تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
المقدمة
منقولة من مقال الفتاة والحياة الجديدة
عندما نتكلم عن هذه الحياة خاصة، فنحن نتكلم إذًا عن آية من آيات الله
العظيمة في هذه الحياة، نتكلم عن وصفٍ كان له البيانُ والقوة في المعاني
والمشاعر، فلا نجد لهذه الحياة كهذا الوصف في إيصال المعنى الدقيق كما
وصفه عز وجل في كتابه: ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا
إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) [الروم: 21].
انظري بقلبك لا بعينكِ فقط، وتأمَّلي بتفكيري في معاني هذه الآية، بل انظري لحروفه
وألفاظه؛ لتجدي كمية ما تحمله من جمال الألفاظ، مع قوة وعمق المعاني:
( مِنْ أَنْفُسِكُمْ ) [الروم: 21]،( لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ) [الروم: 21]، و( مَوَدَّةً وَرَحْمَةً )
[الروم: 21].
وإليكِ غاليتي الآية الأخرى وما تحمله من معانٍ ضخمة؛ قال تعالى:
( هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ )[البقرة: 187].
لن تنتهي المعاني لمن أطلق قلبه وتفكيره في جمال هذه الحياة تحت
ظل شريعة الإسلام.
وبعد أن يصوِّر الإسلام الحياة العامة بين الزوجين وما تحمله من معانٍ، شرع في
ذكر ما لكلٍّ من الزوجين من صفات، وحقوق وواجبات؛ يبيِّن من خلالها سبيل
التوفيق والنجاح.
وقد وصَف النبي صلى الله عليه وسلم الزوجة بأهم الصفات التي بها يكون نجاحها
وفوزها؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((الدُّنيا كلُّها متاعٌ، وخيرُ متاعِ الدنيا المرأةُ الصالحةُ)).
ووصيته للخاطب بعد أن عدَّد ما تُنكح الفتاة لأجله، فقال: ((... فاظفَرْ بذاتِ الدِّين
تَرِبَت يَداك)).
و((الصالحة))، و((ذات الدين)) معنى شامل كامل عميق، يتفرَّع عنه الكثير من
الصفات التي تتصف بها الزوجة التي ينبغي أن تكون في مجتمعاتنا الإسلامية،
ونسعى للتبصير نحوها.
عن أبي هريرة قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي النساء خيرٌ؟ قال:
((التي تسرُّه إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره)).
((تسرُّه إذا نظر)) تشمل معانيَ كثيرة؛ تسره في أخلاقها ودينها ومظهرها ومعاملاتها.
((وتطيعه إذا أمر)) وهذا من قوامة الرجل التي هي من طبيعته، ومن طبيعة المرأة أن
تكون تحت وليٍّ وقوامة؛ لما تتطلب فطرتها وطبيعتها ذلك، وبها تسير السفينة بصورة
صحيحة طيبة.
((ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره))؛ أن تكون سببًا في إعانة زوجها في دينه
ودنياه، وأن تكون خيرَ مُعين له وباذلة له سبل الخير والصلاح في نفسها، ولزوجها
ورعيتها.
حيّاكنً الله أخواتي الغاليات مع
* سلسلة أسرار كوني حورية *
نأخذكِ فيها بين أسرار رآقية ومعاني دافئة نهمس بها في قلب الزوجة الساعية
نحو مملكة عامرة صالحة
وسنتناول في هذه السلسلة أربع محاور بإذن الله
سلسلة معاني الربيع ..
1/ السر الأول = عناية قلبية ( العلاقة مع الله والعبادات ) .
2/ السر الثاني = اريد حلاً ( المشكلات وماتحتاجه الزوجة من صفات ).
3/السر الثالث = عناية جمالية ( العناية الشاملة للمرأة بنفسها ومظهرها ).
4/ السر الرابع = مهارة وفن ( طرق لتنظيم وقتها واعمالها ).