منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المؤمنين والمؤمنات

-- قال صلى الله عليه وسلم وايم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها و نهارها سواء “
 
الرئيسيةاليوميةالأحداثمكتبة المنتدىالمنشوراتس .و .جبحـثالتسجيلدخولاالمواضيع اليوميه النشيطه
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ
فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }. ...
فهذه رسالة مختصرة إلى أهل الثغور في الشام،
وكما لهم حق النصرة فلهم حق النصيحة، فأقول:١
1--
عليكم بالاجتماع، فإن لم تجتمعوا على كمالٍ في الحق فلا تتفرقوا
بسبب نقص بعضكم، لا تفرقكم بدعة ومعصية فإنكم تقابلون كفرًا،
فقد اجتمع المسلمون على قتال العبيديين وقائدهم خارجي،
وقاتل ابن تيمية التتار ومعه أهل بدع.




٢---
بالفرقة تُهزم الكثرة، وبالاجتماع تنصر القلة، ولن تنتصروا حتى تقتلوا هوى النفس قبل قتل العدو، فالهوى يقلب موازين العداوات فتنتصر النفوس لهواها وتظن أنها تنتصر لربها،
وقليل الذنوب يُفرق القلوب، قال النبي ﷺ: (لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم) لم يمتثلوا باستواء صفوف الصلاة فتسبب بانـحراف القلوب،
فكيف بانـحراف صفوف الجهاد ولقاء العدو، فإن اختلفت القلوب فالتمسوا سبب ذلك في سوء الأعمال .


3---- إنكم في مقام اصطفاء ومقام ابتلاء، فمن أعلى مراتب الجنة جُعلت لمقاتلٍ قاتل لله، وأول مَن تُسَّعَر بهم النار مقاتل قاتل لهواه . ٤)---- إياكم وحب الاستئثار بالأمر وقد حذّر النبي ﷺ من (الأثَرَة) فاجعلوا همّكم نصرة الدين لا صدارة حزب وجماعة .

٥) ----
لا تخدعكم الألقاب فتوالوا لها وتعادوا عليها، فالله لا ينظر إلى ألويتكم وراياتكم وأسماء جماعاتكم، بل ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم،
لا تختصموا على اسمٍ فمهما بلغت أسماؤكم شرفاً فلن تكون أعظم شرفاً من كلمة (رسول الله) حيث محاها رسول الله بيده من صلح الحديبية
عندما نازعه المشركون عليها وذلك حتى يُمضي الحق وصالح الأمة .

٦)
----



العبرة بأعمالكم، فما ينفع (حزب الله) اسمه عند الله

٧)
 
لا يجوز لأحدٍ أن يجعل جماعته وحزبه قطبَ رحى الولاء والعداء، فلا يرى البيعة إلا له ولا يرى الإمارة إلا فيه،
ومن رأى في نفسه ذلك من دون بقية المسلمين فهو من الذين قال الله فيهم (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء)
قال ابن عباس لما قرأ هذه الآية: أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم
إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله
وبالاختلاف والتنازع يذهب النصر (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) قال قتادة: لا تختلفوا فتجبنوا ويذهب نصركم .
٨) ---
لا يصح فيكم اليوم وأنتم في قتال وجماعات أن ينفرد أحدٌ ببيعة عامة يستأثر بها ولوازمها عن غيره وإنما هي بيعة جهاد
وقتال وثبات وصبر وإصلاح ونـحو ذلك، ولا يصح من أحدٍ أن ينفرد بجماعة منكم فيُسمى (أمير المؤمنين) وإنما أمير الجيش
أو الجند أو الغزو، فالولايات العامة مردّها إلى شورى المؤمنين لا إلى آحادٍ منهم، والألقاب استئثار تفضي إلى نزاع وقتال
وفتنة وشر، وإنما صحت الولاية الكبرى من النبي ﷺ لأنه ليس في الأرض مسلم سواه ومن معه، وليس في
الأرض خير من نبي ولا أحق بالأمر منه، فلو استأثر فهو نبي لا يرجع لأحدٍ ويرجع إليه كل أحد .

9---- لا يضرب بعضكم رقاب بعضٍ، فاتقوا الله في دمائكم، واحذروا مداخل الشيطان في تسويغ القتل وتبريره فتأخذوا أحداً بظن العمالة أو التجسس
أو التخذيل فالله حذر من الظنون التي تفسد أمر الأمة وتفرق شملها (اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم)
ولا تجوز طاعة أميرٍ في قتل مسلم معصوم ومن أُمر بحرام كقتل معصومٍ فلا تجوز طاعته ولا بيعته حتى بيعة قتال،
 ولو بايعه فبيعته منقوضة، ولا يجوز لأحدٍ أن يمتثل أمرًا ظاهره التحريم  حتى يتيقن من جوازه بعلمٍ وإن جهل سأل من يعلم،
حتى لا يلقى الله بدم أو مال حرام، فيُفسد آخرته بجهل أو تأويل غيره، فالله يؤاخذ كل نفس بما كسبت (كل نفس بما كسبت رهينةٍ)
ولا أعظم بعد الشرك من الدم الحرام .

تابع 9 ----

فقد صح من حديث ابن عمر، أن النبي ﷺ أمّر خالد بن الوليد إلى جذيمة فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون:

صبأنا، صبأنا، فأمر خالد بقتل أسراهم، فقال ابن عمر: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره،

قال: فقدموا على النبي ﷺ فذكروا له صنيع خالد، فقال النبي ﷺ ورفع يديه: (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد) مرتين .

فقد عصوا خالدًا لما اشتبه عليهم الأمر، وهذا في دماءِ من الأصل فيه الكفر فكيف بدم من الأصل فيه الإسلام ؟!

10 ----

عند النزاع انزلوا إلى حكم الله كما أمر الله (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله)
وقال: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)
فالنزول عند حكم الله إيمان والنفرة منه نفاق، وإن اختلف اثنان أو جماعتان فليتحاكموا
إلى ثالث من غيرهم، دفعاً لتهمة المحاباة، فقد ورد في الحديث عنه ﷺ قال: (لا تجوز شهادة خصم ولا ظنّين)
وفي الحديث الآخر: (لا تجوز شهادة ذي غمر (عداوة) لأخيه، ولا مجرب شهادة،
ولا القانع (أي التابع) لأهل البيت، ولا ظنين في ولاء ولا قرابة)
وقد جاء معناه من طرق متعددة يشد بعضه بعضاً، وهذا في الشهادة وفي القضاء من باب أولى

١١)

احفظوا ألسنتكم فإن الوقيعة في أعراض بعضكم تزيد من أحقادكم على بعضكم، فما يزال الواحد واقعاً
في عرض أخيه حتى يمتلىء قلبه حقدًا وغلاً عليه فيُصدّق فيه ظن السوء ويُكذّب فيه يقين الخير .



١٢)
أحسنوا الظن بالعلماء ورثة الأنبياء واحفظوا قدرهم بالرجوع إليهم والصدور عن قولهم،
وأحسنوا الظن بهم واحملوا أقوالهم على أحسن المحامل، فمدادهم في نصرة الحق أثرها عظيم
وقد جاء عن جماعة من السلف (مداد العلماء أثقل في الميزان من دماء الشهداء)

13)

لا تُرحم الأمة إلا إذا تراحمت فيما بينها، ومحبة الله للمجاهدين ونصرته لهم معقودة
برحمتهم بالمؤمنين وتواضعهم لهم، وعزتهم على الكافرين، فإن من صفات المجاهدين
ما ذكره الله في قوله تعالى
: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم).



ومن الله استمدوا النصر والعون هو المولى فنعم المولى ونعم النصير .



الشيخ عبدالعزيز الطريفي ١٧/ من ذي القعدة / ١٤٣٤ هـ
.

 

 من أسماء الله تعالى‏: ‏الوهاب

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
هناء
عضو فعال
عضو فعال
avatar

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


من أسماء الله تعالى‏: ‏الوهاب  Empty
مُساهمةموضوع: من أسماء الله تعالى‏: ‏الوهاب    من أسماء الله تعالى‏: ‏الوهاب  I_icon_minitime13/1/2013, 8:42 pm

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .




من أسماء الله الحسنى : ( الوهاب ) :


أيها الأخوة الكرام ، مع اسم جديد من أسماء الله الحسنى ، والاسم اليوم " الوهاب " .


ورود اسم الوهاب في القرآن الكريم  فقط :


هذا الاسم أيها الأخوة ورد في القرآن الكريم مطلقاً ، معرفاً في ثلاثة مواضع ، منها قوله تعالى : " أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ " [ص:9] .
وفي قوله سبحانه وتعالى : " رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ " [آل عمران:8] .
وفي قوله سبحانه وتعالى : " قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ " [ص:35] .
ولم يرد هذا الاسم في صحيح السنة .


الوهاب في اللغة :
الوهاب في اللغة صيغة مبالغة على وزن فعَّال من الواهب ، وهو المعطي للهبة ، والفعل وهب ، يهب ، وهباً ، وهبةً ، والهبة عطاء بلا عوض ، لكن كملاحظة في العبارات التي نتداولها العبرة بالمقاصد لا بالصور التي نعطيها ، كيف ؟ لو قلت لك : بعتك هذا الكتاب بلا ثمن ، هذا عقد هبة ، مع أن في العبارة لفظة بعتك ، ولو قلت لك وهبتك هذا المصحف بمئة ليرة أي بعتك هذا المصحف ، فالعبرة للمقاصد والمعاني لا للألفاظ والمباني .
الهبة : العطية الخالية من الأعواض ، نحن عندنا في الفقه شيء اسمه معاوضات ، فالبيع يندرج تحت المعاوضات ، أما الهبة تندرج تحت عملية لا علاقة للعوض بها ، فالهبة هي العطية الخالية عن الأعواض والأغراض ، فإذا كثرت سمي صاحبها وهاباً ، واهب أو وهاب ، وهو من أبنية المبالغة .
الله تعالى نعمه كاملة في الأنفس وظاهرة وبادية في سائر المخلوقات :


أما إذا قلنا الله جلّ جلاله هو الوهاب ، فالوهاب سبحانه هو الذي يكثر العطاء بلا عوض ، ويهب ما يشاء لمن يشاء بلا غرض ، ويعطي الحاجة بغير سؤال ، ويسبغ على عباده النعم والأفضال ، نعمه كاملة في الأنفس ، وجميع المصنوعات ، وظاهرة وبادية في سائر المخلوقات ، نعم وعطاء وجود وهبات تدل على أنه المتوحد في اسمه الوهاب ، قال تعالى : " لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ " [الشورى:49-50] .


الخلق كلهم عند الله سواسية ليس بينه وبينهم قرابة إلا طاعتهم له :


الوهاب صيغة مبالغة من واهب ، إذا كثر عطاء الواهب سمي وهاباً ، قال بعض الشعراء :
ملك الملوك إذ وهب   لا تسألن عن السبب
الله يعطي من يشاء    فقف على حدِّ الأدب
                                                                   * * * 
أنا عدلت هذا البيت :
ملك الملوك إذا وهب     قم فاسألن عن السبب
الله يعطـي من يشاء      فقف علـى حـدِّ الأدب
                                                                 * * *




عطاء الله وفق قوانين ، لأن الله سبحانه وتعالى عدل بين كل عباده ، سيدنا سعد كان من أحب أصحاب رسول الله إلى رسول الله ، كان إذا دخل عليه يداعبه يقول هذا خالي أروني خالاً مثل خالي .

ما فدى أحداً من أصحابه بأبيه وأمه إلا سعداً : " ارْمِ سَعْدٌ فِدَاكَ أَبِي وَأُمّي " [أخرجه الشيخان] ومع ذلك التقى به سيدنا عمر بعد وفاة رسول الله ، قال له : يا سعد لا يغرنك أنه قد قيل خال رسول الله ، فالخلق كلهم عند الله سواسية ، ليس بينه وبينهم قرابة إلا طاعتهم له .
كلكم من آدم وآدم من تراب .


" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ " [الحجرات:13] .




الناس عند الله عز وجل صنفان لا ثالث لهما :


إخواننا الكرام ، البشر وضعوا مقاييس ، مئات المقاييس ، آلاف المقاييس ، دول الشمال ودول الجنوب ، دول متقدمة ومتخلفة ، الملون والأبيض والأصفر ، المستغل والمُستغل ، القوي والضعيف ، لذلك الحقيقة الدقيقة والصارخة البشر على اختلاف مللهم ، ونحلهم ، وانتماءاتهم ، وأعراقهم ، وأنسابهم ، وطوائفهم ، هؤلاء جميعاً لا يزيدون عند الله عن صنفين ، صنف عرف الله فانضبط بمنهجه ، وأحسن إلى خلقه فسلم وسعد في الدنيا والآخرة ، وصنف غفل عن الله ، وتفلت من منهجه ، وأساء إلى خلقه فشقي وهلك في الدنيا والآخرة ، ولن تجد في مقاييس القرآن الكريم نموذجاً ثالثاً ، ولي كلمة أرددها كثيراً ، لا يُضاف على كلمة مؤمن ولا كلمة ، المؤمن تحبه فقيراً عفيفاً ، تحبه غنياً متواضعاً وسخياً ، تحبه متعلماً مستنيراً ، تحبه غير متعلم على الفطرة ، تحبه مدنياً ، تحبه ريفياً ، إذا قلت مؤمن لا يُضاف على هذه الكلمة ولا كلمة ، الإيمان صبغه ، الإيمان أعطاه صفات ، أعطاه صفات الإنصاف ، والرحمة ، والتواضع ، والحب ، فلذلك يعيش الناس اليوم في جاهلية ، التقسيمات التي وُضعت للبشر لا تُعد ولا تُحصى ، هذه التقسيمات فرقتهم ، بل حملتهم على أن يقتتلوا ، وسالت الدماء مع أن البشر عند الله صنفان ، مؤمن وغير مؤمن ، المؤمن عرف الله ، انضبط بالمنهج ، أحسن إلى الخلق ، سلمَ وسعدَ في الدنيا والآخرة ، وغير المؤمن غفل عن الله ، تفلت من المنهج ، أساء إلى الخلق ، شقي وهلك في الدنيا والآخرة .




اعتماد القرآن الكريم على قيمتي العلم والعمل في الترجيح بين البشر :


أما تقسيم القرآن ، القرآن اعتمد قيمتين مرجحتين ، اعتمد قيمة العلم ، واعتمد قيمة العمل ، قال تعالى : " هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ " [الزمر:9] .
قال تعالى : " يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ " [المجادلة:11] .
قال تعالى : " وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا " [الأنعام:132] .


هذا هو مقياس القرآن ، علم وعمل ، وما سوى ذلك الناس سواسية كأسنان المشط ، هذان المقياسان إن اعتمدا في أمة تقدمت ، وإن لم يعتمدا في أمة تخلفت .




توزيع الحظوظ في الدنيا توزيع ابتلاء وفي الآخرة توزيع جزاء :


أيها الإخوة ، الله عز وجل يهب العطاء في الدنيا ، يهب مالاً ، يهب قوة ، يهب وسامة ، يهب ذكاءً ، يهب حكمةً ، الله عز وجل يهب العطاء في الدنيا ابتلاءً ، فالحظوظ المال حظ ، العلم حظ ، الذكاء حظ ، الوسامة حظ ، الصحة حظ ، فالحظوظ وُزعت في الدنيا توزيع ابتلاء ، قال تعالى : " لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ " [الملك:2] .


وسوف تُوزع في الآخرة توزيع جزاء ، قال تعالى : " انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا " [الإسراء:21] .
طبعاً هناك فرق كبير في الدنيا بين قائد جيش وبين مجند ، بين جراح قلب وبين ممرض ، بين رئيس غرفة تجارة وبائع متجول ، بين أستاذ جامعي ومعلم في قرية ، هناك فرق كبير جداً ، بين غني وفقير ، بين قوي وضعيف ، بين صحيح ومريض : " انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا " [الإسراء:21] .




مراتب الدنيا مؤقتة ومراتب الآخرة أبدية سرمدية :


مراتب الدنيا مؤقتة ، الموت ينهي كل شيء ، ينهي قوة القوي ، وضعف الضعيف ، ووسامة الوسيم ، ودمامة الدميم ، وصحة الصحيح ، ومرض المريض ، ينهي كل شيء ، لكن مراتب الآخرة أبدية سرمدية ، مراتب الدنيا لا تعني شيئاً وقد تعني العكس : " فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ " [الأنعام:44] قوة ، بلاد جميلة، أمطار غزيرة ، أموال ، يعني الإنسان حينما يريد الدنيا ، ويصر عليها ، ولا يرى غيرها ، وحينما يخرج من دائرة العناية الإلهية ، يُعطى الدنيا ، خذها ولكن حينما يكون ضمن العناية الإلهية يُعالج ، لا تنسوا هذا المثل ، التهاب معدة حاد يقتضي حمية بالغة ، وورم خبيث منتشر في أنحاء الجسم ، لو سأل الأول الطبيب ماذا آكل ؟ يقول له: حليب فقط ، لو سأل الثاني الطبيب ماذا آكل ؟ يقول له : كُلْ ما شئت ، أيهما أفضل ؟ الذي خضع لحمية شديدة .




كل شيء في الحياة الدنيا موقوف على طريقة استعماله :


إذاً عطاء الله في الدنيا عطاء ابتلاء ، يعني المال نعمة ؟ الجواب : لا ، نقمة ؟ لا ، إذاً ما المال ؟ المال عطاء موقوف على طريقة إنفاقه ، إن أنفقته في طاعة الله فهو نعمة ، إن أنفقته في معصية الله فهو نقمة ، يا ترى القوة نعمة ؟ لا ، نقمة ؟ لا ، ما هي القوة ؟ إن سخرت القوة لإحقاق الحق فهي نعمة ، وإن سخرت القوة للطغيان والعدوان فهي نقمة ، الوسامة نعمة ؟ لا ، نقمة ؟ لا ، إن استخدمت الوسامة للعمل الصالح ، وتحبيب الناس بك فهي نعمة ، وأما إذا استخدمتها لإغواء الفتيات فهي نقمة ، يعني كل حظ من حظوظ الدنيا يمكن أن يكون نعمة ترقى بها أو دركات تهوي بها ، العلاقة الجنسية ، إذا كانت وفق منهج الله ، زواج ، وإنجاب أولاد ، تربية أولاد ، أصهار أطهار ، فتيات عفيفات طاهرات ، أولاد نجباء ، تجد هذه الأسرة كلها خير ، قال لي أحد علماء دمشق : عندي ثمانية وثلاثون حفيداً ، ثلاثة عشر طبيباً ، أحد عشر حافظاً لكتاب الله ، هذا الكم الكبير من المثقفين، والحفاظ ، والورعين ، والفتيات الشريفات العفيفات ، كل هذا الكم الكبير أساسه علاقة جنسية ، وبأي بيت دعارة هناك علاقة جنسية ، شهوة حيادية ، سلم نرقى بها ، أو دركات نهوى بها .




الناجح من أدرك حقيقة الابتلاء واستعان بالله على تحقيق الرجاء :


لذلك الله عز وجل يهب الحظوظ في الدنيا هبة امتحان ، ويهب العطاء الكبير في الآخرة هبة جزاء ، في الدنيا ابتلاء وفي الآخرة جزاء .
السبب قال : ليتعلق العبد بربه عند النداء والرجاء ، ويسعد بتوحيده بين الدعاء والقضاء ، هذا أعظم فضل وأكبر هبة وعطاء وإذا أدرك العبد حقيقة الابتلاء واستعان بالله على تحقيق الرجاء كان موفقاً وناجحاً ، أي : " عجبًا لأمرِ المؤمنِ ، إن أمرَه كلَّه خيرٌ ، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمنِ ، إن أصابته سراءُ شكرَ، فكان خيرًا له ، وإن أصابته ضراءُ صبر ، فكان خيرًا له " [مسلم] .




العمل المؤسساتي :


من الآيات التي تتحدث عن العطاء ، عن الهبة ، عن الوهاب : " وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً " [مريم:5]هذا يسمى الآن بالعمل المؤسساتي ، أي شيء نجح الذي كان السبب في نجاحه لو توفاه الله العمل مستمر من بعده ، الإشارة الأولى في القــرآن الكريــم للعمــل المؤسساتي هــذه الآيــة : " وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي " [مريم:5-6] أي دعوة ناجحة جداً ينبغي أن تستمر بعد وفاة الداعية ، أن تستمر بتربية أناس على أعلى مستوى يتابعون دعوته ، قال تعالى : " وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا " [الفرقان:74] إذا الإنسان أحسن اختيار زوجته وفق منهج الله ، فعليك بذات الدين تربت يداك ، معنى ذلك أنه أحسن الاختيار ، اختار صاحبة الدين ، تسره إن نظر إليها ، وتحفظه إن غاب عنها ، وتطيعه إن أمرها .




الإنسان مخير بين الدنيا والآخرة :


ولكن من أراد الدنيا هنا المشكلة ، يقول الله عز وجل : " مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ " [الإسراء:18-19] دقق أنت مخير : " مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ "الدنيا " عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19) كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا " [الإسراء:18-20] أما في الآخرة فله الجنة .




الدنيا دار عمل و تكليف والآخرة دار جزاء وتشريف :


الدنيا مبنية على السعي : " يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ " [الانشقاق:6] .
أما الآخرة نظام آخر : " لَهُم مَّا يَشَاءونَ فِيهَا " [ق:35] .
أي شيء تطلبه تراه أمامك ، نظام الجنة : " لَهُم مَّا يَشَاءونَ فِيهَا " [ق:35] .
الدنيا نظام آخر : " يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ " [الانشقاق:6] .




النظر إلى وجه الله الكريم أعظم عطاء يحصّله الإنسان في الآخرة :


من أجل أن تكون طبيباً هناك دراسة في ثلاث وثلاثين سنة ، من أجل أن تكون غنياً هناك عمل مجهد في البدايات ، من أجل أن تكون ذا سمعة طيبة هناك انضباط شديد من حيث القيم الأخلاقية .

أما في الآخرة : " لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ " [ق:35] .


المزيد النظر إلى وجه الله الكريم ، لذلك الله عز وجل من أسمائه الوهاب ، أن يهب ما يشاء لمن يشاء ، وكيف يشاء ، ومتى يشاء ، وفي أي مكان يشاء ، لذلك ما يعطيه لعباده ظاهراً وباطناًً ، في الدنيا والآخرة ، إنما هي نعم وهبات وهي من الكثرة بحيث لا تحصيها الحسابات .




علاقة اسم الوهاب بالحب :


هذا الاسم له علاقة بالحب ، كيف ؟ ورد في بعض الآثار القدسية : " يا داود ذكر عبادي بإحساني ، فإن القلوب جبلت على حبِّ من أحسن إليها وبغض من أساء إليها " [ورد في الأثر] .


فالوهاب يعني أن تحبه ، لأنه وهبك نعمة الإيجاد ، أنت موجود ، تأكل ، وتشرب ، ولك زوجة ، ولك أولاد ، وتسافر ، وترى بلاد الله الواسعة ، منحك نعمة الإيجاد ، ومنحك نعمة الإمداد ، أمدك بالهواء ، أمدك بالماء ، أمدك بالطعام ، أمدك بزوجة ، أمدك بأولاد ، أمدك بمأوى ، أمدك بألوان الطعام ، بألوان الشراب ، بالمتع ، بالورود ، بالأسماك ، بالأطيار .


" يا داود ذكر عبادي إحساني ، فإن القلوب جبلت على حبِّ من أحسن إليها وبغض من أساء إليها " [ورد في الأثر] لا يُعقل أن تحب مخلوقاً ، وأن تنسى الذي منحك نعمة الوجود ، نعمة الإمداد ، نعمة الهدى والرشاد ، سأريكم بعض الأمثال :خبيب بن عدي ، كان على مشارف القتل ، أُلقي القبض عليه من قبل كفار مكة ليُصلب ، صلبه المشركون على جذع نخلة تمهيداً لرميه بالسهام ، قال له أبو سفيان : يا خبيب أتحب أن يكون محمد مكانك ؟ اسمعوا إلى هذا الجواب ، قال : والله ما أحب أن أكون في أهلي ، زوجته أمامه ، أولاده أمامه ، بيت مريح ، فيه فواكه وخضروات وطعام طيب وشراب ، بالمقاييس المعاصرة فيه تكييف ، فيه ورود ، بيت واسع له إطلالة جميلة ، زوجة جميلة ، أولاد ، كل شيء في البيت موجود ، قال : والله ما أحب أن أكون في أهلي وولدي وعندي عافية الدنيا ، ليس هناك مرض ، ليس هناك قلق ، ليس هناك خوف ، وعندي عافية الدنيا ونعيمها ويصاب رسول الله بشوكة ، فقال أبو سفيان : ما رأيت أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمد محمداً .




لا إيمان لمن لا محبة له :


الإيمان حب ، الإيمان أن تحب الله ، أن تحب رسول الله ، أن تحب المؤمنين ، أن تحب العمل الصالح ، أن تحب بيوت الله ، أن تحب الدعوة إلى الله ، أن تحب خلق الله جميعاً ، الإيمان حب : ألا لا إيمان لمن لا محبة له ، ألا لا إيمان لمن لا محبة له ، ألا لا إيمان لمن لا محبة له . 
سيدنا الصديق له خدمة لبعض جيرانه ، يحلب لهم الشياه ، فلما أصبح أمير المؤمنين ، طبعاً جارته حزنت ، لأنه هذه الخدمة سوف تتوقف ، في صبيحة تسلمه منصب الخلافة طُرق باب هذه الجارة ، صاحبة البيت قالت لابنتها يا بنيتي افتحي الباب ، فلما فتحت الباب قالت : من الطارق ؟ قالت : جاء حالب الشاة يا أماه ، أي جاء سيدنا الصديق ليحلب الشياه ، وهو خليفة المسلمين ، أنت حينما تحب الله تفعل المعجزات ، تقدم الغالي والرخيص والنفس والنفيس ، أنت حينما تحب الله تتألق ، تصبح أسعد إنسان في الأرض .




نعم الله عز وجل ينبغي على الإنسان أن يترجمها إلى حب ومودة :


أقول لكم هذه الكلمة وسامحوني بها ، إن لم تقل أنا أسعد الناس ففي الإيمان خلل ، أنت مع الله ، أنت مع الواحد ، مع الكامل ، مع المعطي ، مع الرافع الخافض ، مع القوي ، مع الغني ، مع الرحيم ، أنت مع من ؟ مع خالق السموات والأرض .



لذلك ألا لا إيمان لمن لا محبة له ، والمؤمن له علامة :


" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًَا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " [الأنفال:2] .
هذا الاسم مرتبط بالحب ، لأنه وهبك الحياة ، أمامك زوجة جميلة من جنسك من بني البشر ، لها مشاعر ، لها عواطف ، تتكلم ، ترعى أولادك ، لك أولاد يملؤون البيت فرحة ، هذه كلها نعم الله عز وجل ، ينبغي أن تترجم إلى حب .


والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسام الدين
عضو فعال
عضو فعال
حسام الدين

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


من أسماء الله تعالى‏: ‏الوهاب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أسماء الله تعالى‏: ‏الوهاب    من أسماء الله تعالى‏: ‏الوهاب  I_icon_minitime14/1/2013, 1:04 am

اللهم هب لنا من لدنك رحمة وعلما،

وحققنا بشيء من اسمك الوهاب حتى نعطي الخلق مما أعطيتنا بلا منّ أو أذى.

اللهم آمين

جزيتي كل خير أختي هناء

شكرا لكِ على الشرح والتفصيل الجميل

سررت بقراءة موضوعك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هناء
عضو فعال
عضو فعال
avatar

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


من أسماء الله تعالى‏: ‏الوهاب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أسماء الله تعالى‏: ‏الوهاب    من أسماء الله تعالى‏: ‏الوهاب  I_icon_minitime14/1/2013, 8:23 am

و اياك اخي الفاضل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محب عمر بن الخطاب
ايقاف دائم
ايقاف دائم
avatar

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


من أسماء الله تعالى‏: ‏الوهاب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أسماء الله تعالى‏: ‏الوهاب    من أسماء الله تعالى‏: ‏الوهاب  I_icon_minitime14/1/2013, 8:49 am

في ميزان اعمالك ان شاء الله اختي الكريمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالرحمن العتيبي
عضو فعال
عضو فعال
عبدالرحمن العتيبي

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


من أسماء الله تعالى‏: ‏الوهاب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أسماء الله تعالى‏: ‏الوهاب    من أسماء الله تعالى‏: ‏الوهاب  I_icon_minitime27/1/2013, 10:23 pm

السلام عليكم

بارك الله فيك اختي الفاضله وجعله الله في ميزان حسناتك من اجمل ماقرءات
اللهم فقهنا واختنا وجميع اخوتنا في هذا المنتدي في ديننا واجعلنا هداة مهتدين
ولاتزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا واكفنا شرالفتن ماظهرمنها ومابطن

والحمدلله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بشرى الإسلام
المشرفه العامه
المشرفه العامه
بشرى الإسلام

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


من أسماء الله تعالى‏: ‏الوهاب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أسماء الله تعالى‏: ‏الوهاب    من أسماء الله تعالى‏: ‏الوهاب  I_icon_minitime14/3/2021, 7:39 am

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .

من أسماء الله الحسنى : ( الوهاب ) :

أيها الأخوة الأكارم ، لازلنا في اسم " الوهاب " .
كل شيء أنت فيه هبة من الله تعالى :

ذكرت لكم أن هذا الاسم من لوازمه الحب ، لأنه ورد في الأثر القدسي : " يا داود ذكر عبادي بإحساني ، فإن القلوب جبلت على حبِّ من أحسن إليها وبغض من أساء إليها " [ورد في الأثر] .

كل شيء أنت فيه هبة من الله ، حتى لو دققنا في بعض الأشياء الصغيرة أنت حين تشتري الفاكهة لم تدفع ثمنها دفعت ثمن خدمتها فقط ، أنت حينما تنال الجنة من الله ماذا دفعت بالضبط ؟ دفعت ثمن مفتاح بيت ثمنه مئة مليون ، كل عملك في الدنيا يساوي ثمن المفتاح ؟ لا ، ثمن البيت ، فأي شيء أنت فيه وجودك ، إمداد الله لك ، هدايته لك ، أولادك ، زوجتك ، خبراتك ، قدراتك ، هذه هبة من الله عز وجل ، أنت قائم بالله ، ومن أدق أدعية النبي عليه الصلاة والسلام : " اللهم أنا بك قائم بك " كل ما أنت فيه هبة من الله عز وجل : " اللهم أنا بك وإليك " أنا بك قائم بك وإليك ، وأي شيء وعدك الله به إنما هو هبة من الله ، وكلفك أن تدفع ثمناً رمزياً ، بالضبط بيت ثمنه مئة مليون دفعت عشر ليرات ، ثمن المفتاح فقط ، كل عملك في الدنيا لا يزيد عن ثمن المفتاح .
كل شيء موجود هو من فضل الله علينا :

ادخلوا الجنة برحمتي ، واقتسموها بأعمالكم أي : " أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ " [البلد:8] الألوان ، الجمال في الأرض ، الزوجة ، الأولاد ، الورود ، الرياحين ، الجبال الخضراء ، البحار ، الأرض جميلة جداً ، كل هذا الجمال لولا العين لما أدركته : " أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ [البلد:8-9] تعبر عن حاجاتك ، عن رغباتك ، عن مشاعرك ، عن أفكارك ، بكلمات ، هذه اللغة من فضل الله علينا : " الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ " [الرحمن:1-4] .

مرة حدثني أخ : طفل يبكي في سفر بكاء كثيراً ، أكل ويبكي ، نظفوه ويبكي ، متألم دبوس عالق بجسمه في بعض ثيابه لأنه لا يملك القدرة على التعبير حار أهله فيه ، أنت تعبر عن حاجتك بكلمة أنا جائع : " الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ " [الرحمن:1-4] فكل شيء أنت فيه هبة من الله عز وجل .
عجز الإنسان عن تعداد نعم الله عز وجل :

إذا طالبك الله بعمل ، هذا العمل بالتعبير المعاصر ثمن رمزي وليس حقيقي ، يعني لو اجتمع أهل الأرض على أن يصنعوا حليباً فقط لا يستطيعون ، البقرة معمل صامت ، تأكل الحشيش ، وتقدم لك الحليب ، البيضة من الدجاجة ، الشجرة تقدم لك الفاكهة ، الحقيقة لو دققت في نعم الله عز وجل لوجدت أن الله غمــرنا بنعمــه والآيــة الكريمــة : " وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا " [إبراهيم:34] .

هل يعقل أن أقول خذ هذه الليرة وعدها ، كيف أعد ليرة واحدة ؟ يعني لو أمضيت حياتك في تعداد بركات نعمة واحدة لما استطعت ، أنتم عاجزون عن إحصائها ، فلا أن تكونوا عاجزين عن شكرها من باب أولى .
الابن الصالح هبة من الله عز وجل للإنسان :

أيها الأخوة : " إن أولادكم هبة الله لكم ، هدية الله لكم ، يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ ، فهم وأموالكم لكم إذا احتجتم إليها " [البيهقي] .
أنت ومالك لأبيك ، إذا احتجت لمال ابنك ، ورحم الله والداً أعان ولده على بره ، أنت ومالك لأبيك ، لا يعني أن تأخذ مال ابنك كله ، لا ، معنى ذلك أنك إذا احتجت فلك أن تأخذ من مال ابنك بقدر حاجتك ، هذا هو المعنى الدقيق ، الآية الكريمة : " وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ " [ص: 30] يعني أخواننا الكرام ، الذي عنده ابن صالح ينبغي أن يقبل الأرض شكراً لله عز وجل ، لأنه هبة الله عز وجل ، هناك أبناء يجعلون حياة أهلهم جحيماً لا يطاق ، وقد يكون الأب عالماً ، يعني حينما ترى ابنك كما تتمنى ، حينما يكون ابنك قرة عين لك ، هذه نعمة لا تقدر بثمن ، لذلك الابن هبة ، أي الذي عنده ابن صالح ينبغي أن لا يكثر من هذه المعلومات : أنا ربيته ، أنا تعبت فيه ، هذه نتائج جهدي ، قل هذه نتائج فضل الله عليّ ، هناك آباء بأعلى درجة من الثقافة ، والعلم ، والفهم ، والتربية ، وعندهم أولاد أشرار ، هذه حقيقة ، كلمة : " وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ " [الأنعام:84] أي الابن هبة من الله عز وجل فإذا كان صالحاً فهذه نعمة بالغة .
بطولة الإنسان لا أن ينجو من الابتلاء ولكن أن يقف من كل مصيبة موقفاً كاملاً :

بالمناسبة أيها الأخوة ، ليست بطولة الإنسان أن ينجو من الابتلاء ، الإمام الشافعي سئل ندعو الله يا إمام بالابتلاء أم بالتمكين ؟ فقال الإمام الشافعي : لن تمكن قبل أن تبتلى .

" أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ " [العنكبوت:2] .
لابدّ من أن تمتحن ، الامتحان قدرنا جميعاً : " وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ " [المؤمنون:30] فالبطولة لا أن تنجو من الابتلاء ، ولكن البطولة أن تقف من كل مصيبة موقفاً كاملاً .
الإنسان في الدنيا ممتحن في بندين كبيرين ؛ فيما أعطاه الله وفيما زوى عنه :

مرة ثانية أنت في الدنيا ممتحن في بندين كبيرين ، البند الأول فيما أعطاك ، والبند الثاني فيما سلب منك ، الذي أعطيته أنت ممتحن به ، أعطيت المال مادة امتحانك عند الله عز وجل المال ، سلبت منك بعض الصحة هذا الذي سلب منك امتحان آخر ، أنت ممتحن فيما أعطاك الله ، ممتحن فيما زوى عنك ، من هنا كان دعاء النبي عليه الصلاة والسلام : " اللهم ما رزقتنا فيما نحب فاجعله عونا لنا فيما تحب ، وما زويت عنا ما نحب فاجعله فراغا لنا فيما تحب " ما منا واحد إلا وهناك أشياء تتوق نفسه إليها مكنه الله منها ، و أشياء تتوق نفسه إليها زواها عنه فأنت في حالتين ، حالة الامتحان بما أعطاك ، وحالة الامتحان بما سلب منك ، الآية الكريمة : " وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ " [ص:30] .
" وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا " [مريم:53] .

الذي عنده زوجة هبة من الله ، الذي عنده ولد هبة من الله ، الذي عنده بنت صالحة تحبه ، تخدمه هبة من الله ، الذي عنده شريك في العمل صالح مستقيم هبة من الله : " وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا " [مريم:53] .

يعني أي شيء أنت فيه هو في الحقيقة هبة من الله عز وجل ، وأنت ممتحن فيما أعطاك ، ممتحن فيما زوى عنك : " فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا " [مريم:49] .
من عنده ابن صالح ينبغي أن يزداد شكراً ومحبة لله عز وجل :

أيها الأخوة ، الحقيقة الأولى : أن الأولاد هبة الله لنا صحتهم ، مرة قال لي أخ إذا الله رزق الإنسان ابناً سليماً ( أي زوجته ولدت أنجبت ابناً سليماً هكذا قال لي ) كأن معه مليون ليرة ، قلت له : ماذا تقصد ؟ قال : لأنه ابن ابنتي نزل إلى الدنيا والوريد بمكان آخر مكان الشريان ، والشريان مكان الوريد ، لابدّ من عمل جراحي خلال ساعات ، في سوريا ليس هناك مختص بهذه العملية نقلوه إلى لبنان طلب الطبيب ثلاثمئة ألف والمستشفى أربعمئة ألف ، ونقل الطفل من دمشق إلى بيروت خمسين ألفاً ، قال لي سبعمئة وخمسين ألفاً دفعتهم خلال ساعات ، فأن يأتي الابن سليم ، هبة من الله عز وجل ، يعني أي خطأ بالمولود يكلف ملايين ، فالأولاد هبة الله ، صحتهم ، صلاحهم ؛ ابن صالح ، ابن بار ، ابن يطيعك ، يتأدب معك ، يحبك ، حتى مستقبل الابن بيد الله عز وجل ، هناك ابن تعتز به ، وهناك ابن آخر تذوب ألماً حينما يذكر أمامك .

أقسم لي أحد الآباء أنه إذا مات ابنه سيقيم احتفالاً من شدة عقوقه ، من شدة انحرافه ، من شدة المتاعب التي سببها لأبيه ، فالذي عنده ولد صالح ينبغي أن يزداد لله شكراً ومحبة، الآية : " قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ " [ص:35] .
على الإنسان أن يسأل الله حاجته كلها مهما عظمت أو قلّت :

يعني يا رب لا نسألك ردّ القضاء ولكن نسألك اللطف به ، لماذا هذا الدعاء ؟ يا رب اصرف عني هذا البلاء كلياً ، الله عز وجل إذا أعطى أدهش ، كأن دعاءك يفهم أنك لا تريد أن تحل المشكلة كليا جزئياً ، لماذا جزئياً ؟ هناك أدعية لم يدع بها النبي عليه الصلاة والسلام ، لا نسألك رد القضاء كلياً نسألك اللطف به ، أي سيأتيني حجر يا رب اجعله صغيراً ، لماذا هذا الدعاء ؟ يا رب اصرف عني هذا البلاء كلياً ، كن طموحاً ، اطمع بفضل الله عليك ، فلذلك : " قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ " [ص:35] .

اسأل الله حاجتك كلها ، اسأل الله ملح طعامك ، اسأل الله شسع نعلك إذا انقطع ، اسأل الله كل حاجاتك ، اسأل الله ما عظم من حاجاتك ، وما قل .
اصدق في طلب ما تريد تنل كل ما تريد :

بالمناسبة أيها الأخوة ، يعني السنة الإلهية أن الله خلقك ، ويعطيك كل شيء تطلبه بصدق مهما يكن كبيراً ، من هو العاجز ؟ الذي يعجز عن أن يطلب من الله ، والله لو طلبت منه أي طلب مهما يبدو لك كبيراً ، وكنت صادقاً في هذا الطلب لنلته من الله : " مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا " [الإسراء:18-19] .
الآن دقق : " كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا " [الإسراء:20] للتقريب : شخص من أفقر الفقراء طلب من الله أن يكون أغنى الأغنياء في الأرض وقدم الثمن ، الثمن صدق ، لوصل إلى ما يريد ، أنا هذا إيماني ، الله عز وجل أتاح لك أي شيء تطلبه صادقاً ، الآن ما أنت فيه هو صدقك ، وما لست فيه تمنياتك .
الله عز وجل جاء بك إلى الدنيا ليعطيك سؤلك بصدق :

هذا المعنى ينطبق على الدنيا والآخرة ، أردت أن تكون أكبر عالم ممكن ، والقصة التي أرويها كثيراً ، إنسان أرسل ابنه إلى الأزهر ليتعلم بعد خمس سنوات عاد يحمل الشهادة ، وعين خطيباً في قريته ، فلما ألقى خطبة أمام أبيه الأمي ، والده أمي ، عمره خمسة وخمسون عاماً ، لما ألقى الخطبة أمام أبيه الأمي ، بكى الأب بكاء مراً ، كل من حول الأب توهموا أنه بكى فرحاً بابنه ، والحقيقة خلاف ذلك هو بكى أسفاً على نفسه ، كيف أمضى حياته في الجهل ، أمي جاهل ، ركب دابته هو في صعيد مصر ، وبين صعيد مصر والقاهرة حوالي ألف كيلو متر ، ركب دابته واتجه نحو القاهرة ، وبقي يمشي شهراً إلى أن وصل إلى القاهرة ، قال : أين الأزعر ؟ لا يحفظ اسمه ، قالوا له : ما الأزعر ؟ قال : مكان التعلم ، قال : اسمه الأزهر ، النتيجة أوصلوه إلى الأزهر ، وفي الخامسة والخمسين بدأ في تعلم القراءة ، والكتابة ، وتابع وما مات إلا شيخاً للأزهر ، في السادسة والتسعين ، والله لو كنت بالسبعين ولا تقرأ ولا تكتب ، وطلبت أن تكون أكبر عالم لمكنك الله من هذا ، حقيقة خطيرة جاء بك إلى الدنيا ، ليعطيك سؤلك بصدق ، اصدق في طلب ما تريد تنل كل ما تريد : " كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا " [الإسراء:20] .
عن أحد : " رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ " [آل عمران:8] .
من رضي الله عنه خدمه عدوه ومن تخلى الله عنه تطاول عليه ابنه :

هناك دعاء يؤثر تأثيراً كبيراً في النفس ، اللهم إنا نعوذ بك من السلب بعد العطاء ، تكون تاجراً كبيراً تضطر إلى أن تتسول ، يا لطيف ، تكون بمكانة عالية إذا أنت وراء القضبان ، أحياناً من أشد البلايا ، من أشد المصائب السلب بعد العطاء ، اللهم إنا نعوذ بك من السلب بعد العطاء ، ونعوذ بك من عضال الداء، والله هناك أمراض تجعل حياة الإنسان جحيماً لا يطاق ، نقطة دم لا ترى في العين كرأس الدبوس إذا تجمدت في أحد أوعية الدماغ شلل ، فقد ذاكرة ، فقد حاسة من حواسه ، الذي عنده زوجة سيئة لا يوجد حل ؟ هناك حل الآية : " فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى " [الأنبياء:90] .
خذ هذه الآية على إطلاقها : " وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ " [الأنبياء:90] .

الأمر بيد الله عز وجل ، اسأل الله أن تكون العلاقة في البيت علاقة طيبة ، الله يهبك إياها، هو وهاب ، لأنه أحياناً يلين قلب الزوجة تراك كبيراً تنصاع لأمرك .
بعض أئمة القلوب يقولون : أعرف مقامي عند ربي من أخلاق زوجتي .

فالعلاقة مع الزوجة بيد الله عز وجل ، مع الأولاد بيد الله ، أحياناً إذا رضي الله عنك يخدمك عدوك ، وإذا تخلى عنك يتطاول عليك ابنك .
من افتقر إلى الله تولاه الله ومن اعتد بنفسه تخلى الله عنه :

أنا أقــول دائمـاً المسلم بحاجة ماسة إلى درسيـن بليغيـن درس بـدر ، ودرس حنيـن ، ببدر المسلمـون قالــوا الله : " وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ " [آل عمران:123] .
بحنين قالوا لن نغلب من قلة : " وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ " [التوبة:25] إذا قلت : الله تولاك ، وإذا قلت : أنا تخلى عنك ، انتبه أنت بحاجة لهذا الدرس كل ساعة ، كان عليه الصلاة والسلام إذا استيقظ من الليل قال : " لا إله إلا أنت سبحانك اللهم إني أستغفرك لذنبي ، وأسألك برحمتك ، اللهم زدني علماً ، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني ، وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب " [البيهقي] .
من خصائص المؤمن وقد آمن بالله الوهاب أن يكون كريماً معطاءً سخياً :

أيها الأخوة ، علاقة المسلم بهذا الاسم أن يتصف بالكرم ، الله وهاب ، وأنت أعطي : " أنفق ، أنفق عليك " [متفق عليه] .

" أنفق بلالا ولا تخشى من ذي العرش إقلالا " [أخرجه برموز السيوطي عن بلال، وعن أبي هريرة، عن ابن مسعود] من خصائص المؤمن وقد آمن بالله الوهاب أن يكون كريماً معطاءً سخياً ، لذلك روى النبي عليه الصلاة والسلام في حديث دقيق : " لا يحل لأحد أن يهب هبة ثم يرجع فيها إلا من ولده " [أبو داود] .
يعني اشترى له سيارة ، ربما كانت هذه السيارة سبب انحرافه ، أما غير الابن لا يجوز :

" لا يحل لأحد أن يهب هبة ثم يرجع فيها إلا من ولده ، فمن فعل ذلك فمثله كمثل الكلب يأكل ثم يقيء ثم يعود في قيئه " [أبو داود] .
والعائد من هبته كالعائد في قيئه ، قال تعالى : " لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ " [الشورى:49] قدم البنت تكريماً لها ، وأخر الصبي ، لكن عرفه ( بأل ) .
نعم الله علينا لا تعد ولا تحصى إن حجبت نعمة كانت حياتنا جحيماً :

طبعاً هذا الدرس متعلق بآيات كونية ، العين هبة ، السمع هبة ، النطق هبة ، الشم هبة ، اللمس هبة ، القلب هبة ، الرئتان هبة ، جهاز الهضم هبة ، المثانة هبة ، لولا هذه المثانة في كل عشرين ثانية نقطة تبول ، ماذا يفعل الإنسان إن لم يكن هناك مثانة ؟ يعني منعكس المص هذا المنعكس لو لم يكن لما كان هذا الدرس ، ولما كانت دمشق ، ولما كان إنسان على وجه الأرض ، حينما الطفل يولد يملك آلية معقدة جداً هي مص الثدي يحكم شفتيه على حلمة ثدي أمه ، ويسحب الهواء فيأتيه الحليب ترتيب من ؟ .

أيها الأخوة ، نحن غارقون في نعم الله وأية نعمة نألفها لو حجبت عنا لأصبحت حياتنا جحيماً لا يطاق ، يعني القناة الدمعية قناة دقيقة جداً تأخذ الدمع الفائض إلى الأنف مهمة هذا الدمع الفائض من العين أن يرطب الأنف ، فأنفك رطب ، من أين الرطوبة ؟ من القناة الدمعية ، أحياناً تسد هذه القناة فالدمع يسيل على الخد دائماً ، حتى يحفر أخدوداً له ، تحتاج دائماً إلى مسح الدموع الفائضة من عينيك ، القناة الدمعية ، يعني أي شيء تتصوره سهلاً ، لو ألغي لأصبحت حياة الإنسان جحيماً لا يطاق ، فإذا قلت : يا رب لك الحمد أن سلمتني وعافيتني ، حتى كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا نظر في المرآة يقول : " اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي " [الجامع الصغير بسند صحيح] .

يعني كامل الخلق ، لا يوجد شيء منفر ، هذا من نعم الله علينا .

والحمد لله رب العالمين


موقع الكلم الطيب
هاني حلمي
 

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من أسماء الله تعالى‏: ‏الوهاب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هل الفرد من أسماء الله؟
» (( معجم أسماء الله الحسنى ))
» كيف تنصر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم 1-
»  رؤية الله عز وجل والصلاة وراء وخلف الله تعالى
» الشكوى إلى الله تعالى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المؤمنين والمؤمنات :: {{{{{{{{{{منتديــات المؤمنيــن والمؤمنــات الشرعيــه}}}}}}}}}} :: قسم المؤمنين الشرعي العام-
انتقل الى: