقل في الميزان من دماء الشهداء)

13)

لا تُرحم الأمة إلا إذا تراحمت فيما بينها، ومحبة الله للمجاهدين ونصرته لهم معقودة
برحمتهم بالمؤمنين وتواضعهم لهم، وعزتهم على الكافرين، فإن من صفات المجاهدين
ما ذكره الله في قوله تعالى
: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم).



ومن الله استمدوا النصر والعون هو المولى فنعم المولى ونعم النصير .



الشيخ عبدالعزيز الطريفي ١٧/ من ذي القعدة / ١٤٣٤ هـ
.

 

 من أوجب واجبات الأمهات اليوم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بشرى الإسلام
المشرفه العامه
المشرفه العامه
بشرى الإسلام

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


من أوجب واجبات الأمهات اليوم Empty
مُساهمةموضوع: من أوجب واجبات الأمهات اليوم   من أوجب واجبات الأمهات اليوم I_icon_minitime8/9/2022, 6:38 am

من أوجب واجبات الأمهات اليوم تربية بناتهن على الإيمان والحياء والحشمة، على أساسيات العقيدة والقرآن والسنة والسير والقدوات من نساء السلف، على حب البيت وإدارته وحسن تدبيره، على الطبخ كفن لإسعاد القلوب، على الاقتصاد وحسن التصرف والجود بالموجود، على صناعة مملكة عطاء لفتاة تُعد لتكون ملكة.


إن حرص الأمهات على تنشئة ابنة تحرص على حجابها وصلاتها وأخلاقها وتترفع عن الاختلاط والتحدث للأولاد منذ سن مبكرة، قبيل البلوغ، يسهل على هذه الفتاة كثيرا الاستقامة، ويحببها فيما يحفظ أنوثتها، ولابد من أن يرافق ذلك مساحة تتعلم فيها الابنة كيف تكون دفئا في البيت وتعتني بجمالها وهواياتها.


حين نربي الفتاة على الإسلام تنعم ببركاته، ولا يجب أبدا أن تعيش تحت ضغط أن تضمن مستقبلها وتعمل وتجلب المال وغيره مما اعتاده الناس في زماننا، بل يجب إعدادها لتكون معظمة التوكل على ربها تعلم أن خلفها أسرة تفديها، لتكون صاحبة همة وقدوة كأمة لله مؤمنة، تسابق على ما يرضي الله لا ما يغضبه.


وفي زماننا بالذات من أولى الأولويات في التربية تعليم الأطفال الاعتزاز بالإسلام، فكل ما في الإسلام من شعائر وقيم نعتز بها ونظهرها بفخر، وكل ما يناقض الإسلام، نحتقره ونترفع عنه، وتلك معاني الاستعلاء بالإيمان تزرع مبكرا في القلوب، وهذا يعني أن يكسب الطفل مناعة، فيميز الخطأ وينكره بهمة.


لذلك الفتاة التي تلقت تربية إيمانية جليلة، حين ترى المتبرجة تنزعج من منظرها وتنكره عقيدة ومروءة، ولا يجذبها أبدا تقليدها، لأنها تعرف كيف تقيم المشاهد حين تربطها بطاعة الله، هذه بحد ذاتها مناعة ضد أمراض النسوية تتصدى لها المؤمنة الأبية مبكرا. والانهزامية تحارب بالاستعلاء بالإيمان.


أيتها الأم إن أكبر إنجازاتك أن تربي أمة لله تقية وفية وقدوة، تمثل الإسلام أحسن تمثيل، تصونها المهج وتدعو لها القلوب المؤمنة وإن باعدت المسافات، لأن المؤمنة اليوم حين تتربى على الإيمان وتحيا بالإيمان هي نصر عظيم وحجة على القوم الكافرين. فالله الله في تربية على خطى السلف فهي الفلاح.


بقلم الدكتورة ليلى حمدان

abo abd 9999, غدا نلقى الاحبة11 و ام عبدالله. جزاك الله خيرا , ورفع الله قدرك وذكرك

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بشرى الإسلام
المشرفه العامه
المشرفه العامه
بشرى الإسلام

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


من أوجب واجبات الأمهات اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أوجب واجبات الأمهات اليوم   من أوجب واجبات الأمهات اليوم I_icon_minitime19/9/2022, 2:14 pm

د. ليلى حمدان






كما أن من أوجب واجبات الأمهات تربية الابنة على الإيمان والإسلام والإحسان، لإخراج قرة عين للمؤمنين والمؤمنات، تكون حجة لأسرتها ولبنة بناء في أمتها، بتربية تعتني بحفظ خصائصها كأنثى، كذلك من أوجب واجبات الأمهات تربية الابن تربية إسلامية مستقيمة تخرج أفضل ما لديه كقائد فذّ يضمد جراحات أمته.






ولأننا في زمن تشتد فيه الحاجة لضخ معاني الرجولة والمروءة بشدة في الأجيال، أضحى من أولى الأولويات إنشاء وتربية الأبناء الذكور على سياق الإسلام وأهداف الإسلام السامقة. وهذا يتطلب تربية خاصة وعناية تختلف عن تربية البنات. بدايتها مع الأم دون إغفال واجب الأب. لكون الطفل يلتصق بأمه في بداياته.










ومن هذا المنطلق يجب أن تعتني التربية بهدي الكتاب والسنة وتحاكي تربية السلف لأبنائهم، فقد ثبت أنها بالفعل تربية رجال وتصنع الرجال على نور من الله، فكانت إنجازاتهم مهيبة، وهي تربية تبدأ من القرآن حفظا وتلاوة، فتصقل مهارات الطفل وتبعث فيه القوة وتخرج نسخة تتميز بمهارات عقلية وسلوكية فاخرة.






فميزات حافظ القرآن لا تعد ولا تحصى لما يمنه الله عليه من فضل كواحد من أهل القرآن وخاصته. وهذا لا يعني أن نُصرّ على تحفيظ الصغير القرآن كاملا وإن كان مطلوبا وهدفا نبيلا، إلا أن الهدف الأساسي هو ترسيخ التعلق بالقرآن في ذهن الطفل مبكرا جدا. فيصبح المرجعية الأولى في حياته وملازمته لمصحفه أمر مصيري.






وفي هذه الأثناء التي يتعلم فيها صغيرك اللغة العربية من وحي القرآن، ويصنع لنفسه مخزونا عظيما من مفرداته ومعانيه الجليلة، لا بد أن تقصي عليه قصص البطولة والعظمة والبداية بسيرة خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم فهي أول قصة يجب أن يتعلمها ويقتدي بها تعظيما وتوقيرا للنبي ثم قصص كل الأنبياء.






وتأملي ذلك الجمال الذي يرتبط فيه خياله الصغير بالتوحيد وبرسالة الإسلام وبالقوة في الحق والسعي له! ولا بد من قصص الصحابة لتتلمسي أكثرهم تأثيرا في شخصيته وبناء عليه تنمين مهاراته، إن كانت باتجاه طلب العلم أو الفروسية!  وهنا قضية مهمة أخرى لا بد للطفل من هوايات تنمي قدراته العقلية والجسدية.






حاولي أن تربطيه برياضة يكبر عليها فإن لم يتوفر لك السباحة والرماية وركوب الخيل فلا أقل من رياضة يعيش فيها قوته الجسدية ويتحمل أعباء الصبر والمجاهدة في المداومة عليها، فتحمل المشاق صغيرا يكسبه قوة ومرونة، ثم عامليه كرجل صغير، إياك أن تشعريه أنه الضعيف، وقدميه أمام الجميع كرجل صغير.






علميه الاستئذان والترفع عن مجالسة النساء، علميه غضّ البصر ولو كلفك أن تضعي يدك على عينيه حين يخرج، علميه كيف يرد السلام ويتعامل مع الكبار بأدب واشكريه لحسن أدائه وذكريه حين غفلته، علميه ألا يختلط بالبنات وألا يتردد في تقديم المساعدة بشهامة وليكن قدوته موسى عليه السلام، علميه الإنكار على الباطل.






علميه الرفق بأخوته واصنعي ذلك الاحترام بينهم، وإياك وإذكاء الأحقاد بينهم، علميه أنه سند لأخيه وأخته وأنهما سعادته، أسدي له مهمات من قبيل حفظ سر لفترة، أو إيصال أمانة مهمة، يستشعر أهميته وأهمية ثقتك فيه،اصنعي في نفسه شعور المسؤولية حين أداء المهام، وكافئيه حين يحسن وأفهميه بصبر ورفق حين يخطئ.






احرصي أشد الحرص على صلاته وعلى ارتياد المساجد، علميه نظافة ملبسه والسواك ومظاهر الالتزام على الرجل، ولا يعني ذلك كبت طفولته فليلعب كجميع الأطفال وليضحك وليبكي فهذه طفولته لترسمي فيها أجمل الذكريات وتتركي فيها أعظم الدروس والأثر، 


حدثيه عن أمته ومسلسل الاستضعاف أخبريه عن آمال الأمة فيه.






اربطيه بما يجري في العالم بمصطلحات تناسب عمره واحرصي على مصطلحات القرآن وعلميه أن يقيّم المشاهد ويحتكم دائما للإسلام، علميه العفو عند المقدرة والتعفف عن السؤال، علميه كيف يجود وهو في حاجة وكيف يجبر الكسر، وكيف يقدم الصدقة ويستشعر أن الله يراه سبحانه، علميه كل ما يقوي قلبه الصغير!






حدثيه عن مستقبله ومستقبل أمته، حدثيه عن النجاح كيف يكون في رضا الرحمن، حدثيه عن العالم البشع في الخارج وما يتهدده من أخطار وكيف يجب أن يتصدى لها حتى في غيابك، كيف يميّز الخبيث من الطيب كيف يحفظ نفسه من صحبة السوء والمنكر! علميه أن يكون بارا بوالده وجدته وكل الأهل والجيران. فالبر عظيم.






إياك أن تثقلي قلبه الصغير بمشاكلك وخلافاتك وكل ما يهدم ثقته فيك! حافظي على موقعك مربية وصانعة للأجيال، وليس أي أجيال،إنها الأجيال المنتصرة، أجيال التمكين ورفع راية الدين، وهنا فرق كبير بين طبيعة الأجيال يجب أن توليه اهتمامك! اقطعي عليه حرية الأنترنت والتلفاز، وإن احتجت لذلك فلا بد من رفقة رقيب. وأفهميه لماذا واعطيه البديل.






عوديه على بعض الاستقلالية واسمعي منه مشاريعه وأحلامه، ساعديه في تحقيقها، وعلميه أن يقتني مكتبة ويحافظ عليها، وعلميه حسن إدارة المال، ولتكن البداية من حصالة يصنعها بيديه، علميه أن يصنع بيديه أكثر من أن يطلب كل شيء يأتيه سهلا هينا! وهذا يعني تعليمه الصناعات والحرف المناسبة لعمره.






علميه أن يبحث بنفسه، اطلبي منه أن يحدثك بنفسه عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن البطل المفضل لديه في سير الصحابة والفاتحين، اجعليه يتحدث خطيبا مفوها، ولا تقلقي، فهي مهارات الرجال، وفروسية لا بد منها لمن سيعتلي يوما منابر المسؤولية وإقامة الحق، في أسرته وفي أمته. اجعليه للمتقين إماما.






لا يكلف الله إلا نفسها وتجاوب الأبناء يختلف بحسب فضل الله على كل منهم ولكن حين نروم السقف، لن يخرج لنا إلا جيل عظيم القصد والتهذيب، وهذا ثغر يتطلب تفرغ الأمهات وبرامج مشتركة لصناعة مجتمع إسلامي مصغر قدر المستطاع وإلا فتربية في غربة الدين أجرها عظيم أيضا. والله يهدي سبله كل مجتهد.






علميه الخروج في رحلات الكشافة، علميه التخييم في الغابات، لا تترددي ولا تخافي، علميه كل ما يتعلق بالطبيعة وحياة البرية، فهي متعة ومساحة تدريب، ومنذ أن يصبح عمره 7 سنين، لابد أن يختلط بمجتمع الرجال أكثر من النساء فاحرصي على المسجد وعلى صحبة الرجال الأتقياء قدر المستطاع ليتعلم طباعهم.






إياك أن تظهري الهلع والضعف حين يصاب وينزف دمه، أو الانهيار حين يواجه أزمة صعبة، بل علميه الشدة والصلابة والثبات، وهوني عليه بقول "أنت لها" فهو الرجل الصغير، وسيتحمل الألم وسيضمد جرحه ولا يبالي، فهذه تفاصيل تصنع القوة فيه والثقة، لا تغفلي عنها. استشيريه وأشعريه أنك تثقين رأيه وسيبهرك.






طالعي قصص أمهات الأبطال وارصدي عوامل انبعاث الرجولة التي كن يحرصن عليها، تعلمي وطوري أساليب التربية لديك فهذا علم وفن وأنت فارسته بلا منازع، فالأب مهما كان حاله سيكون بعيدا في ميدانه وأنت من يراقب عن كثب كل تحركات وتطورات صغارك، وهذا لا يلغي دور الأب وهو مهم جدا لكن الدور الأكبر يقع على عاتقك، فكوني محضنا للرجال والنساء المزدانين بالصلاح والإيمان والتقوى.






واعلمي أن أكبر مشروع في حياتك هو هذا الطفل، وهذا يتطلب رباطا على ثغرك، وإياك وإهماله فيكبر يحمل في صدره عليك عتابا وكيف تطمعين في بره وصلاحه!






نحن اليوم في عصر استضعاف وتراجع، وواجبك مضاعف، وهمتك مطلوبة بشدة، فإياك أن تحرفك عن ثغرك أي دعوة أخرى، وكل دقيقة تقدميها هي تفريج كربة للأمة!






علميه التطوع والدخول في مشاريع خيرية منذ الصغر، وأن يتعلم أن العمل في الخفاء في سبيل الله رفعة للرجل ومنقبة، علميه ألا يكترث لإظهار أعماله، وستساهمين في تسهيل استقامته، نعم ستصدمك بعض المشاكل، ولكنها أهون بكثير من مشاكل أمهات أهملن تربية القرآن والسنة، لأن طفلك سيكون مباركا.






في الواقع، إن سر نبوغ الطفل أمه، فهي التي تبرز مواهبه وتقوي مهاراته وتكتشفه كخريطة تبحث فيها عن مواطن القوى فتزيدها قوة وعن مواطن الضعف فتحميها، إنه أمانة بين يديك، فأخرجي لنا عالما وفاتحا وخادما لأمته،ولا عليك بما يشغل الناس اليوم فإن العبرة بالخواتيم ومراتب الصديقين في جنات الخلد.






في الختام لن تنجحي في هذه المهمة النبيلة إلا بدعاء الله في الخلوات وفي أوقات الاستجابة، إلا بمجاهدتك لنفسك على الاستقامة، إلا بطلب المشورة والنصح من ذوي العلم والفضل، وإن كان كتابا، إلا بإعظام التوكل على الله وحسن الظن به سبحانه، واعلمي أن الله لن يضيع حرقتك وأملك، هو مولاك وناصرك.

أم طيبة جزاك الله خيرا في موازين حسناتك باذن الله

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من أوجب واجبات الأمهات اليوم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هل نرى ذلك اليوم
» رؤيا ليا اليوم
» اليوم الحزين
» الأمة اليوم..
» سوريا اليوم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المؤمنين والمؤمنات :: {{{{{{{{{{منتدى المؤمنات العام}}}}}}}}}} :: قسم بناء الأسرة المسلمة وتربية الابناء-
انتقل الى: