جزاك الله خيرا أخي ابو أحمد على الموضوع
هي منزلة اسأل الله ان يبلغني إياها
وهذه خاطرة لابن الجوزي تتكلم عن هذه المنزلة وكيف ينالها المسلم
=========
(بالله عليك أتدري من الرجل؟)
بالله عليك يا مرفوع القدر بالتقوى لا تبع عزها بذل المعاصي.
وصابر عطش الهوى في هجير المشتهى وإن أمض وأرمض.
فإذا بلغت النهاية من الصبر فاحتكم وقل، فهو مقام من لو أقسم على الله لأبره.
تالله لولا صبر عمر ما انبسطت يده بضرب الأرض بالدرة.
ولولا جد أنس بن النضر في ترك هواه، وقد سمعت من آثار عزمته: لئن أشهدني الله مشهداً ليرين الله ما أصنع، فأقبل يوم أحد يقاتل حتى قتل فلم يعرف إلا ببنانه فلولا هذا العزم ما كان انبساط وجهه يوم حلف والله لا تكسر سن الربيع.
بالله عليك تذوق حلاوة الكف عن المنهى، فإنها شجرة تثمر عز الدنيا. وشرف الآخرة.
ومتى اشتد عطشك إلى ما تهوى، فابسط أنامل الرجاء إلى من عنده الري الكامل.
وقل قد عيل صبر الطبع في سنيه العجاف، فعجل لي العام والذي فيه أغاث وأعصر.
بالله عليك تفكر فيمن قطع أكثر العمر في التقوى والطاعة ثم عرضت له فتنة في الوقت الأخير، كيف نطح مركبه الجرف فغرق وقت الصعود.
أف والله للدنيا، إن أوجب نيلها إعراض الحبيب.
إنما نسب العامي باسمه واسم أبيه، فأما ذوو الأقدار فالألقاب قبل الأنساب.
قل لي: من أنت ؟ وما عملك ؟ وإلى أي مقام ارتفع قدرك ؟ يا من لا يصبر لحظة عما يشتهي.
بالله عليك أتدري من الرجل ؟.
الرجل والله من إذا خلا بما يحب من المحرم وقدر عليه وتقلل عطشاً إليه نظر إلى نظر الحق إليه فاستحى من إجالة همه فيما يكرهه، فذهب العطش.
كأنك لا تترك لنا إلا ما لا تشتهي، أو بما لا تصدق الشهوة فيه، أو ما لا تقدر عليه.
كذا والله عادتك إذا تصدقت أعطيت كسرة لا تصلح لك، أو في جماعة يمدحونك.
هيهات والله لا نلت ولايتنا حتى تكون معاملتك لنا خالصة. تبذل أطايبك. وتترك مشتهياتك، وتصبر على مكروهاتك.
علماً منك تدخر ثوابك لدينا إن كنت معاملاً بأنك أجير وما غربت الشمس.
فإن كنت محباً رأيت ذلك قليلاً في جنب رضى حبيبك عنك.
وما كلامنا مع الثالث.. !!!
صيد الخاطر لابن الجوزي