ماذا لو اندلعت الثورات في أمريكا و أوروبا؟
(بقلم الشاعر العربي)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الإخوة و الأخوات الكرام
هذا الموضوع متشعب و لكن لعلي آتي على بعض جوانبه سريعا
وهو كما يشير إليه العنوان:
ما الذي سيكون عليه حال المشهد في كل من أوروبا و أمريكا
إذا قامت عندهم ثورات شعبية تشبه التي حدثت في الدول العربية؟
أولا.. قد يتعجب العديد منكم..
لمجرد طرحنا لهذا الموضوع
و لكن يا أخي لا تتعجب
من يلقي نظرة على آخر الإحصائيات و الأرقام
يعلم علم اليقين أن عجلة الاقتصاد العالمي توشك على التوقف
و ما الأزمة الاقتصادية الأولى في آواخر 2008
أزمة العقارات و المصارف الأمريكية إلا إنذار أول شديد الخطورة
ثم تلتها أزمة الدين العام الأمريكي في أوت 2008
حيث وقفت أمريكا عندها على حافة الانشقاق الحقيقي
لو لم يتم التصويت على قرار رفع سقف الدين العام
كما لا ننسى إجراءات التقشف و التخفيض في الأجور
التي عصفت بالرئيس الإيطالي بيرلسكوني
و هو الثعلب الذي لا يتزحزح بسهولة
و لا ننسى إفلاس اليونان (الصورة من مواجهات في اليونان)
و تدعيمها بأموال ضخمة من الاتحاد الأوربي في شكل ديون
عجزت عن تسديدها فيما بعد
و النموذج اليوناني يهدد كلا من إسبانيا و البرتغال و إيطاليا..
إن هذا يعني شيئين على المدى القصير:
أولا أن يرتفع الدعم الحكومي أو ينخفض
لقطاعات كانت شبه مجانية من قبل
مثل التعليم و التأمين الصحي و منح الشيخوخة و التقاعد و البطالة..
و ثانيا أن تتزعزع الروابط المشتركة بين دول الاتحاد الأوربي
لأنه اتحاد يقوم أصلا على المال و الأعمال لا غير
فالأوربيون الذين ترونهم على أنهم أرقى الشعوب و الحضارات
و الله الذي لا إله إلا هو ما هم إلا وحوش و لكن روّضهم الترف و المال
و جمعهم النعيم و رغد العيش
أما الروح.. و أما المبادئ.. و أما الأخلاق
فهي عندهم كمثل البيت الخرب الأجوف
لا عرفون معروفا و لا ينكرون منكرا
و هذا لا يلام على بلدان جعلت من الدين عدوا للعلم
فهذه هي إخواني حقيقة الوحدة الأوربية
و مثلها الولايات المتحدة الأمريكية
التي تمتد على مساحة جغرافية تقارب القارة بأكملها
و تتكون من قرابة الخمسين ولاية كل ولاية بحجم دولة
إن اتحادهم هذا سيكون أول ما يتزلزل بمفعول الانهيار المالي
و ذلك كما قلنا لأنهم قوم لا دين و لا أخلاق لهم
دينهم بطونهم
و قبلتهم نساؤهم
و آخرتهم هي دنياهم
إن ردة فعل الشعوب الغربية عند تأزمها اقتصاديا
سيكون بمثابة ردة فعل مدمن المخدرات الذي تنتزع منه المخدر بصفة فجئية
فيكون عندها مستعدا لفعل أي شيء و في فقدان تام للوعي ربما
و إن ما رأيناه في بلداننا العربية المسلمة
من تكوين للجان الحماية الشعبية
و تكاتف الأهالي و تعاونهم
و ذكر الله و دعاء القنوت و إغاثة المصابين وغير ذلك
بل و استقبال الأجانب مثل ما حدث في بنقدران
من استقبال التونسيين للاجئين من مختلف الديانات و الجنسيات
هذا يعتبر في المفهوم الأوربي و الأمريكي
نوعا من السذاجة و الحمق و التفكير الأبله الرومنسي
طبعا سيصيح في وجهي الكثيرون على أنهم أكثر من ينادي بحقوق الإنسان
و الحيوان و النباتات و ربما المخلوقات الفضائية
و لكن أقول يا إخوة هذا في زمان توفر المال و الإعلام و الراحة
حتى أن الكثيرين من ممثلي مشاريع حقوق الإنسان
و رعاية الأطفال تجدهم من المشاهير من اللاعبين أو الممثلين
المليارديرات و غيرهم يعني من باب التسلية و الترفيه
و لكن عند الجوع و الخوف و التشرد
قد ينسى المسلم المؤمن في لحظات أخاه المسلم
فما ظنك بمعدوم العقيدة؟
و رغم هذا لا ينبغي لنا أن ننكر أن في هذه الشعوب من هو
و إن لم يكن مسلما و لكنه منكر للظلم بحق
و هو مشروع مسلم بإذن الله
و تجده يناضل من أجل قضايا الإنسان
و يهتدي أغلب هؤلاء إلى الإسلام في آخر الأمر
و لكن عدد هؤلاء قليل جدا جدا مقارنة بغيرهم من الناشطين في هذا الميدان
إذن ما نريد قوله
أن الجوع و الفقر و البطالة
سوف تضرب الغرب كما ضربت الشرق
و ذلك قادم لا مفر منه بإذن الله تعالى
استنادا لما نراه من أرقام و أحداث بدأت أماراتها واضحة للعيان
و إن هذه الدول إن ثارت
إن ثارت..
و خاصة الولايات المتحدة الأمريكية
حيث يقتل الرجل أباه و أمه بدم بارد
و حيث يتزوج الرجل بالرجل و المرأة بالمرأة بموجب قانوني!
و حيث تباع الأسلحة بموجب الدستور بدون رخصة أحيانا في المحلات التجارية
و حيث لا يوجد أي قاسم مشترك بين السكان
لا في اللون و لا في الدين و لا في الجنس
القاسم المشترك الوحيد هو الــ "$"
فإذا سقط الدولار..
و مع انتشار السلاح و الأحقاد و صراعات العنصرية و غير ذلك
سنرى أياما تعجز عن وصفها أفلام هوليود عندهم و الله أعلم
و يا إخوتي إن ذلك كله من عدل الله تعالى
فإن الله تعالى خلق الإنسان وفق إرادته.. لا وفق إرادة الإنسان
و خلق له أرضا و سماء و طعاما و شرابا.. وفق حكمة الله لا وفق رأي الإنسان
و كذلك فقد شرع له شريعة و أنزل له دينا وفق حكمة الله و ليس وفق رأي الإنسان
و لكن هذا المخلوق هو الوحيد الذي يصر على عكس مراد الله
و على أن يخلق لنفسه قوانين و أحكام و مفاهيم و أديان
تلقي بقوانين و حكمة ربه عرض الحائط
و قد تمتع برهة من الزمان بهذه الحضارة المغرية الخداعة
و ظن أنه تمكن من تحدي الله
و استهزأ بشريعته و قال أنها رجعية و قديمة لا تصلح
و لكن الله تعالى يمهل للظالم
يمهله يمهله حتى إذا أخذه لم يفلته!
و لكن الكرة الأرضية كلها هذه المرة
- إلا قليلا جدا من الأفراد -
انخرطوا في ذلك النظام العالمي الجديد
ولو بدرجات مختلفة
إنهم يريدون أن يديروا أمر عالم خلقه الله تعالى
بقانون خلقوه بآرائهم الناقصة!!!
و لكني أحسب هذين الآيتين قد اقترب أوانهما :
" فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون . فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين"
(الأعراف 44 - 45)
"حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت و ظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون"
(يونس 24)
بادروا إخوتي في الله بالتوبة إلى الله و الأعمال الصالحة
و التمسك بسنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم
و التزود بالحسنات ليوم الميعاد
و لا ترضوا بغير شريعة الله و دين الإسلام
و لا تنسونا من صالح دعائكم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
17/1/2012, 1:55 pm من طرف الجنة دار السعادة