منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المؤمنين والمؤمنات

-- قال صلى الله عليه وسلم وايم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها و نهارها سواء “
 
الرئيسيةاليوميةالأحداثمكتبة المنتدىالمنشوراتس .و .جبحـثالتسجيلدخولاالمواضيع اليوميه النشيطه
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ
فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }. ...
فهذه رسالة مختصرة إلى أهل الثغور في الشام،
وكما لهم حق النصرة فلهم حق النصيحة، فأقول:١
1--
عليكم بالاجتماع، فإن لم تجتمعوا على كمالٍ في الحق فلا تتفرقوا
بسبب نقص بعضكم، لا تفرقكم بدعة ومعصية فإنكم تقابلون كفرًا،
فقد اجتمع المسلمون على قتال العبيديين وقائدهم خارجي،
وقاتل ابن تيمية التتار ومعه أهل بدع.




٢---
بالفرقة تُهزم الكثرة، وبالاجتماع تنصر القلة، ولن تنتصروا حتى تقتلوا هوى النفس قبل قتل العدو، فالهوى يقلب موازين العداوات فتنتصر النفوس لهواها وتظن أنها تنتصر لربها،
وقليل الذنوب يُفرق القلوب، قال النبي ﷺ: (لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم) لم يمتثلوا باستواء صفوف الصلاة فتسبب بانـحراف القلوب،
فكيف بانـحراف صفوف الجهاد ولقاء العدو، فإن اختلفت القلوب فالتمسوا سبب ذلك في سوء الأعمال .


3---- إنكم في مقام اصطفاء ومقام ابتلاء، فمن أعلى مراتب الجنة جُعلت لمقاتلٍ قاتل لله، وأول مَن تُسَّعَر بهم النار مقاتل قاتل لهواه . ٤)---- إياكم وحب الاستئثار بالأمر وقد حذّر النبي ﷺ من (الأثَرَة) فاجعلوا همّكم نصرة الدين لا صدارة حزب وجماعة .

٥) ----
لا تخدعكم الألقاب فتوالوا لها وتعادوا عليها، فالله لا ينظر إلى ألويتكم وراياتكم وأسماء جماعاتكم، بل ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم،
لا تختصموا على اسمٍ فمهما بلغت أسماؤكم شرفاً فلن تكون أعظم شرفاً من كلمة (رسول الله) حيث محاها رسول الله بيده من صلح الحديبية
عندما نازعه المشركون عليها وذلك حتى يُمضي الحق وصالح الأمة .

٦)
----



العبرة بأعمالكم، فما ينفع (حزب الله) اسمه عند الله

٧)
 
لا يجوز لأحدٍ أن يجعل جماعته وحزبه قطبَ رحى الولاء والعداء، فلا يرى البيعة إلا له ولا يرى الإمارة إلا فيه،
ومن رأى في نفسه ذلك من دون بقية المسلمين فهو من الذين قال الله فيهم (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء)
قال ابن عباس لما قرأ هذه الآية: أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم
إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله
وبالاختلاف والتنازع يذهب النصر (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) قال قتادة: لا تختلفوا فتجبنوا ويذهب نصركم .
٨) ---
لا يصح فيكم اليوم وأنتم في قتال وجماعات أن ينفرد أحدٌ ببيعة عامة يستأثر بها ولوازمها عن غيره وإنما هي بيعة جهاد
وقتال وثبات وصبر وإصلاح ونـحو ذلك، ولا يصح من أحدٍ أن ينفرد بجماعة منكم فيُسمى (أمير المؤمنين) وإنما أمير الجيش
أو الجند أو الغزو، فالولايات العامة مردّها إلى شورى المؤمنين لا إلى آحادٍ منهم، والألقاب استئثار تفضي إلى نزاع وقتال
وفتنة وشر، وإنما صحت الولاية الكبرى من النبي ﷺ لأنه ليس في الأرض مسلم سواه ومن معه، وليس في
الأرض خير من نبي ولا أحق بالأمر منه، فلو استأثر فهو نبي لا يرجع لأحدٍ ويرجع إليه كل أحد .

9---- لا يضرب بعضكم رقاب بعضٍ، فاتقوا الله في دمائكم، واحذروا مداخل الشيطان في تسويغ القتل وتبريره فتأخذوا أحداً بظن العمالة أو التجسس
أو التخذيل فالله حذر من الظنون التي تفسد أمر الأمة وتفرق شملها (اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم)
ولا تجوز طاعة أميرٍ في قتل مسلم معصوم ومن أُمر بحرام كقتل معصومٍ فلا تجوز طاعته ولا بيعته حتى بيعة قتال،
 ولو بايعه فبيعته منقوضة، ولا يجوز لأحدٍ أن يمتثل أمرًا ظاهره التحريم  حتى يتيقن من جوازه بعلمٍ وإن جهل سأل من يعلم،
حتى لا يلقى الله بدم أو مال حرام، فيُفسد آخرته بجهل أو تأويل غيره، فالله يؤاخذ كل نفس بما كسبت (كل نفس بما كسبت رهينةٍ)
ولا أعظم بعد الشرك من الدم الحرام .

تابع 9 ----

فقد صح من حديث ابن عمر، أن النبي ﷺ أمّر خالد بن الوليد إلى جذيمة فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون:

صبأنا، صبأنا، فأمر خالد بقتل أسراهم، فقال ابن عمر: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره،

قال: فقدموا على النبي ﷺ فذكروا له صنيع خالد، فقال النبي ﷺ ورفع يديه: (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد) مرتين .

فقد عصوا خالدًا لما اشتبه عليهم الأمر، وهذا في دماءِ من الأصل فيه الكفر فكيف بدم من الأصل فيه الإسلام ؟!

10 ----

عند النزاع انزلوا إلى حكم الله كما أمر الله (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله)
وقال: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)
فالنزول عند حكم الله إيمان والنفرة منه نفاق، وإن اختلف اثنان أو جماعتان فليتحاكموا
إلى ثالث من غيرهم، دفعاً لتهمة المحاباة، فقد ورد في الحديث عنه ﷺ قال: (لا تجوز شهادة خصم ولا ظنّين)
وفي الحديث الآخر: (لا تجوز شهادة ذي غمر (عداوة) لأخيه، ولا مجرب شهادة،
ولا القانع (أي التابع) لأهل البيت، ولا ظنين في ولاء ولا قرابة)
وقد جاء معناه من طرق متعددة يشد بعضه بعضاً، وهذا في الشهادة وفي القضاء من باب أولى

١١)

احفظوا ألسنتكم فإن الوقيعة في أعراض بعضكم تزيد من أحقادكم على بعضكم، فما يزال الواحد واقعاً
في عرض أخيه حتى يمتلىء قلبه حقدًا وغلاً عليه فيُصدّق فيه ظن السوء ويُكذّب فيه يقين الخير .



١٢)
أحسنوا الظن بالعلماء ورثة الأنبياء واحفظوا قدرهم بالرجوع إليهم والصدور عن قولهم،
وأحسنوا الظن بهم واحملوا أقوالهم على أحسن المحامل، فمدادهم في نصرة الحق أثرها عظيم
وقد جاء عن جماعة من السلف (مداد العلماء أثقل في الميزان من دماء الشهداء)

13)

لا تُرحم الأمة إلا إذا تراحمت فيما بينها، ومحبة الله للمجاهدين ونصرته لهم معقودة
برحمتهم بالمؤمنين وتواضعهم لهم، وعزتهم على الكافرين، فإن من صفات المجاهدين
ما ذكره الله في قوله تعالى
: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم).



ومن الله استمدوا النصر والعون هو المولى فنعم المولى ونعم النصير .



الشيخ عبدالعزيز الطريفي ١٧/ من ذي القعدة / ١٤٣٤ هـ
.

 

 وقفة مع كتاب "الفتن"

اذهب الى الأسفل 
+4
حکمة هي النجاح
الصعب
عبدالله 9
ابن مسعود
8 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابن مسعود
المعبر ابن مسعود
المعبر ابن مسعود
ابن مسعود

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


وقفة مع كتاب "الفتن" Empty
مُساهمةموضوع: وقفة مع كتاب "الفتن"   وقفة مع كتاب "الفتن" I_icon_minitime20/1/2013, 6:40 pm

وقفة مع كتاب "الفتن" لنعيم بن حماد المروزي.. هذا الكتاب كثر الحديث عنه، و أثار جدلا كثيرا، و اشتهر خاصة بعد الثورات العربية، لتحقق بعض الآثار الواردة فيه..فنرى من المناسب أن نعرف بالكتاب ، و نذكر رأينا فيه.. أما مؤلف الكتاب فهو نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث ابن همام بن سلمة بن مالك الخزاعي، المروزي (أبو عبد الله) محدث . ولد في مرو الرود، وأقام مدة في العراق والحجاز يطلب الحديث، ثم سكن مصر، ولم يزل فيها إلى أن حمل إلى العراق في خلافة المعتصم، وامتحن بخلق القرآن، فلم يجب وقيد، ومات في الحبس. له تصانيف وهو من شيوخ البخاري. روى له البخارى مقرونا بغيره، ولم يخرج له في الصحيح سوى موضع، أو موضعين أيضاً، وروى له مسلم في المقدمة موضعا واحدا فقط[1] كما قال عند الإمام الذهبي: "وأما نعيم فهو ثقة في نفسه، ولكنه كما قال الإمام الناقد الذهبي: لكنه لا تركن النفس إلى رواياته". وقال يحي بن معين: "يروى عن غير الثقات ". وقال الإمام المحدث صالح جزرة عن نعيم: (وكان يحدث من حفظه، ولديه مناكير كثيرة لا يتابع عليها، سمعت يحيى بن معين سئل عنه فقال: ليس في الحديث بشئ، ولكنه صاحب سنة). وقال الإمام الذهبي: "قلت لا يجوز لأحد أن يحتج به، وقد صنف كتاب (الفتن) فأتى به بعجائب ومناكير." و لكن الكتاب على ضعف أحاديثه قد أتى فيه صاحبه بما صدقه الواقع من أحداث عايناها، و الحديث الضعيف يحتج به في أخبار الفتن بشرط أن يصدقه الواقع. لذلك ننصح بالاطلاع على الكتاب و قرائته للاستئناس بما فيه، لا تصديقا و ايقانا بكل ما أورده الشيخ نعيم فيه. من الآثار التي وردت في كتاب الفتن، و قد تنطبق على ما نعاينه : 1. حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرِ بْنِ هِشَامٍ ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ ، قَالَ : " تَكُونُ فِتْنَةٌ بِالشَّامِ ، كَانَ أَوَّلَهَا لَعِبُ الصِّبْيَانِ ، ثُمَّ لا يَسْتَقِيمُ أَمْرُ النَّاسِ عَلَى شَيْءٍ ، وَلا تَكُونُ لَهُمْ جَمَاعَةٌ حَتَّى يُنَادِيَ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ : عَلَيْكُمْ بِفُلانٍ ، وَتَطْلُعُ كَفٌّ تُشِيرُ " حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْفِهْرِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْمُهَاجِرِ ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ ، نَحْوَهُ ، إِلا أَنَّهُ قَالَ : " يُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ : أَمِيرُكُمْ فُلانٌ " . قَالَ عِيَاضٌ ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ ، سَمِعَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ ، يَذْكُرُ ، عَنْ رَجُلٍ ، مِنْ عُلَمَائِهِمْ ، نَحْوَهُ ...قد يكون في هذا الأثر اشارة الى ثورة أهل الشام في سورية، اذ بدأت بما يشبه لعب الصبيان في درعا.. 2. وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ر قال : قال رسول الله ص : { فى ذى القعدة تَحازُبُ القبائل ، وعامئذ ينتهى الحاج ، فتكون ملحمة بمنى ، فيكثر فيها القتلى ، وتفسك فيها الدماء ، حتى تسيل دماؤهم على عقبة الجمرة ، حتى يهرب صاحبهم ، فيؤتى بين الركن والمقام ، فيبايع وهو كاره ، ويقال له : إن أبيت ضربنا عنقك ، فيبايعه مثل عدة أهل بدر ، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض } [ أخرجه نعيم بن حماد فى الفتن ] . وهو ليس بالضعيف فيشهد له 3. عن عبد الله بن عمر " تأتى الحبشة في ثلاثمائة ألف عليهم رجل يقال له أسيس فتقاتلونهم أنتم وأهل الشام فيهزمهم الله " حديث رقم .1893 ومعلوم أن قائد الحبشة " إريتريا حاليا " ورئيسها الحالى اسمه أسيس أفورقي. 4. حدثنا الوليد بن مسلم عن صدقة بن خالد عن عبد الرحمن بن حميد عن مجاهد عن تبيع قال : سيعوذ بمكة عائذ فيقتل ثم يمكث الناس برهة من دهرهم ، ثم يعوذ آخر فإن أدركته فلا تغزونه فإنه جيش الخسف )) يرى بعض المفسرين أن العائذ الأول بمكة قصد به جهيمان و الحادثة منذ ثلاثين سنة. 5. عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها ستكون فتنة تستنظف العرب، قتلاها في النار، اللسان فيها أشد من وقع السيف ." و رأى بعض المفسرين أن المقصود باللسان وسائل الاعلام.. ننصح اذن بالاطلاع على الكتابن لا تصديقا لكل ما ورد فيه، لأن أغلب آثاره موقوفة و ضعيفة، انما استئناسا بها في خضم ما نراه من تسارع للأحداث و انهيار لحكم الطغاة الجبري.
و الله أعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله 9

عبدالله 9

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


وقفة مع كتاب "الفتن" Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفة مع كتاب "الفتن"   وقفة مع كتاب "الفتن" I_icon_minitime29/1/2013, 1:12 am

جزاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الصعب
عضو فعال
عضو فعال
الصعب

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


وقفة مع كتاب "الفتن" Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفة مع كتاب "الفتن"   وقفة مع كتاب "الفتن" I_icon_minitime11/2/2013, 5:06 pm

لم يبدأ مما ذكر من كتاب الفتن لابن حماد ما يعادل اثنين او ثلاثة في المائة .. وبقيته لازال في علم غيب المستقبل .. لن يفتح هذا الكنز الا بعد امر من الله سبحانة وتعالى .. بعد ذلك سوف تكتشوف قيمة هذا الكتاب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حکمة هي النجاح
نائب المدير العام
نائب المدير العام
حکمة هي النجاح

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


وقفة مع كتاب "الفتن" Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفة مع كتاب "الفتن"   وقفة مع كتاب "الفتن" I_icon_minitime11/2/2013, 6:05 pm


السلام عليکم ورحمة الله وبرکاته

أنا حملت الکتاب على جهازي وعلى موبايلي وأنتهز فرص لکي أتأملها مع أني قرأتها مرة قبلا ..ولکن لا أخفيکم بأني أشعر بأن بها سرد لأحداث يستوقف من يقرأه حقا ..رغم أن فيه بعض يشعر الانسان بالفطرة بأن هذا غير الصحيحة...
کنت أتمنى لو أن علماء زمننا قد حققوا فيها مرة أخرى وأخرجوا بعض الاحاديث التي تکاد تصف واقعنا وصفا قريبا مما يحدث والله أعلم



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الصعب
عضو فعال
عضو فعال
الصعب

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


وقفة مع كتاب "الفتن" Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفة مع كتاب "الفتن"   وقفة مع كتاب "الفتن" I_icon_minitime18/2/2013, 3:51 pm

الكتاب فيه الكثير من الروايات والاحاديث المشفره والمرمزه .. وتتكلم عن اكثر من حدث لزمن مختلف متشابهه بالاسماء .ز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شموخ النسر
عضو فعال
عضو فعال
شموخ النسر

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


وقفة مع كتاب "الفتن" Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفة مع كتاب "الفتن"   وقفة مع كتاب "الفتن" I_icon_minitime11/3/2013, 6:02 pm

الصعب كتب:
الكتاب فيه الكثير من الروايات والاحاديث المشفره والمرمزه .. وتتكلم عن اكثر من حدث لزمن مختلف متشابهه بالاسماء .ز

ومن أين لك أخي الكريم كل هذه الاستنتاجات مشفر ومرمز ....ممكن توضح لنا من فضلك ....!!!

أني أنصحك أخي الكريم بأن لا تستخدم مثل تلك العبارات المبهمه فرواة الحديث هدانا وهداك الله ينقلون لنا أحاديث

رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام ...وهل تعتقد بأن الرسول الكريم يستخدم كلام مشفر أو مرمز ليفسره أي من كان

على هواه ....لا حول ولا قوة ألا بالله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبد من عباد الله
عضو فعال
عضو فعال
عبد من عباد الله

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


وقفة مع كتاب "الفتن" Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفة مع كتاب "الفتن"   وقفة مع كتاب "الفتن" I_icon_minitime11/3/2013, 8:11 pm

عرفت كتاب نعيم رحمه الله تعالى منذ حوالي 13 عاماً وله معي قصة عجيبة

لم اكن اعلم شيئاً وقتها عن هذا الكتاب. كانت ليلة جمعة وكنت اكتب مع اخي على برنامج محادثه قديم نسيت اسمه وكان برنامج بسيط به اعضاء بالالاف يمكن لاي عضو ان يقتحم عليك خلوتك ويكتب لك.

دخل شاب مصري عرف نفسه انه ابن احد علماء الأزهر وقال لي سيحدث في فلسطين كذا وكذا وكذا وكان هذا كله قبل انهيار السلام بين عرفات ويهود واعادتهم لاحتلال الضفة بشكل كامل. وحدث كل ما قاله بالحرف الواحد. اخبرني عن كتاب الفتن لنعيم وقمنا كل منا لصلاة الفجر ووعد بالعودة ولكنه اختفى الى الأبد . كان لديه امور كان يريد ان يخبرني اياها عن احداث اخرى مستقبلية. كان يوضح ان كل ما يعلمه انما من كتب احاديث ومرويات آخر الزمان. وجدت الكتاب بعد يومين ولكن يا إخوة لا انصح بقراءته والاستغراق فيه. لم تعد حياتي ابدا تشبه تلك التي كانت قبل قراءتي للكتاب. الكتاب له مجلدان كل مجلد به حوالي 600 صفحة. هناك مجلدات صغيرة مختصرة تباع في المكتبات وعلى النت المجلدين ليسا كاملين. 4 سنوات بعد قراءة الكتاب لم اكن انام جيدا فيهما. هذا الكتاب يا إخوة بمثابة زلزال يزلزل كل من لم يكن لديه اي علم بما فيه. انه ينقلك الى فضاء جديد ويغيير عقلك والى الابد ويغير واقعك الديني والى الابد.

رحم الله نعيم رحمة واسعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شموخ النسر
عضو فعال
عضو فعال
شموخ النسر

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


وقفة مع كتاب "الفتن" Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفة مع كتاب "الفتن"   وقفة مع كتاب "الفتن" I_icon_minitime12/3/2013, 8:22 am

عبد من عباد الله كتب:
عرفت كتاب نعيم رحمه الله تعالى منذ حوالي 13 عاماً وله معي قصة عجيبة

لم اكن اعلم شيئاً وقتها عن هذا الكتاب. كانت ليلة جمعة وكنت اكتب مع اخي على برنامج محادثه قديم نسيت اسمه وكان برنامج بسيط به اعضاء بالالاف يمكن لاي عضو ان يقتحم عليك خلوتك ويكتب لك.

دخل شاب مصري عرف نفسه انه ابن احد علماء الأزهر وقال لي سيحدث في فلسطين كذا وكذا وكذا وكان هذا كله قبل انهيار السلام بين عرفات ويهود واعادتهم لاحتلال الضفة بشكل كامل. وحدث كل ما قاله بالحرف الواحد. اخبرني عن كتاب الفتن لنعيم وقمنا كل منا لصلاة الفجر ووعد بالعودة ولكنه اختفى الى الأبد . كان لديه امور كان يريد ان يخبرني اياها عن احداث اخرى مستقبلية. كان يوضح ان كل ما يعلمه انما من كتب احاديث ومرويات آخر الزمان. وجدت الكتاب بعد يومين ولكن يا إخوة لا انصح بقراءته والاستغراق فيه. لم تعد حياتي ابدا تشبه تلك التي كانت قبل قراءتي للكتاب. الكتاب له مجلدان كل مجلد به حوالي 600 صفحة. هناك مجلدات صغيرة مختصرة تباع في المكتبات وعلى النت المجلدين ليسا كاملين. 4 سنوات بعد قراءة الكتاب لم اكن انام جيدا فيهما. هذا الكتاب يا إخوة بمثابة زلزال يزلزل كل من لم يكن لديه اي علم بما فيه. انه ينقلك الى فضاء جديد ويغيير عقلك والى الابد ويغير واقعك الديني والى الابد.

رحم الله نعيم رحمة واسعة

هل تقصد كتاب نعيم بن حماد الخاص بأحاديث الفتن وعلامات أخر الزمان.....!!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبد من عباد الله
عضو فعال
عضو فعال
عبد من عباد الله

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


وقفة مع كتاب "الفتن" Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفة مع كتاب "الفتن"   وقفة مع كتاب "الفتن" I_icon_minitime12/3/2013, 10:14 am

شموخ النسر كتب:
عبد من عباد الله كتب:
عرفت كتاب نعيم رحمه الله تعالى منذ حوالي 13 عاماً وله معي قصة عجيبة

لم اكن اعلم شيئاً وقتها عن هذا الكتاب. كانت ليلة جمعة وكنت اكتب مع اخي على برنامج محادثه قديم نسيت اسمه وكان برنامج بسيط به اعضاء بالالاف يمكن لاي عضو ان يقتحم عليك خلوتك ويكتب لك.

دخل شاب مصري عرف نفسه انه ابن احد علماء الأزهر وقال لي سيحدث في فلسطين كذا وكذا وكذا وكان هذا كله قبل انهيار السلام بين عرفات ويهود واعادتهم لاحتلال الضفة بشكل كامل. وحدث كل ما قاله بالحرف الواحد. اخبرني عن كتاب الفتن لنعيم وقمنا كل منا لصلاة الفجر ووعد بالعودة ولكنه اختفى الى الأبد . كان لديه امور كان يريد ان يخبرني اياها عن احداث اخرى مستقبلية. كان يوضح ان كل ما يعلمه انما من كتب احاديث ومرويات آخر الزمان. وجدت الكتاب بعد يومين ولكن يا إخوة لا انصح بقراءته والاستغراق فيه. لم تعد حياتي ابدا تشبه تلك التي كانت قبل قراءتي للكتاب. الكتاب له مجلدان كل مجلد به حوالي 600 صفحة. هناك مجلدات صغيرة مختصرة تباع في المكتبات وعلى النت المجلدين ليسا كاملين. 4 سنوات بعد قراءة الكتاب لم اكن انام جيدا فيهما. هذا الكتاب يا إخوة بمثابة زلزال يزلزل كل من لم يكن لديه اي علم بما فيه. انه ينقلك الى فضاء جديد ويغيير عقلك والى الابد ويغير واقعك الديني والى الابد.

رحم الله نعيم رحمة واسعة

هل تقصد كتاب نعيم بن حماد الخاص بأحاديث الفتن وعلامات أخر الزمان.....!!!

نعم أخي الكريم اقصد كتاب الفتن لنعيم رحمه الله تعالى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فتى الملاحم
عضو فعال
عضو فعال
فتى الملاحم

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


وقفة مع كتاب "الفتن" Empty
مُساهمةموضوع: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته    وقفة مع كتاب "الفتن" I_icon_minitime12/3/2013, 7:40 pm

نعيم بن حماد كان أحد شيوخ البخاري رحمهم الله جميعاً .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
rami ahmad
عضو فعال
عضو فعال
rami ahmad

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


وقفة مع كتاب "الفتن" Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفة مع كتاب "الفتن"   وقفة مع كتاب "الفتن" I_icon_minitime19/3/2013, 10:08 pm

نفتح اليوم صفحة مؤلمة من التاريخ الإسلامي؛ صفحةَ استشهاد مجموعة ضخمة من الصحابة على أيدي الصحابة، إنها أحداث الفتنة الكبرى، فتنة قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه ذي النورين وصهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفتنة قتال علي بن أبي طالب معاوية رضي الله عنهما، وفتنة استشهاد هذه المجموعة من الصحابة في حدث كان له الأثر الشديد في تحويل مسار الدعوة الإسلامية في هذه الفترة.

حقيقة، البحث في هذا الموضوع من أصعب ما يكون، وذلك لأن الخوض فيه شائك وخطير، والخطأ فيه يأتي على حساب رجل من أهل الجنة، والصحابة جميعًا نحسبهم من أهل الجنة، وقد توفي الرسول صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ، ونزلت في فضلهم الآيات الكثيرة، والخطأ فى حق أحدهم إنما هو خطأ عظيم وجسيم.

وسوف نحاول أن نضع بعض الأسس القوية التي من خلالها، وعلى ضوئها نستطيع أن نتناول موضوع الفتنة، وليس من الصواب أن يُقرأ في أحداث الفتنة من أي مصدر، ومن الخطورة أن يقرأ الإنسان عن الفتنة من مصدر غير موثوق، وسنذكر لماذا؟

نحن نريد بداية أن نبني هذا الأساس، والذي يعصم الإنسان من الوقوع في الخطأ في حق أي صحابي من الصحابة الأطهار رضي الله عنهم جميعًا.

أهداف دراسة أحداث الفتنة الكبرى

الهدف الأول: الدفاع عن الصحابة رضي الله عنهم

في البداية لا بدّ من التنويه على أمر النية التي من أجلها نبحث في هذا الأمر وما هو هدفنا، إن هدفنا الأول هو الدفاع عن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا في حد ذاته شرف كبير، أن نجلس لندافع عن الصحابة رضوان الله عليهم، وخاصة أنه قد كثر الطعن فيهم في هذه الحادثة على وجه الخصوص، ولم يسلم أحد منهم من الإساءة ممن يشوهون الإسلام سواءً عن جهل أو عن قصد ورغبة.

يقول جابر بن عبد الله رضي الله عنه وأرضاه كما جاء في الأثر:

إذا لعن آخر هذه الأمة أولها، فمن كان عنده علم فليظهره، فإن كاتم العلم يومئذ ككاتم ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.

وعندما نفكر في هذه الجملة نجد أن لها معنى عميقًا، فكيف يكون الإنسان، وكأنه كتم ما أُنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يدافع عن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم؟!

إن هذا الدين جاءنا عن طريق الصحابة رضي الله عنهم، فالقرآن نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنبأ به الصحابة، فكتبوه، وحفظوه، وبلّغوه لنا، والسنة المطهرة لم يكتبها الرسول صلى الله عليه وسلم بخط يده، بل نقلها الصحابة رضي الله عنهم عنه صلى الله عليه وسلم، فالطعن في أحد هؤلاء الصحابة إنما هو طعن في السنة، بل في القرآن الذي أتى من قِبَل هذا الصحابي مبلغًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

كلنا نعرف كم يطعن الشيعة في كثير من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، ربما يأخذ إنسانٌ ما هذا الأمر بشيء من البساطة ويقول: ما داموا يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله فليست هناك مشكلة. لكن في الواقع الأمر جدّ خطير.

تعالوا نرى عواقب طعنهم في صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قالوا إن الصحابة فيهم كذا وكذا، وبدءوا الطعن فيهم واحدًا بعد الآخر، حتى كفروهم جميعًا إلا خمسة، ومن يقول بذلك هم الموجودون في عصرنا؛ الشيعة الاثنى عشرية، أو الجعفرية، والخمسة الذين لم يكفّروهم هم:علي بن أبي طالب، والمقداد بن عمرو، وعمار بن ياسر، وعبد الله بن مسعود، وسلمان الفارسي، وتساهل بعضهم فلم يكفّر أحد عشر من الصحابة وكفّر باقيهم، ويسمون أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب الجبت والطاغوت، وطعنوا في السيدة عائشة وفي الصحابة جميعًا بما لا حصر له.

وبناءً على تكفيرهم لهم وطعنهم فيهم رفضوا كل ما جاء على ألسنتهم، ورفضوا كل الأحاديث التي رواها هؤلاء الصحابة.

مائة وأربعة عشر ألفًا من الصحابة على أصح تقدير كلهم جميعًا- وحاشا لهم ما يقولونه عنهم- خانوا الأمانة، فالأمر إذن خطير، كل هذا الكم من الأحاديث التي رووها باطلة.

والبخاري رحمه الله روى عنهم، فكله باطل، وما جاء في البخاري على لسان علي رضي الله عنه، وعلى لسان سلمان الفارسي، وعلى لسان كل من لم يكفروه باطل أيضا.

وكذلك صحيح مسلم، والترمذي، والنسائي، وأبي داود، وكل كتب الصحاح لأهل السنة باطلة في زعمهم.

بل الأدهى من ذلك والأخطر طعنهم في القرآن الكريم، جاء في كتاب الكافي- وهذا الكتاب عند الشيعة بمثابة صحيح البخاري عندنا، وهو أوثق الكتب عندهم- عن جعفر الجعفي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام، وأبو جعفر الصادق بريء منهم، ومما نسبوه إليه، وهو من نسل علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، ويسمونه الإمام السادس، يقول: ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذّاب.

فالقرآن في قولهم لم يُجمع كما أنزل، وما جمعه وحفظه كما أنزل إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده. ومع ذلك فالأئمة من بعده لم يظهروا القرآن، ويقولون في رواياتهم أن القرآن الكريم سبعة عشر ألف آية، مع أننا نعرف أن القرآن الكريم (6236) آية فقط، ويقولون أنه ثلاثة أضعاف القرآن الذي معنا، ويقولون أن هذا القرآن مخبّأ مع الإمام الغائب الذي سيأتي في يومٍ ما، وأن القرآن الذي بين أيدينا اليوم به الكثير من التحريفات والضلالات، ولكنهم يقرون بها في هذا الزمن بعقيدة التَّقِيَّة، وهي أن تظهر خلاف ما تؤمن به، وما ليس في قلبك حتى يُمكّن لك.

والتَّقِيَّة عندهم من أهم العقائد حتى أنهم يقولون: من لا تَقِيَّة له فلا دين له، ويقولون أن التَّقِيَّة تسعة أعشار الدين، إذن هم يظهرون إيمانهم بهذا القرآن الذي بين أيدينا اليوم، لكنهم يقولون في كتبهم: القرآن الحقيقي الذي هو سبعة عشر ألف آية، نزل بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم على السيدة فاطمة عليها السلام، وحفظت هذا القرآن وتناوله من بعد ذلك الأئمة بعد علي بن أبي طالب، ويزعمون أن كثيرًا من الآيات سقطت من القرآن، كما في سورة الشرح {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} [الشرح: 1]. ويقولون سقطت: وجعلنا عليًا صهرك.

وهذا الكلام في كتاب الكافي، وهذه هي سورة الولاية الموجودة في مصحف إيراني، وليست عندنا بالطبع في القرآن، وهذا السورة على هذا النحو: يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالنبي وبالولي الذَين بعثناهما لهدايتكم إلى صراط مستقيم. نبي وولي بعضهما من بعض وأنا العليم الخبير. إن الذين يوفون بعهد الله لهم جنات النعيم. والذين إذا تليت عليهم آياتنا كانوا بآيتنا مكذبين؛ إن لهم في جهنم مقامًا عظيمًا. إذا نودي لهم يوم القيامة أين الظالمون المكذبون للمرسلين. ما خلفهم المرسلين بالحق وما كان الله ليظهرهم إلى أجل قريب وسبح بحمد ربك وعلي من الشاهدين.

إذن فالدفاع عن هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم يساوي تمامًا الحفاظ على هذا الدين، وإذا مُكّن لهؤلاء الذين يدّعون هذه الأشياء فسوف تُمحى السنّة، ويُمحى الدين الذي أراده الله عز وجل للناس، وقد حدث هذا بالفعل عندما تمكن هؤلاء المنحرفون من الحكم في بعض البلاد الإسلامية، مثل مصر عندما حكمها الفاطميون فألغوا السنّة تمامًا، وقاموا بكل شيء أقلّه كفر، ومن يقرأ تاريخ الفاطميين فسيجد الكثير من ذلك.

الهدف الثاني: التدبر في التاريخ

فالتاريخ يعيد نفسه، وهذه هي سنة الله {فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَحْوِيلًا} [فاطر:43].

إن ما حدث بين الصحابة في هذا الوقت، أسباب الخلاف، وطبيعته، ونتائجه، أمور تتكرر في عصور كثيرة، وفي عصرنا هذا وإلى يوم القيامة، فلا بد من معرفة أسباب الخلاف الرئيسة، وكيف استمرّ؟ وما هي نتائجه؟ وكيف انتهى؟

حتى نستفيد من هذا الأمر {فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف: 176]، {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [يوسف: 111].

الهدف الثالث: تصحيح العقائد المنحرفة

فمن خلال مدارستنا لهذه الأحداث، وكيف ظهرت هذه الفرق الضالة والمنحرفة، وما هي العقائد المنحرفة التي يتبعونها، وكيف اتبعوا هذه العقائد، فنعرف هذه العقائد ورأي السنة في هذه العقائد الضالة.

وإذا اجتمعت هذه النيات في قلوبنا، وهي أن مدارستنا لأحداثنا الفتنة إنما هو لأجل هذه الأهداف السامية، وليس لأجل سماع القصص والروايات والتي هي من الكثرة بمكان في تلك الأحداث، وربما كان سماعها مسلّيًا للبعض، وهذا الأمر من الخطورة بمكان، فقد سُئل الحسن البصري عن الفتنة فقال: عصم الله سيوفنا من دمائهم فنريد أن نعصم أقلامنا من أعراضهم.

ومن الضروي، ونحن في بداية هذه الدراسة أن نقول: إن المعلومات التي يعرفها الكثير من الناس عن هذه الأحداث فيها الكثير من التشويه، وما درسناه في المدارس، والجامعات كله مشوّهٌ قصدًا، والغرض منه واضح، وسنذكره لاحقًا إن شاء الله.

والدراسة العلمية في هذا الأمر ستقودنا إلى الحديث عن قاعدة هامة من قواعد الخوض في الفتنة، وهذه القاعدة تمثّل علمًا أنعم الله تعالى على المسلمين به، وهذا العلم هو علم الرجال أو علم الجرح والتعديل.

وينبغي بداية أن نقول: إن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم متن وسند، وعلم الجرح والتعديل، أو علم الرجال يبحث في السند من حيث الصحة أو الضعف، فتعريف الجرح عند علماء الحديث: ردُّ الحافظ المتقن روايةَ الراوي؛ لعلة قادحة فيه، أو في روايته من فسق، أو تدليس، أو كذب، أو شذوذ، أو نحوها كأن يقول: هذا الرجل فيه شيء، كذاب، وضّاع، ليس بثقة، ينسى كثيرًا.

والتعديل: وصف الراوي بما يقتضي قبول روايته.

ومن خلال الحكم على السند نستطيع أن نعرف ما إذا كان الحديث صحيحًا، أو ضعيفًا، أو موضوعًا، أو غير ذلك.

وعلم الرجال هو علم مستقل تخصص فيه العلماء الكبار من أمثال يحيى بن معين، وكان معاصرًا لأحمد بن حنبل، وغيره الكثير من علماء الأمة ورجالها.

وهذا الأمر يهمنا كثيرًا حيث إن أكثر من 75 % من أحاديث الفتنة، وروايتها جاءت من طرق ضعيفة جدًا، وموضوعة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى الصحابة رضوان الله عليهم.

ومن المهم أن نقول أيضًا:

إن أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم لم تُدوّن إلا في عهد عمر بن عبد العزيز رحمه الله أي بعد ما يقرب من مائة سنة من الهجرة، وذلك عندما رأى أن الناس تنسى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخشي عليها من الضياع، فأمر الزهريَّ، وهو أحد العلماء الكبار في ذلك الوقت، فذهب يكتب هذه الأحاديث ويجمعها، ولم يكن يوجد من الصحابة إلا عدد قليل ربما يُعد على الأصابع، ونعرف أن آخر الصحابة قد توفي سنة 110 هـ، فكان اعتماد الزهري الكلي على علم الرجال، وأخذ يدقق، ويجمع، وجاء بعده العلماء من أمثال البخاري ومسلم وغيرهم، وأخذوا يكتبون الأحاديث عن فلان عن فلان، وظهرت أهمية علم الجرح والتعديل.

عندما يقرأ إنسان ما في سنة 600 هـ حديثًا من الأحاديث، ويقول: إن هذا الحديث ضعيف؛ لأن فيه فلان بن فلان، وهو كذاب، فهو شيء في غاية الدقة، ولكي يتمكن العلماء من الحكم على الحديث بهذا الشكل؛ كانوا يدرسون حياة الإنسان كاملة، متى ولد، ومتى توفي، وفي أي بلد عاش، ومدة إقامته بكل بلد عاش فيها، واشتهر بالصدق، والأمانة، أو بالكذب والخيانة وما إلى ذلك.

فهذا العلم حفظ لنا السنة، وحفظ لنا أفعال الصحابة، وكذلك حفظ لنا أحداث الفتنة، خاصة وأن فيها الكثير من الوضع.

إذا نظرنا إلى كتب الشيعة الموجودة لا نجد عندهم هذا العلم- علم الجرح والتعديل- بهذه الكفاءة الموجودة عند أهل السنة، فنجدهم يقولون عن فلان عن فلان ويذكر الأسماء ثم يقول: عن عمه عن أبيه عن جماعة من الناس. من؟ لا أحد يعرف ولا أحد يستطيع أن يجرح، أو يعدّل، فكان الكثير من الإبهام عندهم، كما أن الكثير من رواتهم قد أجمع أئمة أهل السنة على الطعن فيهم كما سيأتي.

انتشر الوضع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى الصحابة رضوان الله عليهم في عهد الدولة العباسية، لماذا؟

لقوة شوكة هؤلاء المنحرفين، وقد حاربهم الخلفاء العباسيون أشد المحاربة؛ لزجرهم عن هذا الأمر، ولكنهم استمروا في وضع الأحاديث.

من أسباب وضع الأحاديث

قسم العلماءُ من يضع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مجموعات منهم

1- مجموعة الزنادقة:

الزنديق هو: الخارج عن الدين الطاعن فيه بعلمه، كسلمان رشدي في زماننا؛ لم يكتف بردته عن الدين، بل بدأ يطعن في الإسلام في كتاباته، هؤلاء الزنادقة بدءوا يدخلون الإسلام في الظاهر بقصد التشويه فيه، واللعب في نصوصه، وعقائده، فيضعون الأحاديث التي تحرّم الحلال، وتحلّ الحرام، - ومثال ذلك رجل اسمه محمد بن سعيد المصلوب، والذي قتله أبو جعفر المنصور الخليفة العباسي بعد ذلك لما علم بوضعه للأحاديث، ومن الأحاديث التي وضعها: عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنا خاتم النبيين، لا نبي بعدي إلا أن يشاء الله.

ومثله عبد الكريم بن أبي العوجاء وقد قتله أحد الأمراء العباسيين أيضًا عندما علم أنه وضع بعض الأحاديث، وكان ابن أبي العوجاء هذا شديد الكراهية للإسلام؛ فعندما قُدّم للقتل قال: تقتلني في بعض الأحاديث، والله لقد وضعت على رسول الله أربعة آلاف حديث، أحلل فيها حرامًا، وأحرّم فيها حلالًا.

فهذا بمفرده وضع هذا الكم الكبير من الأحاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل: إن مجموع ما وضعه الزنادقة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة عشر ألف حديث منها أحاديث كثيرة مشهورة كما سيأتي.

2- المتزلفون إلى الأمراء:

هم من يريدون التقرّب إلى الأمراء، فبدأ هؤلاء يضعون الأحاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم تقربًا إلى هؤلاء الأمراء، ومن هنا بدأ الطعن في بني أمية؛ لأن العباسيون كانوا هم من يحكم، فلإرضائهم لا بد من الطعن في بني أمية، ومن ثَم ظهرت الروايات التي تطعن في سيدنا معاوية رضي الله عنه وأرضاه، والروايات التي تطعن في ابنه يزيد، وكان تقيًا ورعًا، فقالوا: إنه اشتهر بالخمر والنساء، وقالوا عن الوليد بن عقبة المجاهد الكبير أنه كان مولعًا بالخمر، وطعنوا في عامر بن عبد الله، وكذلك طعنوا في كل الولاة بما فيهم عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه، لكونه من بني أمية ولم يسلم رضي الله عنه من طعنهم.

3- المتزلفون إلى العامة:

كان هناك طائفة من الناس يُسمون القصاصين، يقصون للناس القصص والحكايات، ولكون المجتمع مسلم يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحب الصحابة رضوان الله عليهم جميعًا، كانوا يحكون لهم هذه القصص على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى لسان الصحابة رضي الله عنهم جميعًا، فيرون لهم القصص الغريبة، والعجيبة، والباطلة التي ما أنزل الله بها من سلطان، وينسبون ذلك إلى الصحابة افتراءً وكذبًا.

ومن طريف ما يُروى أن أحمد بن حنبل ويحيى بن معين صليا في مسجد الرصافة، فقام بين أيديهم قاص، فقال: حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين قالا: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس، قال: قال رسول الله: من قال لا إله إلا الله، خلق الله من كل كلمة طيرا منقاره من ذهب، وريشه من مرجان، وأخذ في قصته نحوا من عشرين ورقة.

فجعل أحمد بن حنبل ينظر إلى يحيى بن معين، وجعل يحيى بن معين ينظر إلى أحمد، فقال له: حدثته بهذا ؟!

فيقول: والله ما سمعت هذا إلا الساعة.

فلما فرغ من قصصه، وأخذ العطيات، ثم قعد ينتظر بقيتها، قال له يحيى بن معين بيده: تعال.

فجاء متوهماً لنوال، فقال له يحيى: من حدثك بهذا الحديث؟

فقال: أحمد بن حنبل ويحيى بن معين.

فقال: أنا يحيى بن معين، وهذا أحمد بن حنبل، ما سمعنا بهذا قط في حديث رسول الله.

فقال: لم أزل أسمع أن يحيى بن معين أحمق، ما تحققت هذا إلاّ الساعة، كأن ليس يحيى بن معين وأحمد بن حنبل غيركما، وقد كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل ويحيى بن معين.

فوضع أحمد كمه على وجهه، وقال: دعه يقوم.

فقام كالمستهزىء بهما.

كان هذا هو الحال في عهد أحمد بن حنبل رحمه الله (164 - 241 هـ )، وهو قريب من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فما بالنا بالعصور التالية.

4- المتعصبون لمذهبهم أو بلدهم

وهذه الطائفة تُعدّ من أخطر الطوائف، ومن منطلق التعصب لمذهبهم قام الشيعة بوضع الأحاديث المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والروايات المفتراة على الصحابة، خاصة في أحداث الفتنة، وقد كان لهذا الأمر رواجًا كبيرًا؛ نظرًا لقوة شوكة الشيعة في ذلك الوقت، كما تعصبوا بشدة لفارس، وخلطوا في أمور كثيرة، بل أدخلوا على الإسلام كثيرًا من العقائد المجوسية، وسنفصّل ذلك إن شاء الله عند الحديث عن عقائد الشيعة.

ومن أمثلة الأحاديث التي وضعوها:

أ- يقوم الرجل للرجل إلا بني هاشم فإنهم لا يقومون لأحد.

ب- وأيضًا من الأحاديث التي وضعوها يقولون: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة آخى بين أصحابه، فجاء علي رضي الله عنه تدمع عيناه، فقال: يا رسول الله آخيت بين أصحابك، ولم تؤآخ بيني وبين أحد. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة. فهذا حديث موضوع يظنه البعض صحيحًا.

ت- النظر في المصحف عبادة.

ث- ونظر الولد إلى الوالدين عبادة.

ج- والنظر إلى علي بن أبي طالب عبادة.

ح- ومن الأحاديث الموضوعة أيضًا:أنا خاتم الأنبياء، وأنت يا علي خاتم الأولياء.

خ- ثم يحاولون أن يقللوا من قدر السيدة عائشة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا عائشة أما تعلمين أن الله زوجني في الجنة مريم بنت عمران، وكلثم أخت موسى، وامرأة فرعون.

ولم يذكروا السيدة عائشة، مع أن من المعروف أن زوجة المؤمن في الدنيا هي زوجته في الآخرة، ويطعنون في السيدة عائشة رضي الله عنها طعنًا كبيرًا، وأحاديث أخرى من هذا القبيل، وعندهم رجل يُسمّى ميسرة بن عبد ربه، قد اعترف بأنه وضع بمفرده سبعين حديثًا في فضل علي بن أبي طالب.

ونحن نعرف أن عليًا رضي الله عنه ليس بحاجة إلى هذه الأحاديث، حتى ترفع من قدره، فكلنا نعرف قدر علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الإسلام، وقدره عند الله عظيم، فليس هناك ما يبرر الافتراء على الرسول صلى الله عليه وسلم بادّعاء أحاديث في فضل هذا الرجل، والطعن في بقية الصحابة، حتى يصبح هذا الرجل هو المنصور، وهو الأحق بالاتباع دون بقية الصحابة.

5- المتحمّسون للإسلام

كان من بين هؤلاء من يضع الأحاديث أيضًا، وهذا شيء عجيب، ولكن يزول العجب عندما نعرف أن الذي دفعهم إلى وضع الأحاديث أنهم وجدوا أن الناس بعدوا عن الإسلام، وقصّروا في قراءة القرآن، وفي التزام السنّة، فأرادوا أن يحمّسوا الناس لقراءة القرآن وعمَل السنن، وذلك بوضعهم للأحاديث.

وكان من هذا الصنف رجل يُسمى أبو عصمة نوح بن أبي مريم قاضي (مرو) إحدى بلاد إيران، وقد وضع على كل سورة من سور القرآن الكريم حديثًا في فضلها؛ من قرأ سورة كذا فله كذا وكذا، ومن الأحاديث المنكرة أيضًا: لكل شيءٍ عروس، وعروس القرآن سورة الرحمن.

6- أصحاب الأغراض الدنيوية

هذه الطائفة من الناس تضع الأحاديث لمصلحتهم الدنيوية، ولا يتورعون من نسبتها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن أمثلة هذا النوع قول أحدهم وهو ينسب الكلام للرسول العظيم صلى الله عليه وسلم: بارك الله في عسل بنها. ويبدو أنه كان يبيع عسلًا، ويريد الترويج له ثم يعلق على حديثه الموضوع قائلًا: بنها هذه قرية من قرى مصر.

ومن أمثلة ذلك أيضًا: من احتجم يوم الثلاثاء لسبعة عشر من الشهر كان دواءً لداء السنة.

وأيضًا: ما أفلح صاحب عيالٍ قط.

وهذا الأمر إنما هو نتيجة لضعف الإيمان، وغياب الدين عن النفوس.

وكما نرى كثرت الأحاديث الموضوعة من أكثر من وجهٍ، فالزنادقة يشوهون الإسلام عن قصد، وأصحاب المذاهب يحاولون إظهار مذهبهم، والطعن في المذهب الإسلامي الصحيح، ومن يريد أن يقص على الناس قصصه المصطنعة المثيرة للعجب، والذين يتقربون إلى الأمراء العباسيين بالطعن في الأمراء الأمويين.

وبدأت آثار هذه الأحاديث الموضوعة تظهر على أحداث الفتنة.

وإذا رجعنا إلى الكتب التي تتحدث عن الفتنة نجد مجموعة من رواة الأحاديث منهم: أبو مخنف لوط بن يحيى، والواقدي، ومحمد بن السائب الكلبي، وابنه هشام بن محمد بن السائب الكلبي، فهؤلاء الأربعة ترجع إليهم معظم روايات الفتنة المشكوك فيها.

ماذا قال علماء السنّة في هؤلاء الأربعة؟

قال الإمام ابن حجر العسقلاني: لوط بن يحيى أبو مخنف إخباري تالف لا يوثق به.

وقال الدارقطني: ضعيف.

وقال يحيى بن معين: ليس بثقة. وقال مَرّة: ليس بشيء.

وقال ابن عدي: شيعي محترق.

أما الواقدي فيقول عنه الذهبي: مجمعُ على تركه.

ويقول ابن المديني: الواقدي يضع الحديث.

ويقول البخاري: الواقدي متروك الحديث.

ويقول معاوية بن صالح: قال لي أحمد بن حنبل: الواقدي كذاب. وقال مرّة: ليس بشيءٍ.

وقال الشافعي: كتب الواقدي كلها كذب.

وقال ابن المديني: عندي عشرون ألف حديث للواقدي ما لها أصل، وإبراهيم بن يحيى كذاب، وهو عندي أحسن من الواقدي.

أما محمد بن السائب الكلبي وابنه هشام فذُكر فيهما الكثير والكثير من الطعن، ومما يُروى عن محمد بن السائب أنه كان يقول أنه علم وسمع عن فلان عن فلان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجلس، ويتلقى الوحي، وقام لقضاء حاجته، فجلس مكانه علي بن أبي طالب فألقى عليه جبريل الوحي.

فهؤلاء الأربعة من الأئمة الأخيار عند الشيعة، وتمتلئ كتب الشيعة بالمدح فيهم والثناء عليهم.

ومن ثَمّ فعلينا عند دراستنا لموضوع الفتنة أن نعرف المصدر الذي نأتي منه بهذا الكلام جيدًا، هل مصدر ما نرويه هو هؤلاء الوضاعين الكذابين أم هو مصدر وثقه علماء الجرح والتعديل؟

وهذا الأمر يتطلب جهدًا كبيرًا وعملًا متواصلًا حتى يتضح الأمر بصورة صحيحة.

ما هي كتب أهل السنة الصحيحة التي روت هذه الأحاديث؟

- أصح الكتب في هذا المجال هي كتب الصحاح الستة، وأصحها كما هو معروف صحيح البخاري، بل هو أصح الكتب على الإطلاق بعد القرآن الكريم، هكذا قال علماء الجرح والتعديل، وقالوا جميعًا: إن حجة البخاري أقوى على من نازعه.

انتقى الإمام البخاري رحمه الله كتابه الصحيح الذي تبلغ أحاديثه بالمكرر منها سبعة الآف وثلاثمائة وسبعة وتسعين حديثًا، وبدون المكرر ألفان وستمائة واثنين من الأحاديث، انتقى هذه الأحاديث من ستمائة ألف حديث، ولم يكتب حديثًا من الأحاديث إلا صلّى قبله ركعتين يستخير الله أن يكتب هذا الحديث أم لا، وكان يسافر الأميال البعيدة طلبًا لحديث واحد من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد ولد الإمام البخاري في سنة 194 هـ في قرية تُسمّى (بخارى) من قرى (خراسان) فهو ليس بعربي، وقد مات رحمه الله عن اثنين وستين سنة.

يأتي في المرتبة الثانية بعد صحيح البخاري صحيحُ مسلم، وهو من الكتب المهمة أيضًا في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، بل إن بعض العلماء يجعلونه على مرتبة البخاري، وبعض العلماء يقولون: إن صناعة الحديث عند مسلم من ناحية تحرّى السند، وتنظيم كتابه، أفضل من البخاري، لكن البخاري أصح، ومن ثَم يُقدّم على مسلم، ويوجد بعض الأحاديث وإن كانت قليلة جدًا نُوزِع فيها الإمام مسلم، وكان الحق مع من نازعه، وغير المكرر عنده أربعة آلاف حديث، لكن البخاري كما ذكرنا فيه 2602 حديث غير مكرر، وقد ولد الإمام مسلم في (نيسابور) فهو غير عربي أيضًا، ومات وعمره سبعة وخمسين عامًا.

- يأتي بعد مسلم في المنزلة النسائي وقد ولد في (نسا)، وهي تابعة لخراسان، وليس بعربي أيضًا، وقد ولد في سنة 215 هـ، ومات، وعمره 88 سنة، وكان من أدق الناس في الرجال.

- بعده سنن أبي داود وفيها أربعة الآف وثمانمائة حديث، وهو عربي، ولد في البصرة سنة 202 هـ، ومات وعمره 73 سنة.

- ثم الترمذي وفيه بعض الأحاديث الضعيفة، لكنها محققة، وكان الترمذي يشير إلى الحديث من ناحية الصحة، والضعف، ولم يشر إلى ضعف بعض الأحاديث، وصححت من قبل علماء الجرح والتعديل، وقد ولد الترمذي في (ترمذ) على ضفاف نهر (جيحون) في أفغانستان سنة 209 هـ، وليس بعربي، ومات وعمره 70 سنة، ومن شدة ثقة البخاري فيه كان يأخذ منه، مع أن البخاري شيخ الترمذي.

- ثم سنن ابن ماجه، وهو في المرتبة السادسة، ويقال: إن ما انفرد به ابن ماجه غالبًا ما يكون ضعيفًا، إلا ما اتفق فيه مع غيره من الأئمة.

وقال ابن حجر: إن هذا الأمر ليس على الإطلاق.

وهذا يعني أنه قد ينفرد ببعض الأحاديث دون أن تكون ضعيفة.

وُلد ابن ماجه في قزوين سنة 209 هـ، فهو ليس بعربي، وكما نلاحظ أن كتب الصحاح الستة قد كتب منها خمسة من غير العرب، وسبحان الله الذي أنعم على المسلمين بفتح هذه البلاد، ودخل منها الإسلام من حفظوا لنا سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

- يأتي بعد هذه الصحاح مسند الإمام أحمد، وهو أعظم المسانيد على وجه الأرض.

لماذا لم يضعه العلماء مع الكتب السابقة؟

هناك فرق بين الصحيح والمسند، فكتب الصحاح والسنن مرتبة حسب الأبواب، وحسب المواد التي بها، أما المسند فيكون مرتبًا حسب الصحابة فيقول مثلًا: الأحاديث التي رواها عبد الله بن عمر كذا وكذا، والأحاديث التي روتها السيدة عائشة كذا وكذا وهكذا.

وفي المسند غير مكرر 30000 حديث، أو نحو ذلك، و40000 حديث بالمكرّر، ويقال أن الإمام أحمد كتب هذه الأحاديث من سبعمائة ألف حديث، وقيل: ألف ألف حديث.

وزاد عبد الله بن أحمد بن حنبل بعد ذلك على المسند بعض الأحاديث، وقد قيل: إن مسند الإمام أحمد ليس به حديث واحد موضوع، وإن بعض الأحاديث الموضوعة إنما جاءت عن طريق ابنه.

هذه هي المصادر الموثوق فيها عندنا، وعلماء الجرح والتعديل من المعرفة والشهرة بمكان، فعندما نبحث في أحداث الفتنة ينبغي أن تكون هذه هي مراجعنا التي نثق فيها، ونترك المراجع الغير موثوق فيها التي بها الكذب والوضع.

وقد يتساءل البعض: من يطعن في الإسلام اليوم؟

ربما يظن البعض أن هذا الطعن كان في عهد الدولة العباسية، وكانوا يطعنون في الأمويين تقربًا إلى العباسيين، فلماذا الطعن الآن، ومن يطعن؟

إن من يطعن في الإسلام اليوم إنما هم أصحاب المذاهب المنحرفة، فكل من خرج بفرقة منحرفة يطعن في الإسلام من وجهة نظر الفرقة التي ينتمي إليها، ويذكر الأحاديث الموضوعة، والضعيفة مستشهدًا بها على رأيه المنحرف والضال.

وقد كانت هذه الروايات الموضوعة المكذوبة كنز حصل عليه المستشرقون عندما بدءوا التنقيب في كتب التاريخ الإسلامي كلها، ونقلوا هذه الروايات إلى لغاتهم المختلفة، وقالوا بأن الدين الإسلامي انتشر عن طريق الحروب وأنه متى تملك أحد من المسلمين السلطة فإنه يحارب الآخر، ويقاتله، ووصفوا أحداث الفتنة من هذه الروايات المكذوبة.

أما المستغربون، وهم الذين تربوا على يد الغرب، ثم جاءوا يطعنون في الإسلام في بلادهم، فهم أصحاب أسماء إسلامية ويعيشون بين المسلمين، وربما كانوا يصلّون، أو يصومون، ومع هذا يطعنون في الإسلام طعنًا شديدًا، ومن هؤلاء طه حسين، وهو من الشهرة بمكان، ويلقبونه عميد الأدب العربي، وهو وإن كان أديبًا إلا أنه من أشد أعداء الإسلام، وجميع كتبه تطعن في الإسلام، وكان يعلّم تلامذته النقد في القرآن الكريم، ويقول: هذه الآية بناؤها قوي وهذه الآية بناؤها ضعيف.

ومن أقواله: إنه ليس معنى أن قصة إبراهيم وإسماعيل وردت في القرآن الكريم أن تكون حقيقية، فربما كانت روايات من الفن القصصي في القرآن الكريم، ولا بد لتصديقها من وجود حفريات وأدلة مادية تؤيد ذلك.

كما طعن طه حسين في كتبه في كثير من الصحابة رضي الله عنهم جميعًا، إلى درجة أن الأزهر الشريف كفّره، وحكم بردته، ووقتها كان أستاذًا بكلية الآداب، ثم زعم أنه تاب، وعاد إلى الله وألّف كتابًا يتقرّب به إلى علماء الأزهر، وهذا الكتاب في ظاهره الدفاع عن الإسلام، وفي باطنه الكثير من الطعن والروايات الموضوعة والمكذوبة.

كما أن الكثير من أمثال طه حسين، والمعاصرين له الذين درسوا في فرنسا وإنجلترا، وغيرها من البلاد الأوربية جاءوا بمثل هذه الأمور.

ومن الكتب الخطيرة أيضًا في هذا المجال كتب عبد الرحمن الشرقاوي، ومن يقرأ عن أحداث الفتن في هذه الكتب يجده قد طعن في جميع الصحابة بلا استثناء.

كما أن كتاب خالد محمد خالد (رجال حول الرسول) وكتابه (خلفاء الرسول) قد طعن في من كان مع معاوية ضد علي رضي الله عنهم جميعًا، وطعن أيضًا في أبي موسى الأشعري مستدلًا بقصص واهية ومكذوبة.

ومن أولئك الطاعنين في الصحابة الدكتورة زاهية قدروة عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية السابقة في كتابها (عائشة أم المؤمنين)، وعندما كنت أقرأ في هذا الكتاب كدت أن أتقيّأ من شدة الاشمئزاز مما كُتب، فمن بين ما كَتَبَتْ تقول: أصل الخلاف بين علي وعائشة أن الرسول تزوجها، وكانت الأقرب إلى قلب الرسول صلى الله عليه وسلم، وحقدت عليها السيدة فاطمة، فكرهتها، وبثت شكواها إلى عليّ فكرهها، وهذا مما جعله يحاربها بعد ذلك.

أيضًا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب السيدة فاطمة، فحقدت عليها السيدة عائشة، وكرهتها.

تقول المؤلفة أيضًا: إن عليًا رضي الله عنه كان من الذين طعنوا في السيدة عائشة في حادث الإفك، فكرهته عائشة وحملتها له.

وتذكر الكاتبة أن عليًا وفاطمة قد أظهرا الشماتة في السيدة عائشة في حادث الإفك، ولما ظهرت برآتاها كلّمتهما في ذلك.

أيضًا تقول: إن السيدة عائشة رضي الله عنها حاربت عليًا رضي الله عنه؛ لأنه أخذ الخلافة بعد عثمان رضي الله عنه، وكانت تريدها لطلحة بن عبيد الله لأنه من قومها.

وهكذا نرى المجتمع المسلم في ذلك الوقت في نظر الكاتبة أكثر انحطاطًا من مجتمع المسلمين اليوم.

ومراجع الكاتبة ومصادرها شيعية، ولا أدرى ما إذا كانت تعرف ذلك أم لا، فإن كانت لا تعرف، فتلك مصيبة، وإن كانت تعرف فالمصيبة أعظم.

وتذكر الكاتبة أنه بعد كل هذا الحقد الدفين بين السيدة عائشة، وسيدنا علي قامت بينهما معركة الجمل، وضاعت كل هذه الدماء الطاهرة بسبب الكارهية، وهذا الحقد الدفين كما تزعم الكاتبة.

وكانت السيدة عائشة في زعم الكاتبة الباطل تنقِم على عثمان بن عفان، ومن ثَم ألّبت الناس عليه، ولما همّ عبد الله بن عباس أن يبقى في المدينة ليدافع عن عثمان رضي الله عنه- وكان أميرًا للحج في هذا العام- قالت له: يا عبد الله لا تبق في هذه المدينة، ولا ترد الناس عن هذا الطاغية.

هكذا روج هؤلاء المستغربين لأفكار باطلة كاذبة؛ ليطعنوا الأمة في أعز ما لديها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

من هم الصحابة ؟

نحب أن نشير أيضًا إلى معنى الصحابة، حتى نكون على علمٍ بقدر من نتحدث عنه.

الصحابي هو: كل من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم، ورآه أو اجتمع به في حياته، ومات على الإيمان، فيدخل فيهم من ارتد، ثم رجع إلى الإسلام كالأشعث بن قيس.

وعدد الصحابة في أصح الأقوال مائة وأربعة عشر ألفًا.

أما التابعي فهو من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم، والتقى بصحابي وتعلم منه، وهم درجات فمنهم الدرجة العليا كسعيد بن المسيب، فإن معظم رواياته عن الصحابة، والطبقة الوسطى من التابعين مثل: عكرمة، وقتادة، وعمر بن العزيز، والحسن البصري وغيرهم، والطبقة الصغرى، وهم من أخذوا أحاديث قليلة من الصحابة، ويوجد من يُسمّى بالمخضرم، وهو من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته ولم يره، كالنجاشي.

ويُجمع علماء الجرح والتعديل أن كل الصحابة عدول فكل ما قالوه حق، ربما يكون خطأً، لكنه ليس فيه كذب، ولا خيانة، ولا تدليس، وقال العلماء: لا تضر الجهالة مع صحابي.

أي أنك إذا علمت أن فلانًا من الصحابة، ولا تعرف عنه أي شيء إلا يقينك بصحبته، وقال جملة ما، فما قاله صحيح لا كذب فيه، فهذا هو تعاملنا مع صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن ثًمّ فلا يجوز على الإطلاق الطعن في أحد من الصحابة، وإذا فعل أحد من الصحابة فعلًا، ويحتمل هذا الفعل نيّتين، فيُحمل الأمر على الأحسن، وحسن الظن مطلوب في حق كل المسلمين، وفي حق الصحابة أَوْلى.

وإذا تبيّن خطأ أيٍّ من الصحابة نقول: اجتهد فأخطأ فله أجر.

وقد كثر الطعن في كثير من الصحابة كما نعرف كمعاوية رضي الله عنه، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول عنه: اللَّهُمَّ اجْعَلْهَ هَادِيًا مَهْدِيًّا.

وكثيرٌ ممن يطعن في معاوية رضي الله عنه إذا ظل يعمل طوال حياته فلن يفعل ما فعله معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه من الخير في سَنَة واحدة، وقد هدى الله على يديه الأمم الكثيرة.

ولا يدفعنا كرهنا لعقائد الشيعة، ووضعهم الأحاديث أن نقلل من قدر علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أو من قدر الحسين، أو من قدر السيدة فاطمة، أو من قدر أحد من أهل البيت رضي الله عنهم، فإن لهم في الإسلام مكانة عظيمة، ولكن لا إفراط ولا تفريط.

مراجع موثوق فيها

هناك مجموعة من المراجع الموثوق فيها التي تحدثت عن أحداث الفتنة، وهي:

1- العواصم من القواصم لأبي بكر بن العربي، وهو من أفضل الكتب على الإطلاق التي كُتبت للرد على من طعن في الصحابة رضي الله عنهم، وهو غير كتاب العواصم والقواصم.

والقاضي أبو بكر بن العربي ولد بأشبيلية بالأندلس في أواخر القرن الخامس الهجري، وحفظ القرآن وعمره خمس سنوات، وحفظ القراءات العشر، وعمره ستة عشر سنة، ثم أخذ يسيح في الأرض طالبًا العلم، فرحل إلى الجزائر، ومصر، والحجاز، والشام، وفلسطين، وغيرها من البلدان، وقد التقى خلال رحلاته بالكثير من العلماء المشهورين، وتعلّم منهم، ورجع ليؤلّف، وقام بعمل أكثر من خمسة وثلاثين مؤلفًا، ومن مؤلفاته كتاب (أنوار الفجر في تفسير القرآن) وعدد صفحاته مائة وستين ألف صفحة، وكانت تحمله الجمال، وقد كتبه في أواخر القرن الخامس الهجري وحفظ في أكثر من مكان حتى انتهى به الأمر في القرن الثامن الهجري عند ملك مراكش وفُقد هذا الكتاب، وكان ابن العربي قد كتبه في عشرين سنة، ومن أروع مؤلفاته هذا الكتاب (العواصم من القواصم)، وقد علّق عليه علامة من العصر محب الدين الخطيب، وأضاف عليه الكثير والكثير مما يسعد المرء أن يقرأه.

2- كتاب (منهاج السنة النبوية) لشيخ الإسلام ابن تيمية، وحق له أن يُلقّب بشيخ الإسلام، وسيف السنة المسلول على المبتدعين، وهذا الكتاب لا غنى عنه لمن يبحث في عقائد الشيعة، والقدرية، ومن يبحث في أحداث الفتنة، ويقع في أربعة أجزاء، ويستخدم المنطق، والعقل في الرد، والدفاع عن الصحابة رضي الله عنهم.

3- كتاب (البداية والنهاية) لابن كثير، وهو من أوثق الكتب، وأفضلها وينبغي لكل مسلم أن يجعله عنده، ولا بدّ من الأخذ في الاعتبار أن ابن كثير في بعض الأحيان كان ينقل عن الواقدي، فهذه الروايات تسقط، ولكن ابن كثير كان يذكر الروايات الأخرى الموثوقة، وقد نقل ابن كثير عن شيخه الطبري الكثير.

4- كتاب (الشيعة والتشيع) لإحسان إلهي ظهير، وهو من أفضل من كتبَ عن الشيعة وفضحَ مخططاتهم، وقد اغتيل حديثًا في ظروف غامضة، وكتابه هذا من أفضل ما كتُب حول الشيعة والتشيع.

5- كتاب (تاريخ الخلفاء) للسيوطي، يذكر قصة كل خليفة، وإن كان لم يتورع بشدة في رواية أحداث الفتنة. وقد توفي السيوطي سنة 911 هـ.

6- كتاب (حماة الإسلام) لمصطفى نجيب، وهو من الكتب القيّمة الصغيرة، ومعظم ما ورد فيه موثوق، وتعليقات المؤلف على ما ورد تعليقات جيدة وفي محلها.

7- وكتب استشهاد الحسين لابن كثير.

8- رأس الحسين لابن تيمية.

9- العقائد الشيعية لناصر الدين شاة.

10- حقيقة الخلاف بين علماء الشيعة وجمهور علماء المسلمين لسعيد إسماعيل.

11- الأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الاثنى عشرية لمحب الدين الخطيب؛ العلّامة الذي قضى جزءًا كبيرًا من حياته في دراسة وتفنيد أصحاب دعاوى التقريب بين علماء الشيعة، وعلماء السنة، ويقول أنه لا تقريب، إن هذا شيئًا مختلفًا بالكلية عن دين الإسلام، وكما سيأتي في دراسة عقائد الشيعة الموجودة في كتبهم.

فهذه هي العقائد التي ينبغي أن نفهمها، ونحفظها جيدًا، ونحن بصدد دراسة هذا الموضوع الخطير؛ أحداث الفتنة، وعندما نقرأ في أي كتاب من الكتب لا نسلم رقابنا لأي كاتب.

لأنهم يريدون أن يفهّموا الناس أن الدولة الإسلامية ما قامت إلا في عهد أبي بكر وعمر فقط، بعد ذلك لا يمكن للإسلام أن يقيم دولة، فما دام الإسلام قد جاء، وحكم فستكون الدماء، والأشلاء، والضحايا، فلا داعي إذن لإقامة دولة الإسلام، وإلا كان مصيرنا كمصيرهم، فإذا كان الصحابة رضوان الله عليهم وهم من أخذوا من الرسول مباشرة، قد فعلوا هذه الأفاعيل- في زعمهم- فماذا سيفعل غيرهم، فهذا هو الهدف الرئيسي الذي من أجله ينشرون هذه الروايات، وهذه الأكاذيب.

ومن ثَم فعليك عندما تقرأ في هذه الأحداث أن تتأكد من المراجع والمصادر التي تذكر الحدث، وتعرف مدى الصحة والضعف.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وقفة مع كتاب "الفتن"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب بصائر في الفتن
» كتاب الفتن من صحيح البخارى
» سلسلة شرح كتاب الفتن من صحيح البخاري
» كتاب الفتن وأشراط الساعة من صحيح مسلم
»  تصفح كتاب " نهاية العالم " ـ كتاب فلاشي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المؤمنين والمؤمنات :: {{{{{{{{{{مدونات اعضاء المؤمنين والمؤمنات}}}}}}}}}} :: مدونات الاعضاء :: صفحة ومدونة المعبر ابن مسعود-
انتقل الى: