السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
.
والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين المكين، مطهر العقول من أدران الوثنية
وسائق ركب الإنسانية إلى السعادة الأبدية وعلى آله وصحبه أحلاف السيوف، وقادة الزحوف،
وأئمة الصفوف وعلى التابعين لآثارهم في نصرة الدين إلى يوم الدين.
.
الصدق هو شرط من شروط لا إله إلا الله
الشخص الذي يبذل جهده لابد أن يكون صادق وليس صاحب دعوى
.
وحتى تفهم: جهدك الذي ستبذله، هذا نوع من أنواع العبادة..
طيب ما دمنا ننظر إلى قلوبنا، القلب ما ميزانه في الشريعة؟ ما مكانته ؟
.
( أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ )
وغيرها من النصوص ... هناك أحاديث كثيرة في القلب، ونحن نحفظها جيدًا
.
طيب الآن، حتى تنجح في الاتصال مع الآخرين، وتكون مثلاً في مكتبك في العمل..
ما الذي يؤثر على نجاحك؟
.
الله تعالى في سورة محمد يقول:
{ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ }
.
هذه قاعدة في الاتصال: أن تتعامل مع الآخرين بقلبٍ سليم:
فأي أحد تتعامل معه وأنت في قلبك ضغينة عليه إلا تخرج هذه الضغينة..
.
إذن اتصالك بالآخرين دون قلب سليم: يحصل أحياناً: أني أتصور أنني أنجح في التعامل مع الناس
وقلبي ليس صافيًا تجاههم؛ هذا ممكن لكنه لزمن؛ و لزمن محدود فقط.
وكذلك أي أحد يعتقد أنه يمكنه التعامل مع الآخرين وسينجح في الاتصال بهم دون قلب.
.
هذه الضغينة سيخرجها الله في قسمات وجهه، وفي لحن القول
في لحظة؛ في فلتة من فلتات لسانك؛ ألم يقل الله تعالى في سورة محمد:
{ وَلَوْ نَشَاءُ لأرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ }
.
إذن القلب هو سبب نجاحك في الاتصال بالآخرين
هو سبب نجاحك عمومًا...
.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
( فإنَّ أسْرَ القلبِ أعظمُ من أسر البدن، واستعبادَ القلب أعظمُ من استعباد البدن؛ فإن من استُعْبِد بدنُه
واستُرِقّ وأُسِر لا يبالي إذا كانَ قلبُه مستريحاً من ذلك مطمئناً، بل يمكنه الاحتيالُ في الخلاص؛
.
وأما إذا كان القلب _الذي هو مَلِك الجسم رقيقاً مستعبداً متيَّماً لغير الله؛ فهذا هو الذلُّ، والأسرُ المَحْضُ
والعبوديةُ الذليلة لما استعْبَدَ القلبَ.وعبوديةُ القلب، وأسرُه هي التي يترتب عليها الثواب والعقاب؛
فإن المسلمَ لو أسره كافرٌ أو استرقّه فاجرٌ بغير حق؛ لم يضرَّه ذلك إذا كان قائماً بما يقدر عليه من الواجبات
.
ومن استُعْبِد بحق إذا أدّى حقَّا لله وحقَّ مواليه فله أجران، و لو أُكره على التكلّم بالكفر وقلبه مطمئن بالإيمان
لم يضرَّه ذلك وأما من استُعْبِد قلبُه، فصار عبداً لغير الله، فهذا يضره ذلك
ولو كان في الظاهر ملكَ الناس؛ فالحريةُ حريةُ القلب
والعبوديةُ عبودية القلب، كما أن الغنى غنى النفس
...
أناهيد السميري.
.