منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المؤمنين والمؤمنات

-- قال صلى الله عليه وسلم وايم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها و نهارها سواء “
 
الرئيسيةاليوميةالأحداثمكتبة المنتدىالمنشوراتس .و .جبحـثالتسجيلدخولاالمواضيع اليوميه النشيطه
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ
فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }. ...
فهذه رسالة مختصرة إلى أهل الثغور في الشام،
وكما لهم حق النصرة فلهم حق النصيحة، فأقول:١
1--
عليكم بالاجتماع، فإن لم تجتمعوا على كمالٍ في الحق فلا تتفرقوا
بسبب نقص بعضكم، لا تفرقكم بدعة ومعصية فإنكم تقابلون كفرًا،
فقد اجتمع المسلمون على قتال العبيديين وقائدهم خارجي،
وقاتل ابن تيمية التتار ومعه أهل بدع.




٢---
بالفرقة تُهزم الكثرة، وبالاجتماع تنصر القلة، ولن تنتصروا حتى تقتلوا هوى النفس قبل قتل العدو، فالهوى يقلب موازين العداوات فتنتصر النفوس لهواها وتظن أنها تنتصر لربها،
وقليل الذنوب يُفرق القلوب، قال النبي ﷺ: (لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم) لم يمتثلوا باستواء صفوف الصلاة فتسبب بانـحراف القلوب،
فكيف بانـحراف صفوف الجهاد ولقاء العدو، فإن اختلفت القلوب فالتمسوا سبب ذلك في سوء الأعمال .


3---- إنكم في مقام اصطفاء ومقام ابتلاء، فمن أعلى مراتب الجنة جُعلت لمقاتلٍ قاتل لله، وأول مَن تُسَّعَر بهم النار مقاتل قاتل لهواه . ٤)---- إياكم وحب الاستئثار بالأمر وقد حذّر النبي ﷺ من (الأثَرَة) فاجعلوا همّكم نصرة الدين لا صدارة حزب وجماعة .

٥) ----
لا تخدعكم الألقاب فتوالوا لها وتعادوا عليها، فالله لا ينظر إلى ألويتكم وراياتكم وأسماء جماعاتكم، بل ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم،
لا تختصموا على اسمٍ فمهما بلغت أسماؤكم شرفاً فلن تكون أعظم شرفاً من كلمة (رسول الله) حيث محاها رسول الله بيده من صلح الحديبية
عندما نازعه المشركون عليها وذلك حتى يُمضي الحق وصالح الأمة .

٦)
----



العبرة بأعمالكم، فما ينفع (حزب الله) اسمه عند الله

٧)
 
لا يجوز لأحدٍ أن يجعل جماعته وحزبه قطبَ رحى الولاء والعداء، فلا يرى البيعة إلا له ولا يرى الإمارة إلا فيه،
ومن رأى في نفسه ذلك من دون بقية المسلمين فهو من الذين قال الله فيهم (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء)
قال ابن عباس لما قرأ هذه الآية: أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم
إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله
وبالاختلاف والتنازع يذهب النصر (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) قال قتادة: لا تختلفوا فتجبنوا ويذهب نصركم .
٨) ---
لا يصح فيكم اليوم وأنتم في قتال وجماعات أن ينفرد أحدٌ ببيعة عامة يستأثر بها ولوازمها عن غيره وإنما هي بيعة جهاد
وقتال وثبات وصبر وإصلاح ونـحو ذلك، ولا يصح من أحدٍ أن ينفرد بجماعة منكم فيُسمى (أمير المؤمنين) وإنما أمير الجيش
أو الجند أو الغزو، فالولايات العامة مردّها إلى شورى المؤمنين لا إلى آحادٍ منهم، والألقاب استئثار تفضي إلى نزاع وقتال
وفتنة وشر، وإنما صحت الولاية الكبرى من النبي ﷺ لأنه ليس في الأرض مسلم سواه ومن معه، وليس في
الأرض خير من نبي ولا أحق بالأمر منه، فلو استأثر فهو نبي لا يرجع لأحدٍ ويرجع إليه كل أحد .

9---- لا يضرب بعضكم رقاب بعضٍ، فاتقوا الله في دمائكم، واحذروا مداخل الشيطان في تسويغ القتل وتبريره فتأخذوا أحداً بظن العمالة أو التجسس
أو التخذيل فالله حذر من الظنون التي تفسد أمر الأمة وتفرق شملها (اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم)
ولا تجوز طاعة أميرٍ في قتل مسلم معصوم ومن أُمر بحرام كقتل معصومٍ فلا تجوز طاعته ولا بيعته حتى بيعة قتال،
 ولو بايعه فبيعته منقوضة، ولا يجوز لأحدٍ أن يمتثل أمرًا ظاهره التحريم  حتى يتيقن من جوازه بعلمٍ وإن جهل سأل من يعلم،
حتى لا يلقى الله بدم أو مال حرام، فيُفسد آخرته بجهل أو تأويل غيره، فالله يؤاخذ كل نفس بما كسبت (كل نفس بما كسبت رهينةٍ)
ولا أعظم بعد الشرك من الدم الحرام .

تابع 9 ----

فقد صح من حديث ابن عمر، أن النبي ﷺ أمّر خالد بن الوليد إلى جذيمة فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون:

صبأنا، صبأنا، فأمر خالد بقتل أسراهم، فقال ابن عمر: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره،

قال: فقدموا على النبي ﷺ فذكروا له صنيع خالد، فقال النبي ﷺ ورفع يديه: (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد) مرتين .

فقد عصوا خالدًا لما اشتبه عليهم الأمر، وهذا في دماءِ من الأصل فيه الكفر فكيف بدم من الأصل فيه الإسلام ؟!

10 ----

عند النزاع انزلوا إلى حكم الله كما أمر الله (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله)
وقال: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)
فالنزول عند حكم الله إيمان والنفرة منه نفاق، وإن اختلف اثنان أو جماعتان فليتحاكموا
إلى ثالث من غيرهم، دفعاً لتهمة المحاباة، فقد ورد في الحديث عنه ﷺ قال: (لا تجوز شهادة خصم ولا ظنّين)
وفي الحديث الآخر: (لا تجوز شهادة ذي غمر (عداوة) لأخيه، ولا مجرب شهادة،
ولا القانع (أي التابع) لأهل البيت، ولا ظنين في ولاء ولا قرابة)
وقد جاء معناه من طرق متعددة يشد بعضه بعضاً، وهذا في الشهادة وفي القضاء من باب أولى

١١)

احفظوا ألسنتكم فإن الوقيعة في أعراض بعضكم تزيد من أحقادكم على بعضكم، فما يزال الواحد واقعاً
في عرض أخيه حتى يمتلىء قلبه حقدًا وغلاً عليه فيُصدّق فيه ظن السوء ويُكذّب فيه يقين الخير .



١٢)
أحسنوا الظن بالعلماء ورثة الأنبياء واحفظوا قدرهم بالرجوع إليهم والصدور عن قولهم،
وأحسنوا الظن بهم واحملوا أقوالهم على أحسن المحامل، فمدادهم في نصرة الحق أثرها عظيم
وقد جاء عن جماعة من السلف (مداد العلماء أثقل في الميزان من دماء الشهداء)

13)

لا تُرحم الأمة إلا إذا تراحمت فيما بينها، ومحبة الله للمجاهدين ونصرته لهم معقودة
برحمتهم بالمؤمنين وتواضعهم لهم، وعزتهم على الكافرين، فإن من صفات المجاهدين
ما ذكره الله في قوله تعالى
: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم).



ومن الله استمدوا النصر والعون هو المولى فنعم المولى ونعم النصير .



الشيخ عبدالعزيز الطريفي ١٧/ من ذي القعدة / ١٤٣٤ هـ
.

 

 ترتيب لأفكار من يرى المجاهدين سببا في المشاكل

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أم طيبة
عضو فعال
عضو فعال
أم طيبة

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


ترتيب لأفكار من يرى المجاهدين سببا في المشاكل  Empty
مُساهمةموضوع: ترتيب لأفكار من يرى المجاهدين سببا في المشاكل    ترتيب لأفكار من يرى المجاهدين سببا في المشاكل  I_icon_minitime21/11/2013, 9:20 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
ترتيب لأفكار من يرى المجاهدين سببا في المشاكل ومعاناة الشعوب


آلاف القتلى...آلاف الجرحى...مئات الآلاف من المشردين والنازحين...أطفال عليهم علامات الرعب يُنقلون إلى المستشفى وهم ينزفون دما...المقاوِمون يتهمون الحكومة بالعمالة...الحكومة تؤكد علاقة المقاومين بالقاعدة... ويُختم التقرير الإخباري بقول المراسل-بنبرته "الحكيمة": "والخاسر الوحيد في هذه المعركة هو الشعب الصومالي الذي لا يهمه من يحكم، لكن يهمه أن يجد المأوى الآمن وكسرة الخبز"!


هذه هي الأخبار التي أصبحنا نراها عندما نجلس أمام شاشات التلفاز...أخبار باكستان والعراق وفلسطين والصومال...و وسائل الإعلام تُكرس في النفوس أن حمام الدم هذا سببه الصراع بين المطالبين بالدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة من جهة والأنظمة التي جاءت عن طريق الانتخاب واختارت الحلول السلمية من جهة أخرى... فَيَصِلُ المتابع إلى حالة الغثيان والاستياء العام ويضع اللوم على "المتمردين" الذين زعزعوا أمن مجتمعاتهم وأدخلوها في دوامة العنف لفرض "أفكارهم"، أو -في أحسن الأحوال- يضع اللوم على الجهتين ويُنظِّر بأنه لا بد للـ"فرقاء" من أن يصطلحوا ويوقفوا هذه "المهزلة" لصالح بلادهم وشعوبهم.

فهل هذه هي المشكلة بالفعل؟ أم أن عامة المسلمين قلَّما يفلحون في ربط الأحداث ببعضها واستدعاء الماضي لفهم الحاضر على نور من سنن الله الثابتة؟

وهل يقول هذه الكلمة، أنه ليس المهم بماذا يُحكم، بل المهم كسرة الخبز والمأوى، هل يقولها إلا من استوت عنده المبادئ بالتراب ويريد أن يعيش لمجرد أن يعيش فحسب؟!
أصل المشكلة؟!

لو فككنا عناصر المشكلة في بقاع الإسلام المذكورة وبحثنا عن أصل المشكلة لوجدنا الآتي:

- في أفغانستان وباكستان: أصل المشكلة أمريكا التي هاجمت أفغانستان بدعوى الاقتصاص من القاعدة فقتلت –لإشباع دمويتها- عشرات آلاف الأفغانيين بلا رحمة، ولم يسلم من شرها مواكب الأفراح ولا مواكب العزاء...ثم نفَّذت سياسة العقاب الجماعي لمنطقة القبائل لأن فيها من هب لنصرة إخوانه...

- في العراق: أصل المشكلة في الاحتلال الأمريكي الذي بُني على ادعاء كاذب في مقاومة أسلحة الدمار الشامل، ثم الممارسات الاستفزازية من التعذيب والإهانة في أبو غريب والحرب التي لم تعرف أيا من الأخلاقيات الدينية ولا الإنسانية.

- في فلسطين: أصل المشكلة في الاحتلال الصهيوني الذي قام بداية بمجازر في حق أناس سالموه وهادنوه كما في دير ياسين، وحرص على إشعال نار الحقد عليه ولو بقتل عوائل خرجت للنزهة على شاطئ غزة.

- في الصومال: أصل المشكلة في التدخل الإثيوبي-الأمريكي لإسقاط المحاكم الإسلامية التي كانت تحظى بتأييد ومناصرة الشعب الصومالي.

فَلْنَخرج من هذه النقطة إذن بقناعة أن المطالبين بتطبيق الشريعة ليسوا أصل المشكلة، حتى وإن بدر من بعضهم أخطاء لاحقاً، فلا يسلم من الخطأ بشر...إنما أصل المشكلة هم المشركون...أصل المشكلة مُبَيَّن في قوله تعالى:

((ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا)) (البقرة)

وفي قوله تعالى:

((ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)) (البقرة)



دور المجاهدين

ألم تنعم أفغانستان بالأمان حقا في ظل الطالبان، وكذلك الصومال في ظل المحاكم الإسلامية؟ حيث وضع كل من هذين النظامين الإسلاميين حداً للفصائل التي تتنازع على المناصب والمكاسب؟

ألم يلتفَّ أبناء العراق وفلسطين حول الفصائل الجهادية ويدعموها بالمال والأنفس حتى أصبحت تُشكل أملا كبيرا في التخلص من الاحتلال الجائر القاهر للشعبين؟
إذن فالمجاهدون هم في الأصل حل للمشكلة، وليسوا سبب المشكلة.



دور المنافقين

وهنا، عندما عجزت قوى الكفر عن الانفراد بإحراز الانتصار وأصبحت تواجه تهديدا حقيقيا، وعندما اقترب المشروع الجهادي في بقاع المسلمين المختلفة من قطف الثمار، لجأت قوى الكفر-كعادتها- إلى من قال الله تعالى فيهم:

((هم العدو فاحذرهم)) (المنافقون)

لجأَت إلى المنافقين...إلى القفازات الرخيصة التي تقوم دوما بالمهمة المبتذلة...كرزاي أفغانستان، ومشرف ومن ثم زرداري باكستان، ومالكي العراق، وعباس فلسطين، وشريف الصومال... فأقامت لهم انتخابات هزلية، وأصبحوا فجـأة رؤساء لهم "شرعية"، ومن يخرج عليهم متمردون معارضون لحكوماتهم الـ"رسمية"...وجمعت أمريكا حولهم بعض المرتزقة فشكلت منهم شرطة وجيوشا "نظامية"...وتحولت هذه الشرطة والجيوش إلى أدوات رخيصة في ملاحقة المجاهدين وحماية المحتل وفرض سياساته وتضييع ثمار الجهاد الطويل...

أليس هذا هو الذي حصل؟ استعرض معي يا أخي الأحداث في السنوات الأخيرة في أفغانستان والعراق وفلسطين والصومال والشيشان وغيرها... أليس هذا هو الذي حصل؟

ألم تُشر دراسة راند الرئيسية الأخيرة إلى هذا؟ ألم تُشر إلى أنه من الأرخص لأمريكا أن تستخدم الشرطة والجيوش المحلية في بلاد المسلمين للقضاء على من تسميهم الإرهابيين؟ (راجع محاضرة دراسات مركز راند1-ضرب المسلمين بشرطتهم لتوفير دماء الأمريكان) في موقع الفرقان.

إذن فالمنافقون جزء من المشكلة.



خيارات المجاهدين

لذا، وقبل أن يتفنن المتابع للأحداث في الحديث عما يجري وكأنه نزاع بين أطفال في الشارع على كرة! قبل أن يستخدم عبارات "صلح الفرقاء" و "تفاهم الإخوة" و "وحدة الصف"...عليه أن يفكر: ما هي الخيارات المطروحة أمام المجاهدين حيال هذا التحالف الكفري النفاقي؟


الخيار الأول: أن يرضخوا للـ"واقع"، ويُلقوا السلاح حقنا للدماء ، ويلجؤوا إلى النضال السياسي تحت قبة البرلمان، ويستجدوا أمريكا وعملاءها المنافقين للسماح لهم بتطبيق الشريعة وإقامة دولة إسلامية.

فهل سيُجدي حل كهذا؟

بالاستعراض التاريخي...هل حصل أن أقام المسلمون الدولة والشريعة بهذه الطريقة ولو مرة واحدة؟ هل ترك الكفار والمنافقون الدولة والشريعة دون محاربتها مرة واحدة عبر الزمان، فضلا عن أن يَهَبوها للمطالبين بها على طبق من ذهب؟؟!!

تظاهرت حكومة زرداري بأنها توصلت مع المجاهدين في سوات إلى اتفاقية تطبيق الشريعة في سوات...اتفاقيةٍ سلمية...فما لبث الشيطان الأكبر (أمريكا) أن عقد مؤتمرا مع منافقي باكستان وأفغانستان وإيران ونقضوا العهد كالعادة وانْقَضوا على شعب سوات منتقمين من إرادته تطبيق الشريعة...ويكفيك للدلالة على إجرامهم حادثة لها أخواتها، عندما قتل الطيران الأمريكي 45 مشيعا لجنازة جنوب وزيرستان! خرجوا يشيعون جنازة رجل، فانقلبت الجنازة إلى 45 جنازة، وحسبنا الله ونعم الوكيل. (تاريخ الجريمة 25-6-2009).

فهل يُتوقع من المجاهد الصومالي أن يُلقي السلاح ويطالب بتطبيق الشريعة وهو يرى مآل اتفاقية تطبيق الشريعة في سوات؟! وما هي الشريعة التي سترضى أمريكا وحلفاؤها بتطبيقها وهم الذين سارعوا إلى مهاجمة الصومال عند وصول المحاكم الشرعية إلى الحكم بتأييد الشعب قبل سنتين؟

ألم تصل حماس إلى الإدارة بطريقة سلمية في فلسطين، فاستفزتها عصابات عباس ودحلان لِيَجُروها إلى المواجهة، ومن ثم الحصار والقصف، ذلك لمجرد أن لها ميولا إسلامية، مع أن عددا من رموزها-للأسف- يؤكدون مرارا أنهم لا يريدون فرض الشريعة وأن إرادة الشعب الفلسطيني هي المرجع، وهي تصريحات خطرة ومعالم لزيغ في المنهج مهما تعذر لها المتعذرون...ومع ذلك تكالبت الصهيوصليبية وأذيالها من المنافقين على إسقاط حماس لمجرد ميولها الإسلامية.

أليست هناك في العالم الإسلامي حركات طالبت على مدى عشرات السنين بتطبيق جزئيات من الإسلام، بل على الأقل بالسماح ببعض الحريات الدينية، كما في تركيا وغيرها، ومع ذلك تواجه بالرفض والقمع؟

إن كانت دول الكفر كفرنسا لا تتحمل الحجاب للطالبات في المدارس، فهل يُتوقع منها أن تكافئ النضال السلمي بمنح المناضلين الخلافة وتطبيق الشريعة؟
إن كان الكفار لا يطيقون الفضيلة، إلى حد أن تهمة آل لوط لديهم:

((إنهم أناس يتطهرون)) (الأعراف)



فهل يُتوقع لأولاد الليالي الحمراء وأبطال "أبو غريب" من جنود وساسة أمريكا، وهل يُتوقع لساركوزي الذي لا يطيق طهر النقاب...هل يتوقع لهؤلاء أن يتحملوا طهر الشريعة؟


هل يتحمل الظلام النور؟ هل يتحمل الكفر الإيمان؟

ألم يبين لنا الله تعالى أن الكافرين ليس لهم في النهاية إلا أحد ثلاثة مواقف من المؤمنين:

القتل: ((قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم)) (غافر)

أو السَّجن: ((قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين)) (الشعراء)

أو الإخراج: ((وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا)) (إبراهيم)

وجمعها تعالى بقوله: ((وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك)) (الأنفال)

ومعنى يثبتوك: يسجنوك.


هل يُعقل أن نتلو هذه الآيات التي أنزلها الله هدى ومنهجا وسننا ثابتة...نتلوها ليل نهار، ثم عند الحاجة إلى تطبيقها نخترع المنهجيات المغايرة ونتخبط فيها ونُخمن مآلاتها؟!

إذن فلا تطالبوا المجاهد العاقل الفاهم لسنن الله تعالى...لاتطالبوه بإلقاء السلاح وخوض التجربة التي حكم عليها التاريخ بالفشل، وحكم الله عليها بالفشل قبل ذلك فقال:

((ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم بيميلون عليكم ميلة واحدة)) (النساء)

لا تطالبوه بمخالفة قوله تعالى:

((وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم)) (النساء)



الخيار الثاني: أن يتخلى المجاهدون عن تطبيق الشريعة والدولة الإسلامية ويعتبروا الخلافة وَهماً لا يناسب العصر، ويتشككوا في صلاحية مبدأ تطبيق الشريعة، ويُقدِّموا توحيد الكلمة على كلمة التوحيد، ويعكُفوا من ثَم على تعاليم أتاترك يتلونها بدل آيات:
((إن الحكم إلا لله)) (الأنعام)

وقوله تعالى ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)) (المائدة)

وقوله تعالى ((وأن احكم بينهم بما أنزل الله)) (المائدة)

لأن تلاوة هذه الآيات فجرت حمام الدم...

وليهنأ المجاهد المدجَّن حينئذ بقوله تعالى:

((ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء)) (النساء)

وقوله تعالى ((ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار)) (هود)

وقوله تعالى ((ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم)) (الأنفال)



الخيار الثالث:

((جاهد الكفار والمنافقين)) (التوبة)

وقول الله ليس بخَيار:

((وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)) (الأحزاب)



لا بد للمخاض من آلام:

لا بد من التدافع...فهي سنة الله تعالى في خلقه:

((ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض))

وعلى الرغم من الآلام والدمار الذي يصحب هذا التدافع، فإنه أرحم بالبشرية من تركها بين براثن هؤلاء المجرمين...وراجع إن شئت محاضرة (نماذج من سعادة البشرية في غياب الفتوحات الإسلامية) و مقال (بين درع النبي وحيتان نيويورك) في موقع الفرقان (al-furqan.org) لتتأكد -بالأرقام والوقائع- من صحة هذه المقالة.

فَسواء أصابك "الغثيان" و"الملل" وأنت تتابع الأحداث أم لم يصبك...شئت أم أبيت... إنها سنة التدافع. والدمار الناتج ليس المجاهدون هم المسؤولين عنه، وليس من ذنبهم أن عدوهم الجبانَ يعمد دوما إلى إيقاع أكبر عدد من الضحايا المدنيين ليقلب الشعب على مجاهديه (كما فعلوا في الشيشان وأفغانستان و وزيرستان وسوات والعراق وجنين وغزة والصومال)... بل المجاهدون هم أمل الأمة وحراس عرضها وكرامتها وأنفاس فجرها المرتقب...

ولغة "اصطلاح الفرقاء" و "تفاهم الإخوة" كانت مناسبة تماما أيام الحديث عن أفغانستان بعد انسحاب روسيا...عندما تصارع مجاهدو الأمس على المناصب والأراضي. أما اليوم، فإنه صراع الحق والباطل، وإنما هما فِسطاطان: فسطاط الإيمان وفسطاط النفاق...ولن يصطلحا...ولن تنطفئ جذوة الجهاد حتى يفتح الله بين الفريقين بالحق وهو خير الفاتحِين...

ونختم بكلمة الرجل النبيل الذي كان مدركا جدا لهذه السنة، سيد قطب رحمه الله، عندما قال:


(لا بد لهذه الأمة من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض، ولابد للمخاض من آلام)

والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مجاهدة أطلب الشهادة
عضو فعال
عضو فعال
مجاهدة أطلب الشهادة

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


ترتيب لأفكار من يرى المجاهدين سببا في المشاكل  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ترتيب لأفكار من يرى المجاهدين سببا في المشاكل    ترتيب لأفكار من يرى المجاهدين سببا في المشاكل  I_icon_minitime21/11/2013, 9:36 pm


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يبارك فيك ياغالية

ماشاء الله كلمات قيمة قوية
ومبحث طيب هام في خضم الفتن ونزعات المنافقين والكفرة
سدد الله الدكتور إياد ووفقه لقول كلمة الحق

إذن فلا تطالبوا المجاهد العاقل الفاهم لسنن الله تعالى...لاتطالبوه بإلقاء السلاح وخوض التجربة التي حكم عليها التاريخ بالفشل، وحكم الله عليها بالفشل قبل ذلك فقال:
((ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم بيميلون عليكم ميلة واحدة)) (النساء).



ثبتنا الله اجمعين على الحق .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مجاهدة أطلب الشهادة
عضو فعال
عضو فعال
مجاهدة أطلب الشهادة

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


ترتيب لأفكار من يرى المجاهدين سببا في المشاكل  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ترتيب لأفكار من يرى المجاهدين سببا في المشاكل    ترتيب لأفكار من يرى المجاهدين سببا في المشاكل  I_icon_minitime21/11/2013, 9:38 pm




( لآآآآ حلّ يا أمة الإسلام إلا بالجهـــاد )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ترتيب لأفكار من يرى المجاهدين سببا في المشاكل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ثلاثون سببا للسعادة
» ما هو ترتيب علامات الساعة الكبرى؟
» الجهاد سببا في إسلام الناس
» ثلاثة وثلاثين سببا للخشوع
» ما معنى ترتيب الصف فى الصلاه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المؤمنين والمؤمنات :: {{{{{{{{{{مدونات اعضاء المؤمنين والمؤمنات}}}}}}}}}} :: مدونات الاعضاء :: مدونة الدكتور اياد القنيبي-
انتقل الى: