منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المؤمنين والمؤمنات

-- قال صلى الله عليه وسلم وايم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها و نهارها سواء “
 
الرئيسيةاليوميةالأحداثمكتبة المنتدىالمنشوراتس .و .جبحـثالتسجيلدخولاالمواضيع اليوميه النشيطه
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ
فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }. ...
فهذه رسالة مختصرة إلى أهل الثغور في الشام،
وكما لهم حق النصرة فلهم حق النصيحة، فأقول:١
1--
عليكم بالاجتماع، فإن لم تجتمعوا على كمالٍ في الحق فلا تتفرقوا
بسبب نقص بعضكم، لا تفرقكم بدعة ومعصية فإنكم تقابلون كفرًا،
فقد اجتمع المسلمون على قتال العبيديين وقائدهم خارجي،
وقاتل ابن تيمية التتار ومعه أهل بدع.




٢---
بالفرقة تُهزم الكثرة، وبالاجتماع تنصر القلة، ولن تنتصروا حتى تقتلوا هوى النفس قبل قتل العدو، فالهوى يقلب موازين العداوات فتنتصر النفوس لهواها وتظن أنها تنتصر لربها،
وقليل الذنوب يُفرق القلوب، قال النبي ﷺ: (لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم) لم يمتثلوا باستواء صفوف الصلاة فتسبب بانـحراف القلوب،
فكيف بانـحراف صفوف الجهاد ولقاء العدو، فإن اختلفت القلوب فالتمسوا سبب ذلك في سوء الأعمال .


3---- إنكم في مقام اصطفاء ومقام ابتلاء، فمن أعلى مراتب الجنة جُعلت لمقاتلٍ قاتل لله، وأول مَن تُسَّعَر بهم النار مقاتل قاتل لهواه . ٤)---- إياكم وحب الاستئثار بالأمر وقد حذّر النبي ﷺ من (الأثَرَة) فاجعلوا همّكم نصرة الدين لا صدارة حزب وجماعة .

٥) ----
لا تخدعكم الألقاب فتوالوا لها وتعادوا عليها، فالله لا ينظر إلى ألويتكم وراياتكم وأسماء جماعاتكم، بل ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم،
لا تختصموا على اسمٍ فمهما بلغت أسماؤكم شرفاً فلن تكون أعظم شرفاً من كلمة (رسول الله) حيث محاها رسول الله بيده من صلح الحديبية
عندما نازعه المشركون عليها وذلك حتى يُمضي الحق وصالح الأمة .

٦)
----



العبرة بأعمالكم، فما ينفع (حزب الله) اسمه عند الله

٧)
 
لا يجوز لأحدٍ أن يجعل جماعته وحزبه قطبَ رحى الولاء والعداء، فلا يرى البيعة إلا له ولا يرى الإمارة إلا فيه،
ومن رأى في نفسه ذلك من دون بقية المسلمين فهو من الذين قال الله فيهم (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء)
قال ابن عباس لما قرأ هذه الآية: أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم
إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله
وبالاختلاف والتنازع يذهب النصر (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) قال قتادة: لا تختلفوا فتجبنوا ويذهب نصركم .
٨) ---
لا يصح فيكم اليوم وأنتم في قتال وجماعات أن ينفرد أحدٌ ببيعة عامة يستأثر بها ولوازمها عن غيره وإنما هي بيعة جهاد
وقتال وثبات وصبر وإصلاح ونـحو ذلك، ولا يصح من أحدٍ أن ينفرد بجماعة منكم فيُسمى (أمير المؤمنين) وإنما أمير الجيش
أو الجند أو الغزو، فالولايات العامة مردّها إلى شورى المؤمنين لا إلى آحادٍ منهم، والألقاب استئثار تفضي إلى نزاع وقتال
وفتنة وشر، وإنما صحت الولاية الكبرى من النبي ﷺ لأنه ليس في الأرض مسلم سواه ومن معه، وليس في
الأرض خير من نبي ولا أحق بالأمر منه، فلو استأثر فهو نبي لا يرجع لأحدٍ ويرجع إليه كل أحد .

9---- لا يضرب بعضكم رقاب بعضٍ، فاتقوا الله في دمائكم، واحذروا مداخل الشيطان في تسويغ القتل وتبريره فتأخذوا أحداً بظن العمالة أو التجسس
أو التخذيل فالله حذر من الظنون التي تفسد أمر الأمة وتفرق شملها (اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم)
ولا تجوز طاعة أميرٍ في قتل مسلم معصوم ومن أُمر بحرام كقتل معصومٍ فلا تجوز طاعته ولا بيعته حتى بيعة قتال،
 ولو بايعه فبيعته منقوضة، ولا يجوز لأحدٍ أن يمتثل أمرًا ظاهره التحريم  حتى يتيقن من جوازه بعلمٍ وإن جهل سأل من يعلم،
حتى لا يلقى الله بدم أو مال حرام، فيُفسد آخرته بجهل أو تأويل غيره، فالله يؤاخذ كل نفس بما كسبت (كل نفس بما كسبت رهينةٍ)
ولا أعظم بعد الشرك من الدم الحرام .

تابع 9 ----

فقد صح من حديث ابن عمر، أن النبي ﷺ أمّر خالد بن الوليد إلى جذيمة فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون:

صبأنا، صبأنا، فأمر خالد بقتل أسراهم، فقال ابن عمر: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره،

قال: فقدموا على النبي ﷺ فذكروا له صنيع خالد، فقال النبي ﷺ ورفع يديه: (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد) مرتين .

فقد عصوا خالدًا لما اشتبه عليهم الأمر، وهذا في دماءِ من الأصل فيه الكفر فكيف بدم من الأصل فيه الإسلام ؟!

10 ----

عند النزاع انزلوا إلى حكم الله كما أمر الله (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله)
وقال: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)
فالنزول عند حكم الله إيمان والنفرة منه نفاق، وإن اختلف اثنان أو جماعتان فليتحاكموا
إلى ثالث من غيرهم، دفعاً لتهمة المحاباة، فقد ورد في الحديث عنه ﷺ قال: (لا تجوز شهادة خصم ولا ظنّين)
وفي الحديث الآخر: (لا تجوز شهادة ذي غمر (عداوة) لأخيه، ولا مجرب شهادة،
ولا القانع (أي التابع) لأهل البيت، ولا ظنين في ولاء ولا قرابة)
وقد جاء معناه من طرق متعددة يشد بعضه بعضاً، وهذا في الشهادة وفي القضاء من باب أولى

١١)

احفظوا ألسنتكم فإن الوقيعة في أعراض بعضكم تزيد من أحقادكم على بعضكم، فما يزال الواحد واقعاً
في عرض أخيه حتى يمتلىء قلبه حقدًا وغلاً عليه فيُصدّق فيه ظن السوء ويُكذّب فيه يقين الخير .



١٢)
أحسنوا الظن بالعلماء ورثة الأنبياء واحفظوا قدرهم بالرجوع إليهم والصدور عن قولهم،
وأحسنوا الظن بهم واحملوا أقوالهم على أحسن المحامل، فمدادهم في نصرة الحق أثرها عظيم
وقد جاء عن جماعة من السلف (مداد العلماء أثقل في الميزان من دماء الشهداء)

13)

لا تُرحم الأمة إلا إذا تراحمت فيما بينها، ومحبة الله للمجاهدين ونصرته لهم معقودة
برحمتهم بالمؤمنين وتواضعهم لهم، وعزتهم على الكافرين، فإن من صفات المجاهدين
ما ذكره الله في قوله تعالى
: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم).



ومن الله استمدوا النصر والعون هو المولى فنعم المولى ونعم النصير .



الشيخ عبدالعزيز الطريفي ١٧/ من ذي القعدة / ١٤٣٤ هـ
.

 

 مناقشة موضوعية للنموذج التركي .. الدكتور إياد قنيبي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أم طيبة
عضو فعال
عضو فعال
أم طيبة

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


مناقشة موضوعية للنموذج التركي .. الدكتور إياد قنيبي  Empty
مُساهمةموضوع: مناقشة موضوعية للنموذج التركي .. الدكتور إياد قنيبي    مناقشة موضوعية للنموذج التركي .. الدكتور إياد قنيبي  I_icon_minitime12/11/2013, 11:28 pm

:بسمله: 


 السلام عليكم

1. هل التجربة التركية ناجحة؟

2. هل من العدل أن ننكر إنجازات أردوغان؟

3. هل تدل إنجازاته على صحة منهجه؟

4. ألا يمكن اعتبار إنجازاته خطوة على طريق التمكين للدين؟

5. لماذا يتقبل النظام الدولي النموذج التركي؟

6. هل تحلَّل الاقتصاد التركي من المنظومة الرأسمالية؟

7. أليس أردوغان أفضل من حكام المسلمين؟


[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبد الرحمن الناصر
عضو فعال
عضو فعال
avatar

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


مناقشة موضوعية للنموذج التركي .. الدكتور إياد قنيبي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مناقشة موضوعية للنموذج التركي .. الدكتور إياد قنيبي    مناقشة موضوعية للنموذج التركي .. الدكتور إياد قنيبي  I_icon_minitime13/11/2013, 1:01 am

 إجابة على الأسئلة السابقة أختي الكريمة
1- هل التجربة التركية ناجحة ؟
نعم هي ناجحة في كل مجالات الحياة وخاصة في تدمير تعاليم الاسلام
2- هل من العدل أن ننكر إنجازات أردوغان ؟
كلا ليس من العدل أبدا و خاصة إنجازاته في تمييع الدين و خلق جيل فاسد
3- هل تدل إنجازاته على صحة منهجه ؟
منجهه هو شراء الدنيا بالدين فاحكم بنفسك
4- ألا يمكن اعتبار إنجازاته خطوة على طريق التمكين للدين ؟
يمكن اعتبار إنجازاته خطوة على طريق كل شيء إلا الدين و بخاصة ذلك الفيلم
الذي أنتج في زمانه عن فتح القسطنطينية و الذي يعتبر تمويله أكبر تمويل
لفيلم أنتج في تاريخ السينما التركية و الذي يظهر جيش محمد الفاتح
رحمه الله تعالى و الذي مدحه الرسول
صلى الله عليه و سلم بقوله :
(لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش )
فجعلوا من بعض جيشه في هذا الفيلم الزناة و العصاة و الهالكين 
هذا و غير ذلك من انتشار الفسق و الفجور و الزنا في زمانه
و المسلسلات التي تدعو إلى الرزيلة علانية من دون خوف و لا وجل من
رب العالمين
تعالى الله عما يشركون علوا كبيرا
أخيرا النموذج التركي هو نموذج يهودي بامتياز
و أردوغان و حكام المسلمين من طينة واحدة
إلا أن أردوغان سعى إلى بناء الدنيا و تستر باسم الدين
أما حكام المسلمين فهم لا علاقة لهم بالاسلام أصلا
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم طيبة
عضو فعال
عضو فعال
أم طيبة

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


مناقشة موضوعية للنموذج التركي .. الدكتور إياد قنيبي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مناقشة موضوعية للنموذج التركي .. الدكتور إياد قنيبي    مناقشة موضوعية للنموذج التركي .. الدكتور إياد قنيبي  I_icon_minitime13/11/2013, 11:38 pm

تفريغ للكلمة اعلاه



 السلام عليكم ورحمة الله.
النموذج التركي وتجربة أردوغان...هل هي تجربة ناجحة تدل على صحة مشاركة المسلمين السياسية في الأنظمة الوضعية؟
...
هذه الكلمة إخوتي ليست للعاطفيين الذين جاؤوا ليروا إن كنت أكره أردوغان أم أحبه. وإنما هي مناقشة لمنهج حزب العدالة والتنمية التركي الذي يراه البعض قدوة لمن أراد إصلاح أوضاع الأمة.

وسنجعل نقاشنا على شكل نقاط:
أولا: هل التجربة التركية ناجحة؟
قبل الجواب نقول: ما الذي يقصده السائل بالنجاح؟

إن كان يقصد رفع مستوى المعيشة الاقتصادية فلا شك أن هذا قد تحقق في ظل أردوغان وحزبه، وقد تحقق كذلك في اليابان والصين وألمانيا بقيادات بوذية ولادينية ونصرانية.

لذا، فليس الرفاه الاقتصادي دليلا على صحة المنهج، وفي الوقت ذاته لا ينبغي أن نتكلف في إنكار هذا الرفاه لنثبت الخلل في المنهج، إذ لا تلازم بينهما.

إن كان الحديث عن رد بعض الحقوق إلى أهلها كالمال العام وحق المرأة المسلمة في أن تلبس الحجاب فنَعَم، حقق أردوغان وحزبه ذلك. وقد حققه أيضا قادة نصارى ولا دينيون في أوروبا. فالأندلس التي عاشت عقودا من محاكم التفتيش يوجد بها الآن مسلمون يمارسون عباداتهم علنا.

فليست إتاحة بعض الحريات الدينية دليلا على صحة المنهج، وفي الوقت ذاته ليس من حقنا أن ننكر فائدة هذه الحريات ونقلل من قيمتها لإثبات الخلل في المنهج، ليس من حقنا ولا نحن ملزمون به ولا مضطرون إليه أصلا.

ثانيا إخوتي: هذه الإنجازات التي أنجزتها حكومة أردوغان جزء منها ناتج عن مقومات جعلها الله أسبابا لنهضة أي مشروع، إسلامي أو غير إسلامي، وسواء أخذ بهذه الأسباب المسلمون أو غيرهم. منها البراعة في العلوم الأرضية التي يحتاجها الناس والإدارة والتخطيط والعمل الدؤوب، والصفات الشخصية القيادية من نزاهة وصدق وتسامح وحزم ونظافة يد وغيرها.

لذا فقولنا بحرمة المشاركة في الأنظمة الوضعية القائمة لا يعني إنكارنا لوجود هذه المقومات الجيدة في التجربة التركية. وفي الوقت ذاته، لا ينبغي نسبة إنجازات التجربة التركية كلها إلى المشاركة السياسية. بمعنى أن استنتاجنا لا ينبغي أن يكون كالتالي: (سبب "نجاح" حزب أردوغان هو تبنيهم للديمقراطية)، بل: (هذا الحزب الذي تبنى الديمقراطية أخذ بأسبابٍ نافعة لأي مشروع فينبغي للمشروع الإسلامي الأخذ بها استجابة لله تعالى الذي أمر بالأخذ بالأسباب).

ثالثا إخواني: نحن المسلمين نؤمن بأننا في هذه الأرض لمهمة، فلا نُعرف النجاح كما يعرفه من لا يؤمن إيماننا. بل بما عرفها الله تعالى به إذ قال: ((إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52) )) (النور).
فالفلاح والفوز إنما يكونان في الاحتكام الكامل والطاعة المطلقة لله ورسوله، بما فيه طريقة التغيير والإصلاح والنهضة بالأمة. لذا فحتى نعرف إن كانت التجربة التركية ناجحة أو غير ناجحة نحتاج أن نرى إن تحققت فيها هذه الشروط أم لا.

حزب العدالة والتنمية انخرط في نظام الحكم بتركيا وقدم في سبيل ذلك ضمانات المحافظة على علمانية الدولة. وهو بالأصح علمنَ الدولة. فالدولة التركية لم تكن في حكم العسكر علمانية بالفعل بل معادية للإسلام بخصوصٍ ومانعة للمسلمين من ممارسة شعائرهم الدينية الشخصية كالحجاب. جاءت حكومة أردوغان لتعامل الإسلام كباقي الأديان في تركيا ولتتيح للمسلمين ممارسة شعائرهم التعبدية الشخصية، أي لتحقق العلمانية بمفهومها الأصلي من فصل الدين عن الدولة دون منع للشعائر التعبدية الشخصية إلا ما تعارض منها مع قوانين الدولة. وكان في ذلك شيء من التنفيس عن المسلمين.

لكن هذا الوضع ليس إسلاميا، ولا شبه إسلامي، بل هو وضع علماني بحت، شكْل من أشكال الحيود عن جعل الأمر كله لله. أردوغان يكرس هذا الوضع غير الشرعي الأقل وطأة من حكم العسكر ويتبناه ويروج له ويشجع الشعوب عليه كهدف نهائي مثالي. وقد نص على ذلك في كلمته بالقاهرة بعد أحداث يناير أن "تركيا دولة حقوق وعلمانية وديمقراطية وأنها تطبق مبدأ العلمانية وتقف على قدم المساواة من كل الأديان"...وحث المكلفين بكتابة الدستور في مصر أن يجعلوا الدستور يقف على "مسافة واحدة" من كل الأديان، أي جعل أمر الله ودينه الحق مثل أمر البشر وأديانهم المحرفة الباطلة. ونص على مثله في مؤتمر السوق الإسلامية المشتركة بتصريحه أن أي مشروع يقوم على أساس ديني أو عرقي فهو مشروع محكوم عليه بالفشل. فهو يروج للعلمانية الحقيقية طواعية دونما إكراه، ويقر هو وحزبه كليات باطلة شركية من أجل منافع جزئية، فيشتركون في حكم يجعل التشريع للبشر من دون الله، حكم يرفض قاعدة ((إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) )).

أردوغان مساحة تغييره سلوكية لا قيمية، فهو لا يمس بقيمة الدولة الرئيسية (العلمانية). ومعلوم أن القيم هي أعمق ما في النظم السياسية، وتغييرها هو المعنى الحقيقي لتغيير النظام. إلا أن أردوغان لم يتبن الشريعة كمنظومة قيمية مكتملة تؤدي لتغيير شكل النظام وبالتالي التأثير على مصالح النظام الدولي. وهذا ما تفهمه مراكز التخطيط الاستراتيجي الأمريكية جيدا. فقد نصت مؤسسة راند في دراسة لها مدعومة من وزارة الدفاع الأمريكية بعنوان:
The Rise of Political Islam in Turkey
أي (صعود الإسلام السياسي في تركيا) على أن حزب العدالة والتنمية لا يحاول إقامة الشريعة في تركيا. وهذا يفسر تقبل الغرب لهذا النموذج في دولة مؤثرة كتركيا في الوقت الذي لا يتحمل فيه الغرب أي نموذج يسعى إلى التفلت من قواعد اللعبة الدولية ولو كان في دولة فقيرة بأقاصي إفريقيا أو آسيا بل يسعى إلى تقويضه سريعا كما حصل في مالي والصومال وأفغانستان.

لم يتنازل أردوغان عن أصول كلية فحسب، بل حتى إنجازاته سار فيها مسارا متحللا من الشريعة. فالرفاه الاقتصادي التركي جزء منه ناتج عن النزاهة ومحاربة الفساد وحسن الإدارة كما قدمنا، لكنه مبني على أساس رأسمالي فاسد، يعتمد على الديون الربوية التي استدانتها حكومة أردوغان وعقود غير شرعية لا تلتزم بشروط الشركات في الإسلام ولا تمتنع عن أي محظور كتأجير شواطئ تركية للسياحة العارية.

وما لا يعلمه الكثيرون أن تركيا إنما سددت ديون صندوق النقد، وإلا فإن الدين الكلي على تركيا الآن قد بلغ 367,343 مليون دولار (أي حوالي 367 مليار) حسب الـ(Public Dept Management Report) وهو أضعاف ما كان عليه قبل حكومة العدالة والتنمية. وإنما يُعتبر الاقتصاد التركي ناجحا بالمقياس الرأسمالي لأن مستوى النمو الاقتصادي والناتج القومي يواكب هذه الديون وما يترتب عليها من ربويات. فهو اقتصاد قوي، لكنه معتمد على أسس الرأسمالية بشكل كامل.

بهذا التعريف فليست تجربة أردوغان وحزبه ناجحة. لأنه يضيع أصولا من أجل فروع. والحكم عليها بالنجاح يقتضي أنه لو عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشترك في دار الندوة بمكة ويقر قريشا على ما هي عليه مقابل التخفيف عن أتباعه المستضعفين لقبل، حاشاه عليه الصلاة والسلام.

ليست مشكلتنا في أنه لا زال هناك فساد لم يقض عليه أردوغان أو أنه لم يصل إلى إقامة الدين بشكل كامل كما يظن البعض، بل مشكلتنا في أن طريقته فيها نقض لأهم قواعد الدين ابتداء, وهو جعل التشريع لله واعتزال كل نظام يقوم على غير هذا الأساس بل والسعي إلى تغييره. ثم وسائله أيضا ملتزمة بالمنظومة الرأسمالية المناقضة للإسلام.

وحقيقةً إخواني، لن يتفهم هذا الكلام إلا من عظُم في قلبه مقدار التوحيد. أما من غلب عليه الافتتان بالرفاه الاقتصادي والتسهيل على المسلمين في شؤونهم الشخصية فسيراها مبررة للتضحية بتوحيد الله في التشريع والاحتكام في الحياة كلها لأمره تعالى.

رابعا: سيقال إن الحريات والقوة الاقتصادية التي حققها حزب العدالة والتنمية هي خطوة ممهدة لإقامة دين الله تعالى. والجواب من وجوه:
- فأولا: إنما نحن مكلفون بالطاعة وحسن الاتباع لا بالسعي إلى التمكين ولو بطرق محرمة. قال تعالى: ((وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا)). نحن مأمورون بأن نكون من الذين ((آمنوا وعملوا الصالحات))، ومن ذلك عدم اتخاذ أية وسيلة محرمة للتمكين. وحينئذ، فالتمكين مضمون من الله تعالى، تمكين حقيقي لا مجرد حريات دينية جزئية.
- بل تمكين تنعتق فيه البلاد من الاستعباد للنظام الدولي، لا أن تبقى تركيا رهينة الاقتصاد الرأسمالي وشريكة في الحرب على "الإرهاب" وحلف شمال الأطلسي المحتل لأفغانستان، وتعتبرها مراكز التخطيط الغربية نموذجا للإسلام المعتدل المتوائم مع العلمانية والديمقراطية ينبغي تشجيعه وجعله قدوة للشعوب الإسلامية منعا لتنامي الإسلام "المتطرف" كما في الدراسة المذكورة (صعود الإسلام السياسي في تركيا).
- تمكين يكون بمقدور المسلمين فيه نصرة المستضعفين كما في سوريا نصرة حقيقية، لا أن تمر السنين والمسلمون يُذبحون على الناحية الأخرى من الحدود.
- تمكين لا نجد فيه شواطئ العراة بمرمريس والعلاقات الاقتصادية الحميمة مع ما يسمى بدولة إسرائيل على الرغم من التصريحات الإعلامية.

- ثانيا: على فرض أن ما حققه أردوغان سيمهد قدَرا بالفعل للتمكين، فليس هذا دليلا على صحة منهجه الديمقراطي. نَصَر أبو طالب من قبلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكنه من نشر دعوته وكف أذى المشركين عنه. فهل يعني هذا صحة ما كان عليه أبو طالب من شرك؟ وهل دعا رسول الله عمه للبقاء على شركه ليشكل له غطاء يتقبله المشركون وهم يرونه يسجد لأصنامهم أم أنه دعاه حتى آخر لحظة من حياته للإسلام؟

وهل لو علم رسول الله أن بقاء عمه على شركه أنفع لدعوته فإنه كان سيكف عن مطالبته بالإسلام.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر وبأقوام لا خلاق لهم)).
ليس هذا مقام وصف أردوغان بالفاجر أو بغيره، ولا يعني هذا مساواة أبي طالب بأردوغان الذي يستعلن بانتسابه إلى الإسلام، وإنما التدليل على قاعدة: أن وجود عواقب حسنة في المآل ليس دليلا على صحة المسلك.

- ثالثا إخواني: هناك أمور نفرح بها قدرا ولا نرضى بمسبباتها شرعا. وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم أدى إلى شيء من التنفيس عن المسلمين والحد من سلطات المعادين الصرحاء للإسلام، وهذه نتائج نفرح بها قدرا، وقد يكون لها دور في تهيئة الأجواء لدعوة نقية وتمكين حقيقي مستقبلا. لكن هذا لا يعني إقرار الحزب على مشاركته في الحكم الوضعي ولا إعانته على ذلك.

ختاما إخواني، سيقول قائل: أليس أردوغان أفضل من حكام المسلمين؟
أعلم أن حكام المسلمين جمعوا إلى مشاكل أردوغان المذكورة الخيانة والعمالة الصريحة والخسة والظلم المبين والفساد وحرب الدين. وإن كنا ندعو لأردوغان بالهداية فإنا ندعو على هؤلاء بالهلاك. لكننا نتحدث عن النموذج التركي لأن الناس افتتنوا به وتلوثت عقائدهم بحيث رضوا بقلوبهم وألسنتهم بمنهجه المناقض للإسلام على اعتبار أنه مرحلة للوصول إلى الإسلام، ثم إذا منهم من يرتضي منهجه وديمقراطيته وعلمانيته كهدف نهائي بديل أصلح لهذا الزمان من النظام الإسلامي الأصيل! نتحدث عنه لأنه يعطي لهم أملا وهميا في اتخاذ طرق للإصلاح تحيد عن أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم.
نسأل الله أن يهديهم وأردوغان وحزبه. والسلام عليكم ورحمة الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مناقشة موضوعية للنموذج التركي .. الدكتور إياد قنيبي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ترحُّم الحناين !!الدكتور إياد قنيبي
»  بخصوص الجبهة الإسلامية..الدكتور إياد قنيبي
» هل ننفر الناس عن دعوتنا بأخلاقنا؟ -د.إياد قنيبي
» نزع فتيل الفتنة بالشام .. الدكتور إياد قنيبي
» مراعاة الألفاظ في الاسلام .. الدكتور إياد قنيبي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المؤمنين والمؤمنات :: {{{{{{{{{{مدونات اعضاء المؤمنين والمؤمنات}}}}}}}}}} :: مدونات الاعضاء :: مدونة الدكتور اياد القنيبي-
انتقل الى: