- محمد الليثى كتب:
وثويبة مولاة لأبي لهب كان أبو لهب أعتقها فأرضعت النبي صلى الله عليه و سلم فلما مات أبو لهب
أريه بعض أهله بشرحيبة قال له ماذا لقيت ؟
قال أبو لهب لم ألق بعدكم غير أني سقيت في هذه بعتاقتي ثويبة
صلى الله عليه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . انقل لكم ما وجدته عن هاذا الحديث .
أرسل لي بعض الإخوة رسالة مصورة يسأل عن الجواب عما فيها وهو:
“روى البخاري عن سيدنا العباس بن عبد المطلب أنه رأى أبا لهب في النوم في شر حال فساله عن حاله فقال حالي كما ترى الا أنني أسقى كل يوم اثنين من نقرة اصبعي هذا أسقى منه ماء قال العباس: لماذا؟ قال أبو لهب لأنني أعتقت ثويبة الجارية لما أخبرتني بمولد محمد (صلى الله عليه وسلم).
وفي هذا يقول الحافظ شمس الدين ابن نصر الدين الدمشقي :
إذا كان هذا كافر جاء ذمه بتبت يداه في الجحيم مخلدا
أتى أنه في يوم الاثنين دائما يخفف عنه للسرور بأحمدا
فما الظن بالعبد الذي طول دهره بأحمد مسروراً ومات موحدا)
فأقول مستعينا بالله:
القصة أخرجها عبد الرزاق في المصنف (7/477) والبخاري في صحيحه (7/9)
: قال عروة: “وثويبة مولاة لأبي لهب: كان أبو لهب أعتقها، فأرضعت النبي صلى الله عليه وسلم، فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله بشر حيبة، قال له: ماذا لقيت؟ قال أبو لهب: لم ألق بعدكم غير أني سقيت في هذه بعتاقتي ثويبة”. هذا لفظ البخاري
ولفظ عبد الرزاق:
قال عروة: ” وكانت ثويبة مولاة لأبي لهب، كان أبو لهب أعتقها، فأرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما مات أبو لهب رآه بعض أهله في النوم، فقال له: ماذا لقيت؟ – أو قال: وجدت؟ – قال أبو لهب لم ألق أو أجد بعدكم رخاء أو. قال: راحة غير أني سقيت في هذه مني لعتقي ثويبة وأشار إلى النقرة التي تلي الإبهام والتي تليها “
وعند النظر في هذه القصة نجد ما يلي:
عروة هو ابن الزبير وهو تابعي لم يدرك أبا لهب فالخبر مرسل منقطع وليس متصلاً والانقطاع من أسباب ضعف الحديث كما هو معلوم.
ليس في الخبر أن الذي رآه العباس إنما بعض أهله.
ليس في الخبر أن أبا لهب أعتقها لأجل أنها بشرته بمولد النبي صلى الله عليه وسلم. ولا حتى لكونها أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم إنما فيه أنه أعتقها وأنها أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم.
ليس في الخبر ذكر يوم الاثنين ولا ذكر ولادته صلى الله عليه وسلم.
أنه على فرض ثبوته حكاية منام ليست قرآنا ولا سنة ثابتة ولا إجماعاً فكيف يصح أن يحتج بالمنام ويجعل دليلاً على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي.
أنه قد ثبت قطعاً أن الكافر لا ينتفع بالأعمال التي يعملها تقرباً إلى الله إذا مات على الكفر كما قال تعالى (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجلعناه هباءً منثوراً) فكيف يسوغ أن يعارض القرآن أو يخصص بحلم لم يثبت بسند صحيح ولا يُدرى من رآه أمسلم أم كافر؟!.
الأبيات المذكورة مبنية على هذه القصة وقد سبق أنها ليست بصحيحة.
هذا وأسأل الله تعالى التوفيق لقول الحق والصدق والعمل به، وأعوذ بالله من الهوى والزيغ وتحريف الكلم عن مواضعه نصرة للباطل وإماتة للحق والله أعلم.
وهاذا ايضا جزء من إجابه منقوله من موقع الإسلام سؤال وجواب لزيادة الفائدة أما ما يروى في تخفيف العذاب عن أبي لهب بسبب عتقه ثويبة مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد ذلك من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا من كلام الصحابة ، وإنما رؤيا منام أريها بعض أهله ، لا يجوز أن يعارض به ما سبق تقريره من بطلان حسنات الكافرين في الدنيا ، وأنها لا تغني عنهم عند الله شيئا ، فضلا عن أن الوارد في ذلك إنما هو بسند مرسل .
روى البخاري (5101) من قول عروة بن الزبير رحمه الله ما يلي :
" وثُوَيْبَةُ مَوْلَاةٌ لِأَبِي لَهَبٍ ، كَانَ أَبُو لَهَبٍ أَعْتَقَهَا فَأَرْضَعَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، َلَمَّا مَاتَ أَبُو لَهَبٍ أُرِيَهُ بَعْضُ أَهْلِهِ بِشَرِّ حِيبَةٍ – أي بسوء حال -، قَالَ لَهُ : مَاذَا لَقِيتَ ؟ قَالَ أَبُو لَهَبٍ : لَمْ أَلْقَ بَعْدَكُمْ غَيْرَ أَنِّي سُقِيتُ فِي هَذِهِ بِعَتَاقَتِي ثُوَيْبَةَ "
قال ابن حجر رحمه الله :
قوله : ( وثويبة مولاة لأبي لهب ) ذكرها ابن منده في " الصحابة " وقال : اختلف في إسلامها. وقال أبو نعيم : لا نعلم أحدا ذكر إسلامها غيره , والذي في السير أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكرمها , وكانت تدخل عليه بعدما تزوج خديجة , وكان يرسل إليها الصلة من المدينة , إلى أن كان بعد فتح خيبر ماتت ومات ابنها مسروح .
قوله : ( وكان أبو لهب أعتقها فأرضعت النبي صلى الله عليه وسلم ) ظاهره أن عتقه لها كان قبل إرضاعها , والذي في السير يخالفه , وهو أن أبا لهب أعتقها قبل الهجرة وذلك بعد الإرضاع بدهر طويل ، وحكى السهيلي أيضا أن عتقها كان قبل الإرضاع , وسأذكر كلامه .
قوله : ( بعض أهله ) ذكر السهيلي أن العباس قال : لما مات أبو لهب رأيته في منامي بعد حول في شر حال فقال : ما لقيت بعدكم راحة , إلا أن العذاب يخفف عني كل يوم اثنين , قال: وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين , وكانت ثويبة بشرت أبا لهب بمولده فأعتقها .
قوله ( بشر حيبة ) أي : سوء حال .
قوله ( ماذا لقيت ) أي : بعد الموت .
قوله ( لم ألق بعدكم , غير أني ) كذا في الأصول بحذف المفعول , وفي رواية الإسماعيلي : ( لم ألق بعدكم رخاء ) ، وعند عبد الرزاق عن معمر عن الزهري : ( لم ألق بعدكم راحة ) قال ابن بطال : سقط المفعول من رواية البخاري , ولا يستقيم الكلام إلا به .
قوله : ( غير أني سقيت في هذه ) كذا في الأصول بالحذف أيضا , ووقع في رواية عبد الرزاق المذكورة : ( وأشار إلى النقرة التي تحت إبهامه ) وفي ذلك إشارة إلى حقارة ما سقي من الماء .
وفي الحديث دلالة على أن الكافر قد ينفعه العمل الصالح في الآخرة ; لكنه مخالف لظاهر القرآن , قال الله تعال ( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا )، وأجيب :
أولا : بأن الخبر مرسل ، أرسله عروة ، ولم يذكر من حدثه به ، وعلى تقدير أن يكون موصولا فالذي في الخبر رؤيا منام ، فلا حجة فيه , ولعل الذي رآها لم يكن إذ ذاك أسلم بعد ، فلا يحتج به .