بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على رسول الله محمد بن عبدالله و على آله و صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسان الى يوم الدين
أما بعد ،
فجميعنا راحلون عن هذه الدنيا لا محاله ، جميعنا ذاهبون للآخره ، جميعنا ذاهبون للقاء الخالق ، جميعنا سيشهد آخر يوماً له فى هذه الدنيا و يجد نفسه و قد أبصرت عيناه أول أيام الآخره .
يا ترى كيف هو آخر أيام هذه الدنيا و كيف هو آول أيام الآخره ، يا من رحلتم عنا أما زلتم تذكروننا ، يا أهل البرزخ أتذكرون أحبائكم أم أنساكم نعيم البرزخ هذه الحياة الفانية و من فيها !
قد ودعنا من كان يحلم بأن يشهد تحرير الأقصى من أيدى الصهاينة فلم يكتب له ،و لحق به من كان يمنى النفس برؤية وحدة المسلمين و قيام الخلافة فلم يكتب له ، و نحن كما كانوا هم نحلم أحلامهم و نحمل أمانيهم فهى أمنية كل مسلم أن يرى الأقصى و قد عاد ،و أن يرى وحدة المسلمين تحت راية الخلافة و لكن لا نعلم أيكتب لنا أن نشهد تلك اللحظات أم نلحق بأحبتنا قبل أن نفرح برفعة الإسلام و سيادته من المشرق إلى المغرب .
أيه الأحبة ، ما زلت أسأل ، كيف يكون آخر يومٍ لنا فى هذه الدنيا . عندما تسمع : انتقل فلان إلى جوار ربه و هو قائم يصلى ، لا إله إلا الله ، كأن لسان حاله يقول : اليوم ألقى ربي ، اليوم آخر سجود لى ، اليوم آخر ركوعٍ لى ، فيطيل السجود و يطيل الركوع ، بل الرفيق الأعلى بل الرفيق الأعلى .
اليوم اليوم ، فلنودع المعاصى ، فلا ندرى أنلقى الله غدا ، اليوم اليوم ، فلنسارع للحرص على الفروض و النوافل ، اليوم اليوم ، فلنسارع لتوبةٍ نصوح ، اليوم اليوم ، فغداً قد نحل ضيوفاً على الرحمن و لا نحب أن نلقى الله إلا على طاعة .
ربي لا تذرنى إلى نفسى طرفة عين و لا أقل من ذلك ، اللهم و أقبضنا إليك و نحن على طاعة لا على معصية . اللهم عاملنا بما أنت أهله لا بما نحن أهله .
تلك آخر أيام الدنيا فكيف هى أول أيام الآخرة .
عن البراء بن عازب قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فجلس تجاه القبلة فجلسنا حوله كأن على رؤوسنا الطير فنكس ساعة ثم رفع رأسه فقال أعوذ بالله من عذاب القبر ثلاثا ثم قال إن المؤمن إذا كان في قبل من الآخرة وانقطاع من الدنيا نزلت ملائكة كأن وجوههم الشمس مع كل ملك كفن وحنوط فجلسوا عنده سماطين مد البصر فإذا خرجت نفسه يقولون اخرجي إلى رضوان الله ورحمته فيصعدون به إلى السماء الدنيا فيقولون رب هذا عبدك فلان فيقول الرب تبارك وتعالى ردوه إلى التراب فإني وعدتهم أيى منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى فإذا أدخل القبر فإنه ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا قال فيأتيه آت فيقول من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم فيسأله الثانية وينتهره وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن فيقول ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم فينادي مناد من السماء أن قد صدق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة } فيأتيه آت طيب الريح حسن الوجه جيد الثياب فيقول أبشر برضوان الله وجنات لهم فيها نعيم مقيم فيقول وأنت فبشرك الله بخير لوجهك الوجه يبشر بالخير ومن أنت فيقول أنا عملك الصالح إن كنت لسريعا في طاعة الله بطيئا عن معصية الله فجزاك الله خيرا قال فيقول افرشوه له من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة حتى يرجع إلي وما عندي خير له قال فيقول المؤمن رب عجل قيام الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي وإن الكافر إذا كان في قبل من الآخرة وانقطاع من الدنيا نزلت إليه ملائكة معهم سرابيل من قطران وثياب من نار فاحتوشوه فينتزعون نفسه كما ينزع الصوف المبتل من السفود كثير الشعب قال ويخرج معها العصب والعروق ويقولون اخرجي إلى سخط الله وغضبه فيصعدون بها إلى السماء فيقولون رب هذا عبدك فلان فيقول ردوه إلى التراب فإني وعدته أني منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى فإذا أدخل قبره فإنه ليسمع خفق نعالهم إذا ولو عنه مدبرين قال فيأتيه آت فيقول من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم فتعاد عليه الثانية وينتهره ويقول من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول لا أدري لا أدري لا أدري فيقول لا دريت لا دريت لا دريت قال ويرفع أعمى أصم أبكم معه مرزبة لو اجتمع عليه الثقلان ما أقلوها ولو ضرب بها جبل لصار ترابا أو رميما فيضربه ضربة فيصير ترابا ثم تعاد فيه الروح فيضربه ضربة يصيح صيحة يسمعها خلق الله كلهم إلا الثقلين فيأتيه آت قبيح الوجه منتن الريح خبيث الثياب فيقول أبشر بسخط الله وعذاب مقيم فيقول وأنت فبشرك الله بشر لوجهك الوجه يبشر بالشر من أنت فيقول أنا عملك السيئ إن كنت لسريعا في معصية الله بطيئا في طاعة الله فجزاك الله شرا فيقول وأنت فجزاك الله شرا فيقول افرشوا له لوحين من النار وألبسوه لوحين من النار وافتحوا له بابا من النار حتى يرجع إلي وما عندي شر له
اللهم اغفر لمن سبقنا من المسلمين و المسلمات عامة و من أهل هذا المنتدي خاصة
اللهم أجعل الحياة زيادة لنا فى كل خير وأجعل الموت راحة لنا من كل شر واجعل خير اعمالنا خواتيمها
لا تنسونا من صالح دعائكم . و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
كتبه اخيكم الفقير لله قبل عدة سنوات و هو ما نختم به مشاركاتنا فى الاقسام العامة قبل اغلاقها فلعلها تذكرة ننتفع بها و ينتفع بها المسلمين و من يمر من بعدنا هنا
الشكر لا يسع اخى ابواحمد و اخي ابويحي و اخواتي ام هاني و راجية و بقية الاخوة على حسن ظنهم و ثقتهم بنا فى سابق الايام على الرغم من كثرة تقصرينا فى حقهم و يشهد الله ان لهذا المنتدى و اهله معزة خاصة فى قلبي
نسأل الله ان يجمعنا و اياكم فرحين مستبشرين بما كتبه الله لنا و ان يرزقنا الورد على حوض رسوله الكريم فنشرب شربة لا نضمئ من بعدها ابداً
اللهم اجمعنا برسولك محمد و بصحابته الكرام ابي بكر و عمر و عثمان و علي سلف هذه الأمة و خير قرونها أحببناهم و لم نراهم فنسال الله ان يجمعنا بهم
الله المستعان .. اذا ذكرتني فلا تنساني من صالح دعائك
إن أصبت فمن الله و إن أخطات فمن نفسى و الشيطان
============
قال الحبيب ﷺ "بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء"
لا إله إلا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين
اللهم اجعل ما خطته يداى شاهداً لى لا على يوم ألقاك .. اللهم رضاك و الجنة
اللهم اغفر لاخوتي فى هذا المنتدى جميعاً و اجمعنا بهم فى جنات النعيم و اجمعني اللهم برسولك الكريم
لا حول و لا قوة إلا بالله . اللهم اغفر لى و ارحمني
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبنا على دينك و طاعتك
آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين و صلى اللهم و سلم و بارك على حبيبنا محمد و على آله و صحبه اجمعين و من تبعهم باحسان الى يوم الدين