منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المؤمنين والمؤمنات

-- قال صلى الله عليه وسلم وايم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها و نهارها سواء “
 
الرئيسيةاليوميةالأحداثمكتبة المنتدىالمنشوراتس .و .جبحـثالتسجيلدخولاالمواضيع اليوميه النشيطه
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ
فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }. ...
فهذه رسالة مختصرة إلى أهل الثغور في الشام،
وكما لهم حق النصرة فلهم حق النصيحة، فأقول:١
1--
عليكم بالاجتماع، فإن لم تجتمعوا على كمالٍ في الحق فلا تتفرقوا
بسبب نقص بعضكم، لا تفرقكم بدعة ومعصية فإنكم تقابلون كفرًا،
فقد اجتمع المسلمون على قتال العبيديين وقائدهم خارجي،
وقاتل ابن تيمية التتار ومعه أهل بدع.




٢---
بالفرقة تُهزم الكثرة، وبالاجتماع تنصر القلة، ولن تنتصروا حتى تقتلوا هوى النفس قبل قتل العدو، فالهوى يقلب موازين العداوات فتنتصر النفوس لهواها وتظن أنها تنتصر لربها،
وقليل الذنوب يُفرق القلوب، قال النبي ﷺ: (لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم) لم يمتثلوا باستواء صفوف الصلاة فتسبب بانـحراف القلوب،
فكيف بانـحراف صفوف الجهاد ولقاء العدو، فإن اختلفت القلوب فالتمسوا سبب ذلك في سوء الأعمال .


3---- إنكم في مقام اصطفاء ومقام ابتلاء، فمن أعلى مراتب الجنة جُعلت لمقاتلٍ قاتل لله، وأول مَن تُسَّعَر بهم النار مقاتل قاتل لهواه . ٤)---- إياكم وحب الاستئثار بالأمر وقد حذّر النبي ﷺ من (الأثَرَة) فاجعلوا همّكم نصرة الدين لا صدارة حزب وجماعة .

٥) ----
لا تخدعكم الألقاب فتوالوا لها وتعادوا عليها، فالله لا ينظر إلى ألويتكم وراياتكم وأسماء جماعاتكم، بل ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم،
لا تختصموا على اسمٍ فمهما بلغت أسماؤكم شرفاً فلن تكون أعظم شرفاً من كلمة (رسول الله) حيث محاها رسول الله بيده من صلح الحديبية
عندما نازعه المشركون عليها وذلك حتى يُمضي الحق وصالح الأمة .

٦)
----



العبرة بأعمالكم، فما ينفع (حزب الله) اسمه عند الله

٧)
 
لا يجوز لأحدٍ أن يجعل جماعته وحزبه قطبَ رحى الولاء والعداء، فلا يرى البيعة إلا له ولا يرى الإمارة إلا فيه،
ومن رأى في نفسه ذلك من دون بقية المسلمين فهو من الذين قال الله فيهم (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء)
قال ابن عباس لما قرأ هذه الآية: أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم
إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله
وبالاختلاف والتنازع يذهب النصر (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) قال قتادة: لا تختلفوا فتجبنوا ويذهب نصركم .
٨) ---
لا يصح فيكم اليوم وأنتم في قتال وجماعات أن ينفرد أحدٌ ببيعة عامة يستأثر بها ولوازمها عن غيره وإنما هي بيعة جهاد
وقتال وثبات وصبر وإصلاح ونـحو ذلك، ولا يصح من أحدٍ أن ينفرد بجماعة منكم فيُسمى (أمير المؤمنين) وإنما أمير الجيش
أو الجند أو الغزو، فالولايات العامة مردّها إلى شورى المؤمنين لا إلى آحادٍ منهم، والألقاب استئثار تفضي إلى نزاع وقتال
وفتنة وشر، وإنما صحت الولاية الكبرى من النبي ﷺ لأنه ليس في الأرض مسلم سواه ومن معه، وليس في
الأرض خير من نبي ولا أحق بالأمر منه، فلو استأثر فهو نبي لا يرجع لأحدٍ ويرجع إليه كل أحد .

9---- لا يضرب بعضكم رقاب بعضٍ، فاتقوا الله في دمائكم، واحذروا مداخل الشيطان في تسويغ القتل وتبريره فتأخذوا أحداً بظن العمالة أو التجسس
أو التخذيل فالله حذر من الظنون التي تفسد أمر الأمة وتفرق شملها (اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم)
ولا تجوز طاعة أميرٍ في قتل مسلم معصوم ومن أُمر بحرام كقتل معصومٍ فلا تجوز طاعته ولا بيعته حتى بيعة قتال،
 ولو بايعه فبيعته منقوضة، ولا يجوز لأحدٍ أن يمتثل أمرًا ظاهره التحريم  حتى يتيقن من جوازه بعلمٍ وإن جهل سأل من يعلم،
حتى لا يلقى الله بدم أو مال حرام، فيُفسد آخرته بجهل أو تأويل غيره، فالله يؤاخذ كل نفس بما كسبت (كل نفس بما كسبت رهينةٍ)
ولا أعظم بعد الشرك من الدم الحرام .

تابع 9 ----

فقد صح من حديث ابن عمر، أن النبي ﷺ أمّر خالد بن الوليد إلى جذيمة فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون:

صبأنا، صبأنا، فأمر خالد بقتل أسراهم، فقال ابن عمر: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره،

قال: فقدموا على النبي ﷺ فذكروا له صنيع خالد، فقال النبي ﷺ ورفع يديه: (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد) مرتين .

فقد عصوا خالدًا لما اشتبه عليهم الأمر، وهذا في دماءِ من الأصل فيه الكفر فكيف بدم من الأصل فيه الإسلام ؟!

10 ----

عند النزاع انزلوا إلى حكم الله كما أمر الله (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله)
وقال: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)
فالنزول عند حكم الله إيمان والنفرة منه نفاق، وإن اختلف اثنان أو جماعتان فليتحاكموا
إلى ثالث من غيرهم، دفعاً لتهمة المحاباة، فقد ورد في الحديث عنه ﷺ قال: (لا تجوز شهادة خصم ولا ظنّين)
وفي الحديث الآخر: (لا تجوز شهادة ذي غمر (عداوة) لأخيه، ولا مجرب شهادة،
ولا القانع (أي التابع) لأهل البيت، ولا ظنين في ولاء ولا قرابة)
وقد جاء معناه من طرق متعددة يشد بعضه بعضاً، وهذا في الشهادة وفي القضاء من باب أولى

١١)

احفظوا ألسنتكم فإن الوقيعة في أعراض بعضكم تزيد من أحقادكم على بعضكم، فما يزال الواحد واقعاً
في عرض أخيه حتى يمتلىء قلبه حقدًا وغلاً عليه فيُصدّق فيه ظن السوء ويُكذّب فيه يقين الخير .



١٢)
أحسنوا الظن بالعلماء ورثة الأنبياء واحفظوا قدرهم بالرجوع إليهم والصدور عن قولهم،
وأحسنوا الظن بهم واحملوا أقوالهم على أحسن المحامل، فمدادهم في نصرة الحق أثرها عظيم
وقد جاء عن جماعة من السلف (مداد العلماء أثقل في الميزان من دماء الشهداء)

13)

لا تُرحم الأمة إلا إذا تراحمت فيما بينها، ومحبة الله للمجاهدين ونصرته لهم معقودة
برحمتهم بالمؤمنين وتواضعهم لهم، وعزتهم على الكافرين، فإن من صفات المجاهدين
ما ذكره الله في قوله تعالى
: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم).



ومن الله استمدوا النصر والعون هو المولى فنعم المولى ونعم النصير .



الشيخ عبدالعزيز الطريفي ١٧/ من ذي القعدة / ١٤٣٤ هـ
.

 

  الام العاملة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حکمة هي النجاح
نائب المدير العام
نائب المدير العام
حکمة هي النجاح

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


 الام العاملة Empty
مُساهمةموضوع: الام العاملة    الام العاملة I_icon_minitime17/3/2012, 4:52 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وأشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين

السلام عليکم أيها الاخوة الافاضل والاخوات الفاضلات

أولا أشيد علي يدي أختي الکبرى مٶمنة بالله لفتحها هذا المنتدى الذي يتناول الأوضاع المجمتع المسلم والاسرة المسلمة وبها بأذن الله نحاول أن نشارك کل منا بما لديه ليضفي على هذا القسم الطيب فائدة أخرى الطيبة ..أسأل الله تعالى أن لا يحرمکم أجورکم ولا يحرم أختنا العزيزة مٶمنة أجرها وکتبها لها في ميزان حسناتها اللهم آميين


موضوعنا سيکون بأذن الله عن عمل المرأة في خارج بيتها وما مدى حاجة الى ذلك وما تأثير ذلك عليها کشخص وکأنسانة ...الخ
وکذلك دورها في المجتمع ...وما هو رأي الشرع في عمل المرأة خارج الاطار بيتها
ونقاط مهمة جدا أتمنى أن تشارکونا بها وتدلونا بآرائکم وخبراتکم فيها ومن أهمها مدى مساعدة الرجل کزوج لزوجته العاملة وهل بمساعدته لها يعتبر ذلك تنازلا من حقوقه مثلا ..وما هو معنى القوامة في جاء بها شرعنا الحکيم ...
وبأذن الله سنقف على مسائل مختلفة فيما يتعلق بحياة المرأة المسلمة العاملة ونحاول شرحها وفهمها وذلك بمشارکتکم وتفاعلکم

کونوا معنا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حکمة هي النجاح
نائب المدير العام
نائب المدير العام
حکمة هي النجاح

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


 الام العاملة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الام العاملة    الام العاملة I_icon_minitime18/3/2012, 11:29 pm

السلام عليکم ورحمة الله وبرکاته

أيها الاخوة والاخوات الفاضلات ...

کتبت عنوان الموضوع ( الام العاملة ) ليس المرأة العاملة أو الزوجة العاملة وذلك لأني کنت أريد أن أنوه الى الفرق بين تعبيرين بل وفرق کبير جدا

فأن المرأة العاملة قد تکون فتاة توها تخرجت من الکلية ولا تتحمل مسٶليات کبيرة أو قد تکون تلك المرأة تعمل لساعات قليلة فقط لتقضي بها وقت فراغها ...والزوجة تعبير مشابه عندما لا تکون الزوجة ذات الاطفال ... فتقوم هي الاخرى بالعمل من باب تقوية الذات أو قضاء الوقت وليس بالضرورة لکسب القوت اليوم بجانب زوجها
أما الام العاملة فهناك نوعين أيضا
الام التي تخرج للعمل وتترك أطفالها للمربيات أو الخادمات وفي هذه الحالة تکون هي من الغنيات ولا تحتاج للعمل اصلا وإلا ما کان بأستطاعتها أستخدام الخادمات ودفع أيجارهن ...
والنوع الثاني هي الام الکادحة التي لا بد أن تساعد زوجها في کسب الرزق حلال أو قد تکون من أرملة وليس لها أحد يعيلها وأولادها ...أو زوجها مريض أو لسبب من الاسباب لا يستطيع أن يعمل أو يجد العمل فتضطر الأم أن تترك أولادها في البيت في ساعات النهار لکي تتمکن من أعالة عائلتها

وقبل أن أدخل في التفاصيل وأکتب رأي الخاص ...أضع لکم مقالا قرأته في صيد الفوائد والتي کتبته الکاتبة أسمها نهى قاطرجي ..وأتمنى أن تدلو برأيکم فيها
لأني أرى فيما کتبت كثير من الافکار التي تروادني فأستعنت بها وسأضيف عليها ما عندي بأذن الله بعد أن قرأتم مقالتها

تفضلوا


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حکمة هي النجاح
نائب المدير العام
نائب المدير العام
حکمة هي النجاح

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


 الام العاملة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الام العاملة    الام العاملة I_icon_minitime18/3/2012, 11:34 pm

معاناة ربة الأسرة العاملة
نهى قاطرجي

إن اختلاف النضوج العقلي بين الفتاة العاملة وربة الأسرة العاملة يجعل الحوار مع هذه الأخيرة أكثر عقلانية وتقبلاً للأفكار دون عصبية وتهور ، كما أن لاختلاف أهداف العمل بالنسبة للنوعين أثره في إنجاح هذا الحوار ،إذ أنه فيما تتعلق الفتاة - في بعض الأحيان - بالعمل لقتل الفراغ أو لتحقيق بعض الحرية في التحرك والخروج من المنزل ، أو رغبة في إثبات الذات عن طريق الاستقلالية المادية ، تتعلق الزوجة وربة الأسرة بوظيفتها تعلقاً معيشياً في كثير من الأحيان ، مع رغبة شديدة عند بعضهن في التخلي عن العمل والتفرغ لتربية الأولاد خاصة في سن الطفولة .
ومن أسباب الحديث عن معاناة الزوجة وربة الأسرة العاملة هو وجود الضائقة المادية التي طالت كثيراً من الناس ، وتركت أثراً على نفسية المرأة العاملة التي زاد حملها وكُلفت بمهام لم تعهدها من قبل .

ومن الصور التي تحكي عن هذا الواقع ولا يخلو منها أي مجتمع سواء كان قروياً أو مدنياً، الصور التالية :

-1- صورة الأم العاملة التي تضطر لترك أبنائها وحدهم في المنزل منذ الصباح الباكر ، مما يجعلهم – على صغر سنهم في بعض الأحيان - يواجهون أحداث النهار منفردين ، ومما يحكى في هذه المجال قصة تلك الأم التي اضطرت إلى العودة إلى المنزل مسرعة بسبب الحريق الذي شبَّ في بيتها وأتى على محتوياته كلها بما فيه أولادها الثلاث الذين قضوا وهم يتمسكون بالباب المقفل محاولين الفرار .


-2- صورة المرأة التي تعمل منذ ساعات الفجر الأولى وحتى ساعة متأخرة من الليل كي تساهم في تأمين الدخل الكافي للأسرة ، ولا تنتهي معاناتها عند هذا الحد بل تعود إلى المنزل بعد يوم شاق لتجد زوجها وأولادها في انتظارها ، هذا الانتظار الذي لا يخلو من تذمر ورفض ، وإشعار بالتقصير في الواجبات المنزلية ، فالبيت لا يوجد فيه طعام ، والبيت يحتاج إلى ترتيب والأولاد لم يبدؤوا بدراستهم بعد ، الكل في انتظارها لكي تقوم بما لا يستطيع أحد غيرها القيام به !!!



-3- صورة الزوج الذي يقوم بشؤون البيت والأولاد، بينما تذهب زوجته إلى العمل صباحاً وتعود مساءً لتجد اللقمة الطيبة والثياب النظيفة ، وأسباب هذا الوضع تتعدد منها : تفوق راتب الزوجة عن راتب الزوج ، طرد الزوج من العمل نتيجة الضائقة الاقتصادية وعدم إيجاده لوظيفة أخرى ، مما يضطره إلى الاعتماد على وظيفة زوجته فترة طويلة ، ومما يحكى في هذا المجال قصة تلك العروس التي ما أن انتهى شهر عسلها حتى طرد زوجها من عمله واضطرت إلى تولي مسؤولية الإنفاق على أسرتها .
إن السؤال الذي يتردد في الأذهان بعد عرض لهذه الصور ، ما هي الآثار الجسدية والفكرية المترتبة على ازدواجية عمل المرأة ؟ وهل عمل المرأة تحت هذه الظروف نعمة أم نقمة ؟

في البدء لا بد من الإشارة إلى أن مناقشة شرعية عمل المرأة ليس هنا مجال بحثه خاصة أن عمل المرأة في بعض الحالات يعتبر حاجة وضرورة لبقاء الأسر وتأمين معيشتها خاصة في حال فقد المعيل ، ولكن الحديث يتناول ذكر بعض الأضرار التي لحقت بالمرأة وأسرتها من جراء خروجها إلى العمل ، هذا الضرر الذي يخشى أن يترك أثراً على الأجيال المقبلة والذي يمكن أن يلاحظ عند الاطلاع على أحوال المرأة العاملة الغربية التي مرت بالطريق نفسه التي تمر به المرأة العربية اليوم ، حتى إن كثيرات من النساء الغربيات بدأن يطالبن بعودة المرأة إلى البيت .


ومن ابرز الأضرار التي يمكن استنتاجها ما يلي :


-1- عدم تنازل الرجل عن أي حق منحه إياه الشرع أو العادة أو التقليد ، لذلك فهو يرفض أن يقوم بأي عمل قد لا يتناسب معه ، لهذا تجد المرأة نفسها "تعيش عبء خيارها العمل المزدوج لوحدها ولا تحصل على دعم الرجل أو على دعم المجتمع " .
وهذا الرفض للتعاون قد يكون إرادياً يفعله الرجل عن رغبة وتصميم ، كما قد يكون لا إرادياً وذلك عندما يطال المهمات التي هي أصلاً من اختصاص الزوجة كما حددتها طبيعتها الجسدية كالحمل والإرضاع والاهتمام بالأطفال .

أما عدم التعاون الإرادي فحجة الرجل فيه هو قول الله سبحانه وتعالى : " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على البعض " ، النساء ، 34.

مع أن هذا التفضيل الذي جاءت به الآية إنما هو ناتج عن قيام الرجال بالذب عن النساء "كما تقوم الحكام والأمراء بالذب عن الرعية ، وهم يقومون أيضاً بما يحتجن إليه من النفقة والكسوة والمسكن …

وقد استدل جماعة من العلماء بهذه الآية على جواز فسخ النكاح إذا عجز الزوج عن نفقة زوجته وكسوتها ، وبه قال مالك والشافعي وغيرهما " ، الشوكاني، فتح القدير ، ، ج1 ، ص517.

إلا أن بعض الأزواج يجهلون مفهوم القوامة ويربطونها فقط بالرجولية ، فلا ينظر هذا الزوج إلى تقصيره في القيام بواجباته الزوجية ، إنما ينظر فقط إلى حقوقه والتي من أبرزها السمع والطاعة .


ومما يبعث على الخوف من تفاقم هذه الحالة هو وجود النموذج الحي التي تقتفي المرأة العربية أثره، وهو نموذج الزوجة الغربية التي تشير أخبارها إلى مدى القهر والاستبداد الذي يمارسه الزوج عليها حيث يجبرها على العمل خارج المنزل وداخله دون الاهتمام لنوعية العمل الذي تقوم به ، " فإن ضاقت بذلك ذرعاً وأعلنت احتجاجها على هذا الظلم ، أحيلت إلى قطيع النساء المطلقات ، بعد أن تنال نصيبها الأوفى في الإيذاء والضرب " .

وقد أدى الأمر ببعض الدارسات اللواتي يدعين المحافظة على حقوق المرأة أن يتخوفن من هذه النقطة ، إذ أدركن أن القوانين التي يمكن أن تسن لصالح المرأة لا فائدة منها إذا لم تقترن بتصحيح للذهنية السائدة ، لذلك قالت إحداهن : إن خروج المرأة إلى العمل في ظل هذه الظروف يؤدي " إلى أن يتضاعف الاستغلال الواقع عليها وبدلاً من أن تكون " أداة " للعمل داخل البيت فحسب ، تصبح بالإضافة إلى ذلك أداة للعمل خارج البيت ولحساب زوجها " ، فريدة بناني، حق تصرف الزوجة في مالها ، ص83.


-2- خسارة المرأة لراحتها واستقرارها داخل البيت مع زوجها وأولادها حيث يسود جو مشحون بالتوتر واللوم نتيجة تقصيرها في واجباتها العائلية ، هذا التقصير الذي لا يخفف منه الاستعانة بالخادمات والمربيات اللواتي يزدن من إحساسها بتأنيب الضمير كونها تترك لهن مهمة تربية الأولاد والاهتمام بهن .


وقد عبرت إحدى النساء عن مشاعر الإحساس بالذنب قوية تجاه أطفالها ناجم عن ضيق في دورها الأسري والذي يخشى من نتائجه التربوية السلبية التي يمكن أن يتعرض لها الأبناء بناءً على تأثيرات الإعلام والتربية العلمانية المغربنة التي لا تملك أن تضبطها .
ولهذا تخشى هذه الأم أن تخسر أبناءها وتذهب تضحيتها أدراج الرياح ، فلا تجد في شيخوختها ابناً باراً أو ابنة مُحبة ،
لأن من الأسباب الموجبة لبر الأم والإحسان إليها الحمل والفصال والتربية والإشراف ، فقد قال تعالى :

" ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهـراً" ، الأحقاف 15.

فهل تقوم الأم العاملة اليوم بواجب الرضاعة لأكثر من أربعين يوماً ؟ وهل تقوم هذه الأم بواجب العناية بأبنائها ومراقبة نموهم والسهر على راحتهم ؟ أم أن هذا الأمر أصبح من اختصاص الخادمة أو دور الحضانة ؟ فهل إذا كَبِرَ هذا الطفل (طفل الهمبرغر) تستطيع أمه أن تطالبه بحقها في الرعاية والاهتمام ؟

تنفيذاً لقوله تعالى : " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً " ، الإسراء، 23.

أم أنه سيترك أمه لدُور العجزة كما تركته هي فيما مضى لدور الحضانة ! السؤال يحتاج إلى جواب…

إن ما ورد هو ذكر لبعض الأضرار التي تطال الزوجة والأم العاملة ، أما الحديث عن آثار هذا العمل على المجتمع فهي متعددة ولعلّ أهمَّها استيلاء كثير من النساء على وظائف كان من الممكن أن يستفيد منها رجال مسؤولون عن عائلات ، أو شباب يحتاجون إلى بناء أسر وتكوين عائلات.

إن قضية عمل المرأة تحتاج إلى وعي للمشكلة القائمة ، إذ أن هذه القضية تواجه تبايناً كبيراً في الرأي حتى في صفوف النساء أنفسهن ، ففيما تتمسك كثيرات من النساء بعملهن ويعتبرنه منفساً يهربن منه من مصاعب الحياة ، حيث تقول إحداهن : " مهما تكدّست مشاكلي فسوف اخرج في اليوم التالي ، أذهب لأرى الناس ، حيث أحسّ بقيمتي وبموقعي العام " ، تقوم كثيرات منهن بالدعاء على أول امرأة تركت منزلها وفتحت الباب لخروج المرأة إلى العمل .

بناء على ما تقدم عبَّر أحد المرشدين الاجتماعيين عن حيرته في هذا المجال إذ لمس أنه على رغم كَون عمل المرأة وقعودها في البيت يعتبر آلة لتفريغ المشاكل النفسية ، إلا أنه لم يجد أن عملها المهني الذي يزيد من أعباءها قد يوفر لها حلاً لهذه المعضلة .


فلهذا من الضروري للمرأة والمجتمع أن يُعمل على إيجاد الحلول المفيدة لمشكلة عمل المرأة ، ومن هذه الحلول ما يمكن أن ينفذه الزوجان المعنيان بالأمر، عبر تفاهمهما حول هذا الموضوع ،إذ أنه إذا كان عمل المرأة ضروري لتأمين الدخل الكافي للأسرة ، فعلى الزوجين أن يتعاونا لسدّ الفراغ الذي يتسبب به غياب الزوجة الطويل عن المنزل ،

فإن في قيام الزوج ببعض الأعمال المنزلية ، وفي مساعدته في تدريس الأولاد إشاعة لروح التعاون في البيت ، واستبدال لأجواء المشاحنة والبغضاء بأجواء السكن والمودة التي لا بد منهما للمحافظة على الاستقرار الأسري .

ومن هذه الحلول ما يؤمل تنفيذه من أجل تحسين وضع المرأة العاملة بشكل علم كتوظيف من تحتاج منهن إلى العمل بوظيفة يمكنها القيام بها في منزلها أو تأمين راتب شهري لربة البيت التي فقدت معيلها يدفع عنها ذُلّ العوز والسؤال ، خاصة أن الراتب الذي يمكن أن تتقاضاه في الخارج في أغلب الأحيان يكون زهيداً مقارنة بالجهد الذي تبذله ، أو إيجاد فرص عمل خاصة بالنساء كإيجاد الأسواق والمستشفيات النسائية التي يمكن أن تسد حاجة اقتصادية كما أنها تساهم في التقليل من المخالفات الشرعية ، ويمكن أن تتخلى كثيرات من الفتيات عن أعمالهن لعدم وجود فرص الاختلاط المتوافرة حالياً .

وفي الختام السؤال الأكبر : هل ما نتمناه يتمناه سوانا ؟ وهل ما ندعو إليه مستحيل في ظل مجتمع تكثر فيه التناقضات حتى في البيت الواحد ؟


السؤال ينتظر الجواب



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
Anonymous



 الام العاملة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الام العاملة    الام العاملة I_icon_minitime20/3/2012, 12:22 pm

اقتباس :
وفي الختام السؤال الأكبر : هل ما نتمناه يتمناه سوانا ؟ وهل ما ندعو إليه مستحيل في ظل مجتمع تكثر فيه التناقضات حتى في البيت الواحد ؟

ساجيبك اختي عن قريب

بوركت والله على هذا الموضوع القيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الام العاملة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حكمة الام
» بشرى: رجل يؤتيه الله الملك هذا العام بإذنه ويحكم بالعدل
» فوائد ميز الله بها حليب الام عن غيره

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المؤمنين والمؤمنات :: {{{{{{{{{{منتدى المؤمنات العام}}}}}}}}}} :: {{{قسم المؤمنات العام}}}-
انتقل الى: