البنيان في لقاء أخوي مع زميلتها الجهاد
مجلة الجهاد في عامها الخامس
أجرى الحوار: أبو عمر البلالي
من غرفة صغيرة وبثلاثة أشخاص فقط -أحدهم الدكتور عبد الله عزام- بدأت مجلة الجهاد مسيرتها عبر الآلام والجراح وعبر الدماء والأشلاء لتبعث لنا النور الذي أضاءه الجهاد الأفغاني لهذه الأمة التي أتقنت فن التثاؤب وطال سباتها.. ولتجعل كلا منّا يعشق قندهار وتخار ويتمنى لو يروّي بدمه جبال تورغان أو يمر من أمام نهر جيحون ليقطعه إلى بخارى وسمرقند.. وقد واصلت "الجهاد" مسيرتها رغم العواصف الهوجاء كما يقول مؤسسها الدكتور عبد الله عزام: معشوقة لدى الكثيرين، يترقبون صدورها ترقب المدلج الحيران بزوغ البدر وقد اشتدت على الساري ظلمة الليل. ونحن إخوة الدرب والمعاناة في "البنيان المرصوص" نشارك إخوتنا في مجلة "الجهاد" فرحتهم ببزوغ العام الخامس لانطلاقة مجلتهم بهذا التحقيق الذي نقدمه لقرائنا الأحباء..
* في البداية نرحب بفضيلة الشيخ عبد الله عزام على صفحات مجلة البنيان المرصوص ونود منكم أن تفتحوا قلوبكم لنا كما تعودنا منكم دائماً ونحب أن تعطي القارئ نبذة عن قصتك مع مجلة الجهاد ومتى كان ذلك؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
كان ذلك قبل أربع سنوات ونيف تقريباً، حيث بدأنا بالعام الخامس -قبل فترة-.. كان لابد من صوت يتكلم بالعربية عن الجهاد الأفغاني الذي كان مضموراً لدى العالم العربي وكانت الساحة خالية من أية مجلة أو نشرة عربية وقد وجدت أن هذا الجهاد مظلوم جداً، وواقعه أضخم من إعلامه، فكثير من القضايا الأخرى إعلامها ضخم وواقعها هزيل، والجهاد الأفغاني بالعكس واقعه العملي كبير جداً ولا توجد تغطية للأحداث التي تجري يومياً في أفغانستان، وهي أحداث تحيي الإسلام من جديد، وتحيي سيرة السلف الصالح -رضوان الله عليهم- وكم يحز في نفسي أن كثيراً من الأحداث التي تجري في أفغانستان مما يشرف جبين البشرية قد غاب تحت الرمال، ما وجد قلماً صادقاً يكتبه، ولا عدسة صادقة تصوره، فكان لابد أن نتكلم عن أفغانستان من خلال صحيفة، ففتح الله علينا بالأخ عماد العابد (أبو أنس) -رئيس تحرير مجلة الجهاد- وكان قد تخرج من السعودية، فقلنا له: أنت تستلم تحرير المجلة، وكان هناك شاب مصري اسمه (أحمد أبو الفتوح)، فسلمناهما المجلة، ثم بدأت بخطوات بطيئة جداً وبشكل هزيل، ولكن الله بارك فيها، ويبدو أن ذلك بسبب إخلاص الإخوة القائمين عليها، وحركتهم، وبقيت تتقدم وتتحسن تدريجياً حتى وصلت إلى هذا المستوى، رغم أن كل الذين يعملون فيها ليسوا متخصصين في الإعلام، وقد تعلموا الإعلام فيها، فجزاهم الله خيراً وبارك فيهم.
* هل تختلف مهمة المحرر الذي يعيش في قلب المعركة وفي قلب الأحداث عنها في المجلات الأخرى؟
طبعاً لأن نقل الأخبار عن المعارك الحية غير نقل الأخبار عن المنتديات الصحفية والمؤتمرات الدولية، ونقل الأخبار في العالم الراكد لا تحتاج أن تخاطر بنفسك، أما هنا فالمحرر يعيش بين دوي المدافع، ووابل من المتفجرات التي تنفجر فوق رأسه، فوق أرض كلها براكين متفجرة، والإتيان بالخبر والتدقيق بالخبر عملية صعبة داخل أفغانستان، فأنت بحاجة أن ترى بعينك، أو ترسل من يرى بعينه، وبحاجة أن تدخل أرض المعركة حتى تعد الدبابات المتفجرة بنفسك، كذلك صعوبة إحصاء القتلى خاصة من طرف العدو، وكذلك نقل الصورة بالكاميرا.. فالكاميرات كثيراً ما تُكسر بالطريق، السيارات تنقلب بهم، أو يقع الأخ الذي يحمل الأخبار في كمين فيضطر أن يُلقي كاميرته وأوراقه لينجو بنفسه وروحه، فهي عملية شاقة جداً.
* ما هو تقييمك لمسيرة مجلة الجهاد مع بداية عامها الخامس؟
الفضل لله أولاً وأخيراً، والحمد لله من قبل ومن بعد، ونحن نشعر أن المجلة تتقدم يوماً بعد يوم، وذلك بفضل الله ورعايته وتوفيقه وتسديده وإرشاده، وكما قلت فإن الإخوة يعملون عملاً دائباً بالليل والنهار في المجلة، مع أن الطاقم قليل جداً، والكفاءات بالنسبة للإعلام ليست على مستوى كبير، إلا أن الله عز وجل بارك، ونحن نرى أنها تتقدم كل يوم خطوات للأمام، والحقيقة أنها نجحت لأن القضية التي تتعامل معها نجحت، وهي تشتغل بأضخم وأعظم قضية في الأرض، ومن هنا جاءت أهمية مجلة الجهاد، وإلا فإن كثيراً من المجلات قد تكون أكثر أناقة في ترتيبها وإخراجها وغير ذلك، وقد يكتب فيها كُتّاب مشهورون في العالم وفي البلاد العربية، لكن هذه مهما كتبت فإنها تكتب بالدم تاريخ الإسلام الذي توقف منذ قرون عن الكتابة، والآن بدأ قلم التاريخ يكتب ولكن بنجيع الأبطال لا بمداد الكُتّاب.
* هل هناك تنسيق بين الصحافة الإسلامية في الخارج وبين صحافة الجهاد في أرض بيشاور؟
هنالك بعض الصحف مثل النور والمجتمع والبلاغ وغيرها تنشر دعاية أحياناً عن مجلة الجهاد عند صدورها، ونحن نأمل منهم أكثر من ذلك، وصحيفة المسلمون أحياناً يمكن أن تكتب عن موعد صدور المجلة.
ولكن نحن نأمل -إن شاء الله- أن يزداد هذا التعامل والتعاون بين مجلة الجهاد والصحافة الإسلامية.
* لماذا تخصصت مجلة الجهاد في قضية أفغانستان فحسب؟ وهل أنت مع هذا التخصص؟ وما فائدة ذلك؟
والله أنا ما رأيت قضية ساخنة حية مثل قضية أفغانستان، ونحن نعيش فوق أرض أفغانستان، وجئنا لأداء فريضة الجهاد التي تعينت علينا في أفغانستان، فنحن قلنا نريد أن ننقل للناس كلمة صادقة لخدمة هذه القضية الحقة الصادقة، ومن هنا كنا ننقل أخبار المعركة كأناس يعيشون القضية، ومن أرضها الساخنة من بين أزيز الرصاص ودوي المدافع، وقضية فلسطين كانت قضية باردة وكان جهاد الانتفاضة لم يبدأ بعد في فلسطين، فهي بدأت قبل سنة ونصف فقط، والمناطق الأخرى من العالم التي فيها بعض الجهاد، أولاً ليست في سخونة القضية الأفغانية، ثانياً ليس لنا مراسلون هناك في تلك المنطقة بالإضافة إلى أننا لا نريد أن ندخل في معارك مع الأنظمة التي تحسب كل صيحة عليها، وحتى تدخل المجلة إلى هذه الدول العربية فنحن أحببنا أن تقتصر على هذه القضية المتفق عليها، والتي لا تجد حساسية لدى الأنظمة الأخرى، وكذلك حتى نكون موضوعيين وننقل أخباراً صادقة، وبعد أن بدأت الانتفاضة صرنا نخصص أكثر من صفحة لفلسطين ونرجو الله في المستقبل أن نوسع صفحاتها، وأن نفرد صفحة أو أكثر للقضايا الجهادية الأخرى في العالم الإسلامي كالجهاد في الفلبين، وفي إرتيريا، ونرجو الله عز وجل ذلك.
* ما أكثر البلاد توزيعاً للمجلة، وأي البلاد أكثر تجاوباً معكم من حيث المراسلة؟
أكثر البلدان توزيعاً هي السعودية، والرسائل معظمها من الجزائر والسعودية وأمريكا ويصلنا منها عدة آلاف (وهنا قطع الشيخ حديثه معي ليرى مراجعيه الذين لا ينقطعون ثم تابعت الأسئلة مع الشيخ).
* هل تفكرون في تغيير مدة إصدار المجلة كأن تصبح أسبوعية أو نصف شهرية مثلاً؟
ما أظن أننا في الوقت الحاضر قادرون على هذا، لأن الطاقم بوضعه الحالي لا يستطيع إصدارها إلا شهرياً، وهناك بعض الإخوة المخلصين طرحوا فكرة تطوير المجلة حتى تصبح نصف شهرية، وقالوا: لو زيد في طاقمها. فقلنا: إنها تحتاج إلى أموال أكثر، وتحتاج إلى طاقات أكثر، ولا نجد الآن كفاءات في الساحة تستطيع أن تقوم بهذه المهمة.
* ما أصعب موقف واجهك خلال مسيرة المجلة خلال سنواتها الأربع الماضية؟
أصعب موقف هو أن بعض الشباب الذين يعملون في الساحة قالوا لي: إننا ننفق أموالاً كثيرة على المجلة، وهذا لا يجوز، فقلت لهم: أنا أعرف الجائز وغير الجائز، هذا من الشرع. وكادوا يتفقون على إيقاف المجلة لكنني رأيت أن تبقى المجلة سائرة، وقالوا: إن البعض في العالم العربي يقولون لماذا هذا البذخ؟ ولماذا هذه الصور الملونة؟ وأنا أعلم أنّ المجلة تدخل على الجهاد الأفغاني عشرات الأضعاف مما ننفقه عليها، لأن المحسن الذي يدفع ماله لابد أن يقرأ عن الجهاد ولابد أن يعرف شيئاً عن الجهاد، فإذا قرأ قصة شهيد أو قصة انتصار في معركة من المعارك، فقد يُخرج مليون ريـال أو خمسين ألف دولار، وهذه تكفي المجلة عدة أشهر، فهم لا يقدّرون هذا، وأخيراً عندما وجدوا أثر المجلة في العالم كله وخاصة في العالم العربي والإسلامي قالوا: أنت أبعد نظراً منّا.
* مجلة الجهاد تصدر عن دار الجهاد في بيشاور التي ترأسون إدارتها، ما الخدمات التي تقدمها هذه الدار للجهاد وللمسلمين؟
هذه الدار تقوم بنشر الكتب الجهادية والنشرات التي نكتبها عن الجهاد، ولنا مطبعة اسمها مطبعة الجهاد تابعة لهذه الدار، وقد أدت دوراً طيباً في نشر الكتب التي كتبتها عن الجهاد، والآن طبعت عدة طبعات للكتب التي طبعتها، والطلب عليها من كل العالم بالإضافة إلى أنها قامت بطباعة الكتب التي ترجمناها للغتيْن الفارسية والبشتوية، لندخلها في داخل أفغانستان، وكذلك قامت بطباعة الكتب الدراسية، وفي العام الماضي طبعناً عدداً هائلاً من الكتب التي أدخلناها داخل أفغانستان، والآن فإن أي كتاب يعجبنا وفيه الفائدة للقضية الأفغانية فإننا نقوم بترجمته، وإدخاله إلى داخل أفغانستان، بالإضافة إلى عمل البوسترات (صور ملونة كبيرة)، وعمل معارض. وهذه السنة كان لنا معرض في أمريكا في مؤتمر (المايا) كذلك أدت دوراً في هذا، وأعدت في العام الماضي تقويماً، وهكذا.
* سؤال أخير فضيلة الشيخ.. هل تقرأ مجلة البنيان، وما أفضل ما يعجبك فيها من موضوعات؟
وبعفويته وسهله الممتنع أجاب شيخنا:
والله مجلة البنيان أنا مسرور من إخراجها، والناس مسرورون كثيراً لإخراجها، وكلامها عن الشهداء يسرني، وكثيراً ما أراها تخاطب الناس على قدر عقولهم وهذا يسُرّ الناس.. فأحياناً نجاح الصحافة يحتاج إلى لغة ليست عالية، حتى يفهم الناس ماذا تريد هذه الصحيفة منهم، فأحياناً تجد الكلام ليس على مستوىً عالٍ من البلاغة الأدبية كالبديع أو البيان، لكن تجد الألسنة تتناقله وينفذ إلى القلوب أكثر من المقالات ذات النمط الرفيع في الأدب والسبك، وقد رأيت الناس متأثرين جداً برسائل الخلافة، وذات مرة كان عندنا ضيف وقلت له: هذا مهند.. قال: هذا الذي يكتب رسائل الخلافة العائدة؟ ففرح كثيراً وعانقه.. فالرسائل هذه لها صدى كبير في نفوس الناس، كذلك انتقاؤها أحياناً للصور المؤثرة، مع تعليقات بسيطة تحتها تؤدي دورها ونرجو أن ينفعنا الله جميعاً وجزاكم الله خيراً.
جزى الله شيخنا الفاضل خير الجزاء، ونسأل الله عز وجل له الشهادة بعد طول عمر وحسن عمل إن شاء الله.
وبعد أن ودعت الشيخ ذهبت إلى مبنى مجلة الجهاد ودخلت إلى مكتب رئيس التحرير (عماد العابد) وحصلت منه على هذه المعلومات عن المجلة:
مجلة الجهاد في سطور
1 - تأسست كنشرة في 4 ربيع الثاني 1405هـ الموافق 28/12/1984م.
2 - المؤسس للفكرة: د. عبد الله عزام، وقد وافق عليها أمير الاتحاد (سياف) في ذلك الوقت (راجع مقدمة المجلد الأول للجهاد).
3 - هدف النشرة: نقل أخبار الجهاد الأفغاني إلى العالم الإسلامي، ويشكل تقريرات سريعة نظراً لطبيعة الإمكانات المتوفرة.
4 - الفكرة كانت سابقة وباسم نشرة (المجاهد) يصدرها اتحاد الطلبة في بيشاور، وكانت "الجهاد" اسماً جديداً واستمراراً للفكرة نفسها.
5 - بدأت "الجهاد" منذ أن تأسس مكتب الخدمات في بيشاور برئاسة د. عبد الله عزام، وتولى المكتب دعم المجلة مادياً ولا زال.
6 - أطلق على النشرة اسم (مجلة الجهاد) ابتداءً من العدد الثاني -وإن لم تكن على المستوى الصحفي اللائق بالمجلات ولعدم وجود المتخصصين في الإعلام أو أصحاب الخبرة في هذا المجال- ومع التجربة وأهمية القضية الأفغانية التي شهرت المجلة، تقدمت بفضل الله تعالى وعونه ابتداءً من العدد الخامس، وبشكل أوضح من العدد التاسع.. ثم العدد الثاني عشر حيث كان قفزة ملحوظة، وهكذا تقدمت المجلة تحريراً وإخراجاً وإدارة شيئاً فشيئاً إلى أن وصلت لهذا المستوى الحالي.. طامحين ومتفائلين بتقدم أسمى في مجال الإعلام الهادف لخدمة القضايا الجهادية والإسلامية عموماً.
7 - فكرة عن توزيع المجلة:
- أماكن التوزيع: توزع المجلة في معظم دول العالم -عدا الاشتراكية- ولا زلنا نحاول مع وزارات الإعلام الحصول على إذن توزيع رسمي ليتحقق انتشار المجلة في جميع الدول العربية.
- عدد النسخ المطبوعة: تطور عدد النسخ المطبوعة من ألف نسخة في العدد الأول إلى 35 ألف نسخة تقريباً في العدد رقم (50).
- تطور الأعداد المطبوعة: الأعداد من (1-10) تطور عدد النسخ المطبوعة من (ألف - 8 آلاف) نسخة.
- الأعداد (10-20) تطور عدد النسخ المطبوعة من (8 آلاف - 15 ألف) نسخة.
- الأعداد (20-30) ثبت عدد النسخ المطبوعة على (15 ألف) نسخة لا غير، وذلك بسبب قلة العاملين وثبات عدده كالسابق وعدم تطوير قسم التوزيع ولتعذر الحصول على إذن توزيع رسمي في جميع الدول أيضاً.
- الأعداد (31-32) عدد شهداء جاجي من العرب: طبع من كل عدد (35 ألف - 50 ألف) نسخة من كل عدد على نفقة الأخ أسامة بن لادن.
- الأعداد (33-40) استمر عدد المطبوع 15 ألف نسخة للأسباب السابقة.
- أعداد الأربعينات قفز عدد النسخ المطبوعة إلى (35 ألف - 38 ألف) نسخة، نتيجة تحصيل إذن رسمي للتوزيع في السعودية والكويت.
- طباعة المجلدات: أصدرت المجلة أربع مجلدات فاخرة من أعدادها (1-48)، كل مجلد يحتوي على (12) عدداً.
8 - أسس رئيس التحرير (عماد العابد) لجنتين تحريرية وإدارية لمساعدة رئيس التحرير في القرارات المهمة. أطلق على الأولى (هيئة التحرير) والثانية (اللجنة الإدارية)، وقد كُلّف عضوان هما (عماد العابد، صلاح حسن) بتحضير لوائح داخلية للمجلة وقد شاركهما بقية أعضاء اللجنتين بالمراجعة والاقتراحات والتعديلات.. وبعد جلسات عديدة استمرت نحو شهرين لمناقشة اللوائح التفصيلية أقرت الصيغة النهائية المقترحة.
9 - يتضمن الهيكل التنظيمي لأقسام المجلة مجلساً للإدارة يرأسه الدكتور عبد الله عزام، وأما بقية الأعضاء فمُقترحين، وقد عرض الأمر على د. عبد الله عزام فوافق وشجع على الفكرة، وهذا المجلس هو الذي يضع السياسة العامة للمجلة ويشرف عليها باستمرار، ويقوم بإقرار لوائح المجلة الداخلية، كما يعتمد ويشرف على إعداد خطط المجلة ويناقش التقارير نصف السنوية، ويرتب تمويل المجلة واستثمار أموالها، ويتكون هذا المجلس من عشرة أعضاء يجتمعون كل ستة أشهر في الأحوال العادية، وتتخذ القرارات بالأغلبية عملاً وتطبيعاً لمبدأ الشورى، وقد اجتمع المجلس التأسيسي للمجلس بتاريخ 10/5/1988م لبحث الوضع القانوني للمجلة ومحاولة ترخيص المجلة رسمياً ولدراسة اللوائح المقترحة.
وبهذا تكون المجلة قد استقرت نوعاً ما وتستطيع أية مجموعة ملتزمة ومؤهلة في مجال الصحافة أن تحافظ على سير المجلة وسياستها وأهدافها ومستواها، بل بإمكان هذه المجموعة تطوير العمل بشكل أفضل وأوسع بعد أن وضعت الأساسيات والتفاصيل الضرورية مكتوبة من خلال التجربة العملية التي نجحت إلى حد كبير بفضل الله تعالى وتوفيقه، ونسأله عز وجل أن يكتب للعاملين فيها أجر المجاهدين والمرابطين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وفي نهاية هذا البحث نتمنى لإخوة الدرب والجهاد في مجلة الجهاد مزيداً من التقدم والازدهار في ظل تقدم القضية الأفغانية ونسأله عز وجل الإخلاص والقبول.
المصدر:
مجلة البنيان المرصوص - العدد الثامن والعشرون
ذو الحجة 1409هـ / يوليو 1989م
موضوع: ذكريات مجلة الجهاد ||| مجلة الجهاد في عامها الخامس 
3/4/2024, 2:22 am
