منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المؤمنين والمؤمنات

-- قال صلى الله عليه وسلم وايم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها و نهارها سواء “
 
الرئيسيةاليوميةالأحداثمكتبة المنتدىالمنشوراتس .و .جبحـثالتسجيلدخولاالمواضيع اليوميه النشيطه
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ
فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }. ...
فهذه رسالة مختصرة إلى أهل الثغور في الشام،
وكما لهم حق النصرة فلهم حق النصيحة، فأقول:١
1--
عليكم بالاجتماع، فإن لم تجتمعوا على كمالٍ في الحق فلا تتفرقوا
بسبب نقص بعضكم، لا تفرقكم بدعة ومعصية فإنكم تقابلون كفرًا،
فقد اجتمع المسلمون على قتال العبيديين وقائدهم خارجي،
وقاتل ابن تيمية التتار ومعه أهل بدع.




٢---
بالفرقة تُهزم الكثرة، وبالاجتماع تنصر القلة، ولن تنتصروا حتى تقتلوا هوى النفس قبل قتل العدو، فالهوى يقلب موازين العداوات فتنتصر النفوس لهواها وتظن أنها تنتصر لربها،
وقليل الذنوب يُفرق القلوب، قال النبي ﷺ: (لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم) لم يمتثلوا باستواء صفوف الصلاة فتسبب بانـحراف القلوب،
فكيف بانـحراف صفوف الجهاد ولقاء العدو، فإن اختلفت القلوب فالتمسوا سبب ذلك في سوء الأعمال .


3---- إنكم في مقام اصطفاء ومقام ابتلاء، فمن أعلى مراتب الجنة جُعلت لمقاتلٍ قاتل لله، وأول مَن تُسَّعَر بهم النار مقاتل قاتل لهواه . ٤)---- إياكم وحب الاستئثار بالأمر وقد حذّر النبي ﷺ من (الأثَرَة) فاجعلوا همّكم نصرة الدين لا صدارة حزب وجماعة .

٥) ----
لا تخدعكم الألقاب فتوالوا لها وتعادوا عليها، فالله لا ينظر إلى ألويتكم وراياتكم وأسماء جماعاتكم، بل ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم،
لا تختصموا على اسمٍ فمهما بلغت أسماؤكم شرفاً فلن تكون أعظم شرفاً من كلمة (رسول الله) حيث محاها رسول الله بيده من صلح الحديبية
عندما نازعه المشركون عليها وذلك حتى يُمضي الحق وصالح الأمة .

٦)
----



العبرة بأعمالكم، فما ينفع (حزب الله) اسمه عند الله

٧)
 
لا يجوز لأحدٍ أن يجعل جماعته وحزبه قطبَ رحى الولاء والعداء، فلا يرى البيعة إلا له ولا يرى الإمارة إلا فيه،
ومن رأى في نفسه ذلك من دون بقية المسلمين فهو من الذين قال الله فيهم (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء)
قال ابن عباس لما قرأ هذه الآية: أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم
إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله
وبالاختلاف والتنازع يذهب النصر (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) قال قتادة: لا تختلفوا فتجبنوا ويذهب نصركم .
٨) ---
لا يصح فيكم اليوم وأنتم في قتال وجماعات أن ينفرد أحدٌ ببيعة عامة يستأثر بها ولوازمها عن غيره وإنما هي بيعة جهاد
وقتال وثبات وصبر وإصلاح ونـحو ذلك، ولا يصح من أحدٍ أن ينفرد بجماعة منكم فيُسمى (أمير المؤمنين) وإنما أمير الجيش
أو الجند أو الغزو، فالولايات العامة مردّها إلى شورى المؤمنين لا إلى آحادٍ منهم، والألقاب استئثار تفضي إلى نزاع وقتال
وفتنة وشر، وإنما صحت الولاية الكبرى من النبي ﷺ لأنه ليس في الأرض مسلم سواه ومن معه، وليس في
الأرض خير من نبي ولا أحق بالأمر منه، فلو استأثر فهو نبي لا يرجع لأحدٍ ويرجع إليه كل أحد .

9---- لا يضرب بعضكم رقاب بعضٍ، فاتقوا الله في دمائكم، واحذروا مداخل الشيطان في تسويغ القتل وتبريره فتأخذوا أحداً بظن العمالة أو التجسس
أو التخذيل فالله حذر من الظنون التي تفسد أمر الأمة وتفرق شملها (اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم)
ولا تجوز طاعة أميرٍ في قتل مسلم معصوم ومن أُمر بحرام كقتل معصومٍ فلا تجوز طاعته ولا بيعته حتى بيعة قتال،
 ولو بايعه فبيعته منقوضة، ولا يجوز لأحدٍ أن يمتثل أمرًا ظاهره التحريم  حتى يتيقن من جوازه بعلمٍ وإن جهل سأل من يعلم،
حتى لا يلقى الله بدم أو مال حرام، فيُفسد آخرته بجهل أو تأويل غيره، فالله يؤاخذ كل نفس بما كسبت (كل نفس بما كسبت رهينةٍ)
ولا أعظم بعد الشرك من الدم الحرام .

تابع 9 ----

فقد صح من حديث ابن عمر، أن النبي ﷺ أمّر خالد بن الوليد إلى جذيمة فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون:

صبأنا، صبأنا، فأمر خالد بقتل أسراهم، فقال ابن عمر: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره،

قال: فقدموا على النبي ﷺ فذكروا له صنيع خالد، فقال النبي ﷺ ورفع يديه: (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد) مرتين .

فقد عصوا خالدًا لما اشتبه عليهم الأمر، وهذا في دماءِ من الأصل فيه الكفر فكيف بدم من الأصل فيه الإسلام ؟!

10 ----

عند النزاع انزلوا إلى حكم الله كما أمر الله (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله)
وقال: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)
فالنزول عند حكم الله إيمان والنفرة منه نفاق، وإن اختلف اثنان أو جماعتان فليتحاكموا
إلى ثالث من غيرهم، دفعاً لتهمة المحاباة، فقد ورد في الحديث عنه ﷺ قال: (لا تجوز شهادة خصم ولا ظنّين)
وفي الحديث الآخر: (لا تجوز شهادة ذي غمر (عداوة) لأخيه، ولا مجرب شهادة،
ولا القانع (أي التابع) لأهل البيت، ولا ظنين في ولاء ولا قرابة)
وقد جاء معناه من طرق متعددة يشد بعضه بعضاً، وهذا في الشهادة وفي القضاء من باب أولى

١١)

احفظوا ألسنتكم فإن الوقيعة في أعراض بعضكم تزيد من أحقادكم على بعضكم، فما يزال الواحد واقعاً
في عرض أخيه حتى يمتلىء قلبه حقدًا وغلاً عليه فيُصدّق فيه ظن السوء ويُكذّب فيه يقين الخير .



١٢)
أحسنوا الظن بالعلماء ورثة الأنبياء واحفظوا قدرهم بالرجوع إليهم والصدور عن قولهم،
وأحسنوا الظن بهم واحملوا أقوالهم على أحسن المحامل، فمدادهم في نصرة الحق أثرها عظيم
وقد جاء عن جماعة من السلف (مداد العلماء أثقل في الميزان من دماء الشهداء)

13)

لا تُرحم الأمة إلا إذا تراحمت فيما بينها، ومحبة الله للمجاهدين ونصرته لهم معقودة
برحمتهم بالمؤمنين وتواضعهم لهم، وعزتهم على الكافرين، فإن من صفات المجاهدين
ما ذكره الله في قوله تعالى
: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم).



ومن الله استمدوا النصر والعون هو المولى فنعم المولى ونعم النصير .



الشيخ عبدالعزيز الطريفي ١٧/ من ذي القعدة / ١٤٣٤ هـ
.

 

 تاملات في اسم الله الرفيق

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أم طيبة
عضو فعال
عضو فعال
أم طيبة

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


تاملات في اسم الله الرفيق Empty
مُساهمةموضوع: تاملات في اسم الله الرفيق   تاملات في اسم الله الرفيق I_icon_minitime26/11/2021, 8:46 pm

السلام عليكم


تأملات في اسم الله (الرفيق)


بسم الله الرحمن الرحيم

من جلال اسم الله الرفيق أنه يهيئ عباده لما يريد بهم من عظيم أقداره،


فتراه يسوق من الأحداث العجيبة ما يكون توطئة لهذه الأقدار قبلنزولها، 


إذ لو هجمت عليهم فجأة دون مؤشرات ومبشرات لكان فيها اختلال أحوالهم،


 أو ذهاب عقولهم، أو هلاك نفوسهم، ولكنه لكمال علمهبضعف عباده وكمال رحمته ولطفه يسوق المقادير شيئًا فشيئًا، 


وهو القادر -لو شاء- أن يجعل خلقه وأمره يحدث في لحظة، ولكن حكمته لاتبلغها الأفهام ولا تحيط بها الأوهام،


 ولك أن تتخيل أن نبينا ﷺ -والذي كان من أكمل الناس عقلًا وأقواهم نفسًا-


 قد هيأه الله للنبوة شيئًافشيئًا فلم تهجم عليه مرة واحدة، وإنما ساق بين يديها من الأقدار 


ما يكون توطئة لها، فقد مكث قبل نزول الوحي ستة أشهر يرى الرؤيا فتقعمثل فلق الصبح، 


وكان إذا خرج لشعاب مكة وبطون أوديتها يسمع تسليم الشجر والحجر: 


(السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا رسولالله)، فيلتفت عن يمينه وشماله فلا يرى شيئًا، 


فمكث يسمع تسليمها عليه بالرسالة ما شاء الله أن يمكث، حتى جاءه جبريل -عليه السلام-


 بماجاءه من كرامة الله وهو في غار حراء، فكان لهذا الحدث الرهيب أثر بليغ عليه ﷺ؛ 


إذ رجع وفؤاده يرجف من هول ما رأى وسمع، حتى دخلعلى خديجة وهو يقول:


 (إني خشيت على نفسي)، أي خاف على نفسه الهلاك من شدة الرعب على ما استظهره ابن حجر في تفسير هذهالجملة،


 فما ظنك بحاله لو هجمت عليه النبوة فجأة من دون مقدمات وممهدات؟!

وكذلك ما مهّده لمريم الصدّيقة في الرزق الذي يأتيها بلا سعي ولا سبب، 


حتى ذكر بعضهم أنها تُرزق بالطعام في غير أوانه زيادة فيالعجب، 


فكانت فاكهة الصيف تأتيها في الشتاء، وفاكهة الشتاء تأتيها في الصيف إمعانًا في خرق العادات، 


وكل ذلك مستمر متكرر كمايُفهم من لفظ (كلما) في الآية الكريمة: (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقًا)،


 ولعل من حكمة ذلك ترسيخ معاني القدرة الإلهية قبلحملها بعيسى -عليه السلام-،


 فكان خرق العادة في رزقها تمهيدًا لخرق العادة في حملها، وزيادةً في يقينها وإيمانها وصبرها، 


وترقيها مندرجة (علم اليقين) إلى درجة (عين اليقين) ثم إلى (حق اليقين).

ومن أجلّ صور الرفق الإلهي ما يكون تمهيدًا وتوطئة لعباداتٍ عظيمة يريدها الله لعبده، 


فيسوق بين يديها من الأقدار والأحداث العجيبة مايكون صنعًا وتربيةً لهذا العبد، 


ولولا ذلك الصنع الذي تقدمها ماكان للعبد أن يحمل أعباءها، ولكن الله رفيق بعباده 


ولطيف بهم، يفتح لهم منأبواب الخير أبوبًا صغيرة تنتهي بهم إلى أبوابه الكبيرة، 


وقد يسوقهم مع تلك الأبواب الممهِدة على كرهٍ منهم، فتجد الواحد منهم يكابد مراحلهامرحلةً مرحلةً،


 يتبصّر الحكمةَ من ورائها فلا يبصرها، ولربما حاول أن يعود أدراجه فيُحال بينه وبين ما أراده، 


فيختار أن يمضي في طريقٍ لايعلم نهايته، وما علم أن الخير مخبوء في عاقبته، 


وأن هذا الطريق الذي يقطع فيه أيامه وأعوامه ما هو إلا صنعٌ يمهّده لباب من الخير


 الممتد،والعطاء الذي لا ينفد، وأنّى للعبد أن يدرك حجم العطاء حتى ولو عرض 


عليه في أوّل أمره، لأن عقله عاجز عن استيعاب خفايا الحكمة وقاصرٌعن إدراك خبايا الألطاف،


 فكان من رحمة الله به أن ساقه إلى هذا الخير على كرهٍ منه، لينال هذه الكرامة في عاقبة أمره، 


وصارت حاله كحالمن يُقاد إلى الجنة رغمًا عنه، و (عجب ربك من أناس يقادون إلى الجنة بالسلاسل).

ومن مشاهد رحمة الله ورفقه عند البلاء ما يهيء لعباده من أسباب الصبر 


والرضا قبل نزول البلاء وبعد نزوله، وتختلف هذه الأسباب تبعًالاختلاف البلاء وشدته،


 وكلما كان البلاء عظيمًا كانت أسباب الثبات التي يسوقها الله لعباده أكثر وأعظم، 


فهذا عثمان رضي الله عنه يبشرهالنبي ﷺ بالجنة على بلوى تصيبه،


 وكانت هذه البشارة والتثبيت قبل نزول البلاء بنحوٍ من ثلاثين سنة، ولا زال النبي ﷺ 


يتعاهده بالتثبيتحتى في مرض موته وقبل أن يفارق الدنيا، فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده أن النبي ﷺ 


أرسل إلى عثمان، فجاء، فخلا به، فجعل رسولالله ﷺ يكلمه ووجه عثمان يتغير، 


فكان من آخر ما كلمه أن ضرب على منكبه وقال: 


(يا عثمان: إن الله عز وجل عسى أن يلبسك قميصًا، فإنأرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني)


 كررها عليه ثلاثًا زيادةً في التأكيد وإمعانًا في التثبيت.
ولا يزال الرفيق -تبارك وتعالى- يتولى ذا النورين بالعناية والرفق والتأييد حتى


 بعد نزول الفتنة، فقد ورد عنه أنه قال قبل موته: (إني رأيترسول الله ﷺ 


البارحة في المنام، ورأيت أبا بكر وعمر، وإنهم قالوا لي: اصبر؛ فإنك تفطر عندنا القابلة، 


ثم دعا بمصحف، فنشره بين يديه،فقتل وهو بين يديه)، 


ومتى ما رأى العبد أن الله يبعث في طريقه أمورًا تعينه على الصبر أيام بلائه،


 فليعلم أنه قد أراد أن يُبلّغه، ولو أراد أنيقطعه؛ ما تابع عليه المَدد!

ومن رأفة الله ورفقه بالمكروبين، أنه لا يفجؤهم بالفرج وهم في عمق البلاء، بل يسوق بين يدي رحمته 


ما يُشعر بحصولها أو قرب وصولها (ولمافصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف)،


 وذلك حتى لا يهجم عليهم الفرح وهم في شدة الحزن فيكون في ذلك ذهاب عقولهم أو هلاكنفوسهم.
وكلما كان البلاء عظيمًا كانت البشارات بالفرج أعظم وأكثر، وصور هذه البشارات لا ينتظمها 


الوصف ولا يحيط بها العد، فقد تكون رؤياصالحة، وقد جاء في الحديث: 


(لم يبق من النبوة إلا المبشرات؛ الرؤيا الصالحة يراها العبد أو تُرى له)، وقد تكون آية يقرؤها العبد أو يسمعهافتستقر في قلبه، أو كلمة يلقيها الله على لسان عبد من عباده فتجري من نفس المبتلى جريان الماء في العود فتورق بها نفسه وتخضرّ بعدطول يباسها، أو مشهدًا يراه فيعتبر به، أو رَوْحًا يجده في نفسه من دون سبب، والله يتابع على عباده نَفَحَات الفرج كلما أجدبت أرواحهموقلّت موارد صبرهم، 


فتكون كالغيث الذي يحيي آمالهم ويملأ حياض الصبر في أرواحهم، وهي رياح البشرى التي يسوقها الله بين يديرحمته، 


فمن أحسها فليستبشر، فالله أكرم من أن يُذيق عبدَه نَفْحَةَ الفرج ثم لا يبلُّغه إياه!

غير أن هاهنا ملحظًا لطيفًا أختم به، وهو أن هذه البشارات قد تكون قبل مجيء


 الفرج بزمن بعيد، وذلك حتى لا يهلك العبد غمًّا، أو يموتأسفًا من شدة ما يلقاه من البلاء، 


فتأتي هذه البشارات لكي تنتشله كلما أشرف على الهلاك أو انقطعت به السُّبل،


 ولأجل أن يحفظ الله جذوةحسن الظن به في نفس عبده المؤمن، لأن سوء الظن بالله واليأس


 من رحمته عذابٌ لا يُصب على قلب مؤمن أبدًا (إنه لا ييأس من روح الله إلاالقوم الكافرون).

بُندار | حساب تويتر @_BUNDAR

بشرى الإسلام جزاك الله خيرا في موازين حسناتك باذن الله

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بشرى الإسلام
المشرفه العامه
المشرفه العامه
بشرى الإسلام

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


تاملات في اسم الله الرفيق Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاملات في اسم الله الرفيق   تاملات في اسم الله الرفيق I_icon_minitime26/11/2021, 9:10 pm

جميل جدا
جزاك الله خيرا
======
ومن رأفة الله ورفقه بالمكروبين، أنه لا يفجؤهم بالفرج وهم في عمق البلاء، بل يسوق بين يدي رحمته 

ما يُشعر بحصولها أو قرب وصولها (ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف)،

 وذلك حتى لا يهجم عليهم الفرح وهم في شدة الحزن فيكون في ذلك ذهاب عقولهم أو هلاكنفوسهم.
وكلما كان البلاء عظيمًا كانت البشارات بالفرج أعظم وأكثر، وصور هذه البشارات لا ينتظمها 

الوصف ولا يحيط بها العد، فقد تكون رؤياصالحة، وقد جاء في الحديث: 

(لم يبق من النبوة إلا المبشرات؛ الرؤيا الصالحة يراها العبد أو تُرى له)، وقد تكون آية يقرؤها العبد أو يسمعهافتستقر في قلبه، أو كلمة يلقيها الله على لسان عبد من عباده فتجري من نفس المبتلى جريان الماء في العود فتورق بها نفسه وتخضرّ بعدطول يباسها، أو مشهدًا يراه فيعتبر به، أو رَوْحًا يجده في نفسه من دون سبب، والله يتابع على عباده نَفَحَات الفرج كلما أجدبت أرواحهموقلّت موارد صبرهم، 

فتكون كالغيث الذي يحيي آمالهم ويملأ حياض الصبر في أرواحهم، وهي رياح البشرى التي يسوقها الله بين يديرحمته، 

فمن أحسها فليستبشر، فالله أكرم من أن يُذيق عبدَه نَفْحَةَ الفرج ثم لا يبلُّغه إياه!

غير أن هاهنا ملحظًا لطيفًا أختم به، وهو أن هذه البشارات قد تكون قبل مجيء

 الفرج بزمن بعيد، وذلك حتى لا يهلك العبد غمًّا، أو يموتأسفًا من شدة ما يلقاه من البلاء، 

فتأتي هذه البشارات لكي تنتشله كلما أشرف على الهلاك أو انقطعت به السُّبل،

 ولأجل أن يحفظ الله جذوةحسن الظن به في نفس عبده المؤمن، لأن سوء الظن بالله واليأس

 من رحمته عذابٌ لا يُصب على قلب مؤمن أبدًا (إنه لا ييأس من روح الله إلاالقوم الكافرون).

ابو احمد و أم طيبة جزاك الله خيرا , ورفع الله قدرك وذكرك

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تاملات في اسم الله الرفيق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تاملات في سورة الكهف
» تاملات لطيفة في قوله .فالتقمه الحوت
» رايت نفسى ابحث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
» والله لو رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحببته
» ملحد يدعو الله فيستجيب الله له ويشفي طفلته

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المؤمنين والمؤمنات :: {{{{{{{{{ === منتدى المؤمنين والمؤمنات === }}}}}}}}}} :: الرقائق و أعمال القلوب-
انتقل الى: