السلام عليكم
كيف أنت والبحر!
تقف على الشاطئ ترقب أمواجه .. يهيج تارة ويهدأ تارة
ياسرك جماله .. اتساعه .. صفاؤه .. صوت أمواجه
تراودك نفسك ان تأتيه .. ماذا عليك لو غصت فيه!
تقترب .. تخاف فتبتعد .. تخشى إن اقتربت أن يسحبك إلى جوفه
تخشى البلل! .. لا بل تخشى الغرق
تتأمل جماله ولا تعلم أن في داخله العطب
او أنك تعلم ولكنك تتجاهل
تقرر الرحيل .. فتابى عليك نفسك
تقول لك إنتظر قليلا .. فقط قليلا
كل شيء حولك يقول لك خطر لا تقترب .. ابتعد وإلا غرقت
تقول وماذا علي فقط أضع أقدامي لاشعر بمياهه
تشعر ان المسافة بينك وبين البحر تتقلص
لا تعلم هل أنت الذي تقترب من البحر أم أن البحر هو الذي يزحف إليك
أنت على بعد خطوة منه
تضربك أمواجه..
تزداد رغبتك في سبر اغواره
ماذا يوجد بداخله!
هل ما أبحث عنه أجده في أعماقه!
أم ليس هناك إلا الموت
ينتابك قلق .. تشعر بالخوف
يزداد تعلقك فيه .. يزداد هيجانه
تضربك موجه فتوقعك أرضا .. تشعر بالضعف
خارت قواك قبل ان تدخله فقط بضربة وقعت
فكيف ستحتمل الموجة تلو الموجة!
تقول لك نفسك انت تريد أن تتعلم السباحة فاقتحم البحر ولا تخاف
اوغير هذا الأمر يا نفسي فأنا لا أجيد حتى العوم
فتقول لك إن أنت بقيت على الشاطئ فلن تتعلم السباحة أبدا
فتأخذ مع نفسك وتشتد عليك .. إلى متى هذا الجبن
يا سبحان الله وهل اتقاء التهلكة جبن!
فتمنيك نفسك باللؤلؤ والمرجان .. وتعدك الغنى وصلاح الحال!
تحتار ولا تدري ماذا تفعل!
لعلك تكتفي بالنظر له من بعيد
ولكن هيهات هيهات!
وقوفك فقط على الشاطئ يعني دخولك البحر
فاحذر وابتعد عنه قبل ان يوردك المهالك
وهكذا كل فتنة تقف تنظر لها
تراودك نفسك لتقترب منها وتجملها لك
وكل شيء حولك يقول لك احذر
ونفسك تأبى ..
تقف بعيدا عنها .. فتجدها قد اقتربت
كأنها تدعوك ..
تشعر بخطرها ومع هذا تتجاهل كل تحذير
تخبطك وتؤذيك وانت تصر عليها
تبدأ تبرر لنفسك
وتبحث عن أعذار .. وليس لك عذر
إلى متى!
استعن بالله ولا تعجز..
فما عند الله خير وأبقى