السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ترددت كثيرًا في كتابة هذه الرؤيا الطويلة لشدة تأثيرها علي و لم يدفعني لسردها إلا قوتها و ما أثارت في ذهني من أسئلة
رغم شبه تيقني من اعتذارك عن تعبيرها إلا أني لا أريد إلا إجابات لثلاثة أسئلة لا غير فإن اعتذرتِ عن تأويلها فأرجو أن تجيبيني على أسئلتي و عذرًا لطولها و كثرة تفاصيلها
رأيت السبت قبل الماضي بعدما قرأت أذكار النوم و الحفظ من الشيطان و مسحت جسدي بقراءتي ثلاثًا لسور الإخلاص و المعوذتين كما أخبرتنا السيدة عائشة عن خير الخلق صلى الله عليه و سلم
رأيت أني في لجنة امتحان و معي ورقة أسئلة لا أذكر منها شيء سوى أن هناك سؤالا لعله الثاني أو الثالث من أربع جزئيات عن دولة قطر أو الإمارات و لكن بعد استيقاظي غلب على الظن أنها قطر
فقمت بحل الجزئية الأولى و الثانية قلت في نفسي سأقوم بتأليف إجابة مناسبة (كالطالب الذي يضع إجابة قريبة من المطلوبة لنيل جزء من درجة السؤال و تجميع أكبر درجات ممكنة) و الجزئية الثالثة تركت لها مكان بالورقة و الرابعة كنت أفكر في الإجابة.
و كنت قد جاوبت السؤال الاول غالبا و شرعت في قراءة باقي اسئلة الامتحان لتنظيم الوقت و معرفة ما الذي اعرف اجابته حتى لا يداهمني الوقت
و كانت ورقة الاجابة من كشكولين عاديين ليسا ككراسات الاجابة المعتادة مدبسين سويًا و في احدهما مدبس ما يشبه اجزاء من مجلات فكنت اجاوب في الكشكول الاول من ناحية اليمين
و بينما انا كذلك أتت فتاه كاشفة الشعر شابة تشبه في طريقة تسريحها و لبسها من تلقى تعليمًا أجنبيًا أو في مدارس إنترناشيونال أو لغات و نبهت بود و ابتسامة أن ربع وقت الامتحان قد مضى فبدأ كل من في اللجنة يتذمر و كيف لربعه أن ينقضي و مفترض للامتحان ثلاث ساعات و لم أكره الفتاة
و كنت الوحيدة التي لم تتذمر أو تتعجب لعلمي أن مثل هذا الامتحان لابد و أن تكون مدته ساعة واحدة لا ثلاث فشرعت في محاولة الإسراع بتنظيم وقتي و انا اقلب اوراق الكشكولين و إذا بهما ينفصلان عن بعضهما و يفك التدبيس
و لا أذكر هل ناديت المراقبة لتنادي رئيس اللجان لتدبيسها ام هي التي جاءت من نفسها فور انفصال الكشكولين و كرهتها جدا جدا و غلب على ظني أنها من محبي السيسي
و لكنها جاءت لتتشاجر معي فلم ارد عليها الا بصرامة و حدة و ثبات و صوت قوي " انت متتكلميش و لا تفتحي بقك انت تروحي و انت ساكتة تندهي رئيس اللجنة حالًا ييجي يدبسلي الورقتين "
و لا اذكر ما فعلت و لكني تركت اللجنة و انا ثائرة و ذهبت لشقة أمي و قابلني زوجي فقلت له ما حدث فوجدت أمي تتصل بي بأن أعود للجنة و أنها سوت الأمر مع هذه المرأة فدخلت الحمام أعزكم الله وتغوظت و زوجي واقف على الباب يكلم امي فاخذت منه الهاتف و هي تقنعني بالعودة لارد عليها بأني لن أعود بسبب أسلوب تلك المراقبة
فوجدت امي تحكي لي انها قالت شيئًا عني لإدارة اللجنة هو من خصوصياتي لتبرير تركي للجنة و تضايقت جدًا منها و نظر لي زوجي نظرة عتاب ان كيف تفعل ذلك و هممت بالرد بعنف و عصبية على أمي و لكني لا اذكر بما رددت
ثم انتقل المشهد لاكون مع زوجي بالشارع في مكان لا اعرفه و وجدت الماء يتسرب و يبدأ في الانتشار بالشارع ووقع في نفسي ان الأنهار تفيض و ستغرق المكان و سيرتفع منسوب الماء لدرجة مخيفة فنظرت انا وزوجي ووجدنا قلعة صخرية ووجدنا انفسنا نرى سطحها او اننا نقف على نفس مستوى السطح ووقع في أنفسنا أننا قد نأوى إليها في حال ارتفع منسوب الماء و لما رأيتها قلت في نفسي أننا إذا أوينا إليها و ارتفع منسوب الماء سيحيط بالسطح من كل جانب و سنكون قد حسبنا و لن نستطيع الحركة او الانتقال لذا لابد لي من جمع الأكل ثم وقع في نفسي ان زوجي عرف ان هناك أيضًا ثلاث براكين سوف تثور
و عدت لمنزل امي بالدور الأرضي ( و الله انا لا أدري لماذا انا هناك و لست في بيتي و لماذا لم ارى اهلي و لا اهل الزوج في هذه الرؤيا ) و اتصلت بسيدة المفترض أنها قريبتي لكني حقًا لم أعلم بمن أتصل لأحذرها و أدعوها لتأتي هي و زوجها لجمع الأغراض و الهرب من المكان
فأتت سيدة في ملامح ممثلة معتزلة و هي "حنان ترك" و جاء رجل لا اعرفه و لم انظر بوجهه طوال الرؤيا فجلست هي بحجرة المعيشة و جاء زوجها معي للغرف يساعدني و كنت أجمع كسرات الخبز الجاف الملقاة هنا و هناك من بواقي الطعام وزوجي معنا يتابع و كنت اجمع بسرعة ما اجده خفيفا و مهما من ملابس لاطفالي و لي و لزوجي و مكعبات الاطفال لاهون عليهم الطريق اجمع دون ترتيب او طي كل ما اجده و اغلق الحقيبة احدهما للسفر احملها و الاخرى للظهر ليحملها زوجي و اتيقن كل فترة من ان حملها خفيف برفعها و ووزنها بيدي و اعود لاجمع و قلت للرجل ان يكمل جمع الخبز
ووجدته جمع خبز و ترك قطعة في حجم عقلة الاصبع فأمسكتها بإصبعين و قلت له " لا دي تاخدها دي ممكن يبقى فيها حياة بني آدم" و فتحت كيس به قطع فللين يلعب بها الاطفال و به بواقي خبز مفتت و ردة كمية ضئيلة و طلبت منه أن يرمي الفللين و يحتفظ بالفتات القليل أيضًا أي أني كنت أجمع فتات الفتات الصالح للأكل مهما قل
و بينما نحن كذلك سمعت ما لا أستطيع وصفه أختي الكريمة و كان الصوت قويًا
أصوات الناس بالخارج هي ليست صياحًا و لا شجارًا و لا صراخًا بل أقوى بكثير إنها صيحات العذاب و والله سمعت صوت الرجال يعلو عن النساء لا أنسى الصوت و لا أجد كلمة تصف إلا أنها صيحة عذاب و لا اعرف نوع العذاب فإن كان للعذاب صيحة فلابد أن تكون هذه فهو صوت من رأى العذاب و أحيط به
بدأت أجمع بسرعة أكبر و خرج زوجي يستطلع بالخارج ليري ما يحدث و جمعت ما استطعت و نظرت من شباك الغرفة المطلة على الشارع فوجدت زوجي يقف في بلكونة منزل يقابلنا مع جيران (لا أعرفهم) فشاورت له بيدي أن يأتي لأني انتهيت و تعمدت ألا أنادي عليه حتى لا يعلم أحد اننا نجمع أغراضنا و نترك المكان فعاد زوجي و لم يقل ماذا يحدث بالخارج و لم أسأله
ووقع في نفسي ان من بالخارج ليسوا مؤمنين و لم أهتم لأمرهم فقط اود الانتهاء و الذهاب بزوجي و اولادي و الرجل و زوجته و كنت اضبط الحمل ليناسبني و زوجي مع حمل كل منا طفل و لم اضع في حسباني الرجل و زوجته حتى في المؤن التي أجمعها رغم معرفتي انهما قادمان معنا و لم يجمعا شيئًا لنفسيهما و كنت كل فترة انظر لباب الشقة حتى أتأكد أننا في أمان و لم يصل العذاب بعد و لم يدخل ماء أو غيره
الان انتهيت و بقي الماء قلت سأقوم بملء ثلاث زجاجات حتى لا تكون ثقيلة فالقيت جاكيت ابني الاكبر لزوجي ليلبسه له و جاكيت ابني الاصغر للرجل ليلبسه له حتى احضر الماء كل ذلك و انا متوترة لكني متماسكة و لكنى عندما شرعت في إلقاءهما تعالت الاصوات اكثر فاكثر فاكثر و في دار في ذهني أنه قد يكون فات أوان الذهاب و قد يدخل العذاب الآن فنطقت الشهادة ووجدت زوجي يسجد لله تضرعا وقام من سجوده و كلانا فاقد لأعصابه اصرخ فيه ليلبس ابنه الجاكيت فيصرخ في انه لا يعلم كيف يلبسه في هذا التوقيت
و الطفلين يصرخان خوفًا من صراخنا الاكبر جوار والده في غرفة النوم و الثاني معي في المعيشة و الرجل و المرأة لا يظهر عليهما أي ردة فعل
فصرخت توترًا آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه و قمت من نومي في الخامسة و النصف فجرًا
استعذت من شرها و سألت الله خيرها و تفلت عن يساري و لم أقصها سوى لزوجي الذي قام على توتري و دعائي
قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا و على الله فليتوكل المؤمنون
اختي الكريمة إن اعتذرت عنها فقط أجيبيني
هل رؤيا أم لا ؟
هل بها تحذير بجمع المؤن فنبدأ و نحذر إخواننا ؟
هل بها تحذير بترك البلاد رغم عدم وجود سبيل و لا نية لتركها دون الأهل مهما كان ؟