تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :بسم الله الرحمن الرحيم
قصة اليوم
هي قصة الحبيب مع الراهب بحيرا
في يوم من الايام قرر ابو طالب ان يتوجه مع ركب في تجارة الى الشام
وبدأ يتهيأ للذهاب
في ذلك الوقت كان ابن اخيه الصبي والذي تكفل ابو طالب برعايته
لم يتجاوز الثانية عشر من عمره
ارتبط ذلك الصبي بعمه ارتباطا وثيقا وارتبط العم بذلك الصبي ارتباطا اوثق
فألح الصبي على عمه بأن يذهب معه
ولثقل محبة الصبي في قلب عمه قال والله لأخرجن به معي ولا أفارقه ولا يفارقني
في حين ان لقريش عاداتها وتقاليدها في اعداد ركب التجارة
وبدأت رحلة الحبيب
أشرف الخلق بين أشراف قريش
وللعرب عادات جميلة في توقير الكبير فكان لايتكلم كثيرا ولايضايق احدا
فكان طوال طريقه صلوات الله وسلامه عليه تظله غمامة
(كفاك شرفا ياغمامة انك ظللت أشرف الخلق ليتني كنت مكانك)
فوصل الركب وجهته في بصرى بأرض الشام
وهناك كان يوجد صومعة لراهب اسمه بحيرا له علم اهل النصرانية ويتوارثونه كابرا عن كار
لفت نظر ذلك الراهب وجود الغمامة التي تظل شخص من بين القوم
فزاد فضوله واخذ يرقب الركب
الى ان جلس ذلك الصبي الى شجرة والغمامة تظل تلك الشجرة
وتهصرت اغصان الشجرة لتظل الحبيب
فنزل ذلك الراهب وقد وقع في نفسه أن ذلك الصبي هو خاتم الانبياء وفقا لما قرأه في كتبهم ووافق مارأه بعينيه
ودعا القوم لوليمة وقال اني صنعت لكم طعاما يامعشر قريش وأحب ان تحضروا جميعكم حركم وعبدكم كبيركم وصغيركم
استغرب القوم وذلك بسبب مرورهم عليه مرات ومرات ولم يكن يلتفت اليهم ويحدثهم
فقال قائلا منهم
والله يا بحيرا ان لك شأنا اليوم
ما كنت تصنع هذا بنا وقد نمر بكتيرا فما شأنك اليوم
رد الراهب صدقت قد كان ماتقول ولكنكم ضيف واحببت ان اكرمكم واصنع لكم طعاما فتأكلون منه كلكم
فلبى القرشيون دعوة الراهب وتخلف عنها الصبي محمد
وذلك بسبب عادات قريش في ان يتوجه كبار القوم وأشرافهم ويتخلف الصبية والعبيد
وبحث بحيرا عن ذلك الصبي فلم يجده
فصاح قائلا يامعشر قريش لايتخلفن احد منكم عن طعامي
قالوا: يابحيرا لم يتخلف منا احد الا صبي
فقال رجل من القوم انه كان للؤم ان يتخلف محمد
فقام اليه واحتضنه واجلسه مع القوم
فلما رأه الراهب عن قرب امعن ودقق وقارن مايراه بما ثبت لديه في صفات النبي الذي ذكر لديهم
فلما فرغ القوم وتفرقوا
طلب الراهب من الصبي بعد ان استحلفه باللات والعزى ان يجيبه عما يسأل عنه
فرد الصبي وقال لا تسألني باللات والعزى فما بغضت شيئا قط بغضهما
وقد سأله الراهب لأنه سمع قريش تحلف بهما
فقال له فبالله الا ما اخبرتني عما أسألك عنه
فرد الصبي سل مابدا لك
فجعل يسأله عن اشياء من حاله ومن نومه وهيئته
فوافقت ردود الصبي ماعند الراهب من معلومات
ثم نظر الى ظهره الشريف فوجد خاتم النبوة بين كتيفيه صلى الله عليه وسلم
فلما فرغ الراهب اقبل على عمه ابو طالب فقال ماهذا الغلام منك
قال ابني رد الراهب ماهو بابنك وماينبغي لهذا الغلام ان يكون ابوه حيا
قال فانه ابن اخي
قال فما فعا ابوه ؟
قال مات وامه حبلى به
قال الراهب صدقت ارجع بابن اخيك الى بلده واحذر عليه اليهود فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ماعرفت ليبغنه شرا
فإنه كائن لابن اخيك هذا شأن عظيم فأسرع به الى بلاده
فخرج به عمه سريعا حتى اقدمه مكة
هذه قصتي لكم اليوم
لم اطرحها لاننا لانعرفها
ولكن طرحتها بأسلوب بسيط لكي يقرأها الجميع صغير كبير مراهق
ماتحمل هذه القصة من معاني
اولا : الرأفة والحب ينبعان من جميع الناس ولم تقتصر على الأب والأم
ثانيا: الأقارب ممكن ان يكونوا مقربين من ابناءنا وكأنهم ابناءهم ولكن من يفعل ذلك الأن
ثالثا :العم كان كافرا ولم يتخلى عن ابن اخيه وناصره ونحن؟؟؟؟؟؟؟؟؟
رابعا : عرف النصراني بنبوة الحبيب وحماه وحذر عمه من ان يعرفه اليهود اتوقع العدو واضح من البداية
خامسا: لم تكن معجزة الحبيب فقط القران فمحمد صلى الله عليه وسلم اكثر الانبياء معجزات ولكن من يفهم ذلك فالغمامة عرفت بأمر الله انه النبي والشجر والحجر
مانقول عنه جماد فهم ونحن الله المستعان
اخيرا سواء سردت القصة او لم تسرد الهدف ان كان يوجد معلومة خاطئة صححناها وان كانت هناك اخرى جديدة فضيفوها بارك الله فيكم
ومن رأى معاني جميلة فلاتبخلوا لعل قصة تثير في أنفسنا ماغفلنا عنه
دمتم في حفظ الله